علمية

حوار في الفلسفة اليونانية و الفكر العربي الأسلامي

2016-05-08 18:14

 

حوار في الفلسفة اليونانية و الفكر العربي الأسلامي 

ارسطو - ابن خلدون - د.أمين عزالدين

المدينة الفاضلة

 

Encounter between Aristotle, Ibn Khaldun & Dr. Amin Ezeldin in the field of Greek & Arab-Islamic Philosophy

 

According to Ibn Khaldun, the Ideal State is based upon the citizens' happiness & the virtues of the mass. That happens when the governor of state is virtuous. This ideal state appears also as the mental state of people, as a capacity, when people live with moral principles.

In contrary to the Ideal State, is the state which lives through ignorance. In this state, excessive wealth hunting, cunning, malice, enmity surface. People are getting similar to lions eating each other.

Dignity is an essential element of the Ideal State. The monarch has to rely on Justice, to be fair to people & virtuous. 

 

Διάλογος μεταξύ των Αριστοτέλη, Ιμπν Χαλντούν & Δρ. Αμιν Εζελντίν στην Ελληνική & Αραβο-Ισλαμικη Φιλοσοφια 

 

Κατα την άποψη του Ιμπν Χαλντούν, η Άριστη Πολιτεία στηρίζεται στην ευτυχία των πολιτών και τις τέλειες άρετες του συνόλου. Αυτό συμβαίνει όταν ο κυβερνήτης της πολιτείας είναι ενάρετος. Αυτη η άριστη πολιτεία εμφανίζεται και ως ψυχικη κατασταση των ανθρώπων, ως ιδιότητα, οταν οι άνθρωποι ζουν με ηθικές αρχές.

Αντίθετη της Άριστης Πολιτείας, είναι η πολιτεία που ζει με την αμάθεια (Gahiliya). Στην πολιτεία αυτη εμφανίζεται το υπερβολικό κυνήγι του πλούτου, η πονηριά, η κακία, η εχθρότητα. Οι άνθρωποι μοιάζουν με λιοντάρια που τρώγονται μεταξύ τους.

Η αξιοπρέπεια είναι απαραίτητο στοιχείο της άριστης πολιτείας. Ο μονάρχης πρέπει να στηρίζεται στο δίκαιο, να αντιμετωπίζει δίκαια τον λαό του και να είναι ενάρετος.

 

 

 

ابن خلدون - أ.د. أمين عزالدين - ارسطو

المسرح اليونانى القديم

2016-04-10 22:44

 

المسرح اليونانى القديم

 

مصدرة و ميلادة

 

أن الدراما اليونانية هى خلق شعرى مركب يهدف الى رفع المستوى الفكرى للمتفرج ، فلم تكن الدراما عبارة عن جملة

أو وسيلة فقط للتعبير ولكن مشاهد مسرحية متكاملة تقدم أحداث قوية يتفاعل معها المتفرجين مع الممثلين على خشبة المسرح ليكونوا معا دراما حقيقية و سيمفونية 

وتنحدر الدراما من مواقف و أحداث من الاساطير الدينية القديمة

وبذلك ارتبط ظهورها فى البدايه بحفل يقام سنويا على شرف آله

الخمر( ذ يونيسوس ) ، وكانت تلك الحفلات لها أهمية كبرى فى

المجتمع الاثينى القديم ، حيث يتوافد المؤيدون و المشجعون 

والعاشقون للآلهة بأعداد كبيرة و بشعور بالبهجة ، وكان الهدف

النهائى هو الوصول الى حالة النشوى و اللذة و المتعة 

ومن هنا بدأت الدراما عام – خمسمائة و ثلاثة واربعين قبل الميلاد- فى منطقة ذيونيسوس ( أكروبوليوس ) ، حيث تطورت

الدراما كنتيجة حتمية لتواجدها داخل المجتمع الاثينى المتطور 

 

 

تتكون الدراما من أشكال ثلاثة :-

أولا :- التراجيديا

ثانيا :- الكوميديا

ثالثا :- السخرية الدراميا

وقد حدثنا الفيلسوف العظيم ارسطو ( أن التراجيديا هى تقليد

لحالة مهمة وجادة و أعادة للوقائع التى حدثت فى الماضى )

و أن كانت غير مشروطة بتمثيل الواقع حرفيا ، ولكن بطريقة

وبأداة حرة و منفعية .

# ومن أهم أشكال التراجيديا ( هو العمل المسرحى ) وهدفة هو

أعداد المتفرج و قيادتة الى طريق مملوء بالاحاسيس و المشاعر

و الخوف والرهبة و المتعة و اللذة ، بهدف تفاعل المتفرج

فى الحضور المسرحى عاطفيا و منطقيا ، وبذلك يشترك المتفرج ويتعاطف مع الحدث ، وأن كان يختلف مع مواقف القدر .

# ومفهوم ومعنى كلمة النشوى فى الفكر المسرحى اليونانى هو

الوصول بالمتفرج من خلال العمل الفنى المسرحى الى هدوء البال

والشعور بالراحة النفسية والتأكد من النصر فى النهاية .

و أن مسألة النصر لبطل الرواية هو موقف أخلاقى أو أعادة

الأوضاع على نصابها الاخلاقى ، وبالتالى فأن المتفرج يستطيع الوصول الى الخلاص و يرتقى الى المستوى الفكرى العالى

و التفاعل مع الحالاتالأنسانيه المرتفعة

 

 

العظماء الثلاثاء

فى الفكر المسرحى اليونانى القديم

 

اسخيلوس

 

 

أقدم مؤلف مسرحى يونانى فى العصر القديم ( خمسمائة و خمسة و عشرين قبل الميلاد ).

ولد فى الف سينا ، وأنحدر من أسرة اروستقراطية ، حيث تلقى التعليم

العالى ، وكانت هوايتة الكتابات المسرحية ، حيث حصل على أول جائزة

فى المباريات التى كانت تقام فى المسرح الاغريقى القديم عام ( ربعمائة

و اربعة و ثمانين قبل الميلاد )وأن لم تكن الجائزة الوحيدة فى حياة

اسخيلوس ، بل حصل على ثلاثة عشرة جائزة اخرى بعد ذلك .

# وتمتاز أعمال اسخيلوس فى التأليف المسرحى بعدة عوامل أهمها :-

أولا :- شعور المتفرج بأهمية وقيمة الحياة عند الانسان من خلال النص

المسرحى .

ثانيا :- مواجهة المؤلف بقوة وأقتدار لفكرة الحياة والموت .

ثالثا :- البقاء الانسانى يجب أن يكون فى حدود وسطيه ، كما أن البشر

يجب أن يحترصوا من الشكل الانتقامى المتواجد فى بعض عناصر البشر بل وبعض الآلهة.

رابعا :- الانسان فى تراجيديا اسخيلوس ليس فرد ، ولكن عنصر مهم فى المجتمع الانسانى ، وكذلك فى مجتمع الآلهة ، بل وعنصر متواجد بقوة فى الطبيعة .

# ومن هنا نستخلص أن اسخيلوس هو المؤسس الاول للتراجيديا

والمسرح اليونانى #

والجدير بالذكر أن اسخيلوس كان يشترك بنفسة فى التمثيل أثناء المسرحية ، وذلك فى عدة صور و أشكال متعددة ، فأحيانا يكون

ناقد – أو راوى – أو عضو فى المجموعة – أو فى الكورال .

أن أعمال اسخيلوس تعتبر الاساس الاول و الدعامة الاولى التى قام

عليها المسرح اليونانى ، بل و مازالت أعمالة حتى الآن تدرس .

 

أهم أعمال اسخيلوس

 

# اولا :- الفرس .

# ثانيا :- السبعة ضد طيبة .

# ثالثا :- المستجيرات .

ثم الثلاثية المشهورة وهى :-

*** اجامنون

*** حاملات القرابين

*** الصافحات

 

وفى عام ( ربعمائة و خمسة وعشرين قبل الميلاد ) خسر اسخيلوس

أول جائزة له مع خصمة سوفوكليس .

مما أدى الى هجرته الى صقلية ( بيلا ) حيث مات هناك فى عام

( مائتين و ستة وخمسين قبل الميلاد ) ، وترك لنا تاريخ مسرحى عظيم

على مدى الاجيال .

 

سوفوكليس

 

 

 

ولد عام ( ربعمائة و سبعة وتسعين قبل الميلاد ) من أسرة أرستقراطيه

فى كولونوا خارج العاصمة اثينا .

من أقدم المؤلفين للمسرح اليونانى القديم ، ويذكر لنا التاريخ :

أن أول محاولة لة لدخول مباريات المسرح اليونانى حقق انتصار على

اسخيلوس ، كان محبا لوطنة و لبلدتة .

حصل على عديد من الاوسمة بالرغم أنة رفض دعوات كثيرة من الملوك

للعمل كمستشار ، وكمساعد للقائد اليونانى العظيم ( بركليس ) .

أحب مدينتة ، ومات فى مدينتة عام ( ربعمائة وستة قبل الميلاد )

عن عمر يناهز تسعين عام .

 

# أن شخصية سوفوكليس عديدة الاوجة و الملامح .

حيث يجد الانسان صعوبة بالغة فى فهمها .

فكان رجلا يحترم الآلهةولكن بدون أدنى تعقيدات بشرية ، ولذلك قدم

من خلال أعمالة دور الآلهة وقدرتها على التحكم و التصرف فى مقدرات

الانسان ، وفى نفس الوقت كان ينادى بأن الانسان يجب أن يكون حرا

لكى يحدد أعمالة ، و أخطائة ، و أختياراتة بنفسة

 

وفى نفس الوقت على الانسان أن يكون مستعدا لمواجهة النتيجة

مهما كانت .

وبالتالى فأن سوفوكليس كان حساسا دقيقا أمام المشاعر الانسانية .

وهذا يظهر من خلال أعمالة و أبطال مسرحياتة الذين فجروا

 

 

افربيدس

 

 

 

## ولد افربيدس ( عام ربعمائة وثمانين قبل الميلاد ) فى ( سلامينا )

من أسرة ارستقراطية، وكان يمتلك عن أسرتة مكتبة كبيرة .

## ظهر كمؤلف للمسرح اليونانى القديم فى وقت عصيب أثناء التحديات

الكبيرة للمؤلفين المسرحيين .

حيث توفى اسخيلوس فى ذلك الوقت بعد نجاح كبير ، وعلى مدى خمسة

واربعين عاما ، وكان سوفوكليس. متواجدعلى المسرح اليونانى القديم و على مدى عشر سنوات بنجاح كبير فى مواجهة مؤلفين 

آخرين فى مجال المسرح ، ومن هذا المنطلق فأن الوقت كان عصيبا لافربيدس بصفته شابا يواجه تحديات كبيرة من مؤلفين عظام 

، بل وعصر ملىء بالعمالقه فى المجال المسرحى .

ولم يسعى افربيدس فى كسب مكان له وسط هؤلاء العمالقه من رجال المسرح : # اسخيلوس - ## سوفوكليس

ولكنه أختار طريق آخر ، و فكر أخر ، أعاد للمسرح الاغريقى شبابه و حيويته ، وأصبح ظاهرة جديدة أمام المتحفظين من عظام المسرح .

الا أنه أستطاع أن يحصل على جائزة المسرح مرة واحدة فقط .

ويذكر التاريخ لنا أن بعد وفاته أصبحت أعماله من أهم الاعمال المسرحيه اليونانيه الشهيره و التى لاقت حب الجماهير ، بل تدفق

 

مسرح افربيدس الى مساحه واسعه خارج اليونان ، بحيث غطى مساحه شاسعه فى أوروبا .

كان افربيدس فريد فى فكره ، حيث حلل الطبيعه الانسانيه و المشاعر

الداخليه ورغبتها و أهدافها و محركاتها عند الانسان .

وحاول أن يضع الحقيقه واضحه ويستخدم فى نفس الوقت عنصر

الشك مع التعليق والتساؤلات عن أى شىء و كل شىء دون أن يغلق

الباب أبدا حول امكانية خطأ الآلهه .

فكان قمه ثالثه من قمم المسرح الاقريقى القديم .

 

أهم أعمال افربيدس

 

# اليكترا

# ايفجينيا

# طرواده

## هيلين

## ميديا

 

و من هنا نستخلص الملامح النهائيه لاعظم الكتاب المسرحيين فى تاريخ

الفكر المسرحى اليونانى القديم ، من حيث الطبيعه و الاسلوب والشكل .

وبالتالى نستطيع القول أن :

اسخيلوس هو المؤسس الاول للدراما اليونانيه ، وأن اعماله تعتمد على

أسلوب واحد ، برغم رؤيته لفكرة العداله الآلهيه .

اما بالنسبه :

لسوفكليس قد قدم على المسرح البعد الانسانى للفرد ، وقدرته على

أن يكون متحكما و قادرا على مواجهة قدره

وأخيرا نأتى الى :

افربيدس الذى أستطاع و بكفائه وقدره أن يحلل الطبيعه الانسانيه من

خلال الواقع الحقيقى للانسان دون تحدى للآلهه .

 

أساس الفكر الدرامى عند المسرح اليونانى القديم

 

تعتمد التراجيديا القديمه اليونانيه على عاملين :

العامل الاول : الاسطوره

العامل الثانى : اللغه

بالنسبه للاسطوره فقد أحتوت عل كل عناصر التراث اليونانى

القديم والاحداث القديمه .

أن الاسطوره تعتبر عامل مهم ومسيطر فى يد المؤلف الدرامى ،

بل انه يعتبر شىء مقدس فى الهيكله التراجيديه .

وبالنسبه للعامل الثانى وهو اللغه ،فهو عامل قوى وفعال لاهمية الكلمه

وقدرة اللغه على اعطاء ابعاد غنيه وثريه للتعبير عما يجول فى شعور المؤلف الشاعر .

وبالتالى فأن اللغه هى شىء مقدس فى البناء الاساسى التراجيدى .

 

الاسطوره

أصبحت الاسطوره شىء اساسى فى الفكر الايدولوجى بحيث دخلت

الاسطوره مع الحدث من خلال العادات و التقاليد للمجتمع اليونانى

القديم ، وبالتالى فأن الاسطوره أصبحت شىء مقدس وواقعى للتراجيديا

و تتمتع الاسطوره بعدة عناصر أهمها :

# شرح الملامح الهوميريه .

# الاحداث و الاساطير التى كانت تدور خلف الابواب فى القصور الملكيه فى ( طيبه – كريت _ ارجوس )

من أهم الاساطير التى وجدت نفسها على المسرح بأقتدار هى أسطورة

( ديمترا وابنتها بيرسيفونى ، وكذلك رب الارباب ثيوس أو ذياس ،

أسطورة ذيونيسوس وابوللون ) .

كل هذه الاساطير كانت اساسا قويا فى الفكر اليونانى القديم ، بحيث اعتمدت على مصادر مثل : اسطورة هيراقل _ و اسطورة طرواده

القبرصيه الدانائيه الاثيوبيه _ واسطورة برومثياس .

 

اللغه

 

أن العامل الثانى كان اللغه بكل فحواها وقوتها من عمق الكلمات ،

وقدرة هذه اللغه على تهيئة المناخ و اثراء العمل المسرحى والشعرى .

وبالتالى فأن العامل الثانى هو عامل مقدس للتراجيديا و الفكر اليونانى القديم .

وكانت اللغه اليونانيه القديمه مكونه من سبعة وثمانين علامه على

الحروف المتحركه والساكنه ، أى ما يشبه بنظام الاختزال ، وظلت

على ذلك حتى تبنت اليونانيه الحروف الفينيقيه .

لقد طورها اليونانيون حتى أصبحت على هذا النحو لغه قابله للحديث

وكان ذلك قبل القرن الثامن فى تقديرنا .

وبالتالى فأن ملامح هوميروس كانت المصدر اللغوى الاول والاساسى .

ومن هنا جاء الطاغى الاثينى ( بيستراتوس ) وقدم النظام الرابسودى

أو الرابسوديه ، مع أستخدام الفلاوتو _ القيثاره _ و أستخدام العصا .

 

و الجدير بالذكر أن هناك ظواهر تؤكد على وجود نصوص يونانيه

قديمه ، وكذلك نصوص أدبيه منذ فترة الف و ستمائه قبل الميلاد

حتى الف و مائتين قبل الميلاد، وقد كتبت هذه النصوص بلغة أكتشفت

موجوده على أوانى فخاريه فى معبد ( كنوسوس ) .

كما أن اليونانين القدماء قد أعتمدوا فى أغانيهم و أشعارهم على

ما يسمى : _

# استروفا ( الدوران أو اللف )

## اندستروفا ( الدوران المعاكس )

### ابوذوسى ( المضاده )

وقد ظهر هذا واضحا فى أشعار ( سيميونيدى و بينداروس ) .

وبرغم أن سيميونيدى كان أكثر شهره وخصوصا فى مجال الشعر عن

بينداروس ، الا أن بينداروس قد ظل فى عبق التاريخ ، حيث تعدى

شعره خارج الحدود اليونانيه ، ووصل الى روما و الاسكندريه وقبرص

أن الشاعر اليونانى القديم بينداروس من مواليد ثيفا ( طيبه ) عام

خمسمائه و اثنين وعشرين قبل الميلاد ، وينحدر من أسره أرستقراطيه

من محافظة ( فيوتيا ) وتعلم الشعر والادب فى أثينا ، وظل محافظا على

عادات و تقاليد الآله ( أبوللو ) .

أن شعر بينداروس يعتبر حلقة وصل بين الفكر المسرحى اليونانى

القديم والشعر اليونانى مع العالم الخارجى ، وبالتالى فلقد تم الاعتراف

به على انه أعظم الشعراء اليونانين فى كل العصور ،

حيث يتبين لنا من شعره الجمال مع الرقه و العذوبه بجانب الضعف

الانسانى أمام قوة المجد و الآلهه .

 

عالمية المسرح اليونانى القديم

 

أن المسرح والادب اليونانى أخذ طابع الاستقرار منذ انشاء المكتبات

الاولى فى أثينا ، بحيث أصبح لهذه المكتبات رواد من القراء ، ويذكر

التاريخ أن الطاغيه الاثينى ( بيستراتوس ) هو أول من أسس مكتبه

فى أثينا .

ثم جاء من بعده ( بوليقراطوس ) جيث انشأ أول مخزن لتجارة الكتب المسرحيه فى جزيرة ( سامو ) و على هذا النحو ظهرت مكتبات كثيره

أخرى ، و أنتشرت فى عصر ( أفلاطون _ أرسطو تيلوس ) وبعد فتره

ظهرت أعمال المسرح اليونانى القديم فى مدينة الاسكندريه و روما و صقليه و قبرص . وان كانت الاسكندريه تأخذ طابع خاص ، وذلك من

خلال مكتبة الاسكندريه التى جمعت كل أعمال الفكر اليونانى القديم حتى

عصر الملكه كليوباترا آخر ملكه مقدونيه ( خمسين سنه قبل الميلاد ) .

وبعد دخول الرومان الى الاسكندريه ، ظهر المسرح اليونانى القديم بقوه فى أوروبا وذلك من خلال أكبر مركز حضارى فى ذلك العصر وهو

( مكتبة الاسكندريه ) ، وبالتالى أعطى الحضاره الى المجتمع الاوروبى .

وأدى فى النهايه الى ظهور عصر الميلاد ، ثم عصر النهضه .

أن الادب الاوروبى و المسرح الاوروبى قد اعتمدا اعتمادا كليا على

مصدرين :_

أولا :_ المصدر الكلاسيكى اليونانى و المسرح اليونانى القديم .

ثانيا :_ المصدر الثانى : أن ترجمة ( الالياذه _ و الاوديسا ) الى اللغات الانجليزيه و الفرنسيه و الالمانيه أعطوا دفعة قوية لبناء المسرح

الكوميدى الفرنسى ، بل ظهر فى الجامعات الاوروبيه مثل كمبردج -

وأكسفورد و لا ننكر أن أشعار بينداروس كانت تهزم بقوه أشعار شكسبير .

أن المسرح الاوروبى قدم( الانثروبومورفيزم ) بمعنى تصدي

الآله كما لو كان بشر على خشبة المسرح .

أن الحقيقه التاريخيه التى تؤكد أن الثقافه اليونانيه و الفكر المسرحى

القديم هم الاصل للحضاره و الثقافه الاوروبيه .

فأننا نستطيع القول أن المسرح اليونانى القديم هو ثقافه انسانيه وعلميه.

و أيضا عالميه

 

 

 

عظماء الفكر الاسلامي

2015-01-29 20:43

 

 

عظماء الفكر الاسلامي

 

Great Muslim Thinkers

Οι Σπουδαίοι της Ισλαμικής Φιλοσοφίας 
 
 

6th Part from the Book

“Islam & Islamic Sciences”

Edited in Greek & English by Professor Dr. Amin Ahmed Ezeldin

 

 

فلسفة الأسلام و الفكر اليوناني القديم

الفصل السادس من كتاب

الأسلام و العلوم الأسلامية

الصادر باللغة اليونانية و الأنجليزية للاستاذ الدكتور أمين أحمد عزالدين 

 

 

 

As a result of the aforementioned translations, an interaction of the Greek thought with the Arabic one was inevitable in the spiritual world of Islam. The interaction remains alive up today, and was a healthy phenomenon in the new religion of Islamism, that managed to deeply influence and conquer the international thought, by bringing it close to Islam. The analytic character of the ancient Greek thought did not manage to destroy or unsettle the vision of a totality as far as the Creator and the Universe are concerned. In this respect, the Islamic physiognomy remained intact. But the content and the means (methods, systems, natural sciences) of the Greek spirit were still welcome, because they had always been ideal for the perfection of one’s formation and were based on the Alexandrian and Athenian School. The Aristotelian influence on the Arabic Thought started in the second century of Hegira, when the Arabs started to translate Aristotle’s philosophy. Nevertheless, the Arabic thought did not remain inert towards the Aristotelian idealism, but many Arabic scholars revised Aristotle, after the eighth century. For instance, the word ‘’quouah’’ means ‘’power’’, ‘force’ in contemporary Arabic, whereas in the 14th century, the Aristotelian meaning ‘possibility of activation, so that production will be achieved’ was used in the language. In inanimate beings, this aforementioned ability remains inert, until external factors activate it, such as copper or stone, for instance that hide inside them possibility of becoming a sculpture. In animate beings, this power is internally incited by means of energy. For this reason, the Arab chemist Jaber b. Hayyan had defined chemistry as the conversion of the notion of potential into that of active.

Therefore the Islamic philosophy accepted the Greek philosophy in its entirety. DEN, ON (being), EN (one), ‘EINAI’ (to be) were adapted to the Islamic teaching. It also reconciled Plato and Aristotle. It instilled the simplicity and dynamity of Islamism in the international thought and stripped ancient Greek philosophy of possible phoney elements. What it added to philosophy was the following

 

‘Truth in Faith means truth in wisdom’’

 

The first spiritual fruit resulting from the Greek – Islamic interaction

 

الفلاسفة الأوئل من علماء المسلمين العظماء و الفكر اليوناني

 

The first intellectual fruit resulting from the Greek – Islamic interaction was Jaber Ibn Hayyan (died in the beginning of the ninth century). His first philosophical writing comprises the entire Islamic thought (which we have summarized above) and completes it as well. His works were loyal to Islamism and exude dynamity. In them, the first Islamic teaching method, which was maintained up to ibn khaldun’s era (14th century), is presented. It is method that establishes ‘faith to God’ as the basis of the cosmic knowledge and the Greek thought.

This ‘first Greek-Arabic intellectual fruit’ has produced a lot of books and studies, which, as an Aristotelian encyclopedia would, constitute a traditional source for thousands of Muslim writers that followed at least up to the era of Ibn Khaldun (14th ce). As it happens with every scientist that goes down in history as an expert in a scientific sector, Jaber became famous with the name of the ‘Chemist’. The great work of Jaber is perhaps the first landmark in the internal structure of Islamism.

 

اعلام الفكر في الفلسفة الأسلامية و اليونانية و مقارنة بينهم 

 

 

 

The second intellectual fruit resulting from the Greek – Islamic interaction:
 

The second intellectual fruit is EL KINDI (801-864 AD), he is called The Philosopher of the Arabs and Islam, who left behind a concise encyclopedia of 250 books and studies, which exhibit an apparent affinity with the Neoplatonic school of Athens. He was the first one to compile a special dictionary with philosophical terminology, while in another writing of his; he studied the books of Aristotle.

 

The third intellectual fruit resulting from the Greek – Islamic interaction:

 

Among the disciples of one of el KINDI’ S disciples, we shall mention the name of FARABI (873-950), who is renowned for being the second master (according to the Arabs, the first one is Aristotle). He was particularly prolific and his writings have a purely philosophical character. He is the first one that reconciles Aristotle and Plato in a writing of his, titled: A Revision of the Views of the two Wise men, Plato and Aristotle. Another great writing of his is: the statistics of sciences.

 

 

 

The fourth intellectual fruit resulting from the Greek – Islamic interaction:

 

The fourth spiritual fruit of the Greek – Islamic interaction, belonging to the earlier school of Arabic philosopher, is Ibn Sina (Avicenna, 1037 AD). He was the greatest Muslim philosopher. He had studied the writings of Jaber Ibn Hayyan, Kindi and mainly those of Farabi. He left a lot of writings behind him and in Western Europe he was renowned for his contribution to Theology and Medicine.  

 

 

The fifth intellectual fruit resulting from the Greek – Islamic interaction:

 

The fifth spiritual fruit of the Greek – Islamic interaction was Ibn Al Haytham (1038 AD), who studied Greek in depth and stood for the Aristotelian method. He also expressed his views on philosophy, as it should be expected, and he particularly studied Ophthalmology. He corrected works of ancient Greek writers and Ptolemy Claudius.

 

The sixth intellectual fruit resulting from the Greek – Islamic interaction:

 

The sixth spiritual fruit of the Greek – Islamic interaction was Al Beyruni (1048 AD), who studied earlier Arab philosophers and Indian ones as well, because he mastered the Indian language. He also expressed his views on philosophy. He was very well-known as a mathematician – astronomer.

 

 

The seventh intellectual fruit resulting from the Greek – Islamic interaction:

 

The seventh spiritual fruit was the Arab philosopher  Ibn Massarrah  of Cordoba (931 AD) who taught the ancient Greek philosophy of Empedocles, in particular, and also created the first neoplatonic school, in which the name of Empedocles was heard for the first time. But when the Arab nobleman of Spain Abdul Rahman II (916-961) returned from the East, bringing the Islamic philosophy along with him, he totally rejected his philosophy and ordered that all ibn massarrah’s books should be burnt in front of their creator. Later on, however, when Al Hakam, Abdul Rahman’s heir, was in power (961-976 AD), his scientific books (and only them) were permitted again, which were then placed in the library of Cordoba, where it is said that there were 400000 volumes on various sciences. 

 

 

 

الجامع الأسلامي الوحيد في منطقة كوموتيني بدولة اليونان

The Mosque of Komotini (Rhodope) in Greece 

 

 

The twelfth century is regarded as the golden century in Andalusia of Spain, during which another philosopher, Ibn Bajjah (1138 AD), lived and wrote in Seville. He wrote about the theories of the west in many of his writings. He followed Farabi’s philosophy and became very well-known as a mathematician, astronomer, musician and physician.

A third philosopher (and Ibn Tufayl’s disciple) was Ibn Rushd – Averroes (1126 AD – 1198 AD). He was a Mufti, a judge, a physician, and above all an Aristotelian philosopher. He fanatically stood for Aristotle and wrote several writings. After Ibn Rushd’s death, the Greek – Arabic philosophy became poorer.

The above nine philosophers of Islam consist the spine of the Islamic philosophy (Arabic countries – Spain), which was inevitable to influence all spiritual and functional fields of Islamism. These influences took place on various fields. In the linguistic field (grammar – linguistics – poetic and rhetorical speech – dialectics…), the presence of the Greek philosophy was particularly pronounced.

Also in the scientific field, new natural, theological and mathematical sciences were created, while the Arabs of each generation successfully contributed to the advance of thought. Some particular sciences were crystallized in the Arabic language for the first time. Up to Ibn Khaldun’s era, one can count hundreds of chemists, physicists, physicians, astronomers, mechanics, mathematicians, psychologists, geographers, historians and others that have left thousands of writings behind. Despite the serious damages that the Mongols caused in Asia and fanatical Christians in Spain, the Arabic libraries were full of important books in the 14th century. A. Hufi mentions that there were about 100 volumes in a school of that time, while one of Ibn Khaldun’s professors had 3000 volumes in his private bookcase. In the field of rationalism, the Aristotelian organ prevailed as a philosophical mean, along with the three Euclidean works.

The three books on Logic of Euclid are about ‘Kind’ and not ‘Matter’, and this is why the Arabs call this method ‘Siouri’ , i.e. ‘the method of the kind’. His fourth book called Maddi, i.e. ‘of the matter, the aesthetics, the cosmic life’. The scientific ‘eidenai’ is achieved only by means of the probative method Burhan. The Arab philosophers maintained Euclid’s system, analyzed it, justified it and provided us with examples of methodological Induction.

It should be emphasized that this great influence did not prevent freedom of thought from existing. The Arabs did not imitate the Greek thought blindly and uncritically. There were hundreds of intellectuals that have contested and rejected the ancient Greek thought and have supported the authentic Arabic culture with fanaticism. But they were unconsciously influenced by the Greek philosophical and scientific style in writing, which was new to them and thus became introduced to the Arabic civilization. Greek influence is found even in the Orthodox Sunnites.

Pre-Socratic and Post-Socratic philosophy is manifest in the Islamic mysticism, which looks down upon philosophy, and also in the moderate supporters of the Quranic tradition, such as El Gazali, who was against Greek Philosophy.

Nevertheless, it is certain that in the first seven centuries of Islam, thousands of scientists such as philosophers, mechanics, chemists, astronomers, poets, writers, historians, geographers, technicians, literary men, artists etc were born. Alas, if they had rejected Greek philosophy from the beginning. The Arabs, creative people as they were, had known from the beginning their spiritual mission in the cultural course of time. They accepted to complete the international treasures and willingly gave their spiritual fruits to the west and the east, without causing any spiritual offences.

In principle, all spiritual treasures belong to the whole world, without exception. In the course of time, there were people that sealed human spirit with their physiognomy and showed interest in spiritual progress, by building schools and academies and by practicing the art of writing. Despite the fact that natural disasters or social causes destroyed a great part of the Thought, new life sprang from this infertile land. The torch of Spirit has always been burning. It was kept alive by the Egyptian Pharaohs, who had built scientific academies since the third millennium BC, the Greeks of Athens, who had founded an academy- lyceum since the 5th century BC, while their descendants found a Museum and an International Library in Alexandria representing a light that was burning for about a thousand years. Later on the Arabs, in their turn, founded the House of Wisdom in Baghdad, Cordoba, Seville and El Azhar in Cairo, which still exists.

There are two international movements in the History of Thought, 1) the Hellenic (Greek) one and 2) the Arab one. The first movement resulted from the expansion of Greece and the second one from that of Arabia. Both of them have a single source and the springs of wisdom of this source have roots in antiquity. They both contributed to the awakening of western civilization, which lacked a past. The Arab philosopher Ibn Khaldun plays the role of a landmark, sealing the end of Greek-Arabism, since he is thought to be the last representative of the Arabic humanism and also the starting point of contemporary ‘westernism’.

 

********************

 

الأسلام و العلوم الأسلامية و الفكر اليوناني القديم

صادر أثينا – اليونان

بقلم أ.د. أمين أحمد عزالدين

 

1) تمت المراجعة و التصديق علي هذا الكتاب من سماحة فضيلة الشيخ \ سامي محمد متولي الشعراوي الأمين العام للمجلس الأعلي للبحوث الأسلامية بالأزهر –

و كذلك الأدارة العامة للبحوث و التأليف و الترجمة بمجمع البحوث الأسلامية بالأزهر الشريف – القاهرة – جمهورية مصر العربية

2) تمت المرجعة و التصديق علي الكتاب من السيد عادل شعبان – وكيل أول وزارة التعليم العالي بجمهورية مصر العربية

3) التصديق علي نص الكتاب بوزارة الخارجية المصرية

اقدم خالص الشكر و العرفان الي سماحة فضيلة الأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي للدعم الأخلاقي و المعنوي لهذا العمل

 

I feel obliged to thank

1) His Grace Saheb El Fadila Sheikh  of ElAzhar Mosque, Dr. Mohamed Sayed Tantawi, Imam (head) of the Supreme Religious Islamic Institution of Al Azhar - Egypt

2) His Grace Saheb Al Fadila El Sheikh Sammy Metwally El Shaarawi, Secretary General of the Islamic Academy for Research, Writing and Translation of Al Azhar - Egypt

3) The First Deputy Minister, the Head of the Sector for Cultural Affairs and Missions, Sector, Egyptian Ministry of Higher Education, Mr. Adel Shaaban 

 

 

 

****************

 

اول كتاب عن الأسلام باللغة اليونانية

تم ايداعة في مكتبة الأزهر الشريف بالقاهرة 

 

 

 

 

تاريخ المسرح اليونانى القديم

2015-01-07 16:34

 

تاريخ المسرح اليونانى القديم

 

Η ιστορία του αρχαίου ελληνικού δράματος 

History of the Ancient Greek Drama

 

 

 

أن الدراما اليونانية هى خلق شعرى مركب يهدف الى رفع المستوى الفكرى للمتفرج ، فلم تكن الدراما عبارة عن جملة

 أو وسيلة فقط للتعبير ولكن مشاهد مسرحية متكاملة تقدم أحداث قوية يتفاعل معها المتفرجين مع الممثلين على خشبة المسرح ليكونوا معا دراما حقيقية و سيمفونية .

وتنحدر الدراما من مواقف و أحداث من الاساطير الدينية القديمة

وبذلك ارتبط ظهورها فى البدايه بحفل يقام سنويا على شرف آله

الخمر( ذ يونيسوس ) ، وكانت تلك الحفلات لها أهمية كبرى فى 

المجتمع الاثينى القديم ، حيث يتوافد المؤيدون و المشجعون ..

والعاشقون للآلهة بأعداد كبيرة و بشعور بالبهجة ، وكان الهدف

النهائى هو الوصول الى حالة النشوى و اللذة و المتعة .

ومن هنا بدأت الدراما عام – خمسمائة و ثلاثة واربعين قبل الميلاد- فى منطقة ذيونيسوس ( أكروبوليوس ) ، حيث تطورت

الدراما كنتيجة حتمية لتواجدها داخل المجتمع الاثينى المتطور .

 

تتكون الدراما من أشكال ثلاثة :-

أولا :-  التراجيديا

ثانيا :- الكوميديا

ثالثا :- السخرية الدراميا

 

وقد حدثنا الفيلسوف العظيم ارسطو ( أن التراجيديا هى تقليد

لحالة مهمة وجادة و أعادة للوقائع التى حدثت فى الماضى )

و أن كانت غير مشروطة بتمثيل الواقع حرفيا ، ولكن بطريقة

وبأداة حرة و منفعية .

ومن أهم أشكال التراجيديا ( هو العمل المسرحى ) وهدفة هو

أعداد المتفرج و قيادتة الى طريق مملوء بالاحاسيس و المشاعر

و الخوف والرهبة و المتعة و اللذة ، بهدف تفاعل المتفرج

 فى الحضور المسرحى عاطفيا و منطقيا ، وبذلك يشترك المتفرج ويتعاطف مع الحدث ، وأن كان يختلف مع مواقف القدر .

ومفهوم ومعنى كلمة النشوى فى الفكر المسرحى اليونانى هو

الوصول بالمتفرج من خلال العمل الفنى المسرحى الى هدوء البال

والشعور بالراحة النفسية والتأكد من النصر فى النهاية .

و أن مسألة النصر لبطل الرواية هو موقف أخلاقى أو أعادة

الأوضاع على نصابها الاخلاقى ، وبالتالى فأن المتفرج يستطيع الوصول الى الخلاص و يرتقى الى المستوى الفكرى العالى

و التفاعل مع الحالاتالأنسانيه المرتفعة .

 

****************************

 

العظماء الثلاثاء

فى الفكر المسرحى اليونانى القديم

 

 

اسخيلوس

 

 

أقدم مؤلف مسرحى يونانى فى العصر القديم ( خمسمائة و خمسة

و عشرين قبل الميلاد ).

ولد فى الف سينا ، وأنحدر من أسرة اروستقراطية ، حيث تلقى التعليم

العالى ، وكانت هوايتة الكتابات المسرحية ، حيث حصل على أول جائزة

فى المباريات التى كانت تقام فى المسرح الاغريقى القديم عام ( ربعمائة

و اربعة و ثمانين قبل الميلاد )وأن لم تكن الجائزة الوحيدة فى حياة

اسخيلوس ، بل حصل على ثلاثة عشرة جائزة اخرى بعد ذلك .

وتمتاز أعمال اسخيلوس فى التأليف المسرحى بعدة عوامل أهمها :-

أولا :- شعور المتفرج بأهمية وقيمة الحياة عند الانسان من خلال النص

المسرحى .

ثانيا :- مواجهة المؤلف بقوة وأقتدار لفكرة الحياة والموت .

ثالثا :- البقاء الانسانى يجب أن يكون فى حدود وسطيه ، كما أن البشر

يجب أن يحترصوا من الشكل الانتقامى المتواجد فى بعض عناصر البشر بل وبعض الآلهة.

رابعا :- الانسان فى تراجيديا اسخيلوس ليس فرد ، ولكن عنصر مهم فى المجتمع الانسانى ، وكذلك فى مجتمع الآلهة ، بل وعنصر متواجد بقوة فى الطبيعة .

ومن هنا نستخلص أن اسخيلوس هو المؤسس الاول للتراجيديا

والمسرح اليونانى 

والجدير بالذكر أن اسخيلوس كان يشترك بنفسة فى التمثيل أثناء المسرحية ، وذلك فى عدة صور و أشكال متعددة ، فأحيانا يكون

ناقد – أو راوى – أو عضو فى المجموعة – أو فى الكورال .

أن أعمال اسخيلوس تعتبر الاساس الاول و الدعامة الاولى التى قام

عليها المسرح اليونانى ، بل و مازالت أعمالة حتى الآن تدرس .

 

أهم أعمال اسخيلوس

 

# اولا :- الفرس .

# ثانيا :- السبعة ضد طيبة .

# ثالثا :- المستجيرات .

ثم الثلاثية المشهورة وهى  :-

*** اجامنون

***  حاملات القرابين

*** الصافحات

وفى عام ( ربعمائة و خمسة وعشرين قبل الميلاد ) خسر اسخيلوس

أول جائزة له مع خصمة سوفوكليس .

مما أدى الى هجرته الى صقلية ( بيلا ) حيث مات هناك فى عام

( مائتين و ستة وخمسين قبل الميلاد ) ، وترك لنا تاريخ مسرحى عظيم

على مدى الاجيال .

 

 

سوفوكليس

 

 

ولد عام ( ربعمائة و سبعة وتسعين قبل الميلاد ) من أسرة أرستقراطيه

فى كولونوا خارج العاصمة اثينا .

من أقدم المؤلفين للمسرح اليونانى القديم ، ويذكر لنا التاريخ  :

أن أول محاولة لة لدخول مباريات المسرح اليونانى حقق انتصار على

اسخيلوس ، كان محبا لوطنة و لبلدتة .

حصل على عديد من الاوسمة بالرغم أنة رفض دعوات كثيرة من الملوك

للعمل كمستشار ، وكمساعد للقائد اليونانى العظيم ( بركليس ) .

أحب مدينتة ، ومات فى مدينتة عام ( ربعمائة وستة قبل الميلاد )

عن عمر يناهز تسعين عام .

# أن شخصية سوفوكليس عديدة الاوجة و الملامح .

حيث يجد الانسان صعوبة بالغة فى فهمها .

فكان رجلا يحترم الآلهةولكن بدون أدنى تعقيدات بشرية ، ولذلك قدم

من خلال أعمالة دور الآلهة وقدرتها على التحكم و التصرف فى مقدرات

الانسان ، وفى نفس الوقت كان ينادى بأن الانسان يجب أن يكون حرا

لكى يحدد أعمالة ، و أخطائة ، و أختياراتة بنفسة

وفى نفس الوقت على الانسان أن يكون مستعدا لمواجهة النتيجة

مهما كانت .

وبالتالى فأن سوفوكليس كان حساسا دقيقا أمام المشاعر الانسانية .

 

 

افربيدس

 

 

ولد افربيدس ( عام ربعمائة وثمانين قبل الميلاد ) فى ( سلامينا )

من أسرة ارستقراطية، وكان يمتلك عن أسرتة مكتبة كبيرة .

ظهر كمؤلف للمسرح اليونانى القديم فى وقت عصيب أثناء التحديات

الكبيرة للمؤلفين المسرحيين .

حيث توفى اسخيلوس فى ذلك الوقت بعد نجاح كبير ، وعلى مدى خمسة

واربعين عاما ، وكان سوفوكليس. متواجدعلى المسرح اليونانى القديم و على مدى عشر سنوات بنجاح كبير فى مواجهة مؤلفين آخرين فى مجال المسرح ، ومن هذا المنطلق فأن الوقت كان عصيبا لافربيدس بصفته شابا يواجه تحديات كبيرة من مؤلفين عظام ، بل وعصر ملىء بالعمالقه فى المجال المسرحى  .

ولم يسعى افربيدس فى كسب مكان له وسط هؤلاء العمالقه من رجال المسرح : # اسخيلوس  -  ## سوفوكليس

ولكنه أختار طريق آخر ، و فكر أخر ، أعاد للمسرح الاغريقى شبابه و حيويته ، وأصبح ظاهرة جديدة أمام المتحفظين من عظام المسرح .

الا أنه أستطاع أن يحصل على جائزة المسرح مرة واحدة فقط .

ويذكر التاريخ لنا أن بعد وفاته أصبحت أعماله من أهم الاعمال المسرحيه اليونانيه الشهيره و التى لاقت حب الجماهير ، بل تدفق

مسرح افربيدس الى مساحه واسعه خارج اليونان ، بحيث غطى مساحه شاسعه فى أوروبا .

كان افربيدس فريد فى فكره ، حيث حلل الطبيعه الانسانيه و المشاعر

الداخليه ورغبتها و أهدافها و محركاتها عند الانسان .

وحاول أن يضع الحقيقه واضحه ويستخدم فى نفس الوقت عنصر

الشك مع التعليق والتساؤلات عن أى شىء و كل شىء دون أن يغلق

الباب أبدا حول امكانية خطأ الآلهه .

فكان قمه ثالثه من قمم المسرح الاقريقى القديم .

 

أهم أعمال افربيدس

 

#  اليكترا

#  ايفجينيا

#  طرواده

##   هيلين

##  ميديا

و من هنا نستخلص الملامح النهائيه لاعظم الكتاب المسرحيين فى تاريخ

الفكر المسرحى اليونانى القديم ، من حيث الطبيعه و الاسلوب والشكل .

وبالتالى نستطيع القول أن :

اسخيلوس هو المؤسس الاول للدراما اليونانيه ، وأن اعماله تعتمد على

أسلوب واحد ، برغم رؤيته لفكرة العداله الآلهيه .

اما بالنسبه :

لسوفكليس قد قدم على المسرح البعد الانسانى للفرد ، وقدرته على

أن يكون متحكما و قادرا على مواجهة قدره

وأخيرا نأتى الى :

افربيدس الذى أستطاع و بكفائه وقدره أن يحلل الطبيعه الانسانيه من

خلال الواقع الحقيقى للانسان دون تحدى للآلهه .

 

 

 

ابو العلاء المعري

2014-11-23 15:55

 

رهين المحبسين

 

ابو العلاء المعري

 

Ο Αιχμάλωτος των δύο φυλακών: Αμπο Ελαα Αλ Μάαρι

Captured in two prisons: Abo Elaa Al Maari 

 

 

 

أنا أعمى فكيف أُهدى إلى المَنـهج والناسُ كُلُهم عُميان

 

Είμαι τυφλός....Γιατί μου ζητάτε να καθοδηγήσω τον κόσμο, αφού είναι όλοι τυφλοί....;

I'm blind....Why do you ask me to lead people, when they are all blind?

 

**********

 

نشأتة و مسيرة حياتة

 

ولِد أبو العلاء أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي في أواخر سنة  973  ميلادية -  363 هجرية في معرة النعمان شمال حلب.. من أسرة أشتهرت بالعلم و القضاء.

و أصيب في صغرة بالجدري  و في الرابعة من عمرة فقد عينة اليسري ثم بعد فترة غشي عينة اليمني بياضُ ثم فقد بصرة كاملاً في السادسة من عمرة . الا أنة كان ساعياً في طلب العلم و المعرفة و ظل يجمع ثقافة عصرة من لغة – و  اداب -  و فلسفة من خلال مجالس العلماء و ساعدة في ذلك قوة الذاكرة و الذكاء حتي توفي والدة فغادر المدينة متجهاَ  إلي بغداد بعد زيارة إلي عدة مدن في سوريا و عاد مرة ثانية ألي المعرة في شمال حلب... ثم توفيت والدتة فحزن عليها حزناً شديداً و شعر بفراغ شديد فمكث في منزلة و لم يرحل عنة في معرة النعمان و سمي نفسة.

"رهين المحبسين"

 

و ظل قائماَ في منزلة لم يغادرة مما سبب لة الضيق مما أدي إلي ان يتوقف عن الطعام فا بتعد عن جميع الأطعمة ماعدا (الحبوب – و التين) و أبتعد عن أكل اللحوم وَ لَزم منزلُة و تغرغ إلي التأليف حتي ذاع شهرتة بعد أن جمع الكثير من الكتب من عطاء الفكر و الأدب بل و فلاسفة العصر و الفلسفة الهندية ... مما 

أدي الي هجرة المجتمع و اعتزالة للناس قائماً في منزلُة ليلاً و نهاراً حتي كتب وصيتة الذي طلب فيها أن يكتب علي قبرة بيت شعر شهير

 

فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ

"هذا جناة أبي علي .................. و ما جنيت علي أحد"

 

 

ومات عام  449 هجرية بعد أن  أصبع حُجَة بل و من كبار العلماء و ذاد مقامة و عظم صيتة و أصبح دارة مكان يحج الية العظماء

 

 

رهين المحبيسين .... العالم و الأنسان

 

 

اختلف الناس في الحكم علية و علي طريقة تفكيرة و مذهبة الفكري بل وصل الأمر بهجوم البعض علية و اتهموة.

 بالسعي الي التجريح بالشرائع واساءة الظن بالدين الاسلامي بل وبطبيعة الانسان حيث اعتقد البعض انة من الهدامين بل ان البعض قد اتهمة بانة تأثر بالفكر الفلسفي (من الهنود أو اليونانيين) أو غيرهم و من هنا هاجر المعري الناس و اعتزلهم و مكث في بيتة بعيدا و لم يترك هذا المنزل حتي وافاة الأجل  وابتدا الناس باتهامة انة مريض و مضطرب الشخصية متقلب المزاج و ذلك لعدم ثبوتة علي رأي واحد ... فبعض الأحيان يقوم بالدفاع عن الشرائع و وقت أخر يهاجمها لذلك رفض العلماء و الباحثين و الفلاسفة اعطائة لقب (الفيلسوف) و قد حاول المفكرين ان يعطوا سمة المتشائم الية.. و كما ذكر الدكتور طة حسين في كتابة (تجديد 

ذكري  ابن العلاء) و (مع أبي العلاء في سجنة) و أحمد أمين من خلال بحثة (سلطان الفعل عند ابي العلاء) و كذلك الدكتوراة بنت الشاطي في (الحياة الأنسانية عند ابي العلاء)

و أخيراَ  (من ذاكرة التاريخ) بقلم الدكتور أمين أحمد عزالدين . 

 

**********

 

 قد فاضت الدنيا بأدناسها 

علي براياها و أجناسها 

 و كل حي بها ظالم

و ما بها اظلمُ من ناسها 

 

**********

 

History & the Quran & the Arabs

2014-11-19 17:14

 

 

علم التاريخ والقرآن الكريم

 

History and the Quran

Η Ιστορία και το Κοράνι

 

 

The Koran comprises a great historical treasure of the apostles, the prophets, the nations and the suchlike. The content of these treasures is presented like a stimulus, which invites further research. The era of the Omayiads was ideal for studies and research, whereas the Aborigines had a greater treasure of writings, and above all, they mastered their past and present, and could make use of this knowledge, by means of their creative ability. The Arabs, the Jews and the Christians of Yemen, Syria and Mesopotamia are regarded as the first teachers of historical matters. The Aborigines were their disciples. They were competent and ready to continue teaching and writing on the basis of a system. The first Caliph of the Omayiads was a lover of History and he used to invite the learned men to Royal Banquets, in order for them to narrate the History of the Nations and the Kings to him, while the Arabs and the Aborigines developed the historical matters of the Koran in the mosques. Others gathered several historical elements of the past and the present, as a result of which, it is correctly said that history of the Omayiads was written down in time and remains as the first foundation of the Islamic Science of History.

 

 

THE HOLY QURAN 

 

The Prophet Mohammed (Peace Be upon Him) spent all his time in the cave Hiraa meditating and worshipping God. At the age of 40, he heard the voice of God, saying the following words:

             “READ IN THE NAME OF ALLAH”

 

 

*****************************

 

THE ARABS AND THE HISTORY

التاريخ عند العرب

 

 

The Arabs, creative people as they were, had known from the beginning their spiritual mission in the cultural course of time. They agreed to complete the international treasures and willingly gave their spiritual fruits to the West and the East, without causing any spiritual offence.

In principle, all spiritual treasures belong to the whole world, without exception. In the course of time, there were people that sealed human society with their physiognomy and showed interest in spiritual progress, by building schools and academies and by practising the art of writing. Despite the fact that natural disasters or social causes destroyed a great part of thought, new life sprang from this interfile land. The torch of Spirit has always been burning. It was kept alive by the Egyptians Pharaohs, who had built scientific academies since the 3rd millennium BC, the Greeks of Athens who had founded an Academy – Lyceum in the 5th century BC, while their descendants found a Museum and an International Library in Alexandria representing a light that was burning for about a thousand years. Later on the Arabs, in turn, founded the House of Wisdom in Baghdad, Cordoba, Seville and El Azhar in Cairo, which still exists. There are two international movements in the History of thought:

1-    The Hellenic one

2-    The Arab one

The first movement resulted from the expansion of Greece and the second one from Arabia. Both of them have a single source and the springs of wisdom of this source have roots in antiquity. They both contributed to the awakening of western civilization, which lacked a past.

The Arab philosopher Ibn Khaldun plays the role of a landmark, sealing the end of Greek – Arabism, since he is thought to be the last representative of the Arabic Humanism and also the starting point of contemporary “Westernism”.

 

                                                     

فلسفة التاريخ و مفهوم الدولة

2014-08-18 17:20

 

فلسفة التاريخ و مفهوم الدولة

 

Philosophy of History & Meaning of State in Islam

Φιλοσοφία της ιστορίας & η έννοια του κράτους στο Ισλάμ

 

 

 

هناك أسئلة مُثارة في فلسفة التاريخ و التي تُشَكل موضوع قابل للبحث

و الحوار الفكري بين العلماء و الفلاسفة و اساتذة الجامعات.

 و كما سبق لي أن ذكرت أن التاريخ و صناعتة أو بمايسمي علم فلسفة التاريخ من جانب و علم التاريخ من جانب اخر فهما يختلفان.

و علي سبيل المثال فأن فلسفة التاريخ لا تُدَرس كعلم و لكن كبحث قابل للحوار

و التنقيح و الفحص إلا بعض الجامعات القليلة التي استقر بها الأمر في إنشاء قسم لفلسفة التاريخ,  و اليوم يتاح لي أن اعرض قضية من اهم قضايا فلسفة التاريخ.

 و سوف ابدأ في تقديم الثلاثية التاريخية لفلسفة التاريخ .

 

اولا

 

الحتمية التاريخية :

 

و السؤال الان

 

 1.هل هناك حتميات تاريخية تُسَير البشرية في اتجاة معين ؟

 2.هل يمكن كشف هذة الحتمية و التنبوء علي اساسها بوضعيات المستقبل؟

 3.هل التاريخ البشري في تقدم مستمر.... او في خط صاعد...او يُسَيَر في طريق  دائري؟

 

و برغم انني قد حددت تقريباً معالم الطريق و الخطوات, إلا ان هناك رؤية اخري و ذلك في اطار حالة تقدم العلوم و التكنولوجيا  و وسائل البحث و المعرفة فأن هذا الطريق لم و لن يتوقف حتي الان.

 

و لقد قدم العلامة محمد تقي المدرسي, (و هو مفكر اسلامي  نشر العديد من المؤلفات و كتب في الفقة الاسلامي,  و عالم في الاوضاع الاسلامية السياسية في العالم العربي و كان ضد الافكار المنحرفة و ضد الاستعمار البريطاني) و قد راع هذا العالم  نظرية الأولويات في التدرج للمسائل التاريخية و فلسفة التاريخ عموماً  .

 

 و هذا بعكس التسلسل الأخر الذي اتبعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بدوي في اطروحتة عن (أحدث النظريات في فلسفة التاريخ) و هي منشورة في مجلة عالم الفكر المجلد الخامس العدد الاول صفحة 216 .

و كان هذا الاستاذ من عمالقة الفكر في العالم العربي و كان استاذاً جامعي في عديد من الجامعات الاوروبية

و عمل استاذ في السربون و ليبيا و طهران و الكويت و مصر و له 200 مؤلف.

يقول الدكتور بدوي ان فلسفة التاريخ أو مشاكل التاريخ هي مدارس

و مذاهب في مجموعها تتضمن فلسفة التاريخ كعلم مستقل.

هذا بجانب  (مشكلة النسبية في التاريخ) و هي في الاصل تعتمد علي نظرية دلتاي في نقد العقل التاريخي كما اضيف مع ذلك  نظريات لشبلينجرفي نسبية القيم الي الحضارة المنبثقة منها او عنها بالاضافة الي اراء ماكس فيبير في الريط بين التاريخ و علم الاجتماع و ما ذهبت الية المادية التاريخية . اما عند كارل ماركس و فريدريك انجلس فقد ربطوا بين الاقتصاد المادي و التاريخ . هذا بجانب مشكلة العلية المطلقة في التاريخ كفرع اخر تندرج تحتها الاشكليات و الخواطر التي حفلت بها دراسات تويمبي و كارل هوبر. حيث يشرح البعد في فكرة فلسفة التاريخ علي انها مشكلة التقدم و التخلف في المجري التاريخي الحياتي و طرح العديد من الأسئلة و هي:

هل هناك خط للتقدم التاريخي يستمر قدماً , او يتقدم و يتخلف دون قاعدة و لا قانون.... و الشيء المؤكد ان جميع فلاسفة التاريخ قد تعرضوا لهذة المشكلة اما الماماً او اما تفعيلاً.

 

امكانية التنبوء

 

و نطرح الان فكرة هل من الممكن ان نحدد ما سيكون علية التاريخ و انني اري ان بعض الفلاسفة قد ذهبوا الي التفأئلية و الاخرين الي التشأؤم و البعض الثالث زعم انهم بمعزل عن كليهما و انهم تنبئوا تنبئات موضوعية غير تقويمية مثل فريدريش نيتشة . و من هنا ظهرت نظرية اضافية و كانت بدياتها عند عبد الرحمن ابن خلدون و الذي سماها الحتمية التاريخية

 

الحتمية التاريخية و فلسفة التاريخ عند ابن خلدون

 

و هي نظرية تعتمد علي الدورات التاريخية التي ذكرها ابن خلدون في المقدمة حيث شرح فيها (ان الدولة لها اعمار طبيعية كما الاشخاص)

راجع المقدمة ص. 170

و إلي ألان لم يصل علم فلسفة التاريخ الي نتائج نهائية حول مفهوم الدولة  و علاقتة بفلسفة التاريخ بشكل نهائي لكي نصل الي القواعد و القوالب القانونية للدولة و  للعلم الجديد بمعني "فلسفه التاريخ" و حتمية تدريسه في الجامعات العربية أو الأوروبية و مازالت قناعتي أنة يجب البحث عن قواعد و قوالب قانونية جديدة يسير عليها هذا العلم بل أن هناك محاولات من الشرق و الغرب لبعض العلماء و المؤرخين الغارقين في مجال البحث وراء كل حدث تاريخي و طبيعة و كيفية تسجيله ...

و اختلطت المواضيع و الابحاث مما أدي إلي طلبي لمحاربة الارتجالية

و عدم المسئولية في تسجيل التاريخ (راجع البحث المقدم من الدكتور امين  احمد عزالدين إلي جامعة القاهرة بعنوان "دراسات في فلسفة التاريخ" باللغة الانجلزية و اليونانية)

و اليوم نحن نعيش في عصر نعاني من اختلاط الأفكار هذا بجانب التقصير الواضح الذي ينجلي في ضآلة  الدراسات العلمية في فلسفة التاريخ و أن جميع المحاولات التي ظهرت حتى الآن هي رؤية متطورة

و مختلفة في نفس الوقت حول فلسفة التاريخ التي يشوبها التنقيح  

و الفحص للأحداث التاريخية

و قد تعرض التاريخ الفلسفي الإسلامي و العربي إلي ظهور فلسفات

و رغبات جديدة و البعض منها دخل في مجال التعصب القومي و الديني

و العرقي و السياسي و نحن الان نطالب بإعادة صياغة تأريخنا علي أسس واقعية بعيدا عن الأهواء و الرغبات أو الأرتجالية بدون ادني مؤثرات سياسية أو دينية و لنا في  نظرية العالم العلامة عبد الرحمن بن خلدون في فلسفة الدولة حيث ذكر أن الدولة مثل الإنسان لها أعمار طبيعية

 

"الميلاد – الشباب – الاكتمال – الشيخوخة – الاندثار أو الاحتضار "

 

و تظهر بعد ذلك فكرة الدولة من جديد و هي عند ابن خلدون الامتداد الطبيعي للمكان و الزمان لحكم عصبية ما و بذلك تقوم الدولة  علي

 

1) العصبية

2) رأس المال

3) القوة العسكرية

 

في حين أن الدول في الحضارات الأوروبية و الحديثة تقوم علي أسس قانونية غير قابلة للتعديل أو التبديل تماماً و نهائاً و عناصرها ثلاثة

 

الدولة

 

الشعب - الأرض - السلطة 

 

و هذه المعادلة صعب تغيرها منذ عدة قرون  أو بالأحري أن يقال منذ القرن 17 حتى الآن و أي محاولة للتغير تواجه من العالم الغربي بعنف

و بالتالي نستخلص بأن الشكل القانوني  و هو

"شعب + سلطة"

بدون "ارض محددة و معترف بها" غير قابل للاعتراف بها دولياً

و بالتالي يجيب ان نطرق جميع المحاولات و الأجتهادات للبحث عن قواعد قانونية لمفهوم الدولة حتى نساير الشكل التاريخي للتطور الحضاري.

 و أنا عندي أمل لنضع جميع القواعد القانونية و السياسية و التاريخية  لكي نستخلص  فلسفة التاريخ و  لكي  نصيغ تاريخنا العربي و الإسلامي من جديد علي اساس قانوني

 

المراجع

 

 الاستاذ الدكتور عبدالرحمن بدوي في كتابة "احدث النظريات في فلسفة التاريخ"

 

الاستاذ العالم محمد تقي المدرسي – نظرية الاولويات في التدرج للمسائل التاريخية  

 

 الاستاذ الدكتور أمين أحمد عزالدين – استاذ الاجتماع السياسي و لة عديد من المؤلفات و المقالات في التاريخ و فلسفة التاريخ

 

-Studies in the Philosophy of History

University of Cairo, Faculty of Arts,  Centre for Comparative Linguistics & Literary Studies   

 

- Irresponsibility and Improvisation in Historical Writing

1. الأرتجالية و عدم المسؤلية في تسجيل التاريخ

 

- The word (TARIKH) – History as a term

2. التطور اللغوي لكلمة التاريخ

 

-The Scientific Definition of History

3.المعني العلمي للتاريخ

 

-The Arabs and the History

4.التاريخ عند العرب

 

-History and the Quran

5.علم التاريخ و القرآن الكريم

 

EDITION HSSAS 2007 (English&Arabic)

 

 

و الله المستعان

و السلام علي من اتبع الهدي

أ.د. أمين أحمد عزالدين

 

 

**********************************

التطور اللغوي لكلمة التاريخ

2014-07-23 22:59
 
التطور اللغوي لكلمة التاريخ
 
 
Η Γλωσσική εξέλιξη της λέξης "Ιστορία"
 
The lingual evolution of word "History"
 
 
 

منذ الفتح الاسلامي حتي عصر ابن خلدون لم تعطي لهذة الكلمة حقها في البحث 
و التنقيب عن اصلها و معناها حتي جاءت الفرصة لابن خلدون حين استطاع ان يضع لكلمة التاريخ معني علمي دقيق لاول مرة, و اصبحت حقيقه واقعة بين جميع العلوم تحت اسم 
"علم التاريخ".

وقد اضاف ابن خلدون الي عملة هذا ابعادا كثيرة و مختلفة لتحويل هذة الكلمة لغويا بحيث تساير العلوم الاخري و ذلك باعجاز و مقدرة لغوية حين وضع نظريتة الجديدة في علم التاريخ , و فن التأريخ .

كما ارسي لهم القواعد و القوالب الاساسية للعلم الجديد, الاان ابن خلدون لم يقدم لنا برغم قدرتة الفاثقة في اللغة العربية تحليلا كاملا عن اصل الكلمة و جذورها.

وبناء عليه كانت محاولتي المتأنية للبحث عن الاصل وجذر الكلمة لغويا وتاريخيا.



جذر الكلمة لغويا
التاريخ (ايستوريا )Istoria 

– جذر الكلمة في اللغة اليونانية 
كلمة ايستوريا في اللغة اليونانية القديمة تشتق من جذر
(فيس , فيذ)Fis-Fith
من فعل (أيذا, اوأيذو)Ido/Ida 
و كلمة (أيستور) istor
تعني الشاهد و المؤكد. و كذلك كلمة 
(أيستورو)istoria
تعني اتعلم , ابحث, افحص, أسأل, أحكي. و هي كلمة يونانية تعني التعليم الجيد او الحالة الطيبة او الواقع الحقيقي للمعرفة. 

التاريخ – جذر الكلمة في اللغة الارامية القديمة 
تعتبر اللغة الاّرامية الجسر الأساسي الواصل بين اللغة اليونانية و العربية. 
و برغم ذلك فلم نعثر علي كلمة التاريخ حين 
تبين لنا انة لا يوجد لغويا جذر لكلمة (أيستوريا)
istoria
, برغم وجود كلمات يونانية كثيرة مسجلة بحروف سورية غير واضحة مثل : (فيلوسوفيا)Filosophia/philosophy
وتعني (فيلوسوفيا او فلسفة) 
و كلمة (فرديسيا)Ferdisa/paradise
و تعني (باراد سوس – الجنة)
و كلمة (جينيس) و تعني (ينوس – جنس)Genos/descent
, و كلمة (افلاتون) و تعني (بلاتون – افلاطون)Aphlaton/Plato
و كلمة (قارتيس) و تعني (خارتيس – خريطة) Quartisa/Map
, و مئنات اخري من الكلمات و المعاني اليونانية ظلت متعلقة في اللغة العربية بأسلوب وطريقة اّرامية غير واضحة المعالم. 
التاريخ – جذر الكلمة في اللغة العربية 
بدأت كتابة كلمة التاريخ في القرن السابع بعد الميلاد, و لم تكن واضحة وظاهرة عند العرب, و لو بحثنا في اصل الكلمة
(تاريخ)Tarikh
وجذرها (أ-ر-خ)A-r-kh/A-R-X in greek
لنجد ان هذة الكلمة قد ظهرت بعد ذلك بسنوات طويلة و كانت تعطي معني – الحنين او الشوق من الحمل او الشاة إلي أمة أو بمعني 
(استرخاء – او ارتخاء)Esterkha’a
. و هذا يعني ان معني الكلمة في الاصل كان بعيدا جدا عن المعني المعروف في البحث و التعليم و المعرفة و المشاهدة.
و ظل ذلك حتي القرن التاسع الميلادي اثناء فترة اللقاء العربي اليوناني حيث ظهرت الكلمة من جديد بمعني (الوقت, أو التأريخ و التقويم أو بداية عهد) . 
ثم بدأت تتضح معني الكلمة و مفهومها بمعني التاريخ , و ذلك في المنتديات الاّرامية في القرن التاسع. الا أن الكتاب العرب لم يعطوا لهذة الكلمة اهمية حتي عصر ابن خلدون, حيث استطاع ان يعطي للكلمة ابعادا جديدة ويضيف اليها الشيء الكثير. 
اما بالنسية للمؤرخين المسلمين فقد استعملوا الكلمات القراّنية أو الكلمات العربية الموجودة قبل ظهور الأسلام للتعبير و الدلالة عن مفهوم التاريخ. مثل: 
(الأيام- ايمريس)Aiam(days)
, (اخبار- نيا)Akhbar(news)
, (انباء – ايديسس ) , (معلومات – بليروفوريس)(anba’a, information)
, (نوادر- انيكدوتا)Nawader(anecdotes)
, (كتاب – فيفليو) Kitab(book)
حكايات Hekayat (narrative stories)
روايات Rewayat (traditions)
و كان اول من استخدم كلمة التاريخ من المؤرخين المسلمين هم : 
(الواقدي – 833 م), (يعقوب – 897 م)
(الطبرى – 923 م), (ابن الاثير – 1234 م)
(ابو الفدا – 1331 م) 
حتي جاء ابن خلدون الذي كان يتمتع بقدرة فائقة وتحكم في اللغة العربية , بحيث اعطي لهذة الكلمة حقها, بل و أرسي من خلالها علم جديد و هو علم التاريخ. 

التاريخ – جذر الكلمة في اللغة الفرعونية و القبطية 
كانت محاولتي المتأنية و المتواضعة من خلال القواميس القديمة للغات الارامية – و اليونانية القديمة – و القبطية للبحث عن أصل وجذر كلمة التاريخ فعثرت علي جذرها (ت-ر-خ)T-r-kh
أو (تاريخفو)tarikhfou
و تعني (مملح أو محنط). 
و من هنا كانت قناعتي في البحث عن جذور الكلمة في اللغة المصرية القديمة.
و ذلك بالاستعانة بقاموس (استمتاكوس) 
Stamatakos: Dictionary of the Ancient Greek Language 
في اللغة اليونانية القديمة بالاضافة الي القاموس القبطي (اكسفورد عام 1969 ) 
W.E. Crum: Coptic Dictionary, Oxford 1969
, و كتاب (سير اّلان جاردينير) عن القواعد المصرية (اكسفورد عام 1963)
Sir Alan Gardiner: Egyptian Grammar, Oxford 1963
, وأنتهت محاولتي عند كلمة (ت-ر-خ)T-R-KH
و هي كلمة مصرية قديمة المقابل لها (ك-و-ت)K-O-T
و تعني الشيء المملح او المر , كما عثر علي هذة الكلمة في اللغة القبطية القديمة , و قد حاولت البحث عن جذر 
(د-ر-خ)D-r-kh
في اللغة المصرية القديمة . 
وعثرت علي الكلمة حيث كانت تستعمل من 2000 عام قبل الميلاد و تعني (التقوي و الخشوع لتحنيط الميت) , او (المحافظة علي صلاحية المومياء). و من هنا كانت قناعتي في البحث عن القاموس العربي القديم (اللسان) للبحث عن جذر الكلمة (د-ر-خ) و كذلك (ت-ر-خ), فلم اجد لهم معني او مقابل يعطي دلالة او مقابل لكلمة التاريخ , وهذا يرجع الي ان حرف (ت) في اللغة العربية لا يعتبر جزء من موضوع اصل الجذر و بذلك تصبح جذر الكلمة (ا-ر-خ) و هي تأخذ شكلا قريبا من اللغة اليونانية القديمة, بحث تقترب من 
(أرخي)Arkhi
او (ارخيا)Arkhea
بمعني البداية او القديم. 
ثم كانت محاولتي الاخيرة للا ستدلال من القراّن الكريم , و ذلك من خلال الاحداث التاريخية القديمة و الوقائع , فعثر علي الكلمات التالية : 
(اساطير )Asatir/mythology
– (مسطور)Mastur
– (ن و القلم و ما يسطرون), و هي كلمات تعني تسجيل للوقائع او العصور القديمة او العهود او الكتاب. 
و من هنا كانت محاولتي للتقريب الشكلي بين المعاني (مسطور- اساطير – يسطرون ) في اللغة العربية و معني كلمة تاريخ في اللغة اليونانية (استور- ايستوريا) Istor/istoria 
, مع العلم بأنة لا يوجد حرف (ط) في اللغة اليونانية, و من هنا يتم استعمال حرف (ط) حيث تلتقي كلمة ايستوريا 
و معناها (التاريخ) في اللغة اليونانية مع المعني والشكل العربي مع اعطاء اهمية لهذا الاحتمال الوارد. 
التاريخ و القراّن الكريم 
ان القراّن الكريم يحتوي علي كنوز من المعرفة حول تاريخ الرسل و الانبياء 
و الشعوب, و كذلك الاحداث العظام في تاريخ البشرية. و لقد بدأت أول محاولة للدراسة و البحث في تاريخ الرسل و الانبياء منذ بداية العصر الاموي, و ذلك من خلال الاّيات القراّنية الكريمة. كما كان أول خليفة للدولة الأموية محب للتاريخ , حيث كان يدعوا الادباء و العلماء في ندوات لتحليل الاحداث و الوقائع التاريخية للملوك و الشعوب بل ان المعلمين العرب الأوائل قد سردوا الحوادث التاريخية من خلال الاّيات القراّنية في المسجد , ثم جاء الموالي بعد ذلك حيث تقدموا في هذا المجال و قدموا الأبحاث حول الوقائع و الد راسات التاريخية و التي اثرت بعد ذلك في تاريخ الامم و الشعوب. 
بل تم تطوير ذلك بتسجيل المعلومات التاريخية في كتب ممتلئة بأحداث الماضي 
و الحاضر مع مقارنة الوقائع الخبرية للتاريخ العام. بحيث اصبح علم التاريخ الاسلامي هو الأساس الاول لعلم التاريخ العام. 

عابر سبيل

أ.د. أمين أحمد عزالدين 

 

 

 

**********************************

 

دراسات في فلسفة التاريخ والتأريخ عند ابن خلدون

2014-07-23 22:55
 
دراسات في فلسفة التاريخ والتأريخ عند ابن خلدون
 
Μελέτες στην φιλοσοφία της Ιστορίας και η Ιστορίογραφία κατά τον Ιμπν Χαλντούν
Studies in Philosophy of History and Historiography by Ibn Khaldun
 
 
أن الفلسفة لم تتوقف يوما ما عن التأمل و البحث في الوقائع و الحوادث التاريخية علي أسس من المعرفة و النظر و البرهان, و ذلك بالقياس 
و المقارنة, و الذي ادي في النهاية الي الحاجة الشديدة الي ظهور علم جديد نابع من أحشاء الفلسفة و هو (فلسفة التاريخ).
و العلم الجديد سوف يتيح لنا النظر بعمق و تمحيص في الوقائع التاريخية و فحصها بالتعديل أو التجريح للوصول الي الممكن او الممتنع و ذلك عن طريق المطابقة للحادثة الخبرية, مع اعتقادي بأن كل خبر و حادثة تاريخية تحتمل الصدق فيها أو الكذب أو القبول احيانا .
و لذلك كانت حاجتنا الشديدة و الملحة للبحث عن دور جديد للعلم الجديد النابع من أحشاء العلم الأم (الفلسفة), مع الحرص الشديد في التأكيد لدور الفلسفة كعلم أساسي يتناول الأحداث التاريخية بنظرة فلسفية عميقة.
و بناء علية فأن العلم الجديد سوف يمتاز عن غيرة من العلوم في مجال البحث العلمي الأعتيادي بالقدرة علي أن يطرق بقوة وبأقدام طريق جديد يبحث فية عن أوسع التركيبات و أشمل القوانين و القواعد و القوالب الجديدة لمفهوم الحادثة الخبرية (التاريخية) .
و سوف يعطي لنا في النهاية من خلال البحث نتائج اساسية عن أعمق الأسباب للحادثة التاريخية , و برغم وجود المنهاج الأساسي لفلسفة التاريخ بل و فلسفة العلوم الاخري الا انة لم يصبح علم بعد, بمعني انة لا يوجد علم يدرس في الجامعات تحت اسم (علم فلسفة التاريخ), و حتمية وجود هذا العلم وحاجتنا الية في الجامعات يعطي الفرصة للبحث من جديد عن القواعد و القوالب الاساسية للقياس السليم لجميع الوقائع التاريخية في الماضي البعيد و القريب .
و أن التقصير في هذا المجال ينجلي في قلة الدراسات العلمية و الاكاديمية في فلسفة التاريخ او فلسفة الحضارة (الاجتماع).


(علم التاريخ و فن التأريخ عند ابن خلدون)

حين كتب المؤرخون التاريخ لم يستقوة من خيالهم بل وجدوا حيثياتة مما سمعوة وتابعوة عن طريق القراءة عن الحقبات الزمنية التي سبقت زمانهم و هذا دون تمحيص للاحداث او البحث عن سير الوقائع التاريخية.
و قد نسخ المؤرخون عن سابقيهم او نقلوه من رواة التاريخ امثال (هيرودوت- المسعودي) و الذين يعتبروا اول من قاموا بمحاولة شبه جادة في تقريب الحقائق التاريخية الي حد ما.
و من اولئك ايضا (هوميروس – اسيودوس- ثوكوديدس) من الأغريق (الطبري – الواقدي – ابن خلدون ) من العرب (من القرن التاسع الي القرن الثالث عشر) ان المؤرخين في ذلك العصر لم يكن لديهم المنهاج العلمي في فحص الحقائق التاريخية و قد جمع المؤرخين الأوائل في الأسلام المعلومات و الوقائع التي جرت في عصرهم و من ثم سجلوها في كتب قيمة.
الا أن بعض من المؤرخين الذين تلوا هذة الحقبة الزمنية لم يعتمدوا علي القواعد العلمية الصحيحة في تدوين الحوادث التاريخية بل و التمييز بين الحق و الباطل من الاخطاء بل شوهوا التاريخ و بشكل كاذب مبرزين نتائج غير صحيحة متخيلين الوقائع حسب اهوائهم و رغباتهم الذاتية.
ثم يأتي بعدهم مؤرخون ليدونوا الوقائع المحرفة دون فحص بل لم يميزوا الحق من الباطل في الاخبار عند تدوين التاريخ او السعي الي ايجاد معيار صحيح عند تدوينهم للوقائع و الحوادث التاريخية.
أن (الخيال, و الوهم) ملازمان لكل حادثة خبرية, و التقليد لدي البشرية طبيعة تلقائية, كما ان الكذب متطرق للخبر بطبيعتة , هذا غير نزعة المبالغة في الخبر عند الناس طبيعية , و بذلك تؤثر بنتيجة سلبية علي تسجيل الوقائع و بالتالي علي المسيرة البشرية للمجتماعات.
اما الحقيقة الخبرية فهي راسخه و ثابتة بعكس الاكاذيب التي تتحطم بواسطة الفحص العلمي و التأكيد لنوعية الخبر.
فالمؤرخ الناسخ يدون التاريخ بدون نظر و تحقيق و تعليل للكائنات , اما المؤرخ العلمي فهو يؤكد علي كل صحيح و يرفض الخطأ.
ان الذين بأمكانهم ان يميزوا الي حد ما بين الحق و الباطل هم قلائل من المؤرخين . و في هذا الصدد يطالعنا العالم العلامة (عبد الرحمن ابن خلدون) علي هؤلاء المؤرخين الحقيقين من العرب .... و هم (ابن اسحاق) القرن الثامن ... (الطبري) القرن التاسع, (ابن الكلبي) (الواقدي) القرن الثامن. 
اربعة مؤرخين فقط حتي القرن العاشر من مئات المؤرخين هذا باستثناء المسعودي الذي يعتبره ابن خلدون مؤرخ غير ناضج تماما.
ان ظاهرة الأرتجالية و عدم المسئولية في تسجيل الوقائع و الاحداث التاريخية تعتبر ظاهرة ليست بجديدة فقد حذر منها العديد من العلماء
و المؤرخين الذين يعتمدون حاليا علي المنهج الخبري السليم. ان يبحثوا عن الوسائل المنطقية في البحث عن المعلومات التاريخية القيمة بشرط (الحق – الجرأة – الصدق مع النفس)
ان العلم الجديد (فلسفة التاريخ) سوف يفتح الأذهان و الآفاق لظهور النور الحقيقي و لصياغة سليمة و جديدة لتاريخ العلوم مع تقديم المنهاج العلمي الجديد للبحث عن الوقائع التاريخية في الماضي البعيد و القريب.
لقد حدد (ابن خلدون) التاريخ بأنة المصدر الحقيقي الباحث في تطور المجتمع البشري , أي البشرية , منذ الأزل وحتي يومنا هذا.
و تكمن المعلومات التاريخية في كيفية ردود فعل السلطة تجاه القضايا الحاسمة و كيفية وجود الأمم وزوالها.
أن الأمانة الصادقة في نقل المعلومات تتطلب دراسات وا فية و معرفة الاسباب الداعية للأحداث , و التمحيص بدقة في طبيعتها و طبيعة المنطقة و يعتمد سرد الأحداث و الوقائع التاريخية ايضا علي اسس علمية 
و جذرية حتي يمكن الحاقها في الفكر الفلسفي.
و يعرف فن (التأريخ) بأنة صعب و نفيس و لكنة نبيل , كونة يكشف لنا خفايا الماضي, و يعلمنا المداخلات القيمة في الحياة.
ان التاريخ ليس استنساخا فحسب بل يتطلب بحثا مبرمجا في طبيعة المجتمع و النصوص السياسية , و نوعية الحكم, و بشكل عام في المعطيات البشرية فعلي المؤرخ مقارنة الحاضر بالماضي و الوجوديات بالاوجوديات , و و المطابقات بالمخالفات , و من هنا يستلزم (المعرفة – النظر – الفحص و التمحيص – القياس – و المقارنة و البرهان) 
و قد حدد ابن خلدون معني فن التأريخ في مقدمتة .
**********
"اعلم ان فن التأريخ فنا عزيز المذهب جم الفوائد , شريف الغاية اذهو يوقفنا علي أحوال الماضين من الأمم في اخلاقهم .
و الانبياء في سيرتهم . و الملوك في دولهم وسياستهم . و حتي تتم فائدة الأقتضاء في ذلك لمن يروقة في احوال الدين و الدنيا فهو محتاج الي مآخذ . متعددة و معارف متنوعة و حسن نظر و تثبت يفضيان بصاحبهما الي الحق و ينكبان بة عن المزلات و المغالط."
**************
و من هنا فعلي الباحث ايجاد الحقيقة علي اسس من الحكمة (الطرق المنطقية ) ليكون صادقا في نقل الوقائع التاريخية حتي تبدو بوضوح حكمة العمران في الضمير الانساني.
أنطلاقا من ذلك يبني (ابن خلدون) نظريتة محللا ما أوردة المؤرخون السابقون. و محددا بدقة الاخطاء و الاكاذيب , و السطحية التي وقع فيها مؤرخو الوطن العربي فحوروا في المعطيات و التأريخ.
و هذا العلم الجديد يستلزم مطالعات كثيرة و معرفة و تدريب متواصل. فعلي التأريخ الا يكون اعتباطيا و لا نسخا حرفيا فيسمي بذلك
رسالة مقدسة.
لا يبحث في احداث الماضي فحسب بل يتمحص بة و يوردة من خلال معطيات الحاضر .و يعرف (أبن خلدون) – التاريخ بأنة فن و علم و خبر. فليس من الصعب فهم كلمة (فن) التي تعني بكل وضوح التأريخ من حيث المضمون و الخبرة , و هذا الفن الذي يتطلب الماما كاملا و بحثا و افيا منظما كي يطلق علية – عندئذ – كلمة (علم).
لم يكن التاريخ – في مطلع الأسلام – علما, و لكن هذا الفن تحول مع أنتشار الأسلام و الحاقة بالدولة – الي ضرورة ثقافية تحتاج الي تعليم كامل و بحث و خبرة لأن العلم كقاعدة للفن يتطلب عمرانا ثقافيا شاملا .
ماذا تعني كلمة خبر ؟
يفسر ابن خلدون كلمة خبر في الباب الأول من كتاب العمران فيقول:
****************
"تعلم ان المعني الحقيقي للتأريخ يكمن في الخبر الذي يبحث في التطور البشري للمجتمع , اي في عمران الأرض بما في ذلك المراحل التاريخية للحياة. و تطور الحضارات عبر الزمن و تواجة ظاهرة العمران احداث آنية طارقة, فتأخذ طابعا بربريا و تطورا في العلاقات و تسلطا, و نشأة الجنس البشري الذي تطور فأصبح قري و مدنا,
و ممالك, و أمبراطوريات, بألوان متعددة و خبرات متطورة.."
***********************
وبهذة المعطيات فأن الوجود البشري (العمراني) أنطلاقا من فكرة التأريخ بغض النظر عن المعاني الحالية لعلم الاجتماع, يعتبر نظرة شاملة لمسيرة المخلوق البشري علي الأرض.
و بهذا يستطيع المرء ان يستنتج ان علم الأجتماع الحالي ما هو الاجزء من التأريخ . و أن كلمة (خبر) هي الشرط الرئيسي بين وجهين هما: - العمران , و التاريخ (ان فكرة (العمران) خلقت اغلاطا في العديد من التراجم (تاريخ الحياة) و (الحضارة) و (تاريخ الحضارات) ... الخ
و كلها تعبيرات تحاول ان تقترب من المضمون الا ان في اعتقادي أن فكرة (العمران) تستند علي المسيرة البشرية علي الأرض , و بينما التاريخ شفهيا او كتابيا هو الخبر الكامل عن هذة المسيرة. و بما أنة علي الخبر أن يكون مصدر موثوق ومؤكدا في الحياة فهو يتطلب بحثا كاملا عن محيط الأنسان و معطيات البيئة الكائنة (جغرافيا – و تاريخيا – نفسيا)
و بعبارات قليلة يمكننا القول : 
- علي التاريخ أحتواء جميع المعلومات الملمة بحياة الانسان.
مع الأخذ في الأعتبار وجود نواقص في الخبر أو بعض الأكاذيب أو تضخيم الاحداث , فيجب أعتبار ذلك أنة من الطبيعة البشرية.
فقد حاول كتاب التاريخ الأوائل بكل جهدهم تسجيل الحقيقة من جميع جوانبها و مع ذلك بقيت (نسبية و غير علمية) و مثال لذلك ما ذكر عن الخطباء الأثينائيين حيث كانوا علي الأغلب قادة سياسين, و لأن السياسة و القوة الخطابية كانت تقنع الجماهير المحتشدة فأن سرد القصص – من خلال الخطباء – أضاع الحقيقة التاريخية .
و ذهب العمران الاثينائي ضحية الأحداث السياسية بعد عهد (بركليس).
و مازلت مصمم علي ان نسبة الحقيقة في كتب الأولين مازالت حتي الأن نسبية و غير علمية و هذا ما بدا واضح قي بحثي لمناقشة الدكتوراة الأولي منذ 25 عام حينما اثبت في اليونان و امام الفلاسفة اليونانين اخطاء الفيلسوف ارسطو (و مازال للحديث بقية )

عابر سبيل 
أ.د. أمين عزالدين 
 
**********************************
 

دراسة متأنية حول عبد الرحمن ابن خلدون

2014-07-23 22:51
 
دراسة متأنية حول عبد الرحمن ابن خلدون
 
Ειδικές μελέτες περί του Ιμπν Χαλντούν
Special Studies about Ibn Khaldun
 
هو ولي الدين – قاضي القضاة – الصدر الاكبر – الرئيس الحاجب- الوزير – السفير – الحضرمي- أبا زيد – الفقير الي الله الغني بلطفة (عبد الرحمن بن
 محمد بن خلدون )
عربي من قبيلة كندة بحضرموت:- جدة الأعلي الصحابي الجليل وائل بن حجر الذي هاجر من حضرموت إلي المدينة ليتلقي التعاليم الاسلامية علي يد الرسول الكريم و ذكر أبو عمر بن عبد البر في حرف الواو من (الأستيعاب) ان الرسول بسط له رداءة , و اجلسة عليه , و قال: -
"اللهم بارك في وائل بن حجر وَ ولدُة وَ ولد ولدُة إلي يوم القيامة" .
ثم عاد الي وطنة داعيا إلي الأسلام وشارحا لتعاليمة السمحة...و بعد وفاة الرسول الكريم أقام في العراق حتي وفاتة في عصر الخليفة المأمون و كان من ضمن المعارضين في ذلك الوقت ,
و لفترة زمنية اختفت أخبار اسرة وائل بن حجر و أبناؤة و أحفادة حتي ظهر الجد التاسع لأبن خلدون
(خالد بن عثمان)
دخل إلي الأندلس مع الفتح الاسلامي الثاني تحت قيادة موسي بن نصير 
و هناك تحول أسمة من خالد إلي خلدون بزيادة واو , و نون كعادة أشراف العرب هناك وتميزاً لهم. و هناك برزت أسرة ابن خلدون في العلم و السياسة فقد وصفهم المؤرخ الشهير ابن حيان في القرن الحادي عشر الميلادي فقال (بنو خلدون إلي الأن في اشبيلية نهاية النباهة , و لم تزل اعلامهم بين رياسة سلطانية و رياسة علمية ).
هذا وقد برز من الأسرة الخلدونية كريب بن عثمان بن خلدون الذي حكم اشبيلية لمدة عام واحد حتي قتل علي اثر الفتن و الدسائس المستمرة , فهجرت اسرة ابن خلدون (ابو بكر محمد) إلي ولاية تونس و استمر والياً عليها حتي قتل, و تولي جدة منصب الحجابة اما والد عبد الرحمن بن خلدون فكان قارئاً و فقيهاً و مقدماً في صناعة العربية ولة بصر "بالشعر و فنونة و يقول عبد الرحمن و اصفا ابية (انة آثر العلم و الرباط متصرفا في علوم الفلسفة و مشهورا بعلوم الطب و الهندسة و النجوم) كما اشتهر الاخ الثاني يحيي بن خلدون كمؤرخ قدير لَهُ كتب مشهورة عن تاريخ دولة بني عبد الواد
اما عبد الرحمن بن خلدون فجمع بين حبه للعلم و رسوخ قدمه في السياسه في المناصب العلميه.
ولد عبد الرحمن بن خلدون : -في تونس في غُرة رمضان 732ه 1332 م و قد درس القران الكريم حتي اتمه في التاسعة من عمرة ثم انصرف إلي دراسه العربية علي يد والده كما درس الفقه علي يد العديد من العلماء مثل القاضي محمد المقري قاضي الجماعة المالكية و الحاج محمد البلقيقي و محمد احمد الشريف و منحة كل منهم الأجازة العلمية ودرس علي يد الابلي شيخ العلوم العقلية و الرياضية و الفلسفة و المنطق. و كان ابن خلدون شديد الولع بالسفر, و مكنته رحلاتة العديده في الصحراء من اقامة علاقات طيبة مع زعماء القبائل فأستفاد من ذلك خبرة و اسعة في اسرار الصحراء و مسالكها , و لعب دورا كبيرا في تولية العديد من المناصب اهمها كاتبا عند ابي اسحاق في تونس ثم مستشارا للسلطان عنان في فاس وعضوا في المجلس العلمي ثم سفيرا لملوك بني الاحمر في الاندلس بمساعده صديقه الوزير لسان الدين بن الخطيب عند ملك قشتالة لعقد صلح نجح فية ابن خلدون نجاحاً باهراً, ثم الحجابة في بجاية ولقب بالصدر الاعظم وسفيراً مره اخري في بيسكرة الي القبائل العربية للتفاوض معها حتي عام 1379 وبعدها اعتزل العمل السياسي وتوجة الي قلعة ابن سلامة منصرفا الي الكتابة و التاليف فوهبنا رائعتة المقدمة مع كتاب العبر وديوان المبتدأ و الخبر ووصف ابن خلدون ذلك قائلا:
(أقمت بها متخلياً عن الشواغل كلها وسرعت في تاليف هذا الكتاب و أنا مقيم بها و أكملت المقدمة علي هذا النحو الغريب الذي اهتديت اليه في تلك الخلوة)
و بعد ان فرع منها عاد الي تونس و مكث هناك حتي نوي فريضة الحج فتوجة الي الأسكندرية عام 1372 م , فاستدعاة سلطان مصر وولاة منصب التدريس في الأزهر الشريف و تدرج في المناصب حتي اصبح قاضي قضاة المالكية و في عام 1400 م كلفة السلطان بمهمة السفارة إلي دمشق لمقابلة تيمور لنك و قد نجح في سفارتة محققا ما أرسل من أجلة ثم عاد الي مصر وواصل الكتابة و تنقيح المقدمة حتي ادركتة المنية عام 1406 م – 808 ه و دفن في مقابر الصوفية.
المناصب التي شغلها ابن خلدون في مصر

1. التدريس في الازهر الشريف
2. القضاء
3. مدرس في مدرسة القمحية ثم في المدرسة الظاهرية
و اخيرا في مدرسة صرغتمش
4.قاضي قضاة المالكية و الذي عزل من هذا المنصب و أعيد اليه خمس مرات
و قد غادر ابن خلدون القاهرة عدة مرات في سفريات عديدة , و كان يذهب الي الفيوم لأستلام حصتة من القمح من أوقاف المدرسة القمحية . 
و استمر في الكتابة و خاصة بعد لقائة مع تيمور لنك و تنقيح تاريخ حياتة و مات عام 808 هجرية – 1406 ميلادية و دفن في مقبرة الصوفية 
و هي منطقة قريبا من المسجد الحسيني و الأزهر الشريف بالقاهرة و قد انطمست هذه المقابر و بني عليها الحدائق و المنازل في عهد المماليك 
و لقد شاء القدر ان يكون ميلادي في نفس الموقع الذي دفن في ابن خلدون
(رحم الله الشيخ الجليل و العالم العلامة عبد الرحمن ابن خلدون)
***********
قالوا عن ابن خلدون : 
*************
ليس فقط مؤرخ قادر علي تحديد اسلوب و ارساء القواعد التاريخية لعلم التاريخ و لكن هو من أهم الذين نادوا بأنشاء علم الأجتماع و فلسفة التاريخ 
لي ريبورت 
************

مثل كارل ماركس كان ابن خلدون قد استوعب العامل الأقتصادي و مدي تأثيرة علي الحياة السياسية و الأجتماعية و ان الخلاف بين الشعوب في الواقع يرجع الي واحد من اهم العوامل (العامل الأقتصادي) 
شارل العيسوي
***************


إن ابن خلدون – في المقدمة التي كتبها للتاريخ العام – قد ادرك و تصور و انشأ فلسفة التاريخ و هي بلا شك اعظم عمل من نوعة خلقة أي عقل في أي زمان و مكان 
توينبي – الأستاذ بجامعة اكسفورد 
*****************
من وجهة علم التاريخ أو فلسفة التاريخ , يتحلي الأدب العربي بأسم من المع الأسماء فلا العالم الكلاسيكي في القرون القديمة , و لا العالم المسيحي في القرون الوسطي , يستطيع أن يقدم اسماً يضاهي في لمعانة ذلك الأسم 
روبرت فلينت 
************* 


سيظل اسم ابن خلدون باقي علي مدي العصور القادمة مثل (سقراط- ارسطو – و أفلاطون) 
و سيظل علامة واضحة في تاريخ العرب و الأسلام ليصبح 
(المُعَبر الأخيرعن الأنسانية العربية و الأسلامية ) 
حيث فتح الطريق للحصاد الفكري الأنساني و العربي و الأسلامي و اضاء بفكرة شعاع قوي للأنسانية العالمية 
أ.د. أمين أحمد عزالدين 
أستاذ الأجتماع السياسي بجامعة بانديوس للعلوم السياسية 
أثينا – اليونان 
و مؤسس الفكر الخلدوني في الجامعات اليونانية
*****************
تَرجمتُ هذا النص من اليونانية إلي العربية و هو من ضمن مجموعة 30 بحث عن الفكر الخلدوني – قدمتها إلي جامعة بانديوس عام 1980 – أثينا و تم اعتمادها من مركز الأبحاث العلمية باليونان عام 1987 و تم اختيارها في الأرشيف الوطني لأكاديمية البحث العلمي 
 
 
تم ترجمة اعمالي عن ابن خلدون إلي 14 لغة 
Electronic Library
الأسبانية, الأيطالية , الألمانية , الفرنسية , السويدية , المجرية , الرومانية 
الأرمينية , البولاندية , النروجية , الفنلاندية و الروسية .....
و اخيرا تم ترجمتة الي اللغة العربية 
 

 
عابر سبيل  
أ.د. أمين عزالدين 
 
 
**********************************

 

 

العصبية الخلدونية والفكر الأرسطي

2014-07-23 12:38

 

العصبية الخلدونية والفكر الأرسطي


Ibn Khaldun's Assabiyah and Aristotle Thought

Η Assabiyah του Ιμπν Χαλντούν και η Αριστοτελική Σκέψη


سبعة قرون مرت ولم تُعطَيَ لهذة الكلمة حقها في البحث 
و التنقيب عن أصلها و معناها حتي جاءت الفرصة لأبن خلدون حين أستطاع أن يضع للكلمة معني علمي دقيق , هذة الكلمة التي تطورت بعد ذلك و أصبحت صورة واقعية في جميع المجتمعات بل و أهتم بها علم التاريخ بل و العلوم الأخري, و لقد استطاع ابن خلدون ان يُحَمل كلمة العصبية معاني عديدة و علمية وبذلك أضاف الي عملة مراحل وابعادا كبيرة و مختلفة بتحويل هذة الكلمة لُغوياً و تهذيبها حتي تساير التعاليم الأسلامية... هذا ما نجح فية ابن خلدون باعجاز 
و مقدرة لغوية حتي يوضح نظريتة , فمن المعاني التي قدمها لهذة الكلمة.

(روح الجماعة الأخوة – الصداقة الآرسطية – الأحساس – التضامن – الأنتماء إلي الجماعة)

و معاني اخري قوية و حقيقية مما جعل الباحثين من العرب و الاجانب ان يكتبوا كلمة العصبية كما هي (عصبية) دون ان يترجموا هذة الكلمة إلي أي لغة اخري. 


العصبية – لَغوياً 
***************


هي كلمة عربية لها عدة معاني (مُرَكَبَة) و إلي الآن فقد حاول المترجمين الأجانب مراراً و أن يترجموا هذة الكلمة وأن يعطوا لها معني و لكن لم يستطيعوا ذلك, فأن هذة الكلمة العربية تخفي معاني مختلفة و من الصعب ترجمتها (جذرياً) فأصل الكلمة (عَصَبَ) 
و الجمع أعصاب و كفعل عَصب اي (يربط) و(يقال) عصبُ الشيء يَعصبُة اي (طَواة) و (لَواة) وقيل شَدُة و رَبَطُة و كصفة (عَصَبي) فعلي سبيل المثال نقول عَصَبي المزاج , وكأسم – عُصبَة ... عصابَة – اي مجموعة قوية. 
و اعتَصَبوا أي صاروا عُصبة , و تَعصبّنا لَةُ (نَصرناة) و أعصَوصَبوا أي استَجمَعوا و صاروا عصابة , عَصَبنا أي قَبَضنا علي من نُعادي 
و ذَلك لأن العصبيَة تَحمل كُل العوامل الوراثية و الداعية إلي البقاء عند الأنسان و الحَيوان. 
معاني لغوية اخري لكلمة عصبية 
تعني (ضمير – رغبة – أُسلوب –إتتماء الفرد إلي الجماعة أي الأنتماء إلي الأُسرة – القرية – المجموعة- الوطن ) وياتي منها كلمة تَعَصُب : أي التصعب إلي شيء أو رمز و بذلك نري أن هذة الكلمة تَحمل في جوفها احساس – مشاعر – رغبة فكرية –إنتماء الأسرة 
أو الدَم – العقيدة - الأرادة التي تنطلق من داخل الأنسان لتُعَبر عن إنتماء أو فكرة أو بَقاء و هذا من أجل الحفاظ علي المبدأ.

العصبية و الجاهلية قبل الأسلام

كلمة عصبية هي كلمة عربية ظهرت قبل الأسلام بين القبائل العربية و في مجتمع كان مليء بالصراع الدموي و القتل و الثأر و الحروب الأهلية ... و كانت الحروب هي الوسيلة الوحيدة للبقاء في تلك الصحراء المتوحشة... 
ومن خلال ذلك ظهرت العصبية ... كقيمة ورمز و معني لشعارات عديدة بل و ظهرت العصبية ككلمة من خلال الأغاني و الأشعار و هي تشرح لنا مفهوم النظام القبلي و الحياة في تلك المجتمعات و التي أخذت طابع الهجوم المفاجيء من أجل البقاء و كصورة تعبيرية عن وجود القوي في الصحراء ... و هذا النظام اسمة (بيات) و هو تعبير عن تحمل وقوة العصبية في مواجهة الأعداء ومدي قدرتها علي البقاء...
و قد اعطت العصبية جانب سلبي في تكوين الأسلوب الفردي مثل التصعب الأعمي – الطاعة – حب العظمة – الكبرياء – شهوة السلطة.
و برغم ذلك ظهرت جوانب أُخري في العصبية أعطت لنا معني ايجابي مثل (الحرية – الضيافة – نجدة الضعيف – روح المغامرة – حماية الاجئ – الثبات و الاعتداد...)
كل ذلك ظهر و اضحا في الشعر الجاهلي. 
و كما قال, الشاعر العربي زهير 

"انا و اخي ضد ابن عمي و انا و ابن عمي ضد الغريب..."
******************

العصبية و القرآن


, و قد هاجم الأسلام نصرة العصبية وحكم عليها بالجاهلية لائها تؤدي إلي الدمار وسوء المعاملة و الهمجية... و علي سبيل المثال حرية الأب في أن يؤد إبنتة خوفاً من الفضيحة و العار, كما كانت حرية شرب الدماء و الخمر و التخلي عن الحق و المنطق... 
تلك كانت عيوب المجتمع الجاهلي قبل الأسلام. ولقد علم القرآن وهذب هذة المجتمعات بتعاليمة الحنيفة وأرسي قواعد الأحترام المتبادل بين الأفراد و تحديد العلاقات الأجتماعية و كذلك تحديد العلاقة بين الفرد و خالقة, و بذلك تَحدَد معني كلمة العصبية بعد أن آزال الأسلام الفوارق بين الأفراد و بين القبائل من حيث الطبقية 
و السلطان و الجاة و المال و أصبح لا فرق بين أبيض و أسود و بين الأعجمي و العربي إلا بالتقوي والأيمان و لقد هذب القرآن و التعاليم الأسلامية العصبية العربية و علم الناس الأيمان و الطاعة لله و بذلك انتهت الجوانب السلبية في العصبية العربية. 
***************
و قد كان لي الشرف أن أكون صاحب أول رسالة دكتوراة عن ابن خلدون في الجامعات اليونانية و كانت بعنوان "فلسفة العصبية العربية عند ابن خلدون – البعد الأجتماعي و السياسي " و تقدمت بالبحث عام 1980 و أعترف انني علي مدي سبعة سنوات من العمل الدائم حول كلمة العصبية التي ليس لديها مرادف في الفكر اليوناني 
و الفلسفة اليونانية مما جعل الأمر في غاية الصعوبة لأنني كنت اواجه عمالقة الفكر الأغريقي القديم و المتعصبين للفلسفة اليونانية , و في النهاية لم يجدوا اساتذة الجامعات اليونانية مقابل لكلمة العصبية عند افلاطون, او أرسطو وبالتالي اصبح التحدي و المواجهه قوية 
بل و اشتد الصراع بين الفكر الخلدوني و الفكر الأرسطي و كاد الموقف يؤدي الي انفجار رهيب و ذلك لعدم وجود كلمة مرادفة للعصبية في الفلسفة اليونانية و كان من الصعب ترجمة الكلمة
و تحليل ما تحملها في طياتها من معاني متعددة و إلي الأن لاتوجد لغة (أي لغة) تسطتيع ان تعطي لهذة الكلمة حقها . 
و لقد شرحت في بحثي الي علماء اليونان ان سر الكلمة يكمن في الزمان و المكان التي نشأت فيها هذة الكلمة في قلب الأمة العربية حيث عبرت هذة الكلمة عن تاريخ أمة و تاريخ شعب و لقد كان معي دائماً و بجواري الأعجاز اللغوي للقرآن الكريم و بالتالي كان الأنتصار واضح في النهاية . 
و أخيراً قررت اللجنة المكونة من ستة اساتذة جامعايين من عمالقة الفكر اليوناني برئاسة عميد الجامعة شخصياً حيث قرروا منحي درجة الدكتوراة (بالأجماع) و تنصيبي (مؤسس للفكر الخلدوني في الجامعات اليونانية عام 1987).
و منذ ذلك الحين انتشرت الأبحاث العلمية في جميع الجامعات اليونانية عن ابن خلدون. 
و من هنا أقدم شكري الي جريدة الأخبار القاهرية التي ذكرت في صفحة اخبار الناس التالي: 
اليونان تكرم عالما مصريا 
علي غير المعتاد حضر رئيس وزراء اليونان حفل التكريم الذي اقامتة جامعة بانديوس للعلوم السياسية والاجتماعية بمناسبة حصول العالم المصري الدكتور أمين أحمد عزالدين علي درجة الدكتوراة في "العصبية عند ابن خلدون" 
الأخبار بتاريخ 8-10-1992 
**********************

كما ذكرت جريدة اخبار الأدب القاهرية بتاريخ 10-10-1993

حرص رئيس وزراء اليونان في الحضور لحفل اقامته جامعة بانديوس للعلوم السياسية بمناسبة تكريم العالم المصري و المؤسس للفكر الخلدوني في اليونان لكي يلقي كلمةالتكريم لأنشاء قسم ابن خلدون و تكريم العالم المصري قائلا : 
(حضرت اليوم لكي اكرم عالما مصريا سوف يضيء شمعة جديدة في شموع الثقافة اليونانية) 

و مازال هذا الحدث تتناولة الصحافة العربية و اليونانية و اخيرا 

مجلة المجتمع الأسلامي الكويتية بتاريخ 10-9-2011
التي ذكرت قصة الصراع بين الفكر الأسلامي و العربي عند ابن خلدون في مواجهة مع ارسطو و افلاطون موضوع البحث الذي قدمة العالم المصري.


و لقد قررت اكاديمية البحث العلمي اليوناني مع مؤسسة ارشيف الدولة في شئون الابحاث العلمية اعتماد كلمة (العصبية) ككلمة جديدة كما هي في اللغة اليونانية و تكتب علي النحو التالي 


Assabiyah
(عصبية) 

 

phdtheses.ekt.gr/eadd/handle/10442/11296

 


 

و لي الشرف اليوم أن أقدم  

 مجموعة ابحاثي عن العصبية 
*******************


الجزء الأول : 
حوار و مواجهة بين الدكتور امين أحمد عزالدين و عمالقة و اساتذة الفكر الخلدوني في العالم العربي 
د. عبد الله عنان محمد – د. فخري مجيد – د. مهدي محسن – د. ربيع محمد محمود – الأستاذ تيسير الأرض – الأستاذ ساطع الحصري – العالم د. أبراهيم مدكور – د. علي عبد الواحد – د. محمد ابراهيم – د. حسين مؤنس 


الجزء الثاني: 
حوار و مواجهة بين الدكتور أمين احمد عزالدين و عمالقة الفكر الخلدوني في اوروبا
"سير هاملتون جيب – بيرند تريند – سير ارنولد توماس – سير باركر ارنست – جاليوم الفرد – ديفيد ساني لانا – ايف لاكوست – رنان ارنست " 
الجزء الثالث: 
حوار و مواجهة بين الدكتور أمين أحمد عزالدين و العالم الأمريكي 
د. ناثانيل سميث – جامعة كورنيل – امريكا
الجزء الرابع: 
حوار و مواجهة بين الدكتور أمين أحمد عزالدين و علماء مصر و علي رأسهم الدكتور طه حسين و الأستاذ أحمد أمين 


****


و للحديث بقية
و الله المستعان 
عابر سبيل 

أ.د. أمين عزالدين 

 

**********************************

العصبية و سلطة الحكم

2014-07-23 12:24

 

العصبية و سلطة الحكم

 

Assabiyah and the Authority Power

Η Assabiyah και η Ισχύς της Εξουσίας 

 

 

ن الهدف الأسمي للعصبية هو الوصول إلي سلطة الحكم ‘ حيث تبدأ في ظهورها أو (ميلادها) ضعيفة و محدودة القوة و العناصر لتظهر من خلال التنظيم السياسي للعمران. لتبدأ مرحلة انطلاقها من فترة الضعف إليأ مرحلة القوة بخطوات محسوبة حتي تصل إلي السيطرة علي الدولة أو السلطة و هو الهدف الأسمي (السيطرة علي السلطة و تأسيس الدولة). 
من هذا المنطلق فأن عملية الميلاد تبدأ في الظهور الأول من داخل المجتمع البسيط أو الجماعة المحدودة (القبيلة ) بحيث تتكون من أفراد معدودة بينهم تجانس فكري و عقائدي لتَعبُر إلي مرحلة التكوين (الجماعة) . ثم تبدأ المرحلة التالية و هي محاولة البحث عن عناصر جديدة مشابهه و مطابقة للأنضمام لهذا المجتمع البسيط. 

و تبدأ بعد ذلك المرحلة التالية في البحث عن عصبيات اخري متجانسة لتتحد معها و تَقوي بها لتصبح عصبية قوية هدفها الأستيلاء علي الحكم ثم الدولة . 


و هناك 3 عناصر مؤثرة في تكوين الجماعة (العصبية)
1. العصبية 2. الدعوي و التبشير 3. رأس المال

و في الواقع أن (عصبية الدين) أقوي من (عصبية الدم) أو علي الأقل في نفس المستوي و لكن تمتاز عصبية الدين بأنها تؤكد و تُدعم روح التضامن بين الشعوب و الجماعات و في الواقع أن 

(الأيمان لا يصبح متكامل بدون عصبية).
*******************
العصبية و السلطة :

يحدد ابن خلدون قانون الأطوار الخمسة للعصبية بهدف الوصول بها إلي السلطة أو الحكم علي اساس : 
- القانون الأول (الأستيلاء)

الأستيلاء علي السلطة و انتشار الأرستقراطية القبلية و قدرتها علي فرض الضرائب و الثراء. ...


- القانون الثاني : (الولاء)

توطيد السلطة.... و هنا تتنازل العصبية عن صلة الدم و القرابة و تهتم بعامل جديد هو (الولاء) و بالتالي تتسع سلطة الدولة و تنضم إليها أقاليم جديدة مما يؤدي إلي اتساع قاعدة الملك و في نفس الوقت تتسع قاعدة الضرائب لكي تتحول إلي دولة غنية و قوية . 

- القاون الثالث: (الأنفراد بالسلطة)
السلطة المطلقة... و هنا يتطور الدور الحضاري و العمراني و يتحول صاحب الدولة إلي سلطة قوية و مطلقة ويسود وحدة في الحكم كما أنة يمارس سيادتة علي كل القبائل . 

- القانون الرابع : (ديكتاتورية السلطة)
انشقاق بين الحاكم و العصبيات الصغيرة بعد أن يتسلم رؤسائهم الأموال كتعويض لهم عن فقدان الأمتيازات السياسية و اعطاء صاحب الدولة كل الأمتيازات و السلطات في يدة ...
و هنا يتحول صاحب الدولة إلي شخص أخر‘ (ديكتاتور) يحاول أن يحافظ علي ثروتة و سلطتة و ذلك ببناء جيش قوي خاص لحماية عرشه و سلطانة . و تتميز الديكتاتورية عبر جميع مراحلها بأستخدام العنف ضد خصومها ‘ و في بدايتها تكون
(غضوبة)
(anger – θυμός)
إلي أن تبلغ ذروتها عندما يتقدم بها السن لتصبح هشة و أكثر ليونة مما يجعلها تلبس قناع و تتجمل لكي تخفي جرائمها‘ و بالتالي ترسم مستقبلها و أركانها من خلال ابادة المعارضة بعد أن تكون قد استكملت الأعداد في سجونها و حشرهم علي انهم معارضين خطرين. أما البعض الأخر يهرب خارج البلاد لسنوات عديدة ‘ و من هذا المنطلق تبدأ الدولة في التصرف علي غرار رجال العصابات و هذا يؤدي الي ظهور نظام جديد داخل العصبية و هو (الشلالية) و هم المحيطين بالرئيس.
و من هنا تبدأ فكرة سقوط المجتمع و وضعة داخل قفص او اسوار محاط بأفظع انواع المخدرات لتخدير هذا الشعب و تنتقل بل و تمتد رائحة العفن الداخلي إلي السلطة لتظهر عصبية صغيرة مولودة من داخل أحشاء العصبية الأم الشرعية و تسمي (الحرس الجديد) لتقوم هذة العصبية بالأعلان عن نفسها في مواجهة الحرس القديم . و ذلك في محاولة للأستيلاء علي السلطة عن طريق القوة أو الأرث .




- القانون الخامس : (سقوط النظام)

الزوال ... (زوال السلطة ) و هنا تحتضر العصبية و تنتحر من خلال نفسها و يظهر الفساد في العمران مثل (الكذب – النفاق – الرياء – الرشوة – المحسوبية- حب الذات .... الخ) و ذلك يظهر واضحا في الأدارة و العمران و تطور المدن بل في العلاقات الأنسانية بين أفراد المجموعة الواحدة و احياناً داخل الأسرة الواحدة و هذا يعني مستوي الأنحطاط و تدمير المجتمع و الأسرة . 
و في وسط الأزمات تظهر عصبية جديدة معارضة لتعلن عن ميلاد جديد و عصر جديد و اسلوب حكم جديد يختلف تماما عن النظام السابق 
و بذلك نصل الي موت عصبية و ميلاد عصبية اخري حيث تبدأ ظهورها في القري ثم في المدن لتؤثر بمفهوم جديد و سيكولوجية جديدة من خلال العلاقات الأنسانية بين الأفراد علي ان تتربع علي عرش السلطة 
و تمر بنفس الدور الدائري السابق للعصبية . 
العصبية و الوازع الفردي :

لقد نظر ابن خلدون للعصبية بنظرية قوية و تمحيص واعي اعتمادا علي المؤثرات التاريخية و تفسير حوادث التاريخ العربي و الأسلامي و تناولة بالدراسة لهذة الموضوعات من الناحية السياسية و الأجتماعية و هي ارقي مراحل تطور العصبية و غاب عن ابن خلدون ان هناك مرحلة أخري ورافداً جديداً يؤثر تاثيراً مباشراً في العصبية و هذة هي اضافتي للفكر الخلدوني لأقدمها للقارء الجليل حيث انبثقت هذة الأضافة من أحشاء دراساتي الخلدونية و أرتباطي بالمجتمع الذي ولدت فيه و نظرتي للتغيرات التي طرأت علي المجتمع و الافراد و سلوك البشر و بالتالي اضيف عامل جديد للفكر الخلدوني و هو

"سيكلوجية الفرد و تأثيرها في العوامل الاجتماعية".

و السؤال المطروح الآن هنا للفرد و هو ليس من انت؟ بل ابن من انت او إلي أي جماعة تنتمي و لايعرف الشخص بأسمة بل يعرف بأنتسابة إلي جماعة أو إلي قبيلة ‘ و انني اتفق مع الراي السائد أن الحاجة إلي الوازع تفرضها طبيعة الأنسان نفسة باعتبارة ميال إلي الخير أو الشر معا و بذلك نصل الآن إلي أن المجتمع لابد له من سلطة تحفظ تماسكة 
و تعمل علي التعاون بين الأفراد و هذا هو الوازع الذاتي النابع من الضمير أو الاخلاق أو الدين بهدف تقوية الروابط الاجتماعية.
أن أي مجتمع يحتاج إلي وازع وذلك لطبيعة الأنسان العدوانية المليئة احياناً بالحقد و الغيرة و حب الظهور و التعصب الأعمي و حب السيطرة و النفاق ... الخ...و هي علامات واضحة موجودة في البشر و في ابناء الأسرة الواحدة احياناً. و بناء علية فأن المطلوب هو البحث عن عناصر جديدة في السلوك الفردي لاظهارها حتي يتسني لنا معرفة و اضحة بل
و اكتشاف البعد النفسي للفرد و مدي تأثيرة بالعصبية و انصهارة داخل بوتقتها. 
و للحديث بقية ....
و الله المستعان ....
عابر سبيل ...
أ.د. أمين أحمد عزالدين

 

**********************************

العصبية و الدين

2014-07-23 12:17

 

العصبية و الدين

 

Assabiyah and Religion

Η Assabiyah και η Θρησκεία

 

 

 

دد ابن خلدون العامل الجديد و المؤثر لمعني كلمة العصبية و هو (الدين) و بذلك كان تأثيرة متساوي مع عامل الدم و القرابة... فالأيمان أكبر صلة للتضامن بين القبائل‘ و قد ظهر ذلك جلياً بأنتشار الدين الأسلامي كعامل أساسي الذي ساعد علي توحيد القبائل بل و الدول التي تعاقبت علي الخلافة الأسلامية‘ و يظهر الدين كعصبية جديدة ليؤكد لنا ان الدين لايمكن أن تكتمل صورته بدون عصبية . 
و أن أي دولة تكتسب قوتها من خلال مؤسسها و كذلك من خلال ميلاد عناصر جديدة في الدولة لتؤثر في تكوين البنية و تضيف إلي عمر الدولة قوة ‘ أما في حالة الفساد فهذا يظهر و اضحاً في البداية بالمناطق البعيدة القريبة من حدود الدولة و ذلك لبعدهم عن مركز العاصمة ‘ و من هنا تتعرض الدولة للتآكل حتي تسقط‘ و من اهم عوامل التفكك وجود عصبيات كثيرة متنافرة بداخلها ‘ فلكل عصبية مطالب ورأي مختلف 
و تكوين مختلف و هدف خاص بها يؤدي في النهاية الي تحطيم طبيعة الوحدة الشاملة . 
و استثناء من القاعدة فقد تستطيع واحدة من العصبيات الأخري التي قد لا ترقي الي قوتها أن تفرض سلطانها و سيطرتها ‘ و في هذة الحالة يمكن أن تنصهر هذة العصبيات التابعة في بوتقة الدولة الأم. 
أن سر العصبية عند الأجناس تشبة المعادلة الكيميائية و المزاج بين العناصر 
و تفاعلها ... و المزاج هو تركيب تفاعلي يتكون من مجموعة عناصر... و ان تعادل العناصر لا يمكن ان يكون مزاج كامل . 
(و للأتحاد الكامل يجب ان يوجد عنصر قوي غلاب بين العناصر)
و المفهوم من كلمة غلاب أي هو العنصر القادر علي وحدة جميع العناصر 
و يجمعها في شكل ثابت و رصين و متين بل ومكثف يسمي العصبية الواحدة 
أو (العصبية الكبري) للمجتمع و التي تكون هدفها مجد الملك حيث تبدأ بعد ذلك بحياة الترف و التي تؤدي إلي سقوط الدولة بعد ذلك. 

أن العصبية القوية و البدائية تتكون من ثلاثة افراد: 
الأسرة : (الأب – الأبن – الأم ) و هو عنصر الدم التي تلاحظ عند الحيوان و يبد واضحاً في حماية الأب و الأم للوليد الجديد و التحليل العلمي هي مسئلة تنظيم كيميائي 
organic chemical synthesis
و تنصهر العصبيات في عصبية كبري (المزاج) بمعني التكوين الكميائي و السيطرة 
chemical constitution
بهدف الوصول إلي العصبية العالية و التي ظهرت واضحة في فترة الأمبراطورية الأسلامية عندما توحدت القبائل العربية تحت اسم الدين 
و ظهرت واضحة المعالم في الدولة الأموية و العباسية و الفاطمية 
و عندما فقدت العصبية , فقدت الخلافة . و بالتالي سقطت الدولة الأسلامية
و ظهرت عصبية المرابطين و بدأ الأنهيار العربي الأسلامي بوضوح عندما ظهرت العصبية التركية اثناء فترة الحكم العباسي في بغداد حيث كانوا العرب لا يزيدون عن 30.000 فرد و الباقي عصبيات اخري (مرتزقة – اجانب – اتراك- مغول ) و سقطت الخلافة... و ضاع الأمل في قلوب العرب... 
الظهور الأول لأنهيار العصبية العربية و الأسلامية
اختلف المؤرخين في تحديد ظهور الأنهيار الأول في العصبية العربية حيث ذكر بعضهم بسقوط الدولة الأموية و الأخرين بدولة العباسية و البعض الأخر ذكر بأن السقوط الأول ظهر بسقوط الأندلس و كلها في الوقع وجهات نظر و مجرد رأي في التاريخ و لكن يبدوا لي أن أول انقسام كان في حادثة سقيفة بني سعدة :
الخلاف بين المهاجرين و الأنصار في سقيفة بني سعدة

تقع سقيفة بني سعدة في الشمال الغربي من المدينة المنورة و هي مساكن بن سعدة الخزرجية حيث حدث هناك حسب النصوص التاريخية انقسام واضح عند وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام حين اعتزل علي ابن ابي طالب كرم الله وجهة مع العباس ابن المطلب و الزبير ابن العوام و طلحة بن عبيد في منزل فاطمة الزهراء و ذلك لأنشغالهم في تغسيل و اعداد كفن الرسول الكريم في ذلك الوقت. و اتفق الأنصار علي اختيار سعد بن عبادة ان يكون خليفة رسول الله بدعم من الأنصار الا أن ابي بكر و عمر قد علما بذلك فأنطلقوا إلي السقيفة و استدركوة 
و مد عمر ابن الخطاب الي ابي بكر يده قبل كلام الأنصار و بايعه خليفة للمسلمين و وافق في النهاية المهاجرين و الأنصار و اصبح ابو بكر الخليفة الأول لرسول الله و يذكر المؤرخين ان تدخل عمر في اللحظة المناسبة قد أضاع الفرصة علي الأنصار.
و تم ذلك بدون علم من علي ابن ابي طالب الذي كان منشغل بتغسيل 
و تكفين الرسول الكريم ‘ و مهما كان الأمر فلقد حدث الأنقسام و خرجت العصبية العربية الأولي من بيت النبوة (آل رسول الله) 
إلا أن البعض يؤكد فكرة عمر انها دعمت الشوري بين المسلمين . و من هنا نستطيع القول بأن : الأنهيار الأول للعصبية كان عند وفاة الرسول عليه الصلاة 
و السلام . و هذا ما يؤكده التطور التاريخي للاحداث 
و المعارك الداخلية العربية وصولا الي الفتنة الكبري في الأسلام 
و معركة كربلاء و ادعاء يزيد بقولة (يوم كربلاء امام يوم بدر) . 
و بالتالي فأن ظهور (الشوكة) 
shawkah
العنصر القوي الغلاب في الدولة الأموية التي اتخذت من دمشق قاعدة للدولة الجديدة بعد 30 عام من وفاة الرسول الكريم . 
**************************

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم علي أعقابكم و من ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئاً و سيجزي الله الشاكرين

صدق الله العظيم




1. العصبية الأموية 

هم بيت (ابناء العم) الذي قاموا بتكوين دولة قوية و ملك جديد 
و امبراطورية عظيمة و انتقل مركز الرئاسة من مكة إلي دمشق و إنشاء الخلافة الأسلامية مع التوسع العربي الأسلامي حتي دخول الأندلس علي يد طارق ابن زياد بمساعدة (موسي بن نصير) و استمرت هذة العصبية ذو شوكة قوية و خاصة امام اقارب رسول الله حيث اصبحت الأمبرطورية الأسلامية هي القوة الوحيدة علي الساحة العالمية و تبدأ من اسبانيا حتي الهند و الصين لذلك سميت العصبية الأرستقراطية و التي اعتمدت في تكوين أقوي خلافة اسلامية علي التجارة و المال مع جميع الدول و خاصة الدولة البيزنطية و أدي ذلك في النهاية إلي دخول عناصر أجنبية داخل الدم العربي من المرتزقة و الأتراك و الفرس و السلزوقيين إلا أن العصبية الأموية عاشت مزدهرة علي مدي 400 عام. و خضعت الخلافة إلي الدورة الطبيعية الحياتية لتاريخ البشرية 
(ميلاد- ازدهار- قوة السلطة و انشاء الدولة – ظهور الفساد – 
سقوط الدولة) 
لتولد بعد ذلك عصبية جديدة من رحم و احشاء العصبية القديمة لتمثل دورة حياتية تاريخية في تاريخ الأمم الأسلامية. 

2. العصبية العباسية 

بدأت العصبية العباسية (اقارب آل البيت) الذي اتخذت من بغداد عاصمة لهم ليمثلوا القوة الجديدة الناعمة علي الساحة العربية و الأسلامية عام 750 بعد الميلاد و استمرت حتي عصر ابن خلدون و امتازت هذة العصبية بإنشاء (بيت الحكمة) و اهتمام الخلفاء بالعلم و المعرفة و لقائها بالفكر اليوناني و الفلسفة اليونانية إلا ان ظهور عصبيات صغيرة مثل الفرس و الأترك الذي حصلوا علي مناصب عليا داخل الخلافة العباسية 
و بظهور هذة العصبيات مع ضعف عدد العرب الذي كانوا لا يزيدون عن 30 الف هذا بجانب تدخل النساء في شؤن الحكم مع المرتزقة أدي إلي هيمنة عصبيات اخري و كان ذلك في فترة حكم الخليفة المعتصم 833 الذي ولد من أم تركية . بجانب ان المعتصم قام بتكوين جيش كامل للحراسة الشخسية مكون من 30 ألف تركي لتصبح عصبية قوية مسلحة داخل العصبية العربية . و بدأ انهيار الخلافة العباسية‘ لأن العصبية العربية فقدت الدعم العربي امام العصبيات الأخري القوية و المسلحة مثل الفرس‘ و الاتراك‘ و العصبية السلزوقية.
و في النهاية سقطت الخلافة في بغداد و انطقلت الخلافة الي الخليفة الأول التركي 

 العصبية الفاطمية-  احفاد آل البيت 

ظهرت الدولة الفاطمية الجديدة في مصر عام 909 بعد الميلاد و كونت الخلافة الفاطمية في القاهرة قاعدة قوية حتي عام 1160 و لكن سرعا ما سقطت العصبية الفاطمية و ذلك لأعتمدها علي البربر 

berbers
و المتمركزين في منطقة شمال غرب افريقيا و برغم ظهور شخصية جوهر الصقلي
و هو الأسم الحقيقي له 
diamantis sikelianos
(و هو من اصول يونانية و يسمي جوهر الرومي)

حيث اسس جوهر في القاهرة عاصمة جديدة للعالم الأسلامي إلا انها تبخرت 
و سقطت و اندثرت. 
و بالتالي نري ان العصبية الأموية عاشت مزدهرة 400 عام ثم العصبية العباسية 300 عام و العصبية الفاطمية 280 عام و مما لا شك فيه أن تاريخ الخلافة الأموية كانت اقوي العصبيات و أن عامل الرفاهية 
و سقوط اسبانية علي يد المرابطين 
Morabitins
هو الذي أدي في النهاية إلي سقوط الدولة الأموية 

العصبية التركية 

اصبحت القوة العسكرية التركية هي القادرة علي التحكم في العصبية العربية بعد انهيار الخلافة الأسلامية و اصبحت اسم مجرد بلا سلطة مما أدي في النهاية إلي تحول الخلافة من بغداد إلي القسطنطينية و وضع الخليفة الأول التركي علي رأس الأمبرطورية الأسلامية.
واصبحت الخلافة في يد الأتراك لتصبح امر واقع تفرضه الأمبرطورية العثمانية ‘ و أن يكون لهم وحدهم كرسي الخلافة... و انتهي الحكم العربي داخل الدولة العربية العباسية و ظهر نجم الأمبرطورية العثمانية التي هيمنت علي العالم العربي و ادخلت الدول العربية داخل الحظيرة العثمانية. هذا بجانب دول اخري مثل اليونان (كريت- قبرص-البلقان) لتفرض نفسها علي انها القوة العالمية الجديدة...
و مع تطور الزمن ظهرت عصبيات أخري بجورها في ايران و الباكستان و ظهور محمد علي في مصر إلا أن القبائل العربية دخلت في منازعات 
و انقسمات حول السلطة و المال مما أدي إلي تقسيم العالم العربي الي دول 
و دويلات ذو اختلاف ايديولوجي حتي الحرب العالمية الأولي و التي شهدت سقوط الرجل المريض (الأمبرطورية العثمانية) و ضاعت الخلافة الأسلامية 
و سيطر الأستعمار الجديد علي العالم العربي كما ورث الأمبرطورية العثمانية (الرجل المريض) و بدأ الأنهيار العثماني بعد اتفاقية لوزان عام 1923 و خرجت الجيوش التركية من دول البلقان و في 3 مارس عام 1924 طرد الخليفة و اسرتة من تركيا و تحولت إلي دولة علمانية برئاسة كمال اتاتورك الذي ولد في مدينة سالونيك و اصبحت انقرة عاصمة الدولة الجديدة .... 
و بظهور قوي جديدة أخري فرضت نفسها علي الساحة العربية مثل ( انجلترا – امريكا- فرنسا – ايطاليا ) كقوة جديدة داخل الأنظمه العربية و الشعوب العربية ليصبحوا تحت الأحتلال السياسي و بذلك فقد العالم العربي بأكمله الأرادة السياسية في الوحدة العربية من جديد . 
و برغم مرور 40 عام علي غربتي الا انني مازلت احلم بالحلم العربي‘
(حلم الوحدة العربية) الذي يسري في دمي و يسري في دم و عقل و روح كل انسان شريف في هذة الأمة العربية و الأسلامية ....
انني ابحث عن حلم الثورة العربية و شعارها 
ارفع رأسك يا اخي فلقد هبت رياح الثورة .
و مازال الحلم العربي يراودني و يلوح في الأفق قادما علي جواد ابيض... يغرس فينا الأمل و الكرامة و الوحدة... 
انني اقول وبكل تواضع اننى كنت مؤثرا فى تاريخ
الحركه الأسلامية و العلميه فى اليونان و اوروبا لمواجهة ما يسمي صراع الحضارات وقدمت العلوم الأسلامية و ترجمة القرآن و ذلك في مواجهة الحمله الشرسه التى ظهرت فى الغرب تحت ستار (صراع الحضارات) . وبالتالى فأننى قد كنت شاهد على هذا العصر . وبالنسبه لى شخصيا فأنه حلم الوحدة كبير اتمنى واسعى لتحقيقه مع كل مواطن عربي شريف .
ومازال الطريق طويل .... والامل قائم ، وانا اسعى حتى النهايه والله المستعان . والسلام على من اتبع الهدى. 


عابر سبيل 

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************

    

 

ذي القرنين في القرآن الكريم و قضية الأسكندر المقدوني

2014-07-23 12:16

 

ذي القرنين في القرآن الكريم و قضية الأسكندر المقدوني

 

Ο δικέρατος Βασιλιάς στο Κοράνι και η Υπόθεση του Μεγα Αλεξάνδρου

The double-horn King in the Quran and Great Alexander' case
 
***
 

بسم الله الرحمَن الرَحيم 


وَ يَسَئلُونَك عن ذيِ القَرنَينِ قُل سَأتلوُا عَلَيكُم مِنةُ ذِكراً إِنا مَكَنا لَهُ فيِ الأَرضِ 
وَ اتَينَهُ من كُلِ شَيء سَبَباً فأتبَع سَبَباً 

صَدَقَ الله العَظيم 
سورة الكهف (مكية 83) 


****************************


 

في اطار ترجمتي لمسرحية الأسكندار الأكبر من اللغة العربية إلي اللغة اليونانية
و ذلك تكريماً إلي ذكري أخي المرحوم الدكتور مصطفة محمود 
وجدت إنا هُناك خلافاً مازال قائماً حول موضوع الأسكندر الأكبر ذي القرنين
و علاقتُة بالقرآن الكريم – و في محاولة مني للرد علي بعض اليونانيين
و المستشرقين الذين يؤيدون فكرة وجود الأسكندر في القرآن , و برغم أن البعض الأخر من اليونانيين لم يعطوا للموضوع اهمية اعتقاداً منهم بأن الأسكندر الأكبر في نظرهم بطل قومي - وبالتالى فأن مقدمتى هذه سوف تقدم وجهة نظرى التى تعتمد على ابحاث تاريخيه مع الأستعانه بالتوراه للبحث عن الحقيقه لتأييد وجهة نظر القرآن الكريم كعادة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, 
كما يؤيد طرحى هذا ( ابن القيم ) فى كتابه ( اغاثة اللهفان ) :-

( ان الأسكندر المقدونى هو ابن فيليبس، وليس ذا القرنين الذى قص الله تعالى نبأه فى القرآن )

وبالتالى نستخلص بأن ذو القرنين كان رجلاً صالحاً موحداً بالله ويؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وا عطاه الله العلم و الحكمة. 

(سأتلو عليكم منة ذكرا إنا مكنا لهُ في الارض)
صدق الله العظيم

و هذا يعني ان الله قد مكنة في الارض تمكناً و تصرفاً و قد ذكر القران 

( و اتيناةُ من كل شيْ سبباً )
صدق الله العظيم

أي يَسَرنا لهُ اسباب التمكن كاالعلم و الحكمة و القدرة بل انه كان علي معرفة ببواطن الأمور و كان علمة علماً شاملاً. 
اما هذا الاسكندر الذى يذكرونه اليونانيون فليس صحيحاً انه هو المشار اليه فى القرآن الكريم لان الاسكندر المقدونى كان مشركاً هو واهله ، ولم يكن ( يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً ) ولا تطبق عليه مواصفات ما ذكر فى سورة الكهف أى الايمان بالله والاخره

ويسألونك عن ذى القرنين 

سُؤل النبى محمد (صلعم) عن ذى القرنين بايعاذ من علماء اليهود (روى ذلك القرطبى، والترمذى ، والامام احمد فى سنده )
( قالت اليهود ..... اخبرنا عن نبى لم يذكره الله فى التوراه الا فى مكان واحد).
قال الرسول (صلعم) ومن هو ...... قالوا اليهود ذو القرنين . وبالتالى نستخلص ان هذا الاسم أو اللقب لم يضعه القرآن من عنده ، بل وضعوه الذين سألوا عنه و هم 
( اليهود ) وهم الذين اطلقوه عليه ، ولذلك نزلت الآيه الكريمه بسورة الكهف...

( ويسألونك عن ذى القرنين ) ,

فأجاب الرسول (صلعم) ...... ( هو ملكُ مَسَحَ الأرض بالاسباب ) ولم يشرح الرسول الكريم معنى الاسباب ، وذلك مذكور فى رواية ابن اسحاق وروايه عن معذان الكلابى.

كما سؤل الامام على بن ابى طالب كرم الله وجهه عن ذى القرنين 
روى ابى الطفيل عامر بن وائل قال :- سأل ابن الكواء على ابن ابى طالب كرم الله وجهه
فقال :- ارأيت ذا القرنين ، انبياً كان أم ملكاً .
فقال الامام :- لا نبياً كان أو ملكاً ولكنه عبداً صالحاً دعا قومه الى عبادة الله فضربوه على قرنى رأسُه ضربتين، وفيكُم مثله ، ( يعنى نفسه ) .

وبالتالي فأن ذو القرنين كان انساناً له قدر خاص يسمو به الى منزلة الانبياء والملوك المؤمنين ، ولكن انصافاً للحق‘ فأننى اضع امام القارىء الكريم وجهة نظر الرأى الآخر الذى يعتمد عليه اصحاب النظر وهم ( الفلاسفه ) حيث انهم ذهبوا الى ان الاسكندر المقدونى قد اشتهر بملكه وانتصاراته فى الشرق والغرب ، وبذلك يكون هو ذا القرنين ، والظاهر ان الشيخ ابا على ابن سينا اول من قال بهذا فى كتابه ( الشفاء ) حيث قال عنه :-
انه كان تلميذاً للفيلسوف اليونانى ارسطو وهو الذى ذكره القرآن بأسم ذى القرنين بل اثنى على ايمانه وسلوكه القويم ، وتابعه فى ذلك الامام فخر الدين الرازى فى رأيه ولكن فى النهايه فأن الرازى قد عجز عن اثبات ذلك .

وكما يبدو ان المفسرين حتى الآن لهذه الآيه لم يصلوا الى نتيجه مقنعه فى بحثهم وان كنت هنا اشيد بموقف فضيلة الشيخ احمد حسن الباقورى رحمة الله عليه 
(الذي كان لي الشرف الكبير في التعرف علية عن قرب و محادثة عندما كنت تلميذا و كان هو وزيرا للاوقاف) 
حيث التقي فضيلة الشيخ مع المرحوم الشيخ ابو الكلام ازاد وزير المعارف الهنديه ، حيث ناقش الشيخان كل الاحتمالات حول ذى القرنين فى القرآن وذلك كان عام 1955 وبحضور السفير اسماعيل كامل رحمة الله عليهم جميعاً . حيث اتفق الجميع على ان ذى القرنين ليس هو الاسكندر الاكبر


( شخصية ذى القرنين عند اليهود )

ذكرت بعض الروايات فى العهد القديم والتى نسبت للنبى دانيال اثناء فترة اسر اليهود فى بابل ، ان شخصية ذو القرنين شخصية رجل حكيم وان الملاك جبريل ظهر له قائلا :-
ان ذى القرنين يمثل اتحاد المملكتين مادا وفارس ( ميديا) بعد سقوطهما امام تيس اليونان أى الاسكندر الاكبر المقدونى والمقصود بهذه الحادثه هجوم الاسكندر على داريوش ،
وفى موقع آخر فى سفر دانيال العبرى توجد كلمة ( لوقرانائيم ) ومعناهاه باللغه العربيه ذو القرنين ، واختلط الامر فى اكثر من موقف حول نبوءة هذه الشخصيه ، بل ان هناك عديد من المواقف والنبؤات الاخرى تحوم حول هذا الموضوع ، ومنها فى سفر النبر يشعياه، وسفر النبى اريميا ، حيث يوجد انطباع على ان ذى القرنين هو (الملك غورش- أو ما يسمى قورش )
وهو المنقذ والمَوعود بهُ الذى ارسله الله لتحرير اليهود من الاسر وتجديد عمارة اورشاليم .
وهناك روايات اخرى يهوديه تعطى لنا من الاوصاف بحيث انها تتطابق على النبى موسى بل وفى مواقف اخرى على النبى داوود ولكن فى سفر آخر من التوراه نسب الى النبى عزيز ( عزرا ) ان ذى القرنين هو الملك الفارسى قورش المنقذ لشعب الله المختار فى حين ان قورش نفسه كان تابعا للديانه الزرادشتيه .
ونستخلص من قول اليهود هنا وهناك انهم حينما سألوا النبى (صلعم) عن ذى القرنين فكان قصدهم هو شخص قورش أى ذلك الملك الذى رآه النبى دانيال فى شكل كبش
( لوقرانائيم ) وتعنى بالعربيه (ذو القرنين ) حتى اليهود العرب كانوا يسمون قورش ( ذو القرنين ) والذى ذكر فى التوراه مره واحده فقط وكذلك فى سفر دانيال . ويتفق مع هذا الرأى المؤرخ اليونانى هيرودوت فى ان قورش هو ذى القرنين وبالتالى فأن الاحتمالات ضئيله جدا امام الاسكندر المقدونى فى ان يكون المذكور فى سورة الكهف .





ويسألونك عن ذى القرنين

ان باب المفروضات والاحتمالات مفتوح على مصراعيه ، وليس هنا مكان لتقديم معلومات اكثر ، ولكن هى محاولة منى فى وضع صوره سريعه حول الاحتمالات المتواجده ومن العسير القطع برأى نهائى ولكن كل من له رؤيه حول هذا الموضوع لابد ان يقدم فى نفس الوقت سنداً قاطعاً.

*****************

واخيرا فأننى اقدم ترجمة مسرحية الاسكندر الاكبر المقدونى للكاتب الدكتور مصطفى محمود للأدب والقارءى اليونانى وان كان هذا فى حد ذاته امر عسير ومخاطره لان طبيعة الشعب اليونانى بل واسلوبه الذى لا ينشغل الا بمسرحياته فقط دون عن مسرحيات العالم وذلك يرجع لانهم مؤسسين للمسرح الاغريقي قبل الميلاد وقدموا للعالم روائع المسرحيات الاغريقيه . واهم عظمائهم الذين اّثروا المسرح الاغريقى هم :
اسخيلوس – سوفوكليس – افريبيدى – وغيرهم ، بل هم الذين وضعوا الاساس الاول فى فن المسرح ومازال المسرح الاغريقى يدرس كعلم حتى الآن فى جامعات العالم .
فى حين ان المسرح قد ظهر فى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر، على يد سليم النقاش فى فترة ازدادت فيها حركة الترجمه ، وكان محمد عثمان جلال وزملائه يترجمون اعمال موليير ، كما قام نجيب حداد بترجمة كورنى و شكسبير، وكذلك سليمان البستانى بترجمة الالياذه لهوميروس الى اللغه العربيه ، ومنذ تلك اللحظه بدأ المستشرقون فى ادخال المسرح فى البلاد العربيه وذلك لان العرب لم يكونوا من مغرمين المسرح واصحابه بل كانوا يفضلون الشعر . وان اى محاوله لتقديم مسرحيه وخاصة باللغه اليونانيه ، بل وفى داخل المجتمع اليونانى لهو فى الواقع
تحدى قوى وخطير ومواجهه مع المسرح الاغريقى العظيم .
وفى ختام مقدمتى اود ان اقدم شكرى لاخى المرحوم فقيد مصر و الامة العربية و الاسلامية الدكتور مصطفى محمود وشكرى ينبثق من اننى قد قبلت عطائه الكريم لي و للشعب اليوناني بتقديمه لنص الاسكندر الاكبر اهداء منة وذلك فى محاوله لاثبات قدرة ثقافتنا المصريه و العربية و الاسلامية المعاصره ، بل وفى نفس الوقت نموذج حضارى لربط الصلات التاريخيه والانسانيه ، بل وتفاعل حر وبناء جسر بين الحضاره المصريه و العربية من جانب واليونانيه من جانب اخر . 
ولقد اخذت موضوع ترجمة نص مسرحية الأسكندر الأكبر على عاتقى كما العاده دائما حباً فى وطنى وثقافة وطنى وايمانى بقضية مصر و العروبة و الاسلام وتحملت جميع النفقات في هذا العمل واظهاره . وفى النهايه اقدم شكرى الى الله تعالى لتوفيقى ، كما اقدم شكرى و تكريمي مره ثانيه للمرحوم خالد الذكر الدكتور مصطفى محمود .



والسلام على من اتبع الهدى
عابر سبيل

أ.د. امين احمد عز الدين

 

 

 

 

 

**********************************

العرب في الفكر والتراث الانساني

2014-07-23 12:10

 

العرب في الفكر والتراث الانساني

 

The Arabs in the Global Thought & Treasure 

Οι Άραβες στην Παγκόσμια Σκέψη & Θησαυρό 

 

 

العروبة تطلق علي العرب جنساً فيقال 

 

عرب الرجل يعرب عروبة ‘ أي صار عربياً و تطلق العروبة علي لغة العرب لساناً‘ فيقال:
عرب الرجل و عَرَبَ‘ اذا فصح بعد لكنة في لسانة ‘ و عَرَبَ لسانة عروبة أي:
صار لسانة عربياً.
هكذا عُرف لفظ العروبة حجتا لسان العرب 

(ابن منظور الافريقي – و أبو طاهر الفيروز ابادي في لسان العرب و القاموس المحيط ).
و يقول ابن تيمية: 
أن من لم يعتقد أن جنس العرب أفضل من سائر الأجناس فهو شعوبي. 
و تفضيل العرب يوجب محبتهم ‘ و محبتهم ايمان و بغضهم نفاق. و الخلافة في قريش‘ و نسب قريش الي العرب كنسب العرب إلي سائر الناس و قد قال قوم من العرب لسلمان الفارسي صاحب رسول الله : 
صل بنا ياأبا عبد الله أنت أحقنا بذلك فقال: 
لا أنتم بني أسماعيل العرب الأئمة و نحن الوزراء. 
وَ يُرجع جميع الفقهاء و الأئمة أن العرب هم أفهم من غيرهم و أحفظ و أقدر علي البيان و العبارة ‘ كما أن العرب قبل الأسلام. طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعلة. حتي بعث الله محمداً - صلوات الله و سلامة علية – بالاسلام فأخذوا من الهدي العظيم بتلك الفطرة الجيدة لديهم فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم . 

من هم العرب

العرب اسماً لقوم جمعوا ثلاثة أوصاف  


 من كان لسانهم باللغة العربية 
 من كانوا من أولاد العرب 
 من كانت مساكنهم أرض العرب 

 


فا العروبة تثبت باللغة و بالنسب و بالوطن فمن تكلم العربية فهو عربي ‘ و من أنتسب لأب عربي فهو عربي (أذ الولد يتبع اباة) كما في الشريعة في الدين 
و النسب – و من سكن أرض العرب فهو عربي. 
و تعتبر جزيرة العرب (و الذي حددها ابن تيمية) من بحر القلزم الي بحر البصرة ‘ و من أقصي حجر باليمن الي أوائل الشام – فلما جاء الاسلام و فتح العرب الدنيا 
و انتشروا فيها مثل الشام و العراق و مصر و المغرب العربي و غلب علي أهلها لسان العرب و اصيحت هذة الديار بعد الاسلام عربية لانها استعربت لغة ووطناً.
العرب في القرآن :
وصف القرآن العرب بالجاهلية فقال (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)‘ أفحكم الجاهلية يبغون) ( و لا تبرجن تبرج الجاهلية الاولي). 
و الجهل باللة و بأحكامة و التبرج كانت صفات الجاهلية ‘ حتي جاء الاسلام فبدل جهلهم علماً‘ و ظلمهم عدلاً. و الجاهلية عند العرب خلق عارض يزول بالعلم 
و التعلم و قد زال بعد نزول القرآن حيث يقول رسول الله (اذا ذلت العرب ذل الاسلام) حيث أخرجة ابو بعلي في مسندة عن جابر بن عبدالله و قالة العراقي في القرن حديث صحيح ) . 
و وصف القرآن العرب بالضلال فقال (هو الذي بعث في الأمين رسولاً منهم يتلو عليهم آياتة ويزكيهم ويعلمهم الكتاب و الحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
و كلمة ضلال قد وصف بها القرأن النبي نفسة صلوات الله و سلامة علية فقال (ووجدك ضالاً فهدي) و الضلال الذي وصف بها العرب كما قال الأئمة (الحسن البصري)- و الضحاك وابن كيسان- هو الضلال عن معالم النبوة و أحكام الشريعة و الغفلة عنة وقد قال القران (و أن كنت من قبلة لمن الغافلين ) كما قال تعالي (كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله).
و قد ذكر الفيلسوف المؤرخ عبدالرحمن ابن خلدون ان الانسان ابن بيئتة فيكون سهلاً علينا وصف الخُلق العظيم كصفة للعرب حيث قال تعالي و انك لعلي خُلق عظيم ) تفسير ابن كثيرج ص. -8- 349 
و هكذا اصبح العرب و اللغة العربية لغة عالمية بل لغة الحوار في ذلك العصر
و في كل ارجاء العالم العربي مصر و سوريا حتي وصلت الي بلاد فارس 
و شمال افريقيا الا ان العرب قد حافظوا بشرف علي عادات و تقاليد الشعوب التي دخلت عليهم و احترموا تاريخهم كما ان العرب قاموا بحماية المسيحيين 
و اليهود بل انقذوا المخطوطات القديمة التي تمثل الفكر اليوناني. و من هذا المنطلق بدأ عصر جديد و ميلاد جديد للحضارة العربية و اذدهرت العلوم و الفكر و الثقافة لتصبح دمشق و بغداد و تونس و القاهرة بعد ذلك مركز اشعاع حضاري. 
و لتسمحوا لي ان اقدم مثالا رائعا في سماء الفكر العربي و الاسلامي حينما اذكر مقولة دانتي الشهير بأن ابن الرشد الفيلسوف العربي قد وضع بأعمالة و فكرة حجر البناء الاول في الفكر الفلسفي الأوروبي 
“AVVEROIS CHE I GRAND COMENTO FEC”, CANTO IV
(DANTE)
ابو الوليد محمد ابن احمد ابن محمد ابن الرشد 
1126-1198 
الفيلسوف العربي الذي اسس الفكر الفلسفي في اوروبا 
و في النهاية فان اللغة العربية مدينة إلي القرآن الكتاب السماوي المقدس الذي حمل في طياتة فكر جديد و علم جديد و مضمون لجميع الكتب السماوية السابقة بل ايقظ العرب و اللغة العربية و الحركة الفكرية للانسان القديم و المعاصر كما اعتبرت اللغة العربية المصدر الحقيقي لاحياء العلوم اليونانية القديمة. 
و سيظل جامع القيروان و الزيتونة بتونس ‘ و تلمسان بالجزائر و الرباط 
و مسجدِ القرويين في فاس و المسجد الأموي الكبير بدمشق و المسجد النبوي
و المسجد الاقصي و الازهر الشريف بالقاهرة .... 
كلها منابر اعطت للفكر الأنساني التراث العربي الاصيل و العلوم و الشريعة 
و الفقة ليصبحوا جميعاً رموزاً مع غيرهم من المساجد علامة للفكر العربي 
و عطاء للبشرية جمعاء... 


و الله المستعان 
عابر سبيل 
دكتور أمين أحمد عز الدين

 

 

**********************************

التجديد فى طريقة عرض الإسلام فى الغرب

2014-07-23 12:06

 

التجديد فى طريقة عرض الإسلام فى الغرب

 

Η ανανέωση στον τρόπο προβολής του Ισλάμ στην Δύση

The renewal of the way of Islamic presentation in West 

 

تظل المعركة بين الإسلام والغرب، أو الإسلام وخصومه قديمة، قائمة طالما توجد حقائق وأباطيل، كما أن المحاولات العديدة التى قام بها بعض الباحثين والمؤرخين اليونانيون فى تقديم دراسات منذ القرن الماضى عن الإسلام حتى الآن لم تقدم الصورة الحقيقية عن الإسلام، وهذه الظاهرة ترجع إلى:-
•قلة المعلومات الكافية لديهم عن الإسلام
. الجهل والاستنباط الخيالى الذى يرتكز على الواقع
إن رؤية الباحث الغربى منذ العصور الوسطى حتى الحرب العالمية الثانية كانت ضئيلة حول الفكر الإسلامى، بالقياس إلى الاهتمامات الأخرى، وأن جميع المؤلفات لا تخرج عن نطاق الروح والمنهج القديم الذى سجل عن الإسلام فى العصور الوسطى، أى فى عهد ثوما الأكوينى ورو جر بيكون.
وفى أوروبا أصبحت كلمة الإسلام والمسلم مرادفة لمعان عدوانية، وظاهرة مناهضة تسربت إلى مجال الصحافة والأدب وكتب الأطفال، مما أثر على طبيعة وتفكير المواطن الأوروبى، واعتبروا أن الإسلام مصدر خطر على العالم الغربى، بل وما يزال البعض يذكر أن الإسلام كان سببا أساسيا فى تداعى وسقوط الدولة البيزنطية، وبالتالى فإنهم لم ولن يغفروا له. وبعد اهتزاز العصبية العرقية الأوروبية وتدمير أغلب أوروبا فى الحرب العالمية الأولى والثانية وظهور الحركات التحررية الثورية فى العالم العربى كثورة 23 يوليو فى مصر، وثورة الجزائر، والثورات العربية الأخرى، فأصبحت المنطقة العربية مركز إشعاع ثورى لمواجهة أية محاولات لتشويه الفكر الإسلامى، ومن هذا المنطلق بدأ طرح صورة جديدة للإسلام فى القارة الأوروبية، وظهور بعض المقالات المحايدة للإسلام من المصلحين، حيث كتبوا عن الإسلام بأسلوب متزن وحيادى.
الرؤية الأوروبية للإسلام
بعد قيام حركات التحرر والثورات العربية
لقد صدرت كتب عديدة تنظر إلى الإسلام بطريقة شمولية لمنجزاته، ومدى تأثيره على الآخرين، وبدأت أول محاولة للكتابة عن الفن المعمارى الإسلامى بصدق، كما اتخذت بعض المجلات الأوروبية الطابع الشرقى الإسلامى وبمسميات إسلامية، وعلى مستوى الجامعات الأوروبية أصبح الإسلام حقبة ثقافية فى تاريخ تطور البشرية مما أدى إلى فتح الأبواب فى الجامعات لدراسة الأدب الإسلامى والأدب العربى والعلوم القرآنية.
ومن هذا المنطلق أصبح القرآن المترجم الوسيلة الوحيدة للقارئ الغربى، وإن كانت هذه الترجمات لم تعط المعنى الحقيقى للآيات القرآنية، إلا أنها ما تزال حتى الآن الوسيلة الوحيدة، وذلك لعدم انتشار اللغة العربية فى أوروبا برغم تبوئها مكانة الصدارة بين اللغات العالمية.
وبدأت ملامح الحقيقة تتضح فى سماء الفكر الأوروبى وبقناعة أن القرآن كتاب سماوى يضم العديد من الحقائق فيما يتعلق بالله وصلته بالإنسان والشريعة والكون والقانون والقدر وتنظيم الجماعات.
وأصبح فى إدراك الغرب أن أهم ما أورثه الإسلام للعالم المتحضر هو (القانون الدينى أى الشريعة) والتى اعتبرها الغرب أبرز مظهر يميز أسلوب الحياة الإسلامية، وينفرد به الإسلام دون غيره من الديانات الأخرى.
وفى اليونان ظهرت أول رسالة دكتوراه عن الإسلام فى الجامعات اليونانية عام 1980م ، والتى كان لى عظيم الشرف فى تقديمها عام 1985م ، ومنذ ذلك الحين تعدد صدور الكتب من الباحثين فى مجال الفلسفة الإسلامية، مما أدى إلى تكوين قسم للدراسات الإسلامية فى الجامعات اليونانية.
أسلوب التجديد لطرح الإسلام فى الغرب
إن محاولة طرح أسلوب تجديدى للفكر الإسلامى فى الغرب يرتكز على محورين أساسيين وهما كالتالى :
ا- المحور الأول :
. تنشيط وتعليم اللغة العربية لغير العرب من المسلمين فى أوروبا وخاصة اليونان.
2- المحور الثانى :
. تنشيط ودعم حركة الترجمة الحديثة للمؤلفات الإسلامية إلى اللغة اليونانية لغير المسلمين فى اليونان مع إعادة صياغة التاريخ الأوروبى.
المحور الأول
تنشيط وتعليم اللغة العربية لغير العرب من المسلمين كوسيلة لدعم الطرح الإسلامى فى أوروبا
لقد آن الأوان للغة العربية أن تأخذ مكانها العالمى الحقيقى فى أوروبا إلى جانب دورها فى مواجهة التحديات التى يتعرض لها القرآن فى ترجمة معانيه للغة اليونانية، وإن كان هذا الأمر يعتبر مجهودا فرديا لا يخلو من الخطر.. غير أن الاتجاه الحديث قد توخى منهجا أكاديميا بفضل سياسة الأزهر الشريف، التى قامت على تنظيم لجان موسعة لفحص الترجمات، وتقريب أصولها من النص العربى الكريم.
ولقد فطن المستشرقون إلى أن اللغة العربية هى الأداة التى توصلهم إلى أبحاثهم ودراساتهم، حيث سارع البعض منهم إلى ترجمة القرآن بطريقة عفوية مما ترتب عليه وجود أخطاء كثيرة مقصودة فى بعضها، وعفوية فى البعض الآخر، مما كان له آثار سلبية بين الأوروبيين، وذلك للأسباب الآتية:-
1- ابتعاد المسلمين فى اليونان عن تعلم اللغة العربية، رغم أن القرآن هو صاحب الأثر الوحيد فى حفظ اللغة وعلومها.
2- استطاع المستشرقون أن يؤولوا الآيات القرآنية الكريمة إلى صالحهم، ففسروا الجهاد والتضحية بمعان وصور كريهة، هذا بالإضافة إلى المغالطات الفكرية المتعددة.
وبالتالى فإن هناك محاذير لترجمة معانى القرآن الكريم نظرا لأثر ذلك على الإسلام فى الغرب وخاصة فى اليونان وهى:-
أولا:- أن الترجمة لا تعتبر قرآنا لأنها من صياغة البشر وهى دائما توصل إلينا ما يفهمه المترجم وما يهدف إليه، وليس ما يريده الله.
ثانيا:- أحيانا تهتم الترجمة بظواهر الكلام دون النظر إلى باطنه، أو تعجز عن الوصول إلى صوره الإعجازية التى تتضمنها الآيات الكريمة.
ثالثا: إن الترجمة لا تستطيع أحيانا أن تعبر عن اللفظ أو المعنى، وهذا يرجع إلى صعوبة العثور على المرادف والمطابق فى اللغة الأجنبية، وعلى سبيل المثال:
( والليل إذا عسعس. والصبح إذا تنفس) فإن فيهما صورا بلاغية يتعسر على الغرب فهمها أو تصورها.
رابعا:- إن لكل لغة نفحات.. وفى اللغة العربية نسمات ونغمات خاصة تعمل عملها فى القلوب، وعندما يترجم القرآن يفقد نفحاته التى تخاطب القلوب. 
خامسا:- وبرغم أن هناك محاولة طيبة لترجمة معانى القرآن الكريم عام 1985 م إلى اللغة اليونانية، وتحت رعاية الأزهر الشريف، إلا أنها لم تكتمل، ولكن سيبقى إيمانى دائما بأن اللغة العربية وانتشارها فى اليونان هما الوسيلة الوحيدة والقوية لقراءة القرآن وفهم معانية.
وأن المسلم اليونانى لا يصل إلى غايته من السعادة فى الدنيا والآخرة إلا بالاسترشاد بالقرآن والعمل بتعاليمه وهديه، وهذا لا يتأتى إلا بقراءة القرآن بلغته، ودعم وتنشيط اللغة العريية من خلال الدعوة إلى الإسلام فى أوروبا واليونان بوجه خاص، إن كان هذا واجبنا فى مجال الدعوة فى إطار دعم من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية، بل وجميع الدول العربية والإسلامية لفتح مدارس لتعليم اللغة العربية للمسلمين اليونانيين وغير المسلمين. إيمانا منى بأن اللغة العربية كانت وما تزال عنوان الثقافة الإسلامية.
المحور الثانى
تنشيط ودعم حركة الترجمة من المؤلفات
الإسلامية لغير المسلمين فى اليونان وأوروبا
مع إعادة صياغة التاريخ الأوروبى
لقد انتشرت عشرات من المؤلفات والترجمات حول الفكر الإسلامى، والتى لم تعط للقارئ اليونانى و الأوروبى صورة واضحة عن سماحة الإسلام.
وهذا يرجع إلى ظاهرة الارتجالية وعدم المسئولية فى تسجيل وطرح الفكر الإسلامى وعرضه فى أوروبا، وبناء عليه كان هناك اقتراحى المقدم إلى الجامعات اليونانية بإعادة صياغة التاريخ الإسلامى من خلال الهيكل العام للحضارات الأوروبية، مع مراعاة تقديم الحضارة الإسلامية على أسس وقواعد فلسفية بعيدة عن الأهواء والرغبات التى تعرضت لها كتب الإسلام فى الماضى. 
وبذلك تعاد صياغة التاريخ الإسلامى لأول مرة على أسس حضارية وفلسفية، مع إبراز دور الفلسفة الإسلامية فى تكوين العالم الأوروبى، وخاصة فى مناطق (غرب أوروبا- البلقان- البحر الأبيض المتوسط) ومدى استفادة الشعوب من هذه الحضارة.
بل إن الجامعات الأوروبية ستواصل طريقها لتقديم أبحاث جديدة فى فلسفة التاريخ الإسلامى ومقارنة الحضارات: (اليونانية- الرومانية- المسيحية- الإسلامية)، وفى اعتقادى أن هذا العمل سوف يتطلب أعواما طويلة من أجل إنجازه وصياغته فى مجلدات جديدة، حيث يتطلب هذا العمل مشاركة جميع الأقسام الخاصة بالعلوم الإنسانية (الحضارة- الاجتماع- الفلسفة- التاريخ- إلخ).
وبناء عليه كان اقتراحى إلى الجامعات اليونانية بتكوين (لجنة التاريخ الأوروبى) من مجموعة من أساتذة- التاريخ، والفلسفة، والعلوم الأخرى الإنسانية - من جميع دول الوحدة الأوروبية، وحتى يتم تقييم العمل على أسس علمية سليمة بعيدة عن الخلافات- الجغرافية- والقومية- والسياسية- والاقتصادية- والدينية.
مع مراعاة أن يكون أساتذة التاريخ (أعضاء اللجنة) مسئولين مسئولية كاملة بعيدة كل البعد عن أى تعصب قومى أو دينى أو سياسى، بهدف وضع صيغة مشرفة جديدة لتاريخ الحضارة الأوروبية على أسس فلسفية وعلمية وحضارية. 
ومن هذا المنطلق قبلت التحدى وحاولت جاهدا- رغم الصعاب- أن أقدم للقارئ اليونانى أول كتاب عن الإسلام باللغة اليونانية تحت عنوان ( الإسلام والعلوم الإسلامية) موضحا له صورة واضحة من تعاليم الإسلام السمحة، كصرح وخطوة لإعادة فتح الحوار مع المجتمع اليونانى، ومن الحقائق المؤكدة والمسجلة تاريخيا أن العرب والمسلمين قاموا بتسجيل وترجمة التراث اليونانى بل وتحليله وشرحه، بل وحفظوا التراث اليونانى وقدموه للغرب، وهناك مثال حى آخر عن سماحة الإسلام يتمثل فى وجود أربع بطريركيات مسيحية أرثوذكسية يونانية فى مصر ودول عربية وإسلامية أخرى تعيش على مدى قرون طويلة عبر التاريخ، كانت وما تزال تنعم بالأمن والأمان والسلام تحت مظلة ورعاية مصر والدول العربية الإسلامية.
وإننى فى هذه اللحظة أؤكد أطروحة الحوار بين الأديان كخطوة أولى للسلام العالمى من أجل حياة أفضل للإنسان، مع دعم حركة الترجمة للتراث الإنسانى الإسلامى و العربى إلى اللغة اليونانية، لتصبح بذلك خطوة أساسية تعطى دفعة قوية وحضارية لفكرة تبادل التراث الإنسانى بين الشعب اليونانى والشعوب العربية الإسلامية.
... من هذا المنبر أقدم شكرى لوزير الخارجية اليونانى لإرساله رسالة تهنئة وتقدير بشأن نجاح المؤتمر الثانى عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذى عقد فى شهر يونيو لعام 2000م فى صياغة البيان الختامى.
إن قرار الحكومة اليونانية بإنشاء أول مركز إسلامى وجامع بمنطقة "بيانيا" بالعاصمة اليونانية أثينا، والتصديق عليه من قبل البرلمان اليونانى، والانتهاء من بنائه عام 2004 م، يعد أول خطوة أساسية لفكرة تبادل التراث الإنسانى والحضارى ، ومن جانب آخر فهى محاولة جادة للتعريف الشامل بعقيدة الإنسان المصرى والعربى المسلم، وطبيعته التى تنبثق من ضمير هذه الأمة و إيمانها بالله والإنسان.
إنه يا سادة لقاء الحضارات
بسم الله الرحمن الرحيم
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
صدق الله العظيم

 

مصادر البحث

 

أولا المراجع :-

1- الإسلام والبعد السياسى والاجتماعى- الدكتور/ أمين أحمد عز الدين
صادر فى أثينا عام 1986 م (باللغة اليونانية)


2- تاريخ الحضارات فى مصر- الدكتور/ أمين أحمد عز الدين صادر فى أثينا عام 1991م (باللغة اليونانية)


3- الأدب المصرى المعاصر وتأثيره فى الأدب اليونانى-الدكتور/ أمين أحمد عز الدين
صادر فى أثينا عام 1993 م (باللغة اليونانية)

 

 

4- فلسفة التاريخ الإسلامى الدكتور/ أمين أحمد عز الدين صادر فى أثينا عام 2000 م (باللغة اليونانية).

 

 

5- الإسلام والعلوم الإسلامية- الدكتور/ أمين أحمد عز الدين صادر فى أثينا عام 2000م (باللغة اليونانية) .

6- دراسة مقارنة (طه حسين فى الأدب اليونانى): الدكتور/ أمين أحمد عز الدين صادر فى أثينا عام 2001 م (باللغة اليونانية).


ثانيا : دراسات ومحاضرات ومقالات :

 

 

1- قضية العرب والعروبة- جريدة الرأى العام القاهرية
الدكتور/ أمين أحمد عز الدين

 

 

2- فلسفة التاريخ الإسلامى- مجلة الحضارة العربية
الدكتور/ أمين أحمد عز الدين

 

 

3- محاضرة فى (اللغة العربية والأدب العربى وتأثيره فى الأدب اليونانى، دلفى) المؤتمر العالمى للعلاقات اليونانية المصرية- الدكتور/ أمين أحمد عز الدين والذى عقد فى أثينا عام 1994م 


4- محاضرة فى (اللغة العربية ودورها فى البحر المتوسط)، الدكتور/ أمين أحمد عز الدين، وعقد فى جزيرة رودس باليونان عام 1995م 

 

 

5- محاضرة عن ( الإسلام وسماحته ومدى تأثيره على الحضارات الغربية)، المؤتمر العالمى للصداقة اليونانية المصرية- الدكتور/ أمين أحمد عز الدين- وعقد فى الغرفة التجارية اليونانية بأثينا عام 1996م 

 

 

 

6- محاضرة فى (حركة الترجمة المصرية وتأثيرها على الأدب اليونانى) المؤتمر العالمى لحركة ترجمة البحر الأبيض المتوسط، محاضرة للدكتور/ أمين أحمد عز الدين فى محافظة بطرا- اليونان عام 1997م

عابر سبيل

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************

الأسلام و المشكلة الأقتصادية

2014-07-23 12:02

 

 الأسلام و المشكلة الأقتصادية

 

Islam and the Economic Problem

Το Ισλάμ και το Οικονομικό πρόβλημα

 


الاسلام وتوطين التكنولوجيا 
السياسات العامة للتكنولوجيا بما يتفق 
مع حاجات العالم الإسلامي

**********************************


لقد خلق الله الإنسان وبين له سبل الهداية والرشاد فلم يتركه يضرب فى الأرض على غير هدى، قال تعالى: (من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) (سورة الكهف آية 17) لذلك رسم الله من خلال القرآن مجموعة الأحكام التى تهدى الإنسان فى دينه ودنياه ومعاشه، فكان الدين الإسلامى الحنيف شاملا للقواعد والأسس لنظام اقتصادى كامل يساير تطورات المجتمعات فى مختلف العصور، حيث ربط النشاط الاقتصادى والإنسانى بالجانب الروحى، وبذلك وحد هذه القواعد لتنظيم العلاقات بين الأفراد. والنظام الاقتصادى الإسلامى يعالج المشكلة الاقتصادية مثل (الثراء المفرط، الفقر المدقع)، ومن هنا يقوم النطام فى الإسلام بمسئوليته الكاملة فى رعاية الفقراء على عاتق القادرين فى المجتمع، هذا بجانب أن الإسلام قد حرم الإفراط فى الملذات، وطالب بالاعتدال، وجعل المال وسيلة، وفرض الزكاة، قال تعالى: (وفى أموالهم حق للسائل والمحروم، سورة الذاريات) آية 19 وقد عالج النظام الاقتصادى فى الإسلام مشكلة الحاجة فى سورة غافر (ولتبلغوا عليها حاجة فى صدوركم ) إية 80 والحاجة هى الحافز للإنصان على 
النشاط والباعث له على الحركة وبذلك تعتبر الحاجات هى المحرك الأول لجميع أوجه النشاط الإنسانى ويتعين إشباعها، فالحاجة هى الحافز وإشباعها هى الغاية، ووسيلة الوصول إلى تلك الغايات وإشباع الحاجات هى (السلع، البضائع، المتاع) وصلاحية الشىء لإشباع حاجة ماتسمى المنفعة، فالمتاع إذن هو كل ماله منفعة (قيمة) وقد ذكر الله تعالى المنفعة فى كتابه الكريم فى (سورة النحل) ( والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون )، آية5وفى (سورة المؤمنون) (ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون)، آية 21
ويبين القرآن الكريم الصلة القائمة بين الحاجة والمنفعة فى قوله تعالى أولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة فى صدوركم، سورة غافرآية 80
ومن هنا نستخلص أن النظام الاقتصادى الإسلامى قائم على حقائق دينية ثابتة، أما الحقائق العلمية والنظريات الاقتصادية الأخرى فهى متغيرة، ومنها النظريات التى ظهرت فى القرن الثامن عشر والتاسع عشر خاصة بعد قيام الثورة الصناعية فى أوروبا، ولقد سقطت هذه النظريات باكملها بفعل الإنسان. ومن هنا كان الفكر الإقتصادى الإسلامى قادرا على العطاء لأنه يؤمن بالفرد والأخلاق والسلوك الإنسانى الحميد، بل إن الفكر الإسلامى لايتعارض بل يشجع الأبحاث العلمية فى مجال التكنولوجيا والطب والزراعة وغير ذلك لخدمة الإنسانية جمعاء، وبالتالى فان العلم والتكنولوجيا منفعة إذا استخدمت لصالح الإنسان، ولكنها مضرة إذا كانت أداة للتدمير البشرى، ومن هنا فإن الرؤية واضحة لدينا فى محاولة تكرشى التكنولوجيا الحديثة فى المناهج الدراسية بأسلوب يرتقى بالفكر الإنسانى لخير المجتمع ومنفعته وخدمة الإنسان.
- العوامل الاساسية فى النظام الإققصادى الإسلامى
المصادر الطبيعية
عمل الإنسان -النشاط الإنسانى
وهما لايكفيان لحل المشكلة الاقتصادية الأساسية.. وهى (توزيع الموارد المحدودة على الحاجات الكثيرة) وبذلك يكون جوهر المشكلة إن حاجات الإنسان ورغباته الكثيرة لاتقف عند حد- فى حين إن عمله ومواردة محدودة، وبهذا أصبحت المشكلة الاقتصادية قائمة على مر العصور.
ولذلك حدد الله فى كتابه العزيز قواعد النظام الاقتصادى الذى يكفل سعادة البشرية، ويضمن لها الرفاهية.

ويتسم النظام الاقتصادى الإسلامى (بالحرية الاقتصادية) فكل فرد من أفراد المجتمع الإسلامى له الحرية فى تدبير أمور معاشه، وتقرير ماهو ضرورى من حاجاته والوسيلة المناسبة لإشباعها طبقا لحدود الشريعة الإسلامية السمحاء. والنظام الاقتصادى فى الإسلام يقوم على المنافسة الحرة وتكافؤ الفرص، ولكن هذه الحرية ليست مطلقة إذ أجاز الله للحاكم أن يتدخل فى أسلوب النشاط الاقتصادى عندما تقتضى المصلحة العليا للمجتمع، ولذلك أمر القرآن الكريم ببعض الضوابط الاقتصادية كتوزيع الثروة على الأفراد تحقيقا للعدالة الاجتماعية.
النظام العالمى الجديد
إن النظام العالمى الجديد يدق على أبوابنا مثل الخطر الزاحف، فهل يسمع خمسة أسداس سكان العالم هذه الأجراس، إن الواقع يثبت أن سكان أمريكا الشمالية وأوروبا واليابان يتحكمون فى 80% من الدخل الاقتصادى العالمى طبقا لتقرير البنك الدولى.
إن 6/ 1 من سكان العالم يتمتعون ب 80% من الدخل الاقتصادى العالمى، بل إن هناك تقارير دولية أخرى من مؤسسات اقتصادية عالمية تؤكد أن النسبة ستصل إلى 8/ 1، وفى نفس الوقت فإن نسبة 57% من سكان الأرض والذين يعيشون فى 63 دولة فقيرة يحصلون على 6% فقط من الدخل الاقتصادى العالمى، ودخل الفرد فى هذه البلاد أقل من 3 دولار فى اليوم الواحد، وبالتالى فإننا نواجه مشكلة 2/ 1 مليار من سكان البشرية يصل دخلهم اليومى إلى دولار واحد فقط وأحيانا أقل من دولار، وقد ورد بتقرير البنك الدولى أن معدلات الفقر فى العالم قد هبطت من 28% إلى 24%، وهذا أمر غير صحيح.
إن تطبيق نظام العولمة الجديد سيؤدى إلى إتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، وإن مرحلة التوازن الإقتصادى العالمى قد انتهت وخاصة أن آسيا سوف تواجه ضربات أخرى جديدة مع احتمال وجود هزات اقتصادية قوية فى الاقتصاد الأوروبى فى الوقت الذي يؤكد فيه رئيس البنك الدولى على إنما هدفه حتى عام 3015 هو دعم الدول الفقيرة فى شرق آسيا، ومع ذلك فإننا نجد أن تعداد الأفراد الذين يعيشون تحت خط الصفر من الفقر قد وصل إلى 522مليون فرد بدلا من 495، وفى قارة أفريقيا يصل عدد الفقراء الذين يعيشون تحت خط الصفر من 48 مليون إلى 291 مليون، وان كنت لا أتفق مع الخطة السنوية التى قدمتها الأجهزة المعنية بالبنك الدولى بأن هناك ضوءًا بسيطا من الأمل، وذلك لأن نظام العولمة الجديد سوف يدمر هذا الضوء الخافت من الأمل.
لقد بدأ هذا النظام الجديد يفرض نفسه على الساحة العالمية مع بداية التسعينات ويأخذ شكلا جديدا من التحالف الاقتصادى بين الدول الصناعية السبعة الكبار بجانب اندماج المصانع الأوروبية والأمريكية، وفرض نظام (حرية انفتاح البورصة العالمية) كأحد دعائم نظام العولمة الجديدة والتى ستكون فى النهاية على حساب الدول الفقيرة، وأن أى محاولة لفتح خدمات للبورصة ودخولها نظام العولمة بالنسبة لدول العالم الثالث يجب أن يراعى العوامل الأساسية وأهمها الأرض الثابتة للبقاء والمقاومة للتحدى، وغير ذلك فإنها ستنهار فى مواجهة نظام العولمة الجديد حيث لايوجد مكان للضعفاء فى هذا النظام الجديد.
فكرة تحريرالأسواق العالمية
إن فكرة تحرير الأسواق هى جنون واندفاع متهور تحت شعار (زيادة رفاهية الإنسان) وربما يكون ذلك وعدا كاذباً حيث تعتقد بعض الحكومات أنها عندما تقوم بخصخصة البريد، ومشروعات الكهرباء، والمياه، والنقل الجوى، والسكك الحديدية فإنها تفتح على نفسها وعلى شعبها بوابة كبيرة للمتاجرة الدولية لدخول الشركات العملاقة التى تتحول بعد ذلك إلى قوة اقتصادية كبيرة داخل الدولة قادرة على اتخاذ القرارات فى كل الأمور بدءا من أسلوب التطبيق التكنولوجى حتى دخل العامل البسيط، وبالتالى فان بعض الحكومات تقع فى مشكلة كبيرة وهى تعميق الأزمة بدلا من معالجتها، وهذا مايحدث حاليا فى بعض العواصم الأوروبية حيث تدخلت بعض المؤسسات العملاقة المتعددة الجنسيات وابتلعت السوق ودمرت كل ماهو أخلاقى، بل دمرت الفئات الفقيرة داخل المجتمعات، وأصبح الدور المركزى للدولة كنظام سلطة سياسية ألعوبة فى أيدى الشركات الأجنبية التى تتحكم فى طبيعة نظام الحكم وفى صانعى القرار، ومن هذا المنطلق انكمش دور السلطة السياسية أمام النظام العالمى الجديد، وانعدمت العدالة اجتماعيا.
إن معركة التحدى قد بدأت ضد المنطقة العربية والإسلامية منذ سنوات طويلة، بالاستعمار أحيانا وتشويه الحقائق، أو ضرب الاقتصاد فى المنطقة، وإننى أعتقد أن نظام العولمة الجديد ماهو إلا محاولة قوية لتأكيد السيطرة الغربية على العالم الإسلامى بهدف قتل النظام الإقتصادى الإسلامى لتصبح أمة الإسلام جثة بلا حراك ومرتعا للنظام العالمى الجديد، بل إن بعض العلماء فى أوروبا يتشدقون بأن النظم الإقتصادى الإسلامى لايحتوى على المعنى السياسى للديمقراطية فى حين أن الإسلام قد ذكر فى كتابه الحكيم ] وأمرهم شورى بينهم [ سورة الشورى أية 38.
الوحدة الاقتصادية العربية كحل لمواجهة التحديات
من خلال الواقع الذى نعيش فيه على الساحة العريية لابديل عن الوحدة العربية الاقتصادية الإسلامية لمواجهة هذا النظام الجديد.
اقتراح الوحدة الاقتصادية العربية
يتضمن الاقتراح المقدم خمس مراحلى لتكولن الوحدة العربية الاقتصادية الكاملة

تقوية المشاعر العربية بدعم من الإعلام العربى لتعزيز فكرة الوحدة بين صفوف الجماهير كحل لابديل له فى مواجهة نظام العولمة

الإعلان عن اتحاد الإرادة السياسية العربية بجميع قياداتها وزعمائها فى إطار اتحاد اقتصادى متكامل قادر على مواجهة التحولات الجديدة وتحولات العصر.

تطبيع فكرة الاتحاد النقدى للمنطقة العريية الإسلامية على عدة مراحل زمنية محددة وصولا إلى توحيد العملة العربية.

طرح دستور قانونى جديد يحدد الحقوق والواجبات وأسلوب التعامل التجارى والاقتصادى والضريبى بين الدول الأعضاء، مع مراعاة الناحية الاجتماعية والأخلاقية التزاما بأحكام الشريعة الإسلامية السمحة

تكوين الشكل النهائى للوحدة الاقتصادية العربية بجميع أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية أمام المجتمع الدولى وطرحه للمنافسة الدولية

ويبقى السؤال المطروح على الساحة العربية والإسلامية حول إمكانية التحام الجماهير العربية والإسلامية فى المنطقة تحت داية الوحدة الاقتصادية العربية ليصبح أملأ قابلاً للتحقيق طالما وجدت الإرادة السياسية، وما أحوجنا الآن أكثر 

من أى وقت مضى إلى هذء الوحدة لمواجهة النظام العالمى الجديد لأن سر وجود الإسلام وبقائه ينحصر فى كلمتين هما

( الإيمان- العمل)

ومن خلال مؤتمركم الموقر أوجه نداء إلى أبناء الأمة العربية والإسلامية أصحاب الثروات فى البنوك الأوروبية والأمريكية لنقل أموالهم من الخارج ووضعها الاستثمار والاقتصاد العربى والإسلامى نظرا لكون أمتنا فى أشد الحاجة إلى هذء الثروات لدعم البنية الأساسية للمجتمع واستخدامها لمصلحة الوطن والمواطن وغير ذلك يعد جريمة فى حق الوطن

(إن الله لايغيرمابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم) 
سورة الرعد آية 11
وبالتالى فإن الوحدة الاقتصادية العربية هى المطلب الملح، بل هى العنصر الأساسى لمواجهة نظام العولمة الجديدة، فيجب على زعماء الأمة العربية والإسلامية السعى إلى وضع الخطوات الأولى للوحدة الاقتصادية دون إبطاء كهدف لمواجهة تحديات العصر ولاسبيل غير ذلك

ثورة المعلومات والتكنولوجيا

إن مانشهده اليوم هى (ثورة صناعية جديدة) تحت اسم المعلومات والتكنولوجيا، ومما لاشك فيه أنها ستؤدى إلى تغييرات جذرية فى كيان المجتمع، وبالتالى فان عملية التحدى لمواجهة هذه المرحلة الجديدة تصبح أمرأ حتمياً، وتتطلب منا الإعداد الواعى لمواجهة هذء الثورة لان الأمر يتعلق بمستقبل أبنائنا وأحفادنا، بل والإنسانية جمعاء
وبناء عليه فإن دور الدولة كعنصر أساس فى وضع خطة علمية تكنولوجية لمواجهة ديناصكية التكنولوجيا الحديثة بل ومسايرتها يجب أن يحدد من خلال 

النقاط التالية

دعم المناخ العلمى والتكنولوجى فى المجتمع للتطوير والارتقاء بالدولة

رسم خطة لاجتذاب كبار العلماء العرب المهاجرين بالخارج، وتوفير جميع 

الإمكانيات المتاحة لهم فى جميع فروع العلوم المختلفة لكونهم المصدر الحقيقى والقوى التى لاتقل عن مصادرنا من الثروات الطبيعية

تشجيع دور القطاع الخاص والاستثمادات العربية الإسلامية

تهيئة العامل المصرى والعريى بالأسس العلمية التى بنيت عليها التكنولوجيا الحديثة.

وضع التكنولوجيا الحديثة كمادة أساسية فى المناهج الدداسية بالمدادس والجامعات بطريقة تخدم تنوير الفكر الإنسانى لخير المجتمع، ودعم وسائل المعرفة والعلم فى جميع الاتجاهات لخدمة الإنسان

حماية البيئة من التلوث ومواجهة خطر زحف الصحراء على المناطق الزراعية ومواجهة مشكلة تلوث المياه كمشكلة عالمية.

سن التشريعات لمعاقبة السفن وناقلات النفط التى تحمل المواد المشعة ومخلفات الأسلحة الكيماوية

إكساب المواطن عادات ديننا الحميد حيث علمنا القرآن من خلال آدابه أن النظافة كلٌّ لايتجزأ، إذ لا يمكن أن يعتنى المسلم بنظافة جسده دون الاعتناء بنظافة غذائة وهوائه ومدينته

أهمية دور الدولة وواجبها فى حماية المجتمع وضمان أمنه وسلامته واستقراره الاقتصادى ورفع مستوى دخل الفرد مع التزام الدولة بالعدالة الاجتماعية بين الأفراد

وإن النظام العالمى الجيد زاحف إلينا، انه أخطر مما يتصورة الكثيرون، إنه ياسادة صراع الحضارات وتحدى لنا جميعا على جميع المستويات، فيجب أن نكون على مايرام بدور الإنسان وإيمانه بالفه والوطن.

(وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) سورة التوبة آية105 صدق الله العظيم
مصادر البحث

أولا .. المرا جع

الإسلام والبعد السياسى والاجتماعى- الدكتور/ أمين أحمد عزالدين- صادد فى أثينا عام 1986 م

فلسفة التاديخ الإسلامى- الدكتور/ أمين أحمد عزالدين- صادر فى أثينا عام 1994م

الإسلام والعلوم الإسلامية- الدكتور/ أمين أحمد عزالدين- صادر فى أثينا عام 2000م 

الإسلام نظام إنسانى- الدكتور/ مصطفى الرافعى- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- صادر فى 1964 م

العلم ومشكلات الإنسان المعاصر- زهير القلمى- صادر فى الكويت عام 1978م

فخ العولمة والاعتداء على الديمقراطية- هانس، بيتر مارتجن، هارالد شومان صادر عام 1998م.



ثانياً التقارير

تقرير البنك الدولى (التنمية العالمية عام 2000م) الصادد فى 13/4/2000م

ثا لثا.. مقالات

النظام الاقتصادى فى الإسلام- جريدة الرأى لعام القاهرية- للدكتور/ أمين أحمد 
عز الدين

قضية العرب والعروبة- جريدة الرأى العام القاهرية- للدكتور/ أمين أحمد عز الدين
************************
بحث مقدم من أ.د. أمين أحمد عزالدين حول اقتراح الوحدة العربية و ثورة المعلومات و التكنولوجيا امام 45 وزير اوقاف و رؤساء البعثات العربية 
و الاسلامية ل45 دولة عربية و افريقية و رؤساء الوفود الاوروبية و الاسياوية . اثناء انعقاد المجلس الاعلي للشؤن الاسلامية بالقاهرة و بحضور رئيس منظمة جامعة الدول العربية , رئيس منظمة المؤتمر الاسلامي , رئيس رابطة العالم الاسلامي, رئيس المنظمة الاسلامية للتربية و الثقافة و العلوم, رئيس المجلس الاسلامي العالي للدعوة و الاغاثة , رئيس المنظمة الاسلامية للعلوم الطبيعة, رئيس رابطة الجامعات الاسلامية. كما حضر رئيس جمهورية مصر العربية السابق و شيخ الازهر و وزير الاوقاف. 
عقد المؤتمر في القاهرة بالقاعة الكبري بفندق ليديا ماريوت .

elazhar.com/conf_au/12/24.asp


وفقنا و وفقكم الله لما فيه خيرهذه الأمة
و السلام علي من اتبع الهدي 
عابر سبيل 

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

 

**********************************

الكندي و الفلسفة الأرسطية اليونانية

2014-07-23 11:59

 

الكندي و الفلسفة الأرسطية اليونانية

 

Ο Αλ Κέντι και η Ελληνική Αριστοτελική Φιλοσοφία 

Al Kendi and the Greek Aristotle Philosophy 

 

 

 

كان الكندي يشرح الأدلة القرأنية بأسلوباً فلسفياً, و بالتالي أصبح أول من حاول ردم الهوة بين الفلسفة و الدين
و من أهم رسائلة كانت إلي الخليفة المُعتصم حيث عَرَفَ و قَدَمَ معني للفلسفة بأنها 

(علم الأشياء بحقائقها بقدر طاقة الأنسان)

كما عرف الفلسفة الأولي (أو ما بَعد الطبيعة) بأنها 

(علم الحق الأول الذي هو علة كل حق)

اما بالنسبة لتقسيمة للعلوم الفلسفية فهي:
1. الرياضيات , 2. المنطق , 3 .الطبيعيات
4. المتافيزقيا , 5. الأخلاق و السياسية

أما بالنسبة (للعلوم الدينية ) فكانت تبحث في أصول الدين و العقائد و التوحيد. 
و صار ذلك زمناً حتي جاء الفارابي فقدم المنطق علي الرياضيات في المرتبة الأولي... و لقد تفوق الكندي في مزج الأدلة الفلسفية بالأدلة القرآنية أو بالأحري أن يقال : - إنة كان يشرح الأدلة القرأنية شرحاً فلسفياً

أما بالنسبة (للأخلاق) فكانت عند الكندي هي اصلاح النفس بتحكيم العقل في القوانين الحيوانيتية في الأنسان .
(الشهوة – الغَضب)
و قد اعتمد كثيراً في ذلك علي تعاليم الأسلام و لكن بعض المؤرخين قد وصفوة بالتقصير و السطحية في أعمالة المتعلقة بالمنطق و برغم ذلك لا تستطيع أن تؤكد صحة ذلك ما دامت جميع مؤلفاتة في المنطق لم تصل إلينا. 
كما ساهم الكندي في وضع قواعد علم الموسيقي مما ساعد بعد ذلك (الفارابي) ثم (ابن سينا) و مهد لهما الطريق و ليس هذا معناة أن الكندي هو الذي ابتدع علم الموسيقي و لكن هذا العلم لة اصول وجذور تاريخية عند قدماء المصريين 
و الفرس و اليونانيين. 

دور الكندي و اسهامة في الفلسفة 

لقد خَدَم المأمون الثقافة الأسلامية عن طريق : 

- اولاً : مَهَد للفلسفة سبيل الأنتشار بين العرب 

- ثانياً : كانت الترجمة العربية قبل الكندي ضعيفة فأصلحها و نقحها و جعل لها ذوق اصيل 

- ثالثاً : وضع الفلسفة في قالب محبوب و صورة جيدة حتي ينظر اليها نظرة تختلف عن الماضي.

- اشتهر في زمانة بأنه المسلم الوحيد الذي صال و جال في مجال العلوم الفلسفية بأقتدار و تَمَكُن . 
صنف العلوم إلي صنفين
1) علوم فلسفية 
2) علوم دينية 
و برغم نشاطة في مجال العلوم الفلسفية إلا أن بعض المؤرخين نظير (الجستاني) قد اعتبروة عالماً طبيعياً و رياضياً لاغير و البعض لأخر اعتبروة احد كبار اعلام الفلسفة العربية أو فيلسوف الأسلام مثل (ابن ابي صبيعة)... و قد ذكر (ابن النديم) 
و (القفطي) بأنة فيلسوف العرب أما ابن بناتة المصري في (شرح العيون لشرح رسالة ابن زيدون) انة فيلسوف الأسلام أما ابن حجر المؤرخ في (لسان الميزان) فقد ذكرة في الجزء السادس بأنة فيلسوف العرب . 
و لكن الشيخ مصطفي عبد الرازق (شيخ الجامع الازهر) قد ذكرة بأنة فيلسوف العرب و الأسلام حيث مزج العروبة بالأسلام إلا أنة كان مضطرباً في ترجيح أي الوضعين , و مهما كان الأمر فأن الكندي هو فيلسوف العرب و الأسلام و المدافع الأول عن الفكر اليونان كحلقة في سلسلة الفلسفة الأسلامية التي اخذت و أعطت 
و تأثرت و أثرت في التقدم الحضاري الا ان نتاجة العلمي بأكملة لم يصلنا لسوء الحظ. 
و أهم رسائلة في علم الكلام هي : 
1) رسالة في الفلسفة الأولي 
2) الأبانة عند سقوط الجرم الأقصي 
و أهم مؤلفاتة فهي : 
1) التوحيد
2) الأستطاعة و زمان كونها في 
أ. المبادئ أو الجواهر الخمسة (المادة – المكان – الصورة – الحركة – الزمان) 
ب. طبيعة الفلك مغايرة لطبيعة العناصر الاربعة 
ج. حدود الاشياء و رسومها 
د. ثم كان كتابة في علم النفس (الاخلاق الكبير) 


الكندي و الفلسفة الأرسطية اليونانية 

لقد كان الكندي علي معرفة باليونانية و استهل نشاطة الفكري من خلال تعاريفة (للفلسفة الأرسطوطاليسية و الأفلاطونية الجديدة) و كان المدافع الأول عنها 
و الناطق بلسانها ضد العلماء في فترة من أصعب فترات الصراع بين الدين 
و الفلسفة في قصة التاريخ الاسلامي و خاصة في فترة المأمون و هو (معتزلي) حيث كان يؤمن بزمنية القرآن , و استمر ذلك في ايام المعتصم . أما في عهد المتوكل فقد تحول من مذهب الفلاسفة و طالب بتأييد السنة و الجماعة . 
كما قدم الكندي المدخل الاساسي للفلسفة بل و مهد لها في سبيل انتشارها بين العرب حيث قدم نظريتة في (الكون) و هي قريبة من (ثيولوجيا – ارسطو) القائمة علي العلل الاربعة 
(المادية – الصورية – الفاعلية – الغائبة )
كما نقح كتاب ارسطو (ثيولوجيا) أي (حديث الربوبية) و الذي قام بتفسيرة (فورفوريس السوري) و هو احد تلاميذ افلاطون و نقلة الي العربية (عبد المسيح بن ناعمة الحمصي) و قد قام الكندي بتنقيحة و اصلاحة و تقديمة باسلوب اصيل 
و ذوق رفيع ثم قدم نظريتة في الكون التي ترتكز علي أن: 
(العقل الآلهي هو العلة في وجود العالم السفلي , اما نفس العالم 
فهو وسط بين الله و عالم الجسوم)
كما ذكر الكندي التالي : 
 
(ان الانسان ان شاء الوصول الي الحرية و السرمدية علية ان يأخذ نفسة برياضة قوة العقلية عن طريق اكتسابة للمعرفة الحقة بالله و الكون )
 
 
و للحديث بقية .... والله المستعان ...
عابر سبيل ...
أ.د. أمين عزالدين 
 
 
**********************************

 

الفلسفة اليونانية القديمة في احشاء الفكر العربي و الأسلامي

2014-07-23 11:56

 

الفلسفة اليونانية القديمة في احشاء الفكر العربي و الأسلامي

 

The Ancient Greek Philosophy inside the Arabic and Islamic Thought

Η Αρχαία Ελληνική Φιλοσοφία στα σπλάχνα της Αραβικής και Ισλαμικής Σκέψης 

 

 


نشأ علم القواعد العربية بهدف تلافي و تفادي الأخطاء التي كانت تُلاحظ من بعض العرب و الموالي عند قراءتهم للنصوص القرآنية ، الا أن جميع المصادر العربية اتفقت بأن المحاولة الأولي في هذا الأتجاة للبحث عن وضع قواعد العلم الجديد كانت عام 688 ميلادية علي يد أبو الأسود الدوالي الذي اقترح استخدام علامات تصحيحية تُكتَب وتُوضَع في نهاية كل كلمة قرآنية ، و هذة العلامات مُحَدَدة بهدف توضيح نهاية الكلمة و طريقة نُطق اللفظ ، أي في حالة الرفع (الفاعل) و علامة أُخري توضع في حالة الجر و المضاف إلية و علامة ثالثة توضع في حالة المفعول بة . 
و قد شَهَدَت الروايات التاريخية بأن أبو الأسود كان يعيش في الكوفة بالعراق حيث ولد هناك علم القواعد ، بل وتطور علم القواعد في منطقة ما بين النهرين 
و ظهر ذلك لأول مرة عندما استَخدَم بعض القواعد اليونانية و تطبيقها في قواعد العلم الجديد. 
و اعتقد أن اقتحام الفلسفة اليونانية داخل الحدود الجغرافية الأسلامية قد ساعد بقوة علي ظهور علم جديد و هو (علم الكلام) و موضوعات العلم الجديدة التي كانت تتضمن: - 
(حرية الرأي و الفكر ، مسئولية الإنسان ، العدالة الإلهية ، القضاء و القدر) 
و موضوعات أخري عديدة. 
و من خلال الحوار بين علماء الجانبين المسلمين و المسيحيين ظهر علم الكلام 
و أصبحت اللغة العربية (اللغة العالمية) أي لغة الحوار في هذا العصر ، بل 
و انتشرت اللغة (لغة الإسلام) في كل أرجاء العالم العربي 
(مصر و سوريا حتي وصلت الي بلاد فارس و الأتراك و شعوب أخري كانت تحت رعاية الدولة الإسلامية )
و خاصة دول شمال أفريقيا و مناطق أخري بها مسيحيين و يهود . 
و بالرغم ذلك فأن العرب قد حافظوا بشرف علي عادات و تقاليد هذة الشعوب
و احترموا تاريخها ، بالإضافة الي أن العرب قاموا بحماية المخطوطات القديمة التي تمثل الفكر الفلسفي اليوناني القديم بل و ترجمتها و شرحها و تحليلها ، بل 
و حفظوا علي التراث اليوناني و قدموة الي الغرب. 
و لتسمحوا لي هنا أن أسترجع قول الفيلسوف و المؤرخ الإسلامي القديم 
(ابن النديم) في القرن العاشر حينما ذكر الفلسفة اليونانية و إعجابة بالفيلسوف اليوناني / أرسطو قائلا :- 

(إنها كلمات مضيئة بالحكمة ، لم أري مثيلا لها قط ، 
و ستصبح معجزة لو استطاع أحد أن يقرأها باللغة المكتوبة بها ، أي اللغة اليونانية) .

العصر الأموي 

و حين بدأ العصر الأموي من عام 661 حتي عام 750 ميلادية ، وفي هذة الفترة امتدت حدود الدولة الإسلامية بحيث أصبحت جُغرافياً من الصين حتي أسبانيا 
و دخل الفكر الإسلامي في مجموعة حضارات عديدة مثل الحضارة المصرية القديمة ، الحضارة الإغريقية ، الحضارة البيزنطية ، الحضارة الشرقية ، 
و استطاع الفكر الإسلامي أن يربط بين هذة الحضارات بفكر مشرق منير ، حيث بدأت مرحلة الصراع الفكري و الحوار اللاهوتي بين العلماء المسلمين و العلماء المسيحيين في ذلك العصر ، و لاننسي دور يوحنا الدمشقي الذي كان يعمل مستشاراً للخليفة و اسهامه في هذا الحوار المتفجر العنيف ، و مازالت توجد حتي الان نصوص و مخطوطات فلسفية تسجل هذا الحوار المشتعل بين الفكر الإسلامي و الفكر المسيحي في ذلك الوقت. 

العصر العباسي 

و في العصر العباسي من عام759 ميلادية حتي القرن الرابع عشر، حيث أنشئت العاصمة الجديدة للإسلام في قلب فارس (بغداد حالياً) و أصبحت بغداد مصدر إشعاع حضاري ثقافي جديد في قلب قارة اسيا ، و مما لا شك فية أن أنتقال عاصمة الدولة الأسلامية من دمشق الي بغداد كان لها تبعات سياسية و اجتماعية 
و تاريخية ، و منذ اللحظة الأولي للعصر العباسي ظهر الدور الفارسي الذي كان يسعي الي سيادة المُلك و السعي وراء حلم قديم لإنشاء حركة و حدوية ، كما حدث في عصر الإسكندر الأكبر و ظل هذا الحُلم القديم يراودهم ، و عاشوا سنوات ينتظرونة لتطبيق شعار الأخوة و المساواة و بذلك وجدوا في الدين الإسلامي الحنيف ضالتهم المنشودة . 
و قد ذكر القرآن ذلك في آية ذو القرنين حيث اعتبرت الروايات الفارسية التاريخية القديمة أن هذا الدور لعبة (قورش الثاني) في حين أن الروايات اليونانية التاريخية تؤكد أن هذا الدور قد قام بة (الأسكندر الأكبر) هذا بخلاف الروايات اليهودية الأخري ، و لكن القرآن أكد أنها مشئية من الله . 
و عندما نري النصوص اليونانية القديمة نجد ان (بلوتارخوس) المؤرخ اليوناني ذكر أن الأسكندر الأكبر كان يؤمن بأن الله خلق الأنسان علي صورتُة و أن الجميع متساويين أمام الله و بالتالي فأن دخول العنصر الفارسي في الدين الأسلامي كان من أجل تعاليم الأسلام السمحة و هي : - 

( الإخاء ، المساواة أمام الله ، و لافرق بين أعجمي و عربي الا بالتقوي).
و من هذا المنطق بدأ عصر جديد و ميلاد جديد في بغداد عاصمة الدولة الأسلامية و ازدهرت العلوم و الفكر و الثقافة ، لتصبح مركز إشعاع حضاري، و ظهر علم الكلام كعلم جديد ينبثق من اللاهوت ، و بدأ الداعين لهذا العلم الجديد في تكوين القواعد الأساسية لهذا العلم معتمدين بذلك علي ترجمات الفكر اليوناني القديم ، 
و انطلق هذا العلم لأول مرة ليعطي ابعاداً جديدة في تاريخ الفكر الفلسفي ، مما دفع الدولة الاسلامية لأنشاء أكاديمية للبحث العلمي لأول مرة تحت اسم (بيت الحكمة) في بغداد ، و قاد الخليفة المأمون الحركة العلمية الثقافية ، حيث كان عالماً 
و حكيماً و عاشقاً للفكر و الثقافة و لذلك أرسل بعثات إلي القسطنطنية و قبرص لشراء جميع المخطوطات اليونانية القديمة التي كانت تشمل (جوهر الفكر الفسلفي اليوناني القديم) و عادت بعثة الخليفة إلي بغداد حاملة الالاف من المخطوطات اليونانية القديمة التي كانت تمثل المصادر الاساسية للفكر الهيليني ، و تم نقلها علي مئات من الجمال الي العاصمة بغداد ، حيث استقبلها الخليفة بنفسة و سط استقبال رسمي و شعبي حافل. 
و الجدير بالذكر أن هذة المخطوطات كانت مهملة في أحد المعابد القديمة و بعد مرور عشرات السنين قام القديس (فوتيوس) بطريارك القسطنطنية عام 858 ميلادية و هو أحد عظماء الكنيسة و الذي كان محباً للفكر و احياء العلوم ، حيث رأي أن هذة الكتب لها قيمة لا تقدر و بالتالي أرسل بعثة لمحاولة إعادة هذة المخطوطات مرة ثانية و لكن لم يستطع البطريارك فوتيوس أن يحصل علي اكثر من 279 مخطوطة ، و نستخلص من ذلك أن المخطوطات اليونانية القديمة و الفكر الفلسفي اليوناني القديم و التراث بأكملة قد ظل في بيت الحكمة ببغداد و مازالت 

هذة المخطوطات اليونانية القديمة تعيش الي يومنا هذا في أحشاء الفكر العربي و الاسلامي.
أني هنا أقدم مثالاً أخر رائعاً في سماء الفكر الأسلامي و هو العالم الإسلامي 
(ابن الرشد). و أذكر هنا مقولة دانتي الشهير 
“AVVEROIS CHE I GRAND COMENTO FEC”, CANTO IV
(DANTE)

"إن ابن الرشد قد وضع بأعمالة و فكرُة حجر البناء الأول في الفكر الفلسفي الأوروبي حين ترجمت أعمالة الي اللغة اللاتينية:

و لم يكتفي العرب بذلك بل اهتموا اهتمام شديد بعلم النبات عند المفكر اليوناني ديسقوريدي ، و أذكر هنا أن الخليفة الأسلامي في أسبانيا طلب من "رومانو" إمبراطور الدولة البيزنطية أن يرسل لة مترجم بيزنطي وقام رومانو بارسال الراهب نيقولا الي اسبانيا و ترجم جميع اعمال ديسقوريدي من اليونانية الي اللاتينية . 
هذة العلاقة قد استمرت قرون طويلة و مازالت حتي الان ظاهرة حية وواقعية الي يومنا هذا. 
أن العنصر اليوناني و الفلسفة اليونانية كانت و مازالت في موقع الصدارة في الفكر و الفلسفة العربية بل هو مصدر ترحيب طيب يحتل موقع هام في وجدان وضمير الأمة العربية أن الفلسفة اليونانية و الفكر اليوناني هو عنصر اساسي لاستكمال المعارف في جميع الجامعات العربية . 
و الجدير بالذكر أن الفكر اليوناني قد اعتمد علي مدرستين : الأولي هي المدرسة الاسكندرية التعليمية و الفكر السكندري ، و الثانية هي المدرسة الأثينية التعليمية و الفكر الأثيني. و من هنا نجد أمامنا أن الفلسفة الأسلامية قد رحبت بالفكر الأرسطي و الفكر اليوناني القديم بل أضافت اصطلاحات فلسفية يونانية الي الفلسفة العربية و الأسلامية مثل 
(الكون – الكائن – اللاكائن – الكينونة – الكونية)
*Δεν – Ον – Εν – Ειναι *

بل قامت الفلسفة العربية و الأسلامية بعمل مصالحة تاريخية بين أفلاطون 
و أرسطو ووصلت قمة الفلسفة العربية و الأسلامية الي مبدأ


الصفاء في الأيمان يعني الوصول الي الحكمة و الحقيقة


Η γνησιότητα της πίστεως σημαίνει και γνησιότητα της σοφίας 

Purity of faith means purity of wisdom


المراجع 

-الإسلام والبعد السياسى والاجتماعى- الدكتور/ أمين أحمد عزالدين- صدر فى أثينا عام 1986 م
-فلسفة التاريخ الإسلامى- الدكتور/ أمين أحمد عزالدين- صدر فى أثينا عام 1994م
-الإسلام والعلوم الإسلامية- الدكتور/ أمين أحمد عزالدين- صادر فى أثينا عام 2000م – اول كتاب عن الاسلام باللغة اليونانية تحت اشراف الأزهر الشريف 
- قضية العرب والعروبة- جريدة الرأى العام القاهرية-
للدكتور/ أمين أحمد عز الدين

عابر سبيل

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************
 

فلسفة ابن خلدون و نظريتة في صناعة التاريخ

2014-07-23 11:45
 

فلسفة ابن خلدون و نظريتة في صناعة التاريخ

 

Ibn Khaldun' Philosophy and his Theory about Producing History

Η Φιλοσοφία του Ιμπν Χαλντούν και η Θεωρία του για την Παραγωγή Ιστορίας 

 

 

من الممكن القول بأن عبد الرحمن ابن خلدون يمثل المرتبة العليا في سلم العلماء في عصرة و ذلك لحصولة علي خبرات في المجال الأجتماعي 

أو ما يسمي بالعلوم التاريخية و بالتالي من الممكن طرح اسمة كمؤسس لفلسفة التاريخ بجانب ثوكيذيذيس المؤرخ اليوناني الشهير و كذلك سترافونا... و ذلك لأن ابن خلدون عندما  كان يكتب أو يسجل التاريخ فانه يصنعة أو يخلقة  و ذلك معتمداً علي الحقائق و الوقائع التاريخية بنظرة فلسفية من خلال حلقات متصلة و خطوات متأنية مثل:

الفحص – النظر – التمحيص – التجريح ثم البرهان

و من هنا كان حتماً أن أضع في محاولة فردية من جانبي كأستاذ لعلم الاجتماع السياسي في الجامعات اليونانية (علم جديد) للتاريخ كأساس من العلوم الموجودة  بلأئحة ارسطو الشهيرة حيث انه لم يكن مطروح هذا العلم في عصر ارسطو و بناء علية فلقد طرحتة كعلم جديد (و قديم) يوضع بين (علم السياسة و علم الخطابة)

و ذلك في العلوم اليونانية القديمة عند ارسطو و بالتالي فأن التاريخ لكي يصبح علماً يجب أن يكون له اسلوب 

و لا يسجل بأهمال و علي المؤرخ ان يكون ملماً بقواعد المعرفة وشتي العلوم بجانب خبرتة في التمييز و معرفة الحاضر والماضي. وذلك لكونة انة عامل فعال في اعطائنا نظرة حقيقية لصورة الأنسان و المجتمع و من هنا نستخلص (الحيثيات الأساسية في صناعة التاريخ) حتي تخرج لنا الواقعة الخبرية صادقة واقعية تمثل بأيمان صورة الكائن البشري. و من خلال العمل التاريخي الذي كتبة ابن خلدون (المقدمة – نجد انة يشرح ) و يقيم – و يحلل - و يستند علي المعرفة العامة للانسان من خلال طبيعة العوامل السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية التي لها  تأثير في تطوير المجتمع.

(و الجدير بالذكر ان العرب قد استعملوا في طريقة تفكيرهم  (النظرية المادية 

- material theory – θεωρια υλισμου                   

كما اعطوا اهتمام في  الكتب الأولي للمنطق

(التحليل أ) – ‘’analysis A’’ -                    

 في حين اخذت   الصوفية

– metaphysics                             

 العربية بفلسفة  (ماوراء الطبيعة) أو العالم الخفي

و لقد استعملوا العلماء المسلمين كتاب

التحليل ب  - Analysis B                         

عند ارسطو مع استخدام (البرهان) –

AL BORHAN – EVIDENCE – ΑΠΟΔΕΙΞΗ

و هي طريقة و اسلوب اقليذيس في الرياضيات

(Euclid – Mathematics)

و هذا يعني تحليل النوع من المعطيات الي البرهان.

و بذالك استعمل ابن خلدون هذة الطريقة في نفس الوقت الذي اتهم بعض المؤرخين بانهم لم يستعملوا اسلوب التحليل ب –

Analysis B

و من هذا المنطلق قدم ابن خلدون الواقعية بين

(الوجود و العدم) (القمة  و السفح) و (البداوة و الحضارة)

معتمداً علي ثلاث محاور

 

 المحور الأول : حوار العقل و المنطق

 المحور الثاني: الخبرة الشخصية

 المحور الثالث: الدين

و كان ابن خلدون يحدد بالظبط و يقرر بالنظر و التأمل و هذا يرجع الي عمق دراساتة القوية و تحديد نوعية هذة الدراسة معتمداً علي المراجع العربية و الأسلامية بجوار المراجع الأخري و مصادرها بجانب اللغة اللاتينية و الأرامية و بذلك اصبح اسلوبة يعتمد علي:

 

 البحث – و النظر – و الفحس و التنقيح و البرهان

 

و هذا واضح جدا عند قراءة المقدمة فلقد كان معلماً للمسلمين

و العرب و اصحاب اللغات الاخري و كذلك الديانات الاخري (اليهودية و المسيحية) و بذلك نصل الي حقيقة مؤكدة بان ابن خلدون ليس فقط كاتباً للتارخ بل مؤسس لفلسفة التاريخ

بالنظر و التأمل و استخراج الفكرة و خاصة استخراج فكرة الحضارة علي انها شيء من وراء الطبيعة مثل البديهيات أو الحقيقات المقررة .

اما بالنسبة للخلاف بين ابن خلدون و علماء التاريخ اثناء فترة الامبراطورية العربية و الاسلامية فان ذلك يرجع ان علماء المسلمين لم يكونوا في حاجة الي علم الفلسفة و استخدامها بل فضلوا العلوم القرآنية و وصل الأمر الا انها كانت مُحَرَمَة في  التناول و التفكير في ماهية وراء الطبيعة.

 و عندما دخل الاسلام الي دول متقدمة وجد العلماء المسلمين ان هناك حاجة الي نوع اخر من التقدم الحضاري و خصوصا في بغداد و لكن عندمة ترجمت كتب (اقليذيس بعد مرور 800 عام اصبحت الفلسفة اليونانية هي (السيد) في الساحة العربية و من هنا بدأت محاولات عديدة لفكرة التقارب و الأنصهار .

و في رأي ابن خلدون ان هناك ثلاث كتب للمنطق عند اقليذيس في النوع لذلك سماة العرب

(1.المذهب الصوري او المنطق الصوري)

 و الكتاب الرابع يسمي

(المذهب المادي أو المنطق المادي)

و الذي يرتكز علي البرهان.

و في النهاية نجد ان ابن خلدون قد استعمل بل و اعتمد علي المذهب المادي لاقليذيس حيث يجد السبب او الهدف – البحث 
و النظر - و التأمل.

 

و للحديث بقية حول الرد علي اسئلة العلماء حول

 

ا. الحتمية التاريخية و المسيرة البشرية و صناعة التاريخ؟

ب. طريقة تقدم التاريخ البشري هل هو في خط صاعد

 او استمراري؟

ج. هل التاريخ يحتاج الي مسار دائري؟

 

حوار مفتوح مع العلامة محمد تقي المدرسي و كذلك الاستاذ الدكتور احمد بدوي حول فلسفة التاريخ و الحتمية التاريخية

 مع الدكتور امين عزالدين

 

و السلام علي من اتبع الهدي

 

عابر سبيل

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************

 

اشبيلية قلعة الحضارية العربية و الأسلامية لأوروبا

2014-07-23 11:42

 

اشبيلية قلعة الحضارية العربية و الأسلامية لأوروبا

 

Σεβίλλη: το κάστρο του αραβικού και ισλαμικού πολιτισμού στην Ευρώπη

Seville: the Arabic and Islamic Civilisation Castle in Europe

 

 

 

 تعتبر اشبيلية العاصمة الحضارية في اوروبا بعد الفتح العربي الاسلامي لها, حيث و جدت الفنون و العلوم العربية تربة خصبة لتغرس جذورها 

و تنمو بأزدهار عندما اقام العرب جامعة حقيقية في اشبيلية قبل ان توجد فكرة انشاء جامعة في أوروبا بأكملها‘ و ذلك

لأن المعرفة في ذلك العصر كانت تُدَرَس بواسطة رجال الفكر العربي و الاسلامي علي يد جابر بن حيان – الكندي – الفارابي – ابن سينا – ابن الهيثم – ابن مسرة 

القرطبي و اخيراً ابن الرشد في ذكراة اليوم 14-4 حيث يحتفل العالم بهذا العالم الجليل .

و لقد كانوا جميعا العمود الفقري و حجر الاساس التي انبثقت منه 
 قمة الفلسفة العربية الاسلامية حينذاك و اضعين أُسُس فعالة ذو نفحات عربية اصيلة و ذلك  لانشاء أول جامعة في  اوروبا.

و كانت اللغة العربية الفصحي هي اللغة الأولي في اسبانيا و هي لغة الأُدباء و العلماء اما اللغة العربية الدارجة فكانت لغة دوَاوين الحكومة , اما اللاتينية فاستخدمت في الكنيسة و سميت لغة التراتيل ثم ازدهرت حركة الترجمة و التأليف التي أدت الي انتقال العلوم اليونانية الي الغرب حيث انطلقت من بغداد في البداية ثم انتقلت الي المسلمين في اسبانيا لينتهي بها المطاف الي ثورة فلسفية عظيمة في اوروبا.

و الجدير بالذكر ان الأُسقف جون اسقف اشبيلية قام بتنقيح عربي للأنجيل لخدمة النصاري المستعربين حتي ظهر (ابن حزم) في اوائل 1024 

و وضع مؤلفه الديني التاريخي العظيم

 (الفصل في الملل و الأهواء و النحل- 1418 هجرية- 1027 ميلادية)

و هو كتاب لم يسبق مثلة في الأدب العالمي حيث شرح فية الفرَق 

و المذاهب الاسلامية كذلك قدم شرح للديانتين المسيحية و اليهودية .

كما ظهر الفيلسوف (ابن الرشد) اشهر قضاة ذلك العصر 1125 و التي دُرسَت اعمالة في جميع انحاء اوروبا كما قدم (ابن عربي)

 دروس التشريع في اشبيليا و كتب (الفتوحات المكية) و اخيرا ظهر المؤرخ الكبير 

و العلامة (لسان الدين ابن الخطيب) و كان وزيراً في اسبانيا و عالم فذ من عظماء عصرة  و صديق وفي لعبدالرحمن ابن خلدون .

أن النشاط الأعجازي الذي رسخة الحكماء و الفلاسفة العرب و المسلمين في مزج و ترجمة الفكر العربي اليوناني و نقلة من الشرق الي الغرب هو حدث حضاري عظيم .

و الجدير بالذكر ان الخليفة الاسلامي في اسبانيا طلب من رومانو امبراطور الدولة البزنطية ان يرسل له مترجم بيزنطي حيث قام رومانو بأرسال الراهب نيقولا الذي ساعد في ترجمة اعمال ذيسكوريذيس الذي درس الطب في الاسكندرية و هو اول من استخدم علم النبات في تحضير الدواء الطبي و هو مؤسس علم النبات و في نفس الفترة  تكونت المقومات الأولي لأنشاء مدرسة للفكر الأفلاطوني الجديد عام 900 ميلادية قائمة علي تعاليم الفيلسوف اليوناني العظيم امبذوكليس.

و في القرن التاسع سُمِعَت و لأول مرة شروح لفلسفة امبذوكليس

و انتشرت بعد ذلك في مدينة قُرطُبة حيث كان المعلم العربي و الشارح لهذة الفلسفة (ابن مَسرَة القُرطبي).

و يسجل التاريخ ان اول جامعة انشت في قرطبة عام 900 بعد الميلاد كانت علي يد علماء عرب و مسلمين حيث قدموا خلاصة الفكر العربي 
و الاسلامي في اول جامعة اسبانية كما قدم العلماء المسلمين روائع الفكر في كل المجالات و في جميع المدن الأسبانية حيث قدموا الفنون – و علوم الكيمياء – الفيزياء – و علم الفلك – و الرياضيات النظرية – الطب و أنطلقت هذة العلوم من المدن الأسبانية الي العواصم الاوروبية الأخري.

و في النهاية فلقد تسلم العرب اشبيلية كمدينة رومانية مغمورة فأصبحت مركزاً تجارياً و علمياً عالمياً مزدهراً بالفكر و التراث العربي و اليوناني حتي سقطت في يد المسيحين في القرن ال14   .

وهذا الأزدهار الذي كان علامة واضحة في تاريخ البشرية بل و يعتبر ظاهرة فريدة و بشكل خاص علي الصعيد  الأوروبي خلال حقبة القرون الوسطي  و من هنا كانت مصدر الهام و ميلاد جديد للفكر في العالم الاوروبي.

 

و لسنا في حاجة الي ذكر العديد من اولئك الذين ذاع صيتهم في تلك الحقبة الزمنية الا اننا يجب ان نذكر اسم العلامة الكبير و الفيلسوف العربي العظيم (ابن رشد) الذي نحتفل به اليوم الذي أُطلق علية الفيلسوف الأرسطي .

 هذا بجانب اذدهارة في علم اللاهوت – و الطب – و القانون

و ينسب لة انقاذ العلم الارسطي بل و تحليلية و تمحيصة و بث فلسفتة في اوروبا.

و يعتبر ابن رشد هو قمة اللقاء الفلسفي بين العرب و اليونان بل ورمزاً لذلك,  كما انة واضع لحجر الأساس للفلسفة الأوروبية في عصر النهضة.

و بناء علية نستطيع ان نقول ان اشبيلية كانت مهداً للقاء العظيم بين حضارتين و انصهار بين الفلسفة العربية و اليونانية و التي اضاءت مشعل الحضارة في اوروبا.    

و مع ذلك نجد اننا امام حادث مروع قد اثر علي مسيرة الفكر الفلسفي 
و الانساني حين ذكر الفيلسوف ناثانيل سميث بجامعة كورنيل بامريكا في كتابة عام 1930 عن الفلسفة الاسلامية ذاكرا بان الكاردينال كيسيميس عام 1499 قد اصدر اوامرة بان تحرق جميع المخطوطات العربية التي تمثل الفكر الفلسفي العربي و الاسلامي و اليوناني في اكبر ميادين غرناطة و كانت هذة المخطوطات بكثرة حيث اكد الدكتور امين احمد عزالدين في رسالتة للدكتوراة من جامعة بانديوس للعلوم السياسية عام 1985 – اثينا- اليونان

انة تم احراق مليون كتاب و مخطوطة قيمة و نادرة ولم ينقذ من هذا الحريق الا  261 كتاب و مخطوطة فقط و هم الان في اسبانيا (مكتبة الاسكوريال) و نستخلص من ذلك الي نتيجة واحدة و هي ان اشبيلية كانت تمثل اول منار للقاء الفكري العربي اليوناني وقمة الحضارة العربية و الاسلامية في اسبانيا.

و اسمحوا لي ان اقدم الي السادة القراء مثالاً لدور الفكر العربي 
و الأسلامي في تشريح الفكر الأرسطي .

 

في عصرنا هذا نجد كلمة (القوة)  و هي كلمة عربية و تعني القدرة 

و القوة و باللغة الانجليزية تعني (POWER)

و لكن عند فلاسفة العرب و المسلمين احتفظوا بالمعني الارسطي لهذة الكلمة و بالتالي فأن القوة تعني القدرة علي الفعل أو (التفاعل) المحسوس والمرئي علي المادة بهدف الأنتاج و الاثمار و الوصول الي الهدف و هذة القدرة تظل راكدة و ساكنة في الاشياء الجامدة حتي تظهر عوامل خارجية قادرة علي استخراجها و ذلك يبدو في المعادن و الاحجار و علي سبيل المثال فان الحجر يخبئ  في داخلة قدرة في ان يكون قابل للتغيير من خلال عوامل خارجية بحيث يصبح تمثالا .

اما القدرة في الاشياء التي تكمن فيها (الروح) فهذة القدرة و القوة تتحرك داخليا من مصدر الطاقة الروحية (او النفسية) و لهذا فان العالم العربي الكيميائي العظيم (جابر بن حيان) قد حدد معني و ماهية (علم الكيمياء) حيث ذكر انها

(استخراج القوة و تحويلها الي طاقة فعالة)

 

‘’εξαγωγή των εν δυνάμει σε εν ενεργεία’’

 

و من هنا نجد امامنا ان الفلسفة الاسلامية و العربية قد رحبت بالفكر الارسطي بل اضافوا العلماء اصطلاحات فلسفية جديدة بل كما عقدوا مصالحة تاريخية بين افلاطون و ارسطو بالتالي وصلت الفلسفة الاسلامية و العربية الي قمة الفكر في اوروبا مما ادي الي عصر النهضة.

و احب ان ؤكد هنا ان اغلب المخطوطات القديمة و الفكر اليوناني الفلسفي و ما يتصل بالفكر اليوناني القديم كان و مازال حتي الان في احشاء الفكر العربي و الأسلامي

 

******************************************

 

مصادر

 Islam and Islamic Sciences

Ancient Greek Thought and Islamic Philosophy

Dr. Amin Ahmed Ezeldin

Edition: Athens 2000

 

 The Philosophy of the Arabic Assabiyah

Social and Political Dimensions according to Ibn Khaldun

Dr. Amin Ahmed Ezeldin

Pantios University, Social & Political Sciences, Department of Sociology

Athens 1995

 

 

عابر سبيل 

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

 

**********************************

 

 

 

حوار الفكر و صراع الحضارات

2014-07-23 11:37

 

حوار الفكر و صراع الحضارات

 

Dialogue of Thought and Civilisations' Crash 

Ο Διάλογος της Σκέψης και η Σύγκρουση Πολιτισμών 

 

بدأ اللقاء الأول منذ عصر النبي محمد (صلي الله علية و سلم) مع أمراء و ملوك و امبراطور الروم علي غرار ما حدث من حوار مع الفرس – و اثيوبيا  (الحبشة) و اهل مصر و المقوقس و ذلك من خلال تبادل الرسائل و هذا مايؤكد لنا أن هناك من أصحاب و أتباع الرسول الكريم كانوا علي دراية باللغات الأخري غير العربية و منها اللغة اليونانية .

 

اولا, ضحي الكلبي

 

من اصحاب الرسول و كان علي دراية باللغة اليونانية لذلك كان سفيراً و مبعوثاً من النبي محمد الي امبراطور بيزنطة هرقل عظيم الروم الذي تم تتويجة عام 610 و اسمة (فلافيوس اغسطس هرقل) من سلالة الاسرة الهرقلية و هو المبشر الاول لدعوة المسيحية في البلقان.

و قد استمر الحوار مع مبعوث رسول الله ضحي الكلبي لفترة طويلة حيث سألة الامبراطور عن طبيعة و اخلاق الرسول 
و نشأتة و وضعة داخل مجتمعة و اسرتة و اجاب ضحي الكلبي علي كل تسؤلات امبراطور بيزنطة ثم قام بتسليمة رسالة الرسول الكريم الية.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

رسالة النبي محمد (صلي الله علية و سلم) الي 

هرقل عظيم الروم 


العام الثامن الهجري

 

(The message of Prophet Mohammed (Peace Be Upon Him

to the great emperor of the Byzantine 

– 8thyear of Hegirae 
(629 A.C.)

 

 

  بسم اللة الرحمن الرحيم

 

من محمد عبد الله و رسولة

 

الي هرقل عظيم الروم

 

سلام علي من اتبع الهدي ... اما بعد...

 

فأني ادعوك بدعوة الأسلام ... أسلم تسلم... يؤتك الله أجرك مرتين...فإن توليت فعليك إثم الأريسيين...قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا و بينكم...

 

ألأ نعبد إلا الله و لا نَشُرك بِه شَيئاً و لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فَقولوا اشهدوا "بأنا مسلمون"

 

خاتم النبوة

 

*********************************************************

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

Εις το Όνομα του Φιλάνθρωπου και Ελεήμονα Θεού

 

من محمد عبد الله و رسولة

 

Από τον Mohammed, δούλο του Θεού και απεσταλμένο Του

 

Ειρήνη σε όσους ακολουθούν τον ορθό δρόμο...Λάβε το Ισλάμ για να γαληνέψεις και να σε ανταμοίψει ο Θεός διπλά. Αλλιώς θα πάρετε πάνω σας την συνέπεια των Αρειανών.  Πες Ω! Λαέ της Βίβλου, ελάτε μαζί να συμφωνήσουμε για τις διαφορές ανάμεσα μας, ώστε να μη λατρεύουμε παρά μόνο το Θεό, και να μην εξομοιώνουμε τίποτα με Εκείνον και ας μη στήσουμε ανάμεσα μας Κυρίους ή Προστάτες εκτός από το Θεό. Αν όμως δεν θελήσουν να συμμορφωθούν, τότε να πείτε: Να είστε μάρτυρες, οτι εμείς είμαστε μουσουλμάνοι υποταγμένοι στη θέληση του Θεού

 

*************************

 

ثانيا, حارث بن النضير

 

مثال أخر من العارفين باللغة اليونانية حيث درس وترعرع داخل الأقلية اليونانية في مدينة (جند يسابور) بفارس و قد درس الطب علي يد معلميين يونانيين .

 

و عندما دخل الأسلام الأمبراطورية البيزنطية و كذلك الدول التي كانت تحت الأحتلال البيزنطي (مصر – سوريا – فلسطين) ظلت اللغة اليونانية التي كانت مذدهرة في تلك البلاد في ذلك الوقت مستمرة في اذدهارها و قائمة تحت الحكم العربي و الأسلامي .

 

بل كانت اللغة الرسمية في الأدارات و المحاكم و ادارة الضرائب و ذلك حتي عام 750 بعد الميلاد.

 

في تلك الفترة بدأ الحوار بين العلماء المسلمين و العلماء المسيحيين الذين كانوا علي درجة عالية من المعرفة في مجال اللغة اليونانية و هم من (الروم – الموالي) حيث انطلق الحوار الفكري و الفلسفي بين الجانبين في جميع المجالات (السياسية – و الفلسفية – و اللاهوتية) و اشتد الحوار اليوناني – العربي حيث ظهر واضحاً في عصر حكيم العرب خالد ابن زياد

 

ثالثا, (خالد بن يزيد)

 

تعلم حكيم العرب علي يد علماء يونانيين أو علماء من الموالي الذين تربوا 
و نشأوا داخل المجتمعات اليونانية, و أحب أن أشيرها الي أن حكيم العرب قد تتلمذ علي يد علماء مصريين دارسين لفقة اللغة اليونانية , بل و أطباء من كل العلوم في مصر و خاصة من (مدرسة الأسكندرية) و الذين قاموا بترجمة جميع الكتب العلمية في مصر و منها

 

الأفلاطونية الجديدة في مصر

 

و الجدير بالذكر ان الأفلاطونية الجديدة ظهرت في الأسكندرية و خاصة في مجال (الكيمياء) و التي حلت مجال  و مكان (الفلسفة) و أصبحت 
(أم العلوم) أو (العلم الأم) الذي يجمع في طياتة كل علوم العصر.

 

و عندما نضجوا (الموالي) كمعلمين دخلوا في الدين الدين الاسلامي و ظهر ذلك 
و اضحاً في ذلك العصر و هو

 

عصر الحوار اللاهوتي المسيحي و الأسلامي

 

رابعا, يوحنا الدمشقي

 

الذي كان يعمل مستشاراً خاصاً للسلطان (الخليفة الاموي)

 

و لقد ثبت لدينا بالدليل و من خلال النصوص العربية و اليونانية أن هناك لقاء قوي بين اللغة العربية و الفكر العربي و الاسلامي الي أن ظهر (علم الكلام) كعلم جديد و ذلك يرجع الي اقتحام الفلسفة اليونانية في الفكر العربي و الاسلامي 
و يحتوي علي موضوعات النقاش و الحوار القوي في ذلك العصر

 

و قد ظهر في نهاية العصر الاموي مشاهدات و ظواهر يونانية في بلاد فارس 
و ذلك بظهور  علم الخطابة)

 

 

 

خامسا, ابن المقفع

 

ظهر علم الخطابة علي يد ابن المقفع

 

و خاصة بعد ان بدأت محاولات عديدة لترجمة اعمال ارسطو) مثل :

 

كتاب المنطق – كتاب الخطابة

 

و  كتاب ارسطو عن القواعد الاساسية و نضوج الشكل الادبي.

 

لقد وصلت هذة العلاقة الوطيدة بين الفكر العربي و الاسلامي مع الفكر اليوناني الي طرح جديد من جانب العلماء المسلمين في قضية 
(التصالح بين فكر ارسطو و فكر افلاطون)
 و من هنا كان تفوق علماء العرب و المسلمين في ترجمة و تحليل الفكر الارسطي بل و الفلسفة اليونانية باكملها حيث اصبحت هذة الخطوة الجريئة الاساس في ظهور عصر النهضة في اوروبا.

 

و لم يعرف التاريخ القديم و الحديث ثورة علمية ادبية فلسفية أرست بقوة قواعد حضارية جديدة لنهضة الشعوب و ذلك من خلال التواصل بين الفكر العربي 
و الاسلامي و اليوناني.

 

ان العنصر اليوناني و الفلسفة اليونانية كانت و مازالت في موقع الصدارة عند العرب بل هي مصدر ترحيب طيب تحتل موقع قوي في وجدان و ضمير الأمة العربية و مازالت الفلسفة اليونانية و الفكر اليوناني هي عنصر أساسي لاستكمال المعارف في جميع الجامعات العربية.

 

و الجدير بالذكر أن الفكر اليوناني قد اعتمد علي مدرستين: هي

 


1.المدرسة الاسكندرية التعليمية و الفكر السكندري,

 


2.المدرسة الأثينية التعليمية و الفكر الأثيني.

 

************************************* 

 

ان التراث و الفكر الانساني كان دائماً نتاج و عطاء لكل البشرية كافة حيث, 
 ساهمت بعض الشعوب بقوة في مسيرة الفكر الانساني من خلال تراثهم 
و علمائهم و مدارسهم و جامعاتهم و مؤلفاتهم بحيث أضاءوا للبشرية طريق المعرفة و كانوا رمزا للتقدم.

 

و برغم أن المسيرة الزمنية للتاريخ قد أصابها في بعض الاحيان الدمار الطبيعي 
و الاجتماعي و السياسي فقد اندثرت علي فترات من التاريخ جزء كبير من هذا الفكر العظيم و برغم ذلك فانني شخصياً اعتقد و نحن علي ابواب قرن جديد أن هناك نبت جديد وزرع أخضر سوف يظهر في الصحراء القاحلة مؤمنا بان شعلة الفكر الانساني لم تنطفئ بعد, و قد احتفظنا دائما بالشعلة الواقدة لشعوب العالم
و كانت لمصر و اليونان مركز الريادة فمصر منذ عصر قدماء المصريين قد بنوا أول اكاديمية علمية (ثلاثة الف سنة قبل الميلاد) و ساهمت اليونان بفكرها 
و مدارسها و مذاهبها الفكرية في القرن الخامس قبل الميلاد ثم قامت أجيال من بعدهم بانشاء متحف حضاري بالاسكندرية و مكتبة الاسكندرية التي كانت منارا للفكر العالمي و لكل البشرية علي مدي الف عام تقريبا, ثم جاء العرب و الاسلام من بعدها في عصر جديد لامة جديدة ليقدموا العطاء الفكري و يحملوا شعلة العلم بانشاء بيت الحكمة في بغداد و في قرطبة و في اشبلية و تلمسان و فاس 
و الجامع الاموي و جامع الزيتونة و جامعة القراويين و القايراوان ,و مسجد سيدي غانم و اخيرا في قاهرة المعز عندما بني الازهر الشريف كمنار للفكر 
و العلم أضاء للبشرية طريق المعرفة لاكثر من الف عام و مازال حتي الان يواصل رسالتة.

 

و لو نظرنا الي التاريخ لوجدنا أن هناك حركتان فكريتان قد أثروا في تاريخ البشرية و هما أولا:

 

الحركة الفكرية اليونانية

 

ثانيا: الحركة الفكرية العربية و الاسلامية

 

و هاتان الحركتان تنبثقان من منبع و مصدر واحد و هو الفكر القديم حيث ارسوا قواعد النهضة الغربية الحديثة, كما أن هاتان الحركتان لا يوجد مثيلهما في التاريخ.

 

و لقد كان لي الشرف شخصياً ان اكون المؤسس الاول للفكر الخلدوني العربي

 

و الاسلامي في الجامعات اليونانية علي مدي ثلاثون عام و اكثر.

 

***************************** 

 

المراجع

 

1. دراسات في فلسفة التاريخ الاسلامي – اثينا, اليونان – أ.د. أمين أحمد عزالدين- 2007

 

2. الاسلام و العلوم الاسلامية – اثينا, اليونان – أ.د. أمين أحمد عزالدين - 2000

 

3. ترجمة القرآن الي اللغة اليونانية– اثينا, اليونان – أ.د. أمين أحمد عزالدين -2011

 

4. ترجمة رسالة النبي محمد (صلي الله علية و سلم) الي هرقل عظيم الروم من العربية الي اليونانية – اثينا , اليونان , صحيفة الينيسموس تيس افريكيس بقلم ا.د. أمين أحمد عزالدين (1992)

 

 ********************** 

 

و الله المستعان

 

و السلام علي من اتبع الهدي

 

عابر سبيل

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************

 

 

الأرتجالية و عدم المسئولية في كتابة التاريخ

2014-07-23 11:30

 

الأرتجالية و عدم المسئولية في كتابة التاريخ

 
 
Ο αυτοσχεδιασμός και η ανευθυνότητα στην Ιστοριογραφία  
 
The Improvisation and the Irresponsibility at Historiography
 
 
 
 

عندما قدمت هذا البحث باللغه اليونانيه لأول مره عـــــــــام 1992 فى جامعة بانديوس للعلوم السياسيه بأثينا كان هدفى دعم الحمله التى قام بها بعض الزملاء بالجامعات اليونانيه  وذلك لمواجهة الأرتجاليه وعدم المسئوليه فــــــى تسجيل التاريخ اليونانى والأوروبى الحديث .

وفى خلال شهور قليله كنت على قائمة هذه الحمله من خلال القاء العديد من المحاضرات لفتح ملف اعادة  تسجيل التاريخ الأوروبى من جديد .

ولقد حانت لى الفرصه مره ثانيه عندما وافقت على الدعوه الكريمه من جامعة القاهره عام 1995 ، وذلك فى بداية  انشاء  (مركز الدراسات للادب المقارن بجامعة القاهره)، و كان تحت اشراف الدكتور الوزير مفيد شهاب ،والدكتور حمدى ابراهيم عميد كلية الأداب بجامعة القاهره .

وان كانت الفكره بأكملها من احشاء فكر الأخ والصديق الدكتور احمد عتمان
 (أستاذ و رئيس قسم الأدب اليوناني بجامعة القاهرة) الذى كان يمثل روح هذا المركز الجديد، وبالتالى فلقد شاركت  فى الخطوات الأولى لأنطلاق هذا المركز العظيم بجامعة القاهره .

 وقد حضرت حفل افتتاح المؤتمر الأول الدولى والتأسيسى

والذى شارك فيه العديد  من العلماء والأساتذه من جامعات العالم ، وبالتالى تقدمت إلى هذا المؤتمر بأطروحتين :- الأطروحه الأولى علميه ، والثانيه ادبيه .

اما بالنسبه للأطروحه العلميه فهى تدخل فى اطار

دعوتى الملحه على مدى سنوات لمحاربة الأرتجاليه، وعدم

المسئوليه فى تسجيل التاريخ القديم والحديث. وهذا امر نعانى منه فى السنوات الأخيره فى دول  العالم قاطبه وخاصة الدول الأوروبيه والعربيه .

 وكانت اطروحتى العلميه الأولى تحت عنوان ( دراسات فى فلسفة التاريخ ) باللغتين اليونانيه والأنجليزيه والتى تم اعتمادها على الفور ونشرها فى الكتاب السنوى الثانى للجمعيه المصريه للدراسات اليونانيه والرومانيه عام 1995، والذى يصدر من جامعة القاهره (صفحه رقم 103)

حيث احتوى الكتاب السنوى على مجموعة الأبحاث العلميه للمؤتمر السنوى الدولى وان كنت هنا أود أن اسجل أننى قد تشرفت بأن أكون عضوا بالجمعيه المصريه للدراسات اليونانيه بجامعة القاهره رسمياً،عام 1995 بعد ترشيح الأستاذ الدكتوراحمد عتمان لى شخصياً.

 اما بالنسبه لى فإن هدفى من كتابة هذا البحث هو اتاحة الفرصه للجميع وخاصة العلماء والمؤرخين للبحث عن النتائج الأساسيه والأسباب العميقه وراء كل حدث تاريخى ، بل وكيفية تسجيله تاريخياً .

وان كانت هذه الفكره فى حد ذاتها هى تمهيد للطريق المؤدى إلى فكره ادخال وتدريس (علم فلسفة التاريخ) ليدرس بالجامعات المصريه والعربيه،والتأكيد

على حتمية هذا العلم فى جامعاتنا ، وذلك لانه يمتاز عن غيره من العلوم الأخرى بانه يطرق بقوه وبإقدام طريق جديد يبحث فيه عن اوسع التركيبات واشمل القوانين والقواعد الفلسفيه لمفهوم الحادثه الخبريه(التاريخيه)

ومما لاشك فيه أن هناك تقصير واضح فى مجال البحث العلمى سواء بالجامعات العربيه وبعض الجامعات الأوروبيه،  وهذا التقصير ينجلى فى ضآلة الدراسات العلميه والأكاديميه فى فلسفة التاريخ أو فلسفة الحضاره (الأجتماع) .

ومن هنا اتفق مع رؤية الأستاذ الدكتور حسين مؤنس التى تنطبق تماماً مع قناعتى بأن الجامعات بحاجه شديده وملحه إلى حشد هائل من  الدراسات العلميه المتطوره وبنظره جديده وبنيه اساسيه سليمه ، وخاصة عما كتب فى الماضى وذلك بالتوسع فى دراسات فلسفة (التاريخ- الأجتماع -السياسه- الأدب- ...الخ) وبذلك نقطع الطريق امام الأرتجاليه وعدم المسئوليه فى صياغة التاريخ لكى نصل إلى المنهاج العلمى السليم فى البحث عن قواعد العلم الجديد .

 ولنبدأ بما هو متوفر لدينا الآن عما كتب عن الفلسفه اليونانيه (افلاطون- ارسطو- .... الخ) ،

بحيث تقدم الأبحاث الجديده رؤيه عصريه حول تاريخ الفلسفه اليونانيه  وذلك فى اطار محاولة  اعادة تسجيل تاريخ الفلسفه القديمه , ومما لاشك فيه أن الفرصه متاحه الآن امام كلية الأداب بجامعة القاهره (القسم اليونانى، وكذلك الأقسام اليونانيه بالجامعات المصريه الأخرى و كذلك الجامعات العربية) ،حتى يتاح لهم تصحيح بعض الأخطاء فى الوقائع التاريخيه المسجله فى كتب الفلسفه اليونانيه وغيرها ، واعادة صياغتها على اسس علميه ومنهجيه، مع اظهار دور الكهانه فى تأثيرها على التفكير الفلسفى، والتاريخ العقلانى  حتى العصور الوسطى .

ثم تنقيح دور الآلهه والكهانات فى تاريخ هيرودوت ومحاولة الأبتعاد عن النجامه وتأثير الأجرام السماويه فى الوقائع والحوادث البشريه واثرها فى مسيرة الشعوب  والأفراد ، وكذلك تنقيح الأحداث التاريخيه التى كانت تستند على الطلاسم والسحر وتأثيرها كذلك على بعض كتاب التاريخ العربى والأسلامى والأوروبى .

والجدير بالذكر أن الجامعات الأمريكيه قد وضعت خطه تشمل اعادة صياغة التاريخ الحضارى للبشريه من جديد على اسس فلسفيه وحضاريه تحت رعاية وزارة التعليم الأمريكى .

 وبناء عليه تم تكوين لجنه من اساتذة التاريخ بالجامعات الأمريكيه فى شهر اكتوبر عام1994 وكانت مهمتها وضع خطه لأعادة صياغة التاريخ القديم والحديث على اسس علميه مع مراعاة فحص الوقائع التاريخيه  ومطابقتها للحادثه الخبريه ،

وتم اختيار بيتر ستيرنى- عميد كلية الدراسات الأجتماعيه (بجامعة كارننج)، والمشرف عن تكوين لجنه لأعادة صياغة التاريخ القديم والحديث تحت رعاية نائب وزير التعليم الأمريكى –مرشيل سميث- العميد السابق لجامعة (ستافورد)، كما انضم إلى اللجنه البروفسير فيليب كرتيس- استاذ التاريخ بجامعة (هوبكنز)، وكانت نتائج اللجنه هى تقسيم تاريخ البشريه إلى قسمين:

القسم الاول:- يتكون من

الحضارات الكبيره التى لعبت دوراً كبيراً فى مسيرة التاريخ البشرى.

 القسم الثانى:- تاريخ الحضارات الصغيره وتأثيرها على الحضارات الأخرى . 

   وبناء عليه تم طرح جديد من خلال بحث جديد :- عن الحضارات الأتيه:

(المصريه القديمه- الأغريقيه- الرومانيه – البيزنطيه - الأسلاميه- الأوروبيه ) ومن هنا تقدمت بأقتراح شخصى إلى الجامعات اليونانيه حول فكرة اعادة صياغة التاريخ الأوروبى من جديد وذلك فى اطار اربع حضارات
( الحضاره اليونانيه القديمة – الحضاره الرومانيه- الحضاره المسيحيه- الحضاره الأسلاميه ) ، ولقد اكدت علىا أن اعادة صياغة التاريخ الأوروبى يجب أن يكون فى مجال تأثيرة على الحضارات المختلفه، مع مراعاة تقديم الحضاره الأسلاميه

والعربيه على اسس وقواعد فلسفيه بعيده عن الأهواء والرغبات التى تعرض لها كُتاب الأسلاميات فى اوروبا مع ابراز دور الفلسفه الأسلاميه فى تكوين العالم الأوروبى فى منطقة غرب اوروبا- البلقان- البحر الأبيض المتوسط

ومدى استفادة شعوب المنطقه من هذه الحضاره، والأبتعاد عن اى تعصب قومى 
أو دينى، أو عرقى أوسياسى بهدف وضع صياغه جديده مشرفه لإعادة كتابة تاريخ

الحضاره الأوروبيه على اسس فلسفيه وعلميه،وحضاريه اما بالنسبه للتاريخ العربى والمصرى فأننا فى اشد الحاجه لمراجعه تاريخيه لأعادة تقييم الحركات الوطنيه العربيه المصريه و خاصة ثورات ما يسمي (الربيع العربي)، ومدى استفادة الشعوب العربيه من هذه الحركات . وبالتالى فأننى اناشد جميع العلماء ، والمؤرخين المصريين و العرب بأن يستعدوا لوضع صوره جديده حول التاريخ المصري و العربي الحديث ولأعادة تسجيل هذا التاريخ وتقييمه  بالنظر والفحص ، والتمحيص على اسس حضاريه وعلميه وانسانيه ، والأبتعاد عن الأرتجاليه 
أو تزييف الحقائق التاريخيه، وبعيدا عن المؤثرات والمهاترات السياسيه و الدينية و العرقية .

واطروحتى هذه كدعوه للمؤرخين فى مصر و العالم العربي  ليستعدوا لتسجيل الأحداث و الوقائع التاريخية في  مصر و تونس و ليبيا و سوريا و اليمن على اسس علميه ... اما بالنسبة لمصر فيجب تسجيل التاريخ منذ عصر محمد على - والذى ذكره التاريخ بأنه مؤسس مصر الحديثه وزعيم الأسره العلويه التى حكمت مصر من بعد الحمله الفرنسيه حتى ثوره 23 يوليو المجيده ، ويذكر التاريخ بأن محمد على اقام المشروعات وفتح المدارس والمعاهد العلميه

وذلك لحساب طموحات الأسره العلويه والامجاد الشخصيه له ،ولم يعطى للشعب المصرى اى مشاركه فى الحكم . وفرض نظام الأقطاع،بل وفتح الطريق اما المحافل الأجنبيه والجمعيات السريه للدخول إلى الأراضى المصريه، حيث اسس اول محفل ماسونى فى مصر, وفى النهايه فأن هذه الجمعيات السوداء كانت تعمل ضد مصلحة وتاريخ مصر وحضارتها و تحت رعاية رجل البانى من ام يونانيه ، لأيعرف اللغه العربيه  وبذلك حكم محمد على واسرته من بعده حتى خروج آخر ملك اجنبى ( الملك فاروق) على يد (الضباط الثوار الأحرار المصريين) و بدأت مصر فى صفحه جديده من حياتها على يد ابنائها الشرفاء .
 وفى هذه المرحله فأننا فى حاجه لأعادة صياغة التاريخ العربي و المصري كما فى نفس الوقت نعيد كتابة تاريخ الدبلوماسيه المصريه و العربية على حده وعلى اسس ومعايير وطنيه صارمه .

اما بالنسبه لثورة مصر الفتيه التى قامت فى 23 يوليو عام

1952 فلقد كانت ثوره مصريه خالصه نقيه، و واضحة المعانى قامت على يد ابناء مصر الشرفاء والذين حكموا البلاد (مصريين)ولأول مره فى التاريخ القديم والحديث .

ومن هذا المنطلق فأن اعادة  صياغة التاريخ المصرى لهو مطلب وطنى تاريخى آخر، بهدف تقديم اعمال هؤلاء الرجال الذين قاموا بالثوره وخاصة ان مرور اكثر من 50 عام واكثر على قيام الحركه الوطنيه الثوريه والتى عبرت عن مرحله تاريخيه قويه فى مسيرة هذا الشعب حيث  حان الوقت، وخاصة بعد رحيل ابطال هذه الثوره (رحمة الله عليهم) وغيابهم عن مسرح الحياه السياسيه المصريه وبالتالى فأن موضوع اعادة كتابة التاريخ من جديد الان اصبح مطلب تاريخى وامر واقعى حيث سيقدم ولأول مره تجربه مصريه خالصه,  أروع ما فيها انها الغت حكم التوريث عام 2011 الذي كان امتيازا لأسرة رجل الباني من أم يونانية حكم مصر هو و اولادة علي مدي 150 عام , و اليوم لن تورث مصر الي احد لكي تصبح هذة الثورة خالصة نقياة بلا توريث لأحد مهما كان و لن يكون ذلك ابداً!!!!  
 و لقد حان الوقت بعد ثورة تونس الفتية التي رفعت الشرارة الأولي في العالم العربي  (تونس الخضراء , تونس الكرامة , تونس بوعزيز) .

و اليوم و نحن نتطلع من خلال   ثورة الربيع الثانية إلى مستقبل جديد يقوم بأعداد

للدوله العصريه الحديثه التى تقوم على دعائم العلم الحديث والتكنولوجيا المتطوره. وفى هذه المناسبه  اقدم كل التقدير و الحب إلي الثورة التونسية و الثورة المصرية التي قامت (في 25 يناير 2011)  و في نفس الوقت نجد امامنا طريق طويل للتحول الديموقراطي حيث اننا مازلنا في الخطوات الأولي و الان فأننى اضع نفسى على خريطة الزمن كشاهدعلى العصر ، عشت معه، وبه ، وله . و استطيع ان اقول وبكل تواضع اننى كنت مؤثرا فى تاريخ الحركه العلميه فى اليونان فى هذه الفتره بالذات حيث تمت تحولات كبيره وتغيرات لا بأس بها فى كتب التاريخ بالمدارس الأعداديه والثانويه باليونان،وتم الغاء ما كتب من مهاترات عن الرسول الكريم، وذلك بالأستعانه بمقتطفات من كتابى عن الأسلام باللغه اليونانيه، وما حققه من تصحيحات حول مفهوم وسماحة الأسلام للقارىء اليونانى والأوروبى , وبالتالى فأن هذا العمل يعتبر اول كتاب عن الأسلام باللغه اليونانيه وذلك بموافقة المجلس الأعلى للبحوث الأسلاميه بالأزهر الشريف . كما تم الأستعانه بمقتطفات من هذا الكتاب فى تقديم طرح جديد للفلسفه الأسلاميه والعربيه وعلاقتهما بالفلسفه اليونانيه وذلك من خلال الأبحاث العلميه التى قدمت من قبل ابنائى وبناتى من طلاب الجامعات . هذا بجانب اننى مؤسس للفكر الخلدونى (الفكر الفلسفى العربى الأسلامى) بجامعة بانديوس، حيث حصلت على درجة الدكتوراه الأولي من جامعة بانديوس للعلوم السياسيه- اثينا- عن عبد الرحمن ابن خلدون ، وهى اول رسالة دكتوراه عن الفيلسوف والمؤرخ العربى الأسلامى عام

1988 ثم الدكتوراة الثانية في فلسفة التاريخ من جامعة كريت ومنذ تلك اللحظه بدأت الرسالات العلميه حول عبد الرحمن ابن خلدون تنتشر فى الجامعات اليونانيه . بجانب قيامى بنشر وتعليم لغة القرآن(اللغه العربيه) وتعليمها لأبنائى وبناتى بالجامعات اليونانيه على مدى 30 عاماً، وفى تلك الفتره قدمت اكثر من 40 مؤلف من(الكتب العلميه والأدبيه) عن الحضارات المصريه 
و العربية و الأسلامية ، وتاريخ مصر الأدبى والسياسى  بجانب اكثر من 750 مقاله فى الصحف الأجنبيه والعربيه فى  فلسفة التاريخ والادب المصرى و العربي المعاصر.

و لقد سنحت لى الفرصه ان اقدم للقارىء اليونانى مؤلفات ادبيه للفكر المصرى المعاصر باللغه اليونانيه، حيث قدمت ( يحيى حقى- طه حسين- يوسف ادريس- محمود تيمور- نجيب محفوظ- ومصطفى محمود-توفيق الحكيم وغيرهم) .

وذلك فى اطار ادبى يونانى لتعريف القارىء اليونانى بتاريخ الادب المصرى 
و العربي المعاصر.

واخيراً تم انشاء اول جمعيه علميه يونانيه للدراسات العربيه والأسلاميه باليونان عام2000 ، والتى اتشرف برئاستها ، حيث يقوم اعضاء الجمعيه بتقديم ابحاث علميه حول الفكر العربى والأسلامى وطرحه على الساحه اليونانيه مع اعطاء صوره طيبه عن عطاء وسماحة الأسلام وذلك فى مواجهة الحمله الشرسه التى ظهرت فى الغرب تحت ستار  (صراع الحضارات) . وبالتالى فأننى قد كنت شاهد على هذا العصر . وبالنسبه لى شخصياً فأنه حلم كبير اتمنى واسعى لتحقيقه 

 

ومازال الطريق طويل .... والأمل قائم ، وانا اسعى حتى النهايه

 

 والله المستعان 

 

 والسلام على من اتبع الهدى

 

عابر سبيل

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************

 

الكندي... فيلسوف العرب

2014-07-23 11:25
 

الكندي... فيلسوف العرب

 
Al Kendi: the Philosopher of the Arabs
 
Αλ Κέντι: ο Φιλόσοφος των Αράβων
 
 
 
 
 
 
 

أبا يوسف يعقوب بن اسحاق بن الصباح بن عمران بن اسماعيل بن محمد بن الأشعت بن قيس . عربي من كندَة ... و يرجع نَسَبُة إلي الجد 

الأعلي قحطان 
و ابنائُة من ملوك اليمن. و قد وصفهم ... الأصفهاني في كتابة الأغاني بقولة 

"ان كندَة لا يعدون من اهل البيوتات و انما كانوا ملوكاً. 

و لد الكندي تقريباً عام 185 هجرية – 801 ميلادية , و يعود سبب الغموض في تاريخ ميلادة إلي اوضاع اسرتة المضطربة... فقد تعرضت علي مَرّ الأجيال التي تلت جدُة الأكبر الأشعث بن قيس إلي متاعب عديدة نتيجة لأنخراطها في الحياة السياسية .

فقد كان الأشعث قائداً لجنود كندة في معارك صفين بجيش (الأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهة)  و عندما استتب الأمر لمعاوية و أستقر في الكوفة  انضم محمد بن الأشعث إلي ثورة عبد الله بين الزبير و الذي و لاّة الموصل و لكنة قتل في  67 هجرية و تولي اسحاك بن 

الصباح ولاية الكوفة في عهد المهدي حتي وفاتة 193 هجرية

 

نشأة الكندي

 

نشأ في عصر سادت فية الحرية و خصوصاً في مجال التعليم كَما كَثُرَت حلقات العلم التي كانت حافلة بالأخذ و الرد في القضايا الدينية و الفلسفية .

و قد نَهَلَ الكندي من كل علوم عصرة بحماس يساعدة في ذلك ذكاء و قاد ورغبة في البروز و الأرتفاع إلي مجالس الملوك و السمو إلي مقامهم فدرس الطب علي كتب جالينوس و ابقراط ... فبرز و نافس علية مع مشاهير عَصرُة و قد انتقل للدراسة علي يدية اثنان من تلاميذ اشهر اطباء في ذلك الحين.  

فقد درس علية ثابت (تلميذ عيسي النصراني) و حبيش (تلميذ اسحاق بن حنين) مما يدل علي نبوغة و رسوخ قدمة في علم الطب. كما درس الكندي الفلسفة 
و خاصة المؤلفات الفلسفية اليونانية التي وضعها افلاطون و أرسطو 
و الأسكندريين. و ساعدة علي ذلك معرفتة باللغة اليونانية فكان أبرز شارحي هذة الفلسفة. و في عصر المأمون الذي شجع الفلسفة بل و أمر بأن تحمل الية كتب الفلسفة من اليونان. ثم انشأ (دارالحكمة) كما أعتاد المأمون ان يجلس للمناظرة في الفقة. و بذلك خدم الثقافة الأسلامية عن طريق اهتمامة الشخصي بعلوم اليونان.

و لعب ابو يوسف يعقوب الكندي دوراً كبيراً في مجال الترجمة و التحليل و الي جانب دراستة الفلسفية قام ببحوث في التاريخ الطبيعي و علم الظواهر الجوية كما وقف سلبياً من الدعاوي الخادعة التي كان يرددها رجال الكمياء في عصرة.
و لم يصلنا من نتاج الكندي إِلا القليل و لكن استناداً إلي ما بقي من مؤلفاتة و مما نشر اخيراً في مصر "أبو ريدة رسائل الكندي الفلسفية " نجد أن المائة و اثنين 
و اربعين كتابا التي نسبها الية ابن النديم هي رسائل و مقالات تتناول بالبحث في المنطق و الفلسفة الاولي و الحساب و الهندسة  و الطب و علم النفس 
و السياسيات و الموسيقي و الفلك و التنجيم و طبيعة الاقاليم. 
و برغم اتساع الكندي في مجال التأليف إِلا أن المؤرخين قد اختلفوا في شأنة فمنهم من نظر إلية كعالم في الطبيعة و الرياضيات بينما نظر إلية البعض الأخر علي أنةُ أحد كبار أعلام الفلسفة العربية . و مهما يكن من الأمر فقد اتفق جميع المؤرخين علي انةُ أول من حاول ردم الهوة بين الفلسفة و الدين كما يذكر لَةُ انةُ وضع التخطيط العام لتصنيف العلوم. فقسمها إلي قسمين:-

 2. علم الفلسفة 1. العلوم الدينية

و أهم رسائل الكندي : رسالتة في الفلسفة الأولي –  عن سجود الجرم الأقصي و طاعتة لله عز و جل.  و أهم مؤلفاتة نجدها في : التوحيد –الأستطاعة و زمان كونها.... و تعتبر رسالة الكندي في الفلسفة الأولي من أهم رسائلة التي ارسلها إلي الخليفة المعتصم . و فيها يعرف الفلسفة بانها

" علم الاشياء بحقائقها بقدر طاقة الانسان"

 بينما عرف الفلسفة الأولي بانها

"علم الحق الأول الذي هو علي كُل حق"

 

كما عالج الكندي العلم الألهي و اعتبرة المبدأ الأول لجميع الأشياء و ينعتة احياناً بالأزل و أحياناً بالواحد الحق.

و تقوم فكرة الحق عند الكندي علي مبدأ عدم تصور عدمة أو وجودة عن علة غير ذاتة ويضيف أن ألكائن الأزلي لا يتغير و لا يفسد لأن التغير يأتي من الاضداد المتقاربة "الحار – البارد – الرطب اليابس الحلو – المُر " معتبراً أن صفات الذات الألهية هي الوحدانية و لم يتزعزع ايمان الكندي في العقائد الأسلامية وبقي مؤمناً راسخ الأيمان و لم تؤثر دراساتة العديدة و الشاملة للفلسفة علي مباديء الدين الثابتة في نفسة. و كان مؤمناً بخلق العالم و بصحة الوحي النبوي و بعناية الله الشاملة... و سخر حصيلتُة الفلسفية في خدمتة للمعتقدات الأسلامية . 
يقول القاضي أبو القاسم صاعد بن أحمد الاندلسي المتوفي في عام   624 هجرية في كتابة -  "طبقات  الأمم" و في معرض كلامة عن العرب 
"و أما علم الفلسفة فلم يمنحهم الله عز وجل شيئاً منة و لا هيأ طباعهم للعناية بة.  الا أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي ".(فقط).

ثم كتب عنة الوزير جمال الدين ابو الحسين القفطي المتوفي في عام 646 هجرية في كتابة "أخبار العلماء بأخبار الحكماء"

– يعقوب بن اسحاق الكندي المشتهر في الملة الأسلامية بالتبحُر في فنون الحكمة اليونانية و الفارسية و الهندية.و كان الكندي ملخصاً و شارحاً للفلسفة اليونانية بل والمدافع عنها و الناطق بلسانها. و هو يمثل فترة من اصعب الفترات في التاريخ الأسلامي و التي كثر فيها الصراع بين الدين و الفلسفة. و اتهم الكندي من بعض رجال الدين الذين يتملقون السلطان و لا يتبعون الحق. بل ويأكل الحسد قلوبهم التي يملأها الخوف علي كراسيهم و مناصبهم كما اتهم رجال الدين بضيق الافق والمتاجرة بالدين. و منهم ابو معشر البلخي و احمد بن داود.

 هذا و قد حظي الكندي برعاية ثلاثة من الخلفاء العباسيين .

 المأمون       813-833 م    - المعتصم 833-842 م      - الواثق 842-847  م 

. أما في عهد المتوكل  847-861 م  -  فقد اصيب الكندي بنكسة و توفي بعد المتوكل بخمس سنوات ... و علي أرجع التقديرات سنة  866  م.

و لقد حفظ لنا التاريخ بعض النماذج من النوادر التي كانت تروي عن الكندي 
 تُبَين لنا مدي اشتغالة بالفلسفة حيث أوردها صاحب لسان الميزان عندما قال ....

 

(أن  أمَة أرسلت تطلب منة ماء بارداً فقال للجارية : أملئي الكوز من عندها 
و املئية ليها من المزملة . ثم قال : أعطتنا جوهر بلا كيفية... و أعطيناها جوهر بكيفية... و الجوهر هنا الماء و الكيفية هي البرودة . لقد كان الكندي بحق فيلسوف الحضارة العربية و الأسلامية في النصف الأول من القرى الثالث الهجري و المُعبر الأصيل عن الفكر الفلسفي اليوناني و العلوم اليونانية القديمة.

رحم الله أبا يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فَأَمَّا الزَبَدُ فَيَذهَب جُفاءً و أَمّا مايَنفَعُ النّاسَ فَيَمْكثُ فِي الأرض و كَذَلِك يضربُ اللهُ الأمثال

صدق الله العظيم

 

*************************

 

المراجع

 

 الكندي ... فيلسوف العرب : جريدة الرأي العام القاهرية – 1988
 بقلم أ.د. أمين أحمد عزالدين

 

 الكندي و الفلسفة اليونانية : مجلة الحضارة العربية – اصدار : اثينا , اليونان 1990 بقلم أ.د. أمين أحمد عزالدين

 

دراسات في فلسفة التاريخ – كتاب اصدرتة الجمعية العلمية اليونانية للدراسات العربية و الاسلامية باللغة الانجلزية و اليونانية بقلم أ.د. أمين أحمد عزالدين– اثينا – اليونان – 1995

 

 الاسلام و العلوم الاسلامية باللغة اليونانية و الانجلزية تحت اشراف المجلس الاعلي للبحوث الاسلامية بالازهر – بقلم أ.د. أمين أحمد عزالدين –2000

 

 العصبية قبل و بعد الاسلام و الفكر الفلسفي اليوناني – مجموعة مقالات صادرة باللغة اليونانية و العربية – 1986 – اثينا – اليونان

 

عابر سبيل

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************

 

ابن خلدون في أحشاء الفكر الغربي

2014-07-21 11:07

 

ابن خلدون في أحشاء الفكر الغربي

 
 
 
Ο Ιμπν Χαλντούν στα σπλάχνα της Δυτικής Σκέψης 
 
Ibn Khaldun inside Western Thought 
 
 

 

حتي القرن التاسع عشر لم تكن العصبية الخلدونية موضوع للبحث و الدراسة 
في العالم العربي ‘ و الجدير بالذكر أن العلماء العرب عرفوا أهمية ابن خلدون 
(و العصبية الخلدونية) من علماء الغرب في نهاية القرن التاسع عشر
و أحب هنا أن اشير الي شخصية علمية قد وضعت الفكر الخلدوني علي محك الأنظار في أمريكا 
أولا ‘ ناثانيل سميث – جامعة كورنيل

Nathaniel Smith – Cornell University U.S.A
(ابن خلدون مؤرخ – فيلسوف - و عالم اجتماع ) 1930
وضح البروفسير سميث في كتابة ‘(ابن خلدون‘ مؤرخ و فيلسوف) الذي صدر عام 1930‘ (تاريخ و جذور ابن خلدون و تعليمة في اشبيلية) و قد استعرض الكاتب رحلات ابن خلدون في المدن الأسبانية‘ كما عرض في كتابة رفض ابن خلدون مرتين لمنصب وزير في اسبانيا اثناء فترة الحكم العربي بل و بعد خروج العرب من اسبانيا عرض علية الملك بطرس القاسي ان يكون مستشاراً له و للمرة الثالثة يرفض ابن خلدون أن يتقلد المناصب العليا. 
و من خلال كتاب البروفسير ناثانيل نجد انه طرح الفكر العربي و الفلسفة العربية التي تعتمد علي الفكر اليوناني القديم و التي كانت موجودة في اسبانيا حتي ظهور (ابن مسرة القرطبي) الذي كان يدرس العلوم الفلسفية اليونانية في جامعة قرطبة (اول جامعة في اوروبا). كما طرح البروفسير وجهة نظرة حول عدم معرفة الغرب بابن خلدون من خلال اسبانيا حينما ذكر السبب في كتابة بأن الكردينال (كيسيمينيس) قد كان قد اصدر قرار بحرق كل الكتب العلمية العربية و الأسلامية خاصة التي تعتمد علي الفلسفة اليونانية عام 1499 في ميدان غرناطة . 
و يقرر البروفسير ان عدد الكتب العلمية و الأدبية العربية التي احترقت تصل الي مليون مؤلف نادر و ان كان بعض المؤرخين يذكر ان عدد الكتب التي احترقت تصل الي 80.000 كتاب و انه تم انقاذ 261 كتاب يحتفظ بهم حتي الآن في مكتبة الأسكوريال في مدريد 

El Escorial
و تؤكد المعلومات التاريخية ان عملية احتراق الكتب النادرة هي مآساة عبرت عن جهل و تعصب شديد ضد الأعمال التي دعمت وحدانية الله في المؤلفات العربية 
و الأسلامية و كذلك التي دعمت الفكر الفلسفي اليوناني القديم 

الظهور الأول لابن خلدون في اوروبا
جاكوب جوليو

Jacob Goluo
في كتابة رحلات ابن خلدون 1636 
تم ترجمة هذا الكتاب الي اللغة الفرنسية عام 1658 بواسطة (بير فاتيف)

PIERRE VATTIEV 
و في عام 1767 تم ترجمتة الي اللغة اللاتينية بواسطة صامويل مانجر 
SAMUEL MANGER 
و لقد ظهرت ترجمات اخري اهمها تعرض لعض مقاطع من مقدمة ابن خلدون بواسطة سيلفستر دي ساسي 
SILVESTER DE SASSY 
و في عام 1812 قام المؤرخ النمساوي هاممر بورشتيفال 
HAMEMER PORSTIFAHL 
بترجمة اعمال ابن خلدون الي اللغة اليونانية و قد لقب 
ابن خلدون بلقب مونتيسكو العرب 

EIN ARABISCHE MONTESQUIEU
ثم ظهر عام 1868 المؤرخ و الفيلسوف الفرنسي (ماك كاكين دي سلان)
MAC – KUCKIN DE SLANE
حيث قدم اول ترجمة متكاملة عن المقدمة‘ و في ترجمة دي سلان لاحظنا اخطاء كثيرة و ظلت هذة الأخطاء حتي ظهور كتاب (ديسكورس)
Discours sur l’Histoire universelle
Al- Muqaddima 
للمؤلف (فينسنت مونتيل)
Vincent Monteil 
و قد ظهر هذا العمل عام 1936 
الظهور الخلدوني الأول في الفكر التركي 

The first appearance of Ibn Khaldun in the Turkish Thought

ظهر ابن خلدون في الفكر التركي اول مرة عن 1609 علي يد مصطفي نعيما أشهر مؤرخي الدولة العثمانية ‘ و في القرن السابع عشر كانت هناك محاولة اخري علي يد احمد بن لطف الله .
و يقول البارون دي سلان مترجم المقدمة الي الفرنسية انه علم بوجود مخطوطة بالتركية في دار الكتب الملكية بباريس . ثم ظهر بعد ذلك احمد جودت باشا اشهر علماء تركيا في القرن التاسع عشر 1822 – 1895 ‘ ثم ظهرت محاولة اخري للأستاذ عبدالرحمن شرف اخر المؤرخين للدولة العثمانية. 
و لكن العلماء الأترك لم يعطوا اهمية كبيرة حتي عام 1951 عندما قام البروفسير اوغلو فخري الأستاذ بجامعة القسطنطينية حيث قدم من خلال المؤتمر العالمي في ابحاث الفلسفة الشرقية. لأول مرة فلسفة ابن خلدون في الفكر التركي و ذلك باللغة الفرنسية تحت عنوان (المذهب الخلدوني التركي)

L’ ecole Ibn Khaldunienne Tourquie


اول رسالة دكتوراة عن ابن خلدون (مصر)
للدكتور طه حسين 
و هو اول استاذ جامعي انشغل بدراسة ابن خلدون و وصل الي منصب عميد جامعة القاهرة بل و الي منصب وزير التربية و التعليم في مصر 
و ذلك عندما قدم في رسالتة للدكتوراة بعنوان (فلسفة ابن خلدون الأجتماعية)

La Philosophie Sociale D’Ibn Khaldun
Paris – 1919
من جامعة مونبيلية و السوربون 
ثم ظهر بعد ذلك ترجمة ايف لاكوست بعنوان 

Naissance de l’Histoire 
Passe du tiers-monde 
تاريخ العلامة ابن خلدون 
Paris-1981





ابن خلدون في اليونان و باللغة اليونانية 

أول محولة ظهرت في جامعة بانديوس للعلوم السياسية من خلال كتاب تحت عنوان (مدخل الي العلوم السياسية) لعميد الجامعة و أستاذ مادة العلوم السياسية جورج فلاخوس صفحة 47 و ذلك عندما كنت طالب في كلية العلوم السياسية قسم سياسة‘ حيث ذكر المؤلف حوالي صفحتين عن ابن خلدون و كلمات قليلة عن العصبية و كانت هذة هي المرة الأولي التي تظهر فيها كلمة ابن خلدون باللغة اليونانية و ذلك عام 1976. 
و ظهر في نفس الوقت كتاب أخر لمؤرخ يوناني اسمة ديميتري يورغولي بعنوان (فلسفة التاريخ) اصدار أثينا عام 1977 حيث ذكر في كلمات قليلة و معدودة اسم ابن خلدون كفيلسوف و مؤرخ ناقش مشكلة المجتمعات البدائية أو البداوه 
و انطلاقها الي مجتمع الحضر‘ ثم دور المجتمع في تغير النظام السياسي كما تحدث عن (النعرة العربية) و الغضب كدور اساسي في التغير لدي القبائل العربية. 
اما بالنسبة للدكتور فلاخوس‘ فقد ركز علي العامل الأقتصادي عند ابن خلدون 
و المسيرة الحياتية في المجتمع‘ و المحافظة علي البقاء (حب البقاء) بدون شرح عن دور العصبية. 
و في نهاية كتابة عبر عن اعجابة و تقديرة لأبن خلدون و اعتقد ان فلاخوس لم يكن دارسا واعيا للفكر الخلدوني و هذا حال كل علماء الغرب الذين لايعرفون سر العصبية و التي تكمن في المكان و الزمان التي ظهرت فيه اللغة العربية. 
و اعتمد علي قراءة المقدمة المترجمة الي الفرسية لكنة قرر في النهاية بأن ابن خلدون له تأثير علي المسيرة الأنسانية من خلال المقدمة . 
و منذ تلك اللحظة قررت في داخلي ان اقدم اسم ابن خلدون و تاريخ ابن خلدون 
و حياة ابن خلدون في الجامعة بل في كل الجامعات اليونانية و من هذا المنطلق بدأت البحث و الدراسة بعد حصولي علي درجة البكارليوس في العلوم السياسية ثم درجت الماجستير في الأدارة العامة لأتقدم بعد ذلك لدراسة الدكتوراة بعنوان (فلسفة الأجتماع السياسي و العصبية عند ابن خلدون و البعد الأجتماعي و السياسي للعصبية) .
و كانت بالنسبة لي بداية معركة شرسة مع علماء اليونان حيث تمت مواجهة بين فكر ابن خلدون و فكر ارسطو و في النهاية تمت الموافقة علي اول رسالة دكتوراة لأبن خلدون في الجامعات اليونانية حيث ظهرت بعد ذلك عشرات الرسالات العلمية عن ابن خلدون في جميع الجامعات اليونانية و ابتدأ اسم ابن خلدون ينتشر بقوة في مجالات علم الأجتماع و الفلسفة في الجامعات اليونانية .
و لقد تم ترجمة النص اليوناني الي 14 لغة مع انتشار ترجمتة في الجامعات الأوربية و تسجيلة في مؤسسة ارشيف الدولة

https://phdtheses.ekt.gr/eadd/handle/10442/11296
و اصبح المذهب الخلدوني منتشر بقوة في كل الجامعات الأوروبية و خاص فرنسا و انجلترا و المانيا و اسبانيا و اليونان‘ و مازالت الخلدونية مطروحة علي الساحة اللأوروبية بقوة 
رحم الله عبدالرحمن ابن خلدون

 







مؤلفات أ.د. أمين أحمد عزالدين باللغة اليونانية عن ابن خلدون 
1. اول رسالة دكتوراة عن ابن خلدون في الجامعات اليونانية- 1987 – جامعة بانديوس للعلوم السياسية 
فلسفة الأجتماع السياسي و العصبية عند ابن خلدون و البعد الأجتماعي 
و السياسي للعصبية
****************
2. فلسفة التاريخ عند ابن خلدون
درجة الدكتوراة الثانية عن ابن خلدون بكلية الفلسفة جامعة كريت - اليونان
2012 عام 
****************
3. المُعَبر الاخير عن الانسانية العربية (ابن خلدون)
بقلم الدكتور أمين أحمد عزالدين – اصدار الجمعية العلمية اليونانية للدراسات العربية و الأسلامية 
عام 2011
********************
4. دراسات في فلسفة التاريخ عن ابن خلدون,
بحث مقدم من الدكتور امين عزالدين الي جامعة القاهرة كلية الادب قسم الدراسات اليونانية – مركز الدراسات للادب المقارن – صدر الكتاب باللغة اليونانية و الأنجليزية - عام 2007
**********************
5. تاريخ و حياة ابن خلدون ‘

صدر باللغة الأنجليزية - 2012
الجمعية العلمية اليونانية للدرسات العربية و الأسلامية – أثينا



(بسم الله الرَحمَن الرَحيم) 
فَأَمَّا الزَبَدُ فَيَذهَب جُفاءً و أمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكثُ في الأرض
و كَذَلك يَضربُ اللهُ الأمثال 
صَدَق الله العَظيم


*********************

 

عابر سبيل 

أ.د. أمين عزالدين 

 

 

**********************************

 

Προϊόντα: 1 - 25 από 25