العرب في الفكر والتراث الانساني

2014-07-23 12:10

 

العرب في الفكر والتراث الانساني

 

The Arabs in the Global Thought & Treasure 

Οι Άραβες στην Παγκόσμια Σκέψη & Θησαυρό 

 

 

العروبة تطلق علي العرب جنساً فيقال 

 

عرب الرجل يعرب عروبة ‘ أي صار عربياً و تطلق العروبة علي لغة العرب لساناً‘ فيقال:
عرب الرجل و عَرَبَ‘ اذا فصح بعد لكنة في لسانة ‘ و عَرَبَ لسانة عروبة أي:
صار لسانة عربياً.
هكذا عُرف لفظ العروبة حجتا لسان العرب 

(ابن منظور الافريقي – و أبو طاهر الفيروز ابادي في لسان العرب و القاموس المحيط ).
و يقول ابن تيمية: 
أن من لم يعتقد أن جنس العرب أفضل من سائر الأجناس فهو شعوبي. 
و تفضيل العرب يوجب محبتهم ‘ و محبتهم ايمان و بغضهم نفاق. و الخلافة في قريش‘ و نسب قريش الي العرب كنسب العرب إلي سائر الناس و قد قال قوم من العرب لسلمان الفارسي صاحب رسول الله : 
صل بنا ياأبا عبد الله أنت أحقنا بذلك فقال: 
لا أنتم بني أسماعيل العرب الأئمة و نحن الوزراء. 
وَ يُرجع جميع الفقهاء و الأئمة أن العرب هم أفهم من غيرهم و أحفظ و أقدر علي البيان و العبارة ‘ كما أن العرب قبل الأسلام. طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعلة. حتي بعث الله محمداً - صلوات الله و سلامة علية – بالاسلام فأخذوا من الهدي العظيم بتلك الفطرة الجيدة لديهم فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم . 

من هم العرب

العرب اسماً لقوم جمعوا ثلاثة أوصاف  


 من كان لسانهم باللغة العربية 
 من كانوا من أولاد العرب 
 من كانت مساكنهم أرض العرب 

 


فا العروبة تثبت باللغة و بالنسب و بالوطن فمن تكلم العربية فهو عربي ‘ و من أنتسب لأب عربي فهو عربي (أذ الولد يتبع اباة) كما في الشريعة في الدين 
و النسب – و من سكن أرض العرب فهو عربي. 
و تعتبر جزيرة العرب (و الذي حددها ابن تيمية) من بحر القلزم الي بحر البصرة ‘ و من أقصي حجر باليمن الي أوائل الشام – فلما جاء الاسلام و فتح العرب الدنيا 
و انتشروا فيها مثل الشام و العراق و مصر و المغرب العربي و غلب علي أهلها لسان العرب و اصيحت هذة الديار بعد الاسلام عربية لانها استعربت لغة ووطناً.
العرب في القرآن :
وصف القرآن العرب بالجاهلية فقال (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)‘ أفحكم الجاهلية يبغون) ( و لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي). 
و الجهل باللة و بأحكامة و التبرج كانت صفات الجاهلية ‘ حتي جاء الاسلام فبدل جهلهم علماً‘ و ظلمهم عدلاً. و الجاهلية عند العرب خلق عارض يزول بالعلم 
و التعلم و قد زال بعد نزول القرآن حيث يقول رسول الله (اذا ذلت العرب ذل الاسلام) حيث أخرجة ابو بعلي في مسندة عن جابر بن عبدالله و قالة العراقي في القرن حديث صحيح ) . 
و وصف القرآن العرب بالضلال فقال (هو الذي بعث في الأمين رسولاً منهم يتلو عليهم آياتة ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
و كلمة ضلال قد وصف بها القرأن النبي نفسة صلوات الله و سلامة علية فقال (ووجدك ضالاً فهدي) و الضلال الذي وصف بها العرب كما قال الأئمة (الحسن البصري)- و الضحاك وابن كيسان- هو الضلال عن معالم النبوة و أحكام الشريعة و الغفلة عنة وقد قال القران (و أن كنت من قبلة لمن الغافلين ) كما قال تعالي (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله).
و قد ذكر الفيلسوف المؤرخ عبدالرحمن ابن خلدون ان الانسان ابن بيئتة فيكون سهلاً علينا وصف الخُلق العظيم كصفة للعرب حيث قال تعالي و انك لعلي خُلق عظيم ) تفسير ابن كثيرج ص. -8- 349 
و هكذا اصبح العرب و اللغة العربية لغة عالمية بل لغة الحوار في ذلك العصر
و في كل ارجاء العالم العربي مصر و سوريا حتي وصلت الي بلاد فارس 
و شمال افريقيا الا ان العرب قد حافظوا بشرف علي عادات و تقاليد الشعوب التي دخلت عليهم و احترموا تاريخهم كما ان العرب قاموا بحماية المسيحيين 
و اليهود بل انقذوا المخطوطات القديمة التي تمثل الفكر اليوناني. و من هذا المنطلق بدأ عصر جديد و ميلاد جديد للحضارة العربية و اذدهرت العلوم و الفكر و الثقافة لتصبح دمشق و بغداد و تونس و القاهرة بعد ذلك مركز اشعاع حضاري. 
و لتسمحوا لي ان اقدم مثالا رائعا في سماء الفكر العربي و الاسلامي حينما اذكر مقولة دانتي الشهير بأن ابن الرشد الفيلسوف العربي قد وضع بأعمالة و فكرة حجر البناء الاول في الفكر الفلسفي الأوروبي 
“AVVEROIS CHE I GRAND COMENTO FEC”, CANTO IV
(DANTE)
ابو الوليد محمد ابن احمد ابن محمد ابن الرشد 
1126-1198 
الفيلسوف العربي الذي اسس الفكر الفلسفي في اوروبا 
و في النهاية فان اللغة العربية مدينة إلي القرآن الكتاب السماوي المقدس الذي حمل في طياتة فكر جديد و علم جديد و مضمون لجميع الكتب السماوية السابقة بل ايقظ العرب و اللغة العربية و الحركة الفكرية للانسان القديم و المعاصر كما اعتبرت اللغة العربية المصدر الحقيقي لاحياء العلوم اليونانية القديمة. 
و سيظل جامع القيروان و الزيتونة بتونس ‘ و تلمسان بالجزائر و الرباط 
و مسجدِ القرويين في فاس و المسجد الأموي الكبير بدمشق و المسجد النبوي
و المسجد الاقصي و الازهر الشريف بالقاهرة .... 
كلها منابر اعطت للفكر الأنساني التراث العربي الاصيل و العلوم و الشريعة 
و الفقة ليصبحوا جميعاً رموزاً مع غيرهم من المساجد علامة للفكر العربي 
و عطاء للبشرية جمعاء... 


و الله المستعان 
عابر سبيل 
دكتور أمين أحمد عز الدين

 

 

**********************************