تاريخ المسرح اليونانى القديم
تاريخ المسرح اليونانى القديم
Η ιστορία του αρχαίου ελληνικού δράματος
History of the Ancient Greek Drama
أن الدراما اليونانية هى خلق شعرى مركب يهدف الى رفع المستوى الفكرى للمتفرج ، فلم تكن الدراما عبارة عن جملة
أو وسيلة فقط للتعبير ولكن مشاهد مسرحية متكاملة تقدم أحداث قوية يتفاعل معها المتفرجين مع الممثلين على خشبة المسرح ليكونوا معا دراما حقيقية و سيمفونية .
وتنحدر الدراما من مواقف و أحداث من الاساطير الدينية القديمة
وبذلك ارتبط ظهورها فى البدايه بحفل يقام سنويا على شرف آله
الخمر( ذ يونيسوس ) ، وكانت تلك الحفلات لها أهمية كبرى فى
المجتمع الاثينى القديم ، حيث يتوافد المؤيدون و المشجعون ..
والعاشقون للآلهة بأعداد كبيرة و بشعور بالبهجة ، وكان الهدف
النهائى هو الوصول الى حالة النشوى و اللذة و المتعة .
ومن هنا بدأت الدراما عام – خمسمائة و ثلاثة واربعين قبل الميلاد- فى منطقة ذيونيسوس ( أكروبوليوس ) ، حيث تطورت
الدراما كنتيجة حتمية لتواجدها داخل المجتمع الاثينى المتطور .
تتكون الدراما من أشكال ثلاثة :-
أولا :- التراجيديا
ثانيا :- الكوميديا
ثالثا :- السخرية الدراميا
وقد حدثنا الفيلسوف العظيم ارسطو ( أن التراجيديا هى تقليد
لحالة مهمة وجادة و أعادة للوقائع التى حدثت فى الماضى )
و أن كانت غير مشروطة بتمثيل الواقع حرفيا ، ولكن بطريقة
وبأداة حرة و منفعية .
ومن أهم أشكال التراجيديا ( هو العمل المسرحى ) وهدفة هو
أعداد المتفرج و قيادتة الى طريق مملوء بالاحاسيس و المشاعر
و الخوف والرهبة و المتعة و اللذة ، بهدف تفاعل المتفرج
فى الحضور المسرحى عاطفيا و منطقيا ، وبذلك يشترك المتفرج ويتعاطف مع الحدث ، وأن كان يختلف مع مواقف القدر .
ومفهوم ومعنى كلمة النشوى فى الفكر المسرحى اليونانى هو
الوصول بالمتفرج من خلال العمل الفنى المسرحى الى هدوء البال
والشعور بالراحة النفسية والتأكد من النصر فى النهاية .
و أن مسألة النصر لبطل الرواية هو موقف أخلاقى أو أعادة
الأوضاع على نصابها الاخلاقى ، وبالتالى فأن المتفرج يستطيع الوصول الى الخلاص و يرتقى الى المستوى الفكرى العالى
و التفاعل مع الحالاتالأنسانيه المرتفعة .
****************************
العظماء الثلاثاء
فى الفكر المسرحى اليونانى القديم
اسخيلوس
أقدم مؤلف مسرحى يونانى فى العصر القديم ( خمسمائة و خمسة
و عشرين قبل الميلاد ).
ولد فى الف سينا ، وأنحدر من أسرة اروستقراطية ، حيث تلقى التعليم
العالى ، وكانت هوايتة الكتابات المسرحية ، حيث حصل على أول جائزة
فى المباريات التى كانت تقام فى المسرح الاغريقى القديم عام ( ربعمائة
و اربعة و ثمانين قبل الميلاد )وأن لم تكن الجائزة الوحيدة فى حياة
اسخيلوس ، بل حصل على ثلاثة عشرة جائزة اخرى بعد ذلك .
وتمتاز أعمال اسخيلوس فى التأليف المسرحى بعدة عوامل أهمها :-
أولا :- شعور المتفرج بأهمية وقيمة الحياة عند الانسان من خلال النص
المسرحى .
ثانيا :- مواجهة المؤلف بقوة وأقتدار لفكرة الحياة والموت .
ثالثا :- البقاء الانسانى يجب أن يكون فى حدود وسطيه ، كما أن البشر
يجب أن يحترصوا من الشكل الانتقامى المتواجد فى بعض عناصر البشر بل وبعض الآلهة.
رابعا :- الانسان فى تراجيديا اسخيلوس ليس فرد ، ولكن عنصر مهم فى المجتمع الانسانى ، وكذلك فى مجتمع الآلهة ، بل وعنصر متواجد بقوة فى الطبيعة .
ومن هنا نستخلص أن اسخيلوس هو المؤسس الاول للتراجيديا
والمسرح اليونانى
والجدير بالذكر أن اسخيلوس كان يشترك بنفسة فى التمثيل أثناء المسرحية ، وذلك فى عدة صور و أشكال متعددة ، فأحيانا يكون
ناقد – أو راوى – أو عضو فى المجموعة – أو فى الكورال .
أن أعمال اسخيلوس تعتبر الاساس الاول و الدعامة الاولى التى قام
عليها المسرح اليونانى ، بل و مازالت أعمالة حتى الآن تدرس .
أهم أعمال اسخيلوس
# اولا :- الفرس .
# ثانيا :- السبعة ضد طيبة .
# ثالثا :- المستجيرات .
ثم الثلاثية المشهورة وهى :-
*** اجامنون
*** حاملات القرابين
*** الصافحات
وفى عام ( ربعمائة و خمسة وعشرين قبل الميلاد ) خسر اسخيلوس
أول جائزة له مع خصمة سوفوكليس .
مما أدى الى هجرته الى صقلية ( بيلا ) حيث مات هناك فى عام
( مائتين و ستة وخمسين قبل الميلاد ) ، وترك لنا تاريخ مسرحى عظيم
على مدى الاجيال .
سوفوكليس
ولد عام ( ربعمائة و سبعة وتسعين قبل الميلاد ) من أسرة أرستقراطيه
فى كولونوا خارج العاصمة اثينا .
من أقدم المؤلفين للمسرح اليونانى القديم ، ويذكر لنا التاريخ :
أن أول محاولة لة لدخول مباريات المسرح اليونانى حقق انتصار على
اسخيلوس ، كان محبا لوطنة و لبلدتة .
حصل على عديد من الاوسمة بالرغم أنة رفض دعوات كثيرة من الملوك
للعمل كمستشار ، وكمساعد للقائد اليونانى العظيم ( بركليس ) .
أحب مدينتة ، ومات فى مدينتة عام ( ربعمائة وستة قبل الميلاد )
عن عمر يناهز تسعين عام .
# أن شخصية سوفوكليس عديدة الاوجة و الملامح .
حيث يجد الانسان صعوبة بالغة فى فهمها .
فكان رجلا يحترم الآلهةولكن بدون أدنى تعقيدات بشرية ، ولذلك قدم
من خلال أعمالة دور الآلهة وقدرتها على التحكم و التصرف فى مقدرات
الانسان ، وفى نفس الوقت كان ينادى بأن الانسان يجب أن يكون حرا
لكى يحدد أعمالة ، و أخطائة ، و أختياراتة بنفسة
وفى نفس الوقت على الانسان أن يكون مستعدا لمواجهة النتيجة
مهما كانت .
وبالتالى فأن سوفوكليس كان حساسا دقيقا أمام المشاعر الانسانية .
افربيدس
ولد افربيدس ( عام ربعمائة وثمانين قبل الميلاد ) فى ( سلامينا )
من أسرة ارستقراطية، وكان يمتلك عن أسرتة مكتبة كبيرة .
ظهر كمؤلف للمسرح اليونانى القديم فى وقت عصيب أثناء التحديات
الكبيرة للمؤلفين المسرحيين .
حيث توفى اسخيلوس فى ذلك الوقت بعد نجاح كبير ، وعلى مدى خمسة
واربعين عاما ، وكان سوفوكليس. متواجدعلى المسرح اليونانى القديم و على مدى عشر سنوات بنجاح كبير فى مواجهة مؤلفين آخرين فى مجال المسرح ، ومن هذا المنطلق فأن الوقت كان عصيبا لافربيدس بصفته شابا يواجه تحديات كبيرة من مؤلفين عظام ، بل وعصر ملىء بالعمالقه فى المجال المسرحى .
ولم يسعى افربيدس فى كسب مكان له وسط هؤلاء العمالقه من رجال المسرح : # اسخيلوس - ## سوفوكليس
ولكنه أختار طريق آخر ، و فكر أخر ، أعاد للمسرح الاغريقى شبابه و حيويته ، وأصبح ظاهرة جديدة أمام المتحفظين من عظام المسرح .
الا أنه أستطاع أن يحصل على جائزة المسرح مرة واحدة فقط .
ويذكر التاريخ لنا أن بعد وفاته أصبحت أعماله من أهم الاعمال المسرحيه اليونانيه الشهيره و التى لاقت حب الجماهير ، بل تدفق
مسرح افربيدس الى مساحه واسعه خارج اليونان ، بحيث غطى مساحه شاسعه فى أوروبا .
كان افربيدس فريد فى فكره ، حيث حلل الطبيعه الانسانيه و المشاعر
الداخليه ورغبتها و أهدافها و محركاتها عند الانسان .
وحاول أن يضع الحقيقه واضحه ويستخدم فى نفس الوقت عنصر
الشك مع التعليق والتساؤلات عن أى شىء و كل شىء دون أن يغلق
الباب أبدا حول امكانية خطأ الآلهه .
فكان قمه ثالثه من قمم المسرح الاقريقى القديم .
أهم أعمال افربيدس
# اليكترا
# ايفجينيا
# طرواده
## هيلين
## ميديا
و من هنا نستخلص الملامح النهائيه لاعظم الكتاب المسرحيين فى تاريخ
الفكر المسرحى اليونانى القديم ، من حيث الطبيعه و الاسلوب والشكل .
وبالتالى نستطيع القول أن :
اسخيلوس هو المؤسس الاول للدراما اليونانيه ، وأن اعماله تعتمد على
أسلوب واحد ، برغم رؤيته لفكرة العداله الآلهيه .
اما بالنسبه :
لسوفكليس قد قدم على المسرح البعد الانسانى للفرد ، وقدرته على
أن يكون متحكما و قادرا على مواجهة قدره
وأخيرا نأتى الى :
افربيدس الذى أستطاع و بكفائه وقدره أن يحلل الطبيعه الانسانيه من
خلال الواقع الحقيقى للانسان دون تحدى للآلهه .