العصبية و سلطة الحكم

2014-07-23 12:24

 

العصبية و سلطة الحكم

 

Assabiyah and the Authority Power

Η Assabiyah και η Ισχύς της Εξουσίας 

 

 

ن الهدف الأسمي للعصبية هو الوصول إلي سلطة الحكم ‘ حيث تبدأ في ظهورها أو (ميلادها) ضعيفة و محدودة القوة و العناصر لتظهر من خلال التنظيم السياسي للعمران. لتبدأ مرحلة انطلاقها من فترة الضعف إليأ مرحلة القوة بخطوات محسوبة حتي تصل إلي السيطرة علي الدولة أو السلطة و هو الهدف الأسمي (السيطرة علي السلطة و تأسيس الدولة). 
من هذا المنطلق فأن عملية الميلاد تبدأ في الظهور الأول من داخل المجتمع البسيط أو الجماعة المحدودة (القبيلة ) بحيث تتكون من أفراد معدودة بينهم تجانس فكري و عقائدي لتَعبُر إلي مرحلة التكوين (الجماعة) . ثم تبدأ المرحلة التالية و هي محاولة البحث عن عناصر جديدة مشابهه و مطابقة للأنضمام لهذا المجتمع البسيط. 

و تبدأ بعد ذلك المرحلة التالية في البحث عن عصبيات اخري متجانسة لتتحد معها و تَقوي بها لتصبح عصبية قوية هدفها الأستيلاء علي الحكم ثم الدولة . 


و هناك 3 عناصر مؤثرة في تكوين الجماعة (العصبية)
1. العصبية 2. الدعوي و التبشير 3. رأس المال

و في الواقع أن (عصبية الدين) أقوي من (عصبية الدم) أو علي الأقل في نفس المستوي و لكن تمتاز عصبية الدين بأنها تؤكد و تُدعم روح التضامن بين الشعوب و الجماعات و في الواقع أن 

(الأيمان لا يصبح متكامل بدون عصبية).
*******************
العصبية و السلطة :

يحدد ابن خلدون قانون الأطوار الخمسة للعصبية بهدف الوصول بها إلي السلطة أو الحكم علي اساس : 
- القانون الأول (الأستيلاء)

الأستيلاء علي السلطة و انتشار الأرستقراطية القبلية و قدرتها علي فرض الضرائب و الثراء. ...


- القانون الثاني : (الولاء)

توطيد السلطة.... و هنا تتنازل العصبية عن صلة الدم و القرابة و تهتم بعامل جديد هو (الولاء) و بالتالي تتسع سلطة الدولة و تنضم إليها أقاليم جديدة مما يؤدي إلي اتساع قاعدة الملك و في نفس الوقت تتسع قاعدة الضرائب لكي تتحول إلي دولة غنية و قوية . 

- القاون الثالث: (الأنفراد بالسلطة)
السلطة المطلقة... و هنا يتطور الدور الحضاري و العمراني و يتحول صاحب الدولة إلي سلطة قوية و مطلقة ويسود وحدة في الحكم كما أنة يمارس سيادتة علي كل القبائل . 

- القانون الرابع : (ديكتاتورية السلطة)
انشقاق بين الحاكم و العصبيات الصغيرة بعد أن يتسلم رؤسائهم الأموال كتعويض لهم عن فقدان الأمتيازات السياسية و اعطاء صاحب الدولة كل الأمتيازات و السلطات في يدة ...
و هنا يتحول صاحب الدولة إلي شخص أخر‘ (ديكتاتور) يحاول أن يحافظ علي ثروتة و سلطتة و ذلك ببناء جيش قوي خاص لحماية عرشه و سلطانة . و تتميز الديكتاتورية عبر جميع مراحلها بأستخدام العنف ضد خصومها ‘ و في بدايتها تكون
(غضوبة)
(anger – θυμός)
إلي أن تبلغ ذروتها عندما يتقدم بها السن لتصبح هشة و أكثر ليونة مما يجعلها تلبس قناع و تتجمل لكي تخفي جرائمها‘ و بالتالي ترسم مستقبلها و أركانها من خلال ابادة المعارضة بعد أن تكون قد استكملت الأعداد في سجونها و حشرهم علي انهم معارضين خطرين. أما البعض الأخر يهرب خارج البلاد لسنوات عديدة ‘ و من هذا المنطلق تبدأ الدولة في التصرف علي غرار رجال العصابات و هذا يؤدي الي ظهور نظام جديد داخل العصبية و هو (الشلالية) و هم المحيطين بالرئيس.
و من هنا تبدأ فكرة سقوط المجتمع و وضعة داخل قفص او اسوار محاط بأفظع انواع المخدرات لتخدير هذا الشعب و تنتقل بل و تمتد رائحة العفن الداخلي إلي السلطة لتظهر عصبية صغيرة مولودة من داخل أحشاء العصبية الأم الشرعية و تسمي (الحرس الجديد) لتقوم هذة العصبية بالأعلان عن نفسها في مواجهة الحرس القديم . و ذلك في محاولة للأستيلاء علي السلطة عن طريق القوة أو الأرث .




- القانون الخامس : (سقوط النظام)

الزوال ... (زوال السلطة ) و هنا تحتضر العصبية و تنتحر من خلال نفسها و يظهر الفساد في العمران مثل (الكذب – النفاق – الرياء – الرشوة – المحسوبية- حب الذات .... الخ) و ذلك يظهر واضحا في الأدارة و العمران و تطور المدن بل في العلاقات الأنسانية بين أفراد المجموعة الواحدة و احياناً داخل الأسرة الواحدة و هذا يعني مستوي الأنحطاط و تدمير المجتمع و الأسرة . 
و في وسط الأزمات تظهر عصبية جديدة معارضة لتعلن عن ميلاد جديد و عصر جديد و اسلوب حكم جديد يختلف تماما عن النظام السابق 
و بذلك نصل الي موت عصبية و ميلاد عصبية اخري حيث تبدأ ظهورها في القري ثم في المدن لتؤثر بمفهوم جديد و سيكولوجية جديدة من خلال العلاقات الأنسانية بين الأفراد علي ان تتربع علي عرش السلطة 
و تمر بنفس الدور الدائري السابق للعصبية . 
العصبية و الوازع الفردي :

لقد نظر ابن خلدون للعصبية بنظرية قوية و تمحيص واعي اعتمادا علي المؤثرات التاريخية و تفسير حوادث التاريخ العربي و الأسلامي و تناولة بالدراسة لهذة الموضوعات من الناحية السياسية و الأجتماعية و هي ارقي مراحل تطور العصبية و غاب عن ابن خلدون ان هناك مرحلة أخري ورافداً جديداً يؤثر تاثيراً مباشراً في العصبية و هذة هي اضافتي للفكر الخلدوني لأقدمها للقارء الجليل حيث انبثقت هذة الأضافة من أحشاء دراساتي الخلدونية و أرتباطي بالمجتمع الذي ولدت فيه و نظرتي للتغيرات التي طرأت علي المجتمع و الافراد و سلوك البشر و بالتالي اضيف عامل جديد للفكر الخلدوني و هو

"سيكلوجية الفرد و تأثيرها في العوامل الاجتماعية".

و السؤال المطروح الآن هنا للفرد و هو ليس من انت؟ بل ابن من انت او إلي أي جماعة تنتمي و لايعرف الشخص بأسمة بل يعرف بأنتسابة إلي جماعة أو إلي قبيلة ‘ و انني اتفق مع الراي السائد أن الحاجة إلي الوازع تفرضها طبيعة الأنسان نفسة باعتبارة ميال إلي الخير أو الشر معا و بذلك نصل الآن إلي أن المجتمع لابد له من سلطة تحفظ تماسكة 
و تعمل علي التعاون بين الأفراد و هذا هو الوازع الذاتي النابع من الضمير أو الاخلاق أو الدين بهدف تقوية الروابط الاجتماعية.
أن أي مجتمع يحتاج إلي وازع وذلك لطبيعة الأنسان العدوانية المليئة احياناً بالحقد و الغيرة و حب الظهور و التعصب الأعمي و حب السيطرة و النفاق ... الخ...و هي علامات واضحة موجودة في البشر و في ابناء الأسرة الواحدة احياناً. و بناء علية فأن المطلوب هو البحث عن عناصر جديدة في السلوك الفردي لاظهارها حتي يتسني لنا معرفة و اضحة بل
و اكتشاف البعد النفسي للفرد و مدي تأثيرة بالعصبية و انصهارة داخل بوتقتها. 
و للحديث بقية ....
و الله المستعان ....
عابر سبيل ...
أ.د. أمين أحمد عزالدين

 

**********************************