اشبيلية قلعة الحضارية العربية و الأسلامية لأوروبا

2014-07-23 11:42

 

اشبيلية قلعة الحضارية العربية و الأسلامية لأوروبا

 

Σεβίλλη: το κάστρο του αραβικού και ισλαμικού πολιτισμού στην Ευρώπη

Seville: the Arabic and Islamic Civilisation Castle in Europe

 

 

 

 تعتبر اشبيلية العاصمة الحضارية في اوروبا بعد الفتح العربي الاسلامي لها, حيث و جدت الفنون و العلوم العربية تربة خصبة لتغرس جذورها 

و تنمو بأزدهار عندما اقام العرب جامعة حقيقية في اشبيلية قبل ان توجد فكرة انشاء جامعة في أوروبا بأكملها‘ و ذلك

لأن المعرفة في ذلك العصر كانت تُدَرَس بواسطة رجال الفكر العربي و الاسلامي علي يد جابر بن حيان – الكندي – الفارابي – ابن سينا – ابن الهيثم – ابن مسرة 

القرطبي و اخيراً ابن الرشد في ذكراة اليوم 14-4 حيث يحتفل العالم بهذا العالم الجليل .

و لقد كانوا جميعا العمود الفقري و حجر الاساس التي انبثقت منه 
 قمة الفلسفة العربية الاسلامية حينذاك و اضعين أُسُس فعالة ذو نفحات عربية اصيلة و ذلك  لانشاء أول جامعة في  اوروبا.

و كانت اللغة العربية الفصحي هي اللغة الأولي في اسبانيا و هي لغة الأُدباء و العلماء اما اللغة العربية الدارجة فكانت لغة دوَاوين الحكومة , اما اللاتينية فاستخدمت في الكنيسة و سميت لغة التراتيل ثم ازدهرت حركة الترجمة و التأليف التي أدت الي انتقال العلوم اليونانية الي الغرب حيث انطلقت من بغداد في البداية ثم انتقلت الي المسلمين في اسبانيا لينتهي بها المطاف الي ثورة فلسفية عظيمة في اوروبا.

و الجدير بالذكر ان الأُسقف جون اسقف اشبيلية قام بتنقيح عربي للأنجيل لخدمة النصاري المستعربين حتي ظهر (ابن حزم) في اوائل 1024 

و وضع مؤلفه الديني التاريخي العظيم

 (الفصل في الملل و الأهواء و النحل- 1418 هجرية- 1027 ميلادية)

و هو كتاب لم يسبق مثلة في الأدب العالمي حيث شرح فية الفرَق 

و المذاهب الاسلامية كذلك قدم شرح للديانتين المسيحية و اليهودية .

كما ظهر الفيلسوف (ابن الرشد) اشهر قضاة ذلك العصر 1125 و التي دُرسَت اعمالة في جميع انحاء اوروبا كما قدم (ابن عربي)

 دروس التشريع في اشبيليا و كتب (الفتوحات المكية) و اخيرا ظهر المؤرخ الكبير 

و العلامة (لسان الدين ابن الخطيب) و كان وزيراً في اسبانيا و عالم فذ من عظماء عصرة  و صديق وفي لعبدالرحمن ابن خلدون .

أن النشاط الأعجازي الذي رسخة الحكماء و الفلاسفة العرب و المسلمين في مزج و ترجمة الفكر العربي اليوناني و نقلة من الشرق الي الغرب هو حدث حضاري عظيم .

و الجدير بالذكر ان الخليفة الاسلامي في اسبانيا طلب من رومانو امبراطور الدولة البزنطية ان يرسل له مترجم بيزنطي حيث قام رومانو بأرسال الراهب نيقولا الذي ساعد في ترجمة اعمال ذيسكوريذيس الذي درس الطب في الاسكندرية و هو اول من استخدم علم النبات في تحضير الدواء الطبي و هو مؤسس علم النبات و في نفس الفترة  تكونت المقومات الأولي لأنشاء مدرسة للفكر الأفلاطوني الجديد عام 900 ميلادية قائمة علي تعاليم الفيلسوف اليوناني العظيم امبذوكليس.

و في القرن التاسع سُمِعَت و لأول مرة شروح لفلسفة امبذوكليس

و انتشرت بعد ذلك في مدينة قُرطُبة حيث كان المعلم العربي و الشارح لهذة الفلسفة (ابن مَسرَة القُرطبي).

و يسجل التاريخ ان اول جامعة انشت في قرطبة عام 900 بعد الميلاد كانت علي يد علماء عرب و مسلمين حيث قدموا خلاصة الفكر العربي 
و الاسلامي في اول جامعة اسبانية كما قدم العلماء المسلمين روائع الفكر في كل المجالات و في جميع المدن الأسبانية حيث قدموا الفنون – و علوم الكيمياء – الفيزياء – و علم الفلك – و الرياضيات النظرية – الطب و أنطلقت هذة العلوم من المدن الأسبانية الي العواصم الاوروبية الأخري.

و في النهاية فلقد تسلم العرب اشبيلية كمدينة رومانية مغمورة فأصبحت مركزاً تجارياً و علمياً عالمياً مزدهراً بالفكر و التراث العربي و اليوناني حتي سقطت في يد المسيحين في القرن ال14   .

وهذا الأزدهار الذي كان علامة واضحة في تاريخ البشرية بل و يعتبر ظاهرة فريدة و بشكل خاص علي الصعيد  الأوروبي خلال حقبة القرون الوسطي  و من هنا كانت مصدر الهام و ميلاد جديد للفكر في العالم الاوروبي.

 

و لسنا في حاجة الي ذكر العديد من اولئك الذين ذاع صيتهم في تلك الحقبة الزمنية الا اننا يجب ان نذكر اسم العلامة الكبير و الفيلسوف العربي العظيم (ابن رشد) الذي نحتفل به اليوم الذي أُطلق علية الفيلسوف الأرسطي .

 هذا بجانب اذدهارة في علم اللاهوت – و الطب – و القانون

و ينسب لة انقاذ العلم الارسطي بل و تحليلية و تمحيصة و بث فلسفتة في اوروبا.

و يعتبر ابن رشد هو قمة اللقاء الفلسفي بين العرب و اليونان بل ورمزاً لذلك,  كما انة واضع لحجر الأساس للفلسفة الأوروبية في عصر النهضة.

و بناء علية نستطيع ان نقول ان اشبيلية كانت مهداً للقاء العظيم بين حضارتين و انصهار بين الفلسفة العربية و اليونانية و التي اضاءت مشعل الحضارة في اوروبا.    

و مع ذلك نجد اننا امام حادث مروع قد اثر علي مسيرة الفكر الفلسفي 
و الانساني حين ذكر الفيلسوف ناثانيل سميث بجامعة كورنيل بامريكا في كتابة عام 1930 عن الفلسفة الاسلامية ذاكرا بان الكاردينال كيسيميس عام 1499 قد اصدر اوامرة بان تحرق جميع المخطوطات العربية التي تمثل الفكر الفلسفي العربي و الاسلامي و اليوناني في اكبر ميادين غرناطة و كانت هذة المخطوطات بكثرة حيث اكد الدكتور امين احمد عزالدين في رسالتة للدكتوراة من جامعة بانديوس للعلوم السياسية عام 1985 – اثينا- اليونان

انة تم احراق مليون كتاب و مخطوطة قيمة و نادرة ولم ينقذ من هذا الحريق الا  261 كتاب و مخطوطة فقط و هم الان في اسبانيا (مكتبة الاسكوريال) و نستخلص من ذلك الي نتيجة واحدة و هي ان اشبيلية كانت تمثل اول منار للقاء الفكري العربي اليوناني وقمة الحضارة العربية و الاسلامية في اسبانيا.

و اسمحوا لي ان اقدم الي السادة القراء مثالاً لدور الفكر العربي 
و الأسلامي في تشريح الفكر الأرسطي .

 

في عصرنا هذا نجد كلمة (القوة)  و هي كلمة عربية و تعني القدرة 

و القوة و باللغة الانجليزية تعني (POWER)

و لكن عند فلاسفة العرب و المسلمين احتفظوا بالمعني الارسطي لهذة الكلمة و بالتالي فأن القوة تعني القدرة علي الفعل أو (التفاعل) المحسوس والمرئي علي المادة بهدف الأنتاج و الاثمار و الوصول الي الهدف و هذة القدرة تظل راكدة و ساكنة في الاشياء الجامدة حتي تظهر عوامل خارجية قادرة علي استخراجها و ذلك يبدو في المعادن و الاحجار و علي سبيل المثال فان الحجر يخبئ  في داخلة قدرة في ان يكون قابل للتغيير من خلال عوامل خارجية بحيث يصبح تمثالا .

اما القدرة في الاشياء التي تكمن فيها (الروح) فهذة القدرة و القوة تتحرك داخليا من مصدر الطاقة الروحية (او النفسية) و لهذا فان العالم العربي الكيميائي العظيم (جابر بن حيان) قد حدد معني و ماهية (علم الكيمياء) حيث ذكر انها

(استخراج القوة و تحويلها الي طاقة فعالة)

 

‘’εξαγωγή των εν δυνάμει σε εν ενεργεία’’

 

و من هنا نجد امامنا ان الفلسفة الاسلامية و العربية قد رحبت بالفكر الارسطي بل اضافوا العلماء اصطلاحات فلسفية جديدة بل كما عقدوا مصالحة تاريخية بين افلاطون و ارسطو بالتالي وصلت الفلسفة الاسلامية و العربية الي قمة الفكر في اوروبا مما ادي الي عصر النهضة.

و احب ان ؤكد هنا ان اغلب المخطوطات القديمة و الفكر اليوناني الفلسفي و ما يتصل بالفكر اليوناني القديم كان و مازال حتي الان في احشاء الفكر العربي و الأسلامي

 

******************************************

 

مصادر

 Islam and Islamic Sciences

Ancient Greek Thought and Islamic Philosophy

Dr. Amin Ahmed Ezeldin

Edition: Athens 2000

 

 The Philosophy of the Arabic Assabiyah

Social and Political Dimensions according to Ibn Khaldun

Dr. Amin Ahmed Ezeldin

Pantios University, Social & Political Sciences, Department of Sociology

Athens 1995

 

 

عابر سبيل 

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

 

**********************************