نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
الحائز علي جائزة نوبل في الأدب العالمي 1988
بقلم أ.د. أمين أحمد عزالدين
Ναγκίμπ Μαχφούζ, Νομπελ Λογοτεχνίας 1988
από τον Δρ. Αμιν Εζελντίν
Naguib Mahfuz, Literature Nobel 1988
by Dr. Amin Ezeldin
مصري الجنسية و الموطن..... بَدأ في الكتابة الأدبية منذُ ثمانين عاماً تقريباً مضت وَ لَم يتوقف أبداً عن الكتابة... حَيث امتاز قَلمهُ بالتعبير بحرارة مُمَثلاً للطبقة الكادحة لشعب مصر في الحواري الشعبية.
وِلد في منطقة شعبية بالقاهرة (بحي الجمالية) بالقاهرة و ترجع سبب شهرتُه في أنَةُ كتب مؤلفاته بطريقة تختلف عن الآخرين من الأدباء في ذلك العصر حيث كان أبطال قصَصُه من البسطاء و الفقراء الذين يعيشون في داخل الحواري و الأزقة المصرية في (حي الجمالية) .
و من هنا ظهرت أعمالُة الفنية الرائعة في السينما المصرية و اهمها فيلم (زقاق المدق) حيث أضاف بهذا العمل بُعداً جديداً في السينما المصرية , بل و للأدب المصري المعاصر بأكمله و لأول مرة.
و برغم معرفته القوية للأدب العالمي و الأنجليزي بشكل عام إلا أنة فَضَل أن يقدم أعمالة عن الأدب المصري و الشعبي من واقع الحي الذي نشأ فية.
و قدم من خلالهم صورة واقعية عن هذه الأحياء المصرية من خلال المشاعر الإنسانية للأسرة المصرية سواء من الأغنياء أو الفقراء الذين يعيشون بين القصرين.
و بعد الأنتهاء من الثلاثية واجه نجيب محفوظ نقداً من الصحافة و الحكومة لدرجة أنة كان مُهَدداً في بعض الأحيان بالسجن و ذلك لأنَةُ قَدَم شخصيات في أعمالة تمثل القيادات السياسية في الحكم في ذلك الوقت الذي كانت تَمُر بة مصر, حيث عاشت في تلك الفترة وسط خلافات قوية بين التيارات الفكرية السياسية اليسارية من جانب و التيارات اليمينية من جانب أخر.
و من هنا اهتم نجيب محفوظ في كتاباتُه بدور وأهمية العامل البسيط في المجتمع المصري بعد أن قررت الحكومة إلغاء الحزب الشيوعي... و مرت الحرب العالمية الثانية و تغيرت أشياء كثيرة في مصر , و لكن نجيب محفوظ لم يتغير في تلك الفترة بل قدم الأديب الراحل مجموعات كثيرة من قصَصُه تمثل المشاعر العاطفية الجياشة للعلاقات الإنسانية التي لا تفرق بين اليمين و اليسار السياسي , كما صور بإيمان و لغة بسيطة طبيعة المجتمع المصري بعد ثورة 23 يوليو 1952. و برغم إن اللغة العامية (لغة أولاد البلد) لم يُستأنس بها مثل الزجل (الشعر العامي) إلا أن نجيب محفوظ اقتحم هذا المجال و كتب باللغة العامية (اللهجة المصرية) و ذلك عندما صدرت رائعته (بداية و نهاية)
طبيعة و أسلوب مؤلفات الأديب نجيب محفوظ
- مسلسلة و متواصلة درامياً (ملحمة الحرافيش)
- إظهار العلاقات الإنسانية و العاطفية داخل المجتمع المصري و خاصة داخل الأسر الفقيرة
- كان يتألم دائماً مع أبطال قصصه
- له اسلوب خاص في التعبير حيث استطاع أن يطوع اللغة العربية و يجعلها لهجة عامة (لهجة أولاد البلد) و برغم ذلك فأنة كان مهذباً في كتاباتُه .
و برغم إن كُتبُة كانت تباع في الأسواق إلا إنها كانت تُغَطي مصاريفه الشخصية فقط , كما أنة لم يكن في انتظار جائزة نوبل حيث كان يعيش في القاهرة مع زوجته و ابنتيه و بحصوله علي جائزة نوبل العالمية للآداب فأنة شرف مصر و البلاد العربية و الفكر العربي و القلم العربي.
و قد تُرجمَت أعمالة إلي الانجليزية – الفرنسية – الألمانية – الإيطالية – الصينية – الروسية – ثم أخيراً اللُغة اليونانية و ذلك في ترجمة لرائعتُه بداية و نهاية للدكتور أحمد عتمان -رحمة الله علية-(أستاذ و رئيس قسم الأدب اليوناني بجامعة القاهرة) بعد إن حصل علي موافقة شخصية منُة... ثم أخيراً تاريخ حياة الأديب الكبير نجيب محفوظ باللغة اليونانية في كتاب تحت عنوان (نجيب محفوظ بين الواقع و الخيال) للدكتور أمين أحمد عزالدين (استاذ الأجتماع السياسي جامعة بانديوس – اثينا – اليونان) بل و تم تدريس مقتطفات منُة لطلبة و طالبات الجامعات اليونانية.
(حياة نجيب محفوظ اليومية )
عاشَ نجيب محفوظ مواطن عادي في حياتة اليومية يستيقظ كل صباح مبكراً و يمشي يومياً ساعة واحدة ثم يقضي وقتة في قهوة علي بابا حيث يقرأ الصحف ويناقش الزبائن قبل عودتة إلي البيت. ثم يبدأ كتاباتُة حتي الظُهر وعادة ينام بعد الأكل و بعد الظهر يقرأ و في المساء يري التليفزيون.
و هو يختار عادةً أفلام أجنبية لأنة لا يسمع جيداً و بالتالي فهو يقرأ الترجمة. وعادةَ يقرأ كتب الفلسفة ,و تاريخ الحضارات , و الأعمال الأدبية و الكتب السياسية . وهو شخص متواضع و مواطن عظيم في شخصيتُة و حكمتُة و معرفتُة العميقة للواقع الذي يتمثل في كل أعمالة و كذلك في كل أبطال قصصُة و هم جزء منه حيث يعبرون من خلاله عن أفكارهم و ايمانهم و عقائدهم . و كانت أعمالة تمثل حُبُة واحساسة بالإنسان العادي الذي يعيش في الأماكن الشعبية في القاهرة و خصوصاً حي الجمالية الذي اتشرف بانني ولدت في هذا الحي.و قد عبر نجيب محفوظ بدقة عن مشاكل المجتمع المصري لفترة أكثر من 50 سنة. و كتب بواقعية و حب و رقَة في كل أعمالة و كذلك لشخصيات مختلفة تعبرعن المجتمع الشرقي و كذلك العادات و التقاليد الشرقية من خلال قصصة (حكايات ابن البلد)
حي الجمالية
من مواليد حي الجمالية المشهور تأثر بعمق من مشاركتة لحياة الأنسان العادي و قد اصبح ابن البلد علامة في اعمالة... و الجدير بالذكر انة لم يرحل أبداً عن مصر و هو لا يُحب أن يسافر أو أن يغادر مصر حتي عندما حصل علي جائزة نوبل لم يترك مصر لأستلام الجائزة.
و يعتبر نجيب محفوظ المقدم الحقيقي المودرن للأدب المصري و العربي المعاصر
اعمال نجيب محفوظ
اهم اعمالة هي :
ملحمة الحرافيش
و قد كتب اهم اعمالة بعد انتصار اكتوبر 1973 و تحرير سيناء
و كان ذلك رمز الأمل و حامل النصر و لهذا كان السيئون في القصة عند نجيب محفوظ ظاهرة قوياء من خلال الحرافيش
و في هذا العمل يرسم حياة المهاجرين الذين لا ينتمون إلي أحد الحواري, و لا أي وطن و برغم ذلك يظهر عاشور الناجي كشخصية ايجابية. و بحضور عاشور تم التغيير الجذري بمعني الثورة للأنسان البسيط حتي استطاع الأنسان أن يحصل علي حريتُة و انضمامة إلي السلطة
و شخصية عاشور كانت تعيش في عالم الأساطير و الخيال التي تظهر و تتسيد من خلال القوة الدرامية بمعني ظهور البطل الوحيد و المناضل الوحيد في عصر ما بعد ثورة 23 يوليو .. و فجأة توقف الزمن ليصبح كما هو عادة دون أي تغير و البحث من جديد عن الطبقة الحقيقية لاحداث التغيير
و هذا يعني أن الشحاتين (الفقراء) في النهاية كانوا يبحثون عن الخلود و البطولة حتي يضمنوا لهم مكاسب لأولادهم تحت رعاية الملائكة حيث يستطيعو أن يعيشوا الشرفاء... أما بالنسبة لنجيب محفوظ فذكر انة
لا أريد أن أعيش يوم واحد بدون عشقي للكتابة
هكذ قال نجيب محفوظ
اذا رحلت عني رغبتي في الكتابة اتمني أن تكون تلك ليلة وفاتي
نجيب محفوظ فرعون الأدب المصري المعاصر في وجهة نظر الغرب
و ذلك عندما حصل علي جائزة نوبل في الأدب العالمي عام 1988.
و قد عرفت أعمالة طريق الترجمة إلي اللغة الأنجليزية, الفرنسية,الألمانية ,الإيطالية , الصينية , الروسية ثم أخيراً اللغة اليونانية...
و سيظل أسم نجيب محفوظ الذي ولد في ديسمبر عام 1911 في القاهرة . قارئ جيد في الفلسفة و الأدب و هذا الرجل العظيم عمل في بداية حياتة موظف حكومي و قد تأثر نفسياً بوالدتة و احبها حُباً شديداً برغم انها لا تعرف القراءة و الكتابة و لكن كانت علي معرفة بتاريخ الأثارالفرعونية .و في اثناء طفولتة كانت والدتة تقودة إلي الأماكن الأثرية التاريخية لمعرفة الحضارة المصرية القديمة في القاهرة و بالتالي تأثر نجيب محفوظ بهذة الحضارة مما أدي إلي حُبُة الشديد إلي وطنة مصر كمشعل للحضارة و التي مثلها في جميع أعمالة.
رحم الله أديب مصر و العرب نجيب محفوظ
***************
اهم اعمال نجيب محفوظ
عبث الأقدار - رادوبيس - كفاح طيبة - القاهرة الجديدة - خان الخليلي - زقاق المدق - السراب
بداية ونهاية عام 1949
تم ترجمتة الي اللغة اليونانية للاستاذ الدكتور احمد عتمان استاذ و رئيس قسم الادب اليوناني بجامعة القاهرة رحمة الله علية
الثلاثية
بين القصرين - قصر الشوق - السكرية
اللص والكلاب - السمان والخريف - الطريق - الشحاذ - ثرثرة فوق النيل - ميرامار - أولاد حارتنا - المرايا - الحب تحت المطر - الكرنك
حكايات حارتنا - قلب الليل - حضرة المحترم - ملحمة الحرافيش - عصر الحب - أفراح القبة - وكالة البلح - ليالي ألف ليلة
الباقي من الزمن ساعة - أمام العرش - رحلة ابن فطومة - العائش في الحقيقة - يوم مقتل الزعيم - حديث الصباح والمساء - قشتمر - الشريدة
قصص قصيرة
همس الجنون - دنيا الله - بيت سيء السمعة - خمارة القط الأسود - تحت المظلة - حكاية بلا بداية وبلا نهاية - شهر العسل
الجريمة - الحب فوق هضبة الهرم - آثار الحكيم- الشيطان يعظ - رأيت فيما يرى النائم
التنظيم السري - صباح الورد - الفجر الكاذب - أصداء السيرة الذاتية - القرار الأخير - صدى النسيان
فتوة العطوف - أحلام فترة النقاهة
و أخيراً ترجمت إلي اللغة اليونانية أخر أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ إلي اللغة اليونانية عام 2000. قام بترجمتها إلي اللغة اليونانية الأستاذ الدكتور أمين أحمد عزالدين أستاذ الأجتماع السياسي – جامعة بانديوس للعلوم السياسية – أثينا – اليونان و هي
السعادة – الرجل القوي – الزلزال – المعلم – العودة
المكتوب علي الجبين لازم تشوفة العين - رؤية مصرية خالصة
السعادة – الرجل القوي – الزلزال – المعَلم – العودة
المكتوب في الفكر اليوناني
(أن الخطائين الذين فسدوا في الأرض قد دفعوا الثمن علي اخطائهم و الذين تحملوا قسوة الحياة بالصبر فوجدوا راحة البال و النعيم)
*********
عابر سبيل
أ.د. أمين أحمد عزالدين
أستاذ الأجتماع السياسي
جامعة بانديوس للعلوم السياسية
رئيس الجمعية العلمية اليونانية للدراسات العربية و الأسلامية