ابن خلدون في أحشاء الفكر الغربي

2014-07-21 11:07

 

ابن خلدون في أحشاء الفكر الغربي

 
 
 
Ο Ιμπν Χαλντούν στα σπλάχνα της Δυτικής Σκέψης 
 
Ibn Khaldun inside Western Thought 
 
 

 

حتي القرن التاسع عشر لم تكن العصبية الخلدونية موضوع للبحث و الدراسة 
في العالم العربي ‘ و الجدير بالذكر أن العلماء العرب عرفوا أهمية ابن خلدون 
(و العصبية الخلدونية) من علماء الغرب في نهاية القرن التاسع عشر
و أحب هنا أن اشير الي شخصية علمية قد وضعت الفكر الخلدوني علي محك الأنظار في أمريكا 
أولا ‘ ناثانيل سميث – جامعة كورنيل

Nathaniel Smith – Cornell University U.S.A
(ابن خلدون مؤرخ – فيلسوف - و عالم اجتماع ) 1930
وضح البروفسير سميث في كتابة ‘(ابن خلدون‘ مؤرخ و فيلسوف) الذي صدر عام 1930‘ (تاريخ و جذور ابن خلدون و تعليمة في اشبيلية) و قد استعرض الكاتب رحلات ابن خلدون في المدن الأسبانية‘ كما عرض في كتابة رفض ابن خلدون مرتين لمنصب وزير في اسبانيا اثناء فترة الحكم العربي بل و بعد خروج العرب من اسبانيا عرض علية الملك بطرس القاسي ان يكون مستشاراً له و للمرة الثالثة يرفض ابن خلدون أن يتقلد المناصب العليا. 
و من خلال كتاب البروفسير ناثانيل نجد انه طرح الفكر العربي و الفلسفة العربية التي تعتمد علي الفكر اليوناني القديم و التي كانت موجودة في اسبانيا حتي ظهور (ابن مسرة القرطبي) الذي كان يدرس العلوم الفلسفية اليونانية في جامعة قرطبة (اول جامعة في اوروبا). كما طرح البروفسير وجهة نظرة حول عدم معرفة الغرب بابن خلدون من خلال اسبانيا حينما ذكر السبب في كتابة بأن الكردينال (كيسيمينيس) قد كان قد اصدر قرار بحرق كل الكتب العلمية العربية و الأسلامية خاصة التي تعتمد علي الفلسفة اليونانية عام 1499 في ميدان غرناطة . 
و يقرر البروفسير ان عدد الكتب العلمية و الأدبية العربية التي احترقت تصل الي مليون مؤلف نادر و ان كان بعض المؤرخين يذكر ان عدد الكتب التي احترقت تصل الي 80.000 كتاب و انه تم انقاذ 261 كتاب يحتفظ بهم حتي الآن في مكتبة الأسكوريال في مدريد 

El Escorial
و تؤكد المعلومات التاريخية ان عملية احتراق الكتب النادرة هي مآساة عبرت عن جهل و تعصب شديد ضد الأعمال التي دعمت وحدانية الله في المؤلفات العربية 
و الأسلامية و كذلك التي دعمت الفكر الفلسفي اليوناني القديم 

الظهور الأول لابن خلدون في اوروبا
جاكوب جوليو

Jacob Goluo
في كتابة رحلات ابن خلدون 1636 
تم ترجمة هذا الكتاب الي اللغة الفرنسية عام 1658 بواسطة (بير فاتيف)

PIERRE VATTIEV 
و في عام 1767 تم ترجمتة الي اللغة اللاتينية بواسطة صامويل مانجر 
SAMUEL MANGER 
و لقد ظهرت ترجمات اخري اهمها تعرض لعض مقاطع من مقدمة ابن خلدون بواسطة سيلفستر دي ساسي 
SILVESTER DE SASSY 
و في عام 1812 قام المؤرخ النمساوي هاممر بورشتيفال 
HAMEMER PORSTIFAHL 
بترجمة اعمال ابن خلدون الي اللغة اليونانية و قد لقب 
ابن خلدون بلقب مونتيسكو العرب 

EIN ARABISCHE MONTESQUIEU
ثم ظهر عام 1868 المؤرخ و الفيلسوف الفرنسي (ماك كاكين دي سلان)
MAC – KUCKIN DE SLANE
حيث قدم اول ترجمة متكاملة عن المقدمة‘ و في ترجمة دي سلان لاحظنا اخطاء كثيرة و ظلت هذة الأخطاء حتي ظهور كتاب (ديسكورس)
Discours sur l’Histoire universelle
Al- Muqaddima 
للمؤلف (فينسنت مونتيل)
Vincent Monteil 
و قد ظهر هذا العمل عام 1936 
الظهور الخلدوني الأول في الفكر التركي 

The first appearance of Ibn Khaldun in the Turkish Thought

ظهر ابن خلدون في الفكر التركي اول مرة عن 1609 علي يد مصطفي نعيما أشهر مؤرخي الدولة العثمانية ‘ و في القرن السابع عشر كانت هناك محاولة اخري علي يد احمد بن لطف الله .
و يقول البارون دي سلان مترجم المقدمة الي الفرنسية انه علم بوجود مخطوطة بالتركية في دار الكتب الملكية بباريس . ثم ظهر بعد ذلك احمد جودت باشا اشهر علماء تركيا في القرن التاسع عشر 1822 – 1895 ‘ ثم ظهرت محاولة اخري للأستاذ عبدالرحمن شرف اخر المؤرخين للدولة العثمانية. 
و لكن العلماء الأترك لم يعطوا اهمية كبيرة حتي عام 1951 عندما قام البروفسير اوغلو فخري الأستاذ بجامعة القسطنطينية حيث قدم من خلال المؤتمر العالمي في ابحاث الفلسفة الشرقية. لأول مرة فلسفة ابن خلدون في الفكر التركي و ذلك باللغة الفرنسية تحت عنوان (المذهب الخلدوني التركي)

L’ ecole Ibn Khaldunienne Tourquie


اول رسالة دكتوراة عن ابن خلدون (مصر)
للدكتور طه حسين 
و هو اول استاذ جامعي انشغل بدراسة ابن خلدون و وصل الي منصب عميد جامعة القاهرة بل و الي منصب وزير التربية و التعليم في مصر 
و ذلك عندما قدم في رسالتة للدكتوراة بعنوان (فلسفة ابن خلدون الأجتماعية)

La Philosophie Sociale D’Ibn Khaldun
Paris – 1919
من جامعة مونبيلية و السوربون 
ثم ظهر بعد ذلك ترجمة ايف لاكوست بعنوان 

Naissance de l’Histoire 
Passe du tiers-monde 
تاريخ العلامة ابن خلدون 
Paris-1981





ابن خلدون في اليونان و باللغة اليونانية 

أول محولة ظهرت في جامعة بانديوس للعلوم السياسية من خلال كتاب تحت عنوان (مدخل الي العلوم السياسية) لعميد الجامعة و أستاذ مادة العلوم السياسية جورج فلاخوس صفحة 47 و ذلك عندما كنت طالب في كلية العلوم السياسية قسم سياسة‘ حيث ذكر المؤلف حوالي صفحتين عن ابن خلدون و كلمات قليلة عن العصبية و كانت هذة هي المرة الأولي التي تظهر فيها كلمة ابن خلدون باللغة اليونانية و ذلك عام 1976. 
و ظهر في نفس الوقت كتاب أخر لمؤرخ يوناني اسمة ديميتري يورغولي بعنوان (فلسفة التاريخ) اصدار أثينا عام 1977 حيث ذكر في كلمات قليلة و معدودة اسم ابن خلدون كفيلسوف و مؤرخ ناقش مشكلة المجتمعات البدائية أو البداوه 
و انطلاقها الي مجتمع الحضر‘ ثم دور المجتمع في تغير النظام السياسي كما تحدث عن (النعرة العربية) و الغضب كدور اساسي في التغير لدي القبائل العربية. 
اما بالنسبة للدكتور فلاخوس‘ فقد ركز علي العامل الأقتصادي عند ابن خلدون 
و المسيرة الحياتية في المجتمع‘ و المحافظة علي البقاء (حب البقاء) بدون شرح عن دور العصبية. 
و في نهاية كتابة عبر عن اعجابة و تقديرة لأبن خلدون و اعتقد ان فلاخوس لم يكن دارسا واعيا للفكر الخلدوني و هذا حال كل علماء الغرب الذين لايعرفون سر العصبية و التي تكمن في المكان و الزمان التي ظهرت فيه اللغة العربية. 
و اعتمد علي قراءة المقدمة المترجمة الي الفرسية لكنة قرر في النهاية بأن ابن خلدون له تأثير علي المسيرة الأنسانية من خلال المقدمة . 
و منذ تلك اللحظة قررت في داخلي ان اقدم اسم ابن خلدون و تاريخ ابن خلدون 
و حياة ابن خلدون في الجامعة بل في كل الجامعات اليونانية و من هذا المنطلق بدأت البحث و الدراسة بعد حصولي علي درجة البكارليوس في العلوم السياسية ثم درجت الماجستير في الأدارة العامة لأتقدم بعد ذلك لدراسة الدكتوراة بعنوان (فلسفة الأجتماع السياسي و العصبية عند ابن خلدون و البعد الأجتماعي و السياسي للعصبية) .
و كانت بالنسبة لي بداية معركة شرسة مع علماء اليونان حيث تمت مواجهة بين فكر ابن خلدون و فكر ارسطو و في النهاية تمت الموافقة علي اول رسالة دكتوراة لأبن خلدون في الجامعات اليونانية حيث ظهرت بعد ذلك عشرات الرسالات العلمية عن ابن خلدون في جميع الجامعات اليونانية و ابتدأ اسم ابن خلدون ينتشر بقوة في مجالات علم الأجتماع و الفلسفة في الجامعات اليونانية .
و لقد تم ترجمة النص اليوناني الي 14 لغة مع انتشار ترجمتة في الجامعات الأوربية و تسجيلة في مؤسسة ارشيف الدولة

https://phdtheses.ekt.gr/eadd/handle/10442/11296
و اصبح المذهب الخلدوني منتشر بقوة في كل الجامعات الأوروبية و خاص فرنسا و انجلترا و المانيا و اسبانيا و اليونان‘ و مازالت الخلدونية مطروحة علي الساحة اللأوروبية بقوة 
رحم الله عبدالرحمن ابن خلدون

 







مؤلفات أ.د. أمين أحمد عزالدين باللغة اليونانية عن ابن خلدون 
1. اول رسالة دكتوراة عن ابن خلدون في الجامعات اليونانية- 1987 – جامعة بانديوس للعلوم السياسية 
فلسفة الأجتماع السياسي و العصبية عند ابن خلدون و البعد الأجتماعي 
و السياسي للعصبية
****************
2. فلسفة التاريخ عند ابن خلدون
درجة الدكتوراة الثانية عن ابن خلدون بكلية الفلسفة جامعة كريت - اليونان
2012 عام 
****************
3. المُعَبر الاخير عن الانسانية العربية (ابن خلدون)
بقلم الدكتور أمين أحمد عزالدين – اصدار الجمعية العلمية اليونانية للدراسات العربية و الأسلامية 
عام 2011
********************
4. دراسات في فلسفة التاريخ عن ابن خلدون,
بحث مقدم من الدكتور امين عزالدين الي جامعة القاهرة كلية الادب قسم الدراسات اليونانية – مركز الدراسات للادب المقارن – صدر الكتاب باللغة اليونانية و الأنجليزية - عام 2007
**********************
5. تاريخ و حياة ابن خلدون ‘

صدر باللغة الأنجليزية - 2012
الجمعية العلمية اليونانية للدرسات العربية و الأسلامية – أثينا



(بسم الله الرَحمَن الرَحيم) 
فَأَمَّا الزَبَدُ فَيَذهَب جُفاءً و أمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكثُ في الأرض
و كَذَلك يَضربُ اللهُ الأمثال 
صَدَق الله العَظيم


*********************

 

عابر سبيل 

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************