القديس النطونيوس
2015-10-13 19:41
القديس النطونيوس من هيراكليوبوليس - بني سويف
قبل أن أبدأ فى تقديم هذا البحث حول ( معنى ومفهوم الدين المسيحى)، بل وأهميته فى حياتنا وذلك فى أطار تقديم شخصيه عظيمه وهى ( القديس انطونيوس) مؤسس الرهبنه فى مصر,أود فى بداية هذا البحث أن أسجل أهميه أخرى عن حياة مؤسس آخر للفكر
المصرى فى اليونان والذى يستحق بلا منازع لقب
( الراهب الأول فى محراب المعرفه)
هذا هو العالم المصرى اليونانى الدكتور أمين أحمد
عز الدين الذى عاش سنوات طويله من عمره تحت تأثير الفكر والفلسفه اليونانيه، وخاصة فترة دراسته فى جامعة بانديوس للعلوم السياسيه فى أثينا، حيث شعر بقوة هذا العشق اللانهائى .
لقد حلقت روحه فى أحضان الفكر والفلسفه اليونانيه
(فعاش معها .. وبها .. ولها)
كما قال الفيلسوف اليونانى افلاطون
انه متحدث رائع ومحاور جيد مع الفكر الافلاطونى والارسطى فأعتبرناه.أبن أصيل ووفى للفكر اليونانى، حيث قدم حياته بأكملها فى رحاب البحث والكشف عن الحقيقه والمعرفه
. تألم كثيرا ... وعاش مع الحرمان . ومن أجل الوصول الى الهدف،و الهدف عنده هى (الفضيله) لكى يكون عابدا، راهبا،
عاشقا فى محراب الحكمه والمعرفه مثل أجداده
قتل فى نفسه كل رغبه وكل محاوله للاقتراب من عالم اللذه
والمتعه فوصل الى مرحلة التفانى بهدف الوصول الى الحكمه
العليا . وكان له ذلك عندما أصبح ( راهبا)
وبعد مسيره طويله فى محراب المعرفه وتحت اصعب وأدق الظروف تحول الدكتور أمين عز الدين الى (شخصيه فريده .وعالم فريد فىاليونان). حقا انه من مواليد مصر، ولكنه حضر الى اليونان وتعلم ودرس وبحث، ووصل الى هدفه المنشود بل وعثر على ضالته وهى الحكمه اليوناني
فكان ميلاد جديد.... وبعث جديد... لفكر جديد لعالم مصرى
يونانى . فتأثر بالفكر الافلاطونى الارسطى، وطرح هذا الفكر فى مدار الفلسفه العربيه
فبدأ مسيرته بوضع القاعده الاولى فى اليونان
(لفكرة العصبيه عند عبد الرحمن بن خلدون)
********************
ليصبح المؤسس الاول للفكر الخلدونى فى اليونان وبلامنازع .حيث كانت رسالته فى الدكتوراه والتى اعتبرت المرجع الاول لفلسفة ابن خلدون فى اليونان .
قدم لنا ( العصبيه الخلدونيه) بطريقه جديده وحديثه قائمه علىتزاوج الفكر العربى بالفلسفه اليونانيه،حيث اعتبر العصبيه بأنها (انسان) يولد ثم يكبر ليصبح طفلا ، ثم شابا، حتى الكهوله وطبق ذلك على جميع النظم السياسيه التى تولد ثم يأتى عليها الوقت لكى تموت وفى احشائها نظام سياسى جديد لعصبيه جديده
ان أطروحة الدكتوراه التى قدمت منذ عشرون عام واكثر ماضيه عن العصبيه قد اعطت لنا رؤيه جديده وبعد جديد على انها
( رد الفعل الطبيعى للانسان)
وبالتالى فأن العصبيه هى القوه الجامحه المتواجده عند الانسان،يولد بها ، ويتعامل معها, لتصبح اداه للتغيير فيما بعد
كما قدم النظريه السياسيه الخلدونيه فى اطار الفكر اليونانى
حيث ذكر ان العصبيه هى الرحم، اى المكان الذى يولد فيه عصبيه جديده تخبرنا عن ميلاد جديد لتتحول الى قوه مندفعه ، ثم قوه متحضره ، ثم قوه جباره وفى النهايه تسقط وتندثر أى تموت من اجل ميلاد جديد لعصبيه جديده .
ومن هذا المنطلق حاز الدكتور أمين أحمد عز الدين على درجةالدكتوراه فى الاجتماع السياسى من جامعة بانديوس للعلوم السياسيه 1988 ، حيث قدم لاول مره فى اليونان المذهب الخلدونى لتصبح العصبيه الخلدونيه بعد ذلك جزء
لا يتجزأمن الفلسفه اليونانيه والفكر اليونانى.
وعلى هذا الطريق قدم لنا اكثر من 15 مؤلف علمى وأدبى اهمها :
دراسات فى فلسفة التاريخ
القرآن والعلوم الاسلاميه
المعبر الاخير عن الانسانيه العربيه
كما قدم شخصيات ادبيه مصريه الى الادب اليونانى أمثال :-
يحيى حقى – نجيب محفوظ – طه حسين – يوسف ادريس محمود تيمور و 30 غيرهم .
تاريخ الادب المصرى المعاصر
العصبيه الخلدونيه رحلات ابن خلدون شرقا وغربا
مسرحية الاسكندر الاكبر
متحدثا رائعا صاحب موقف واسس قاعده جديده فى الحوار الاسلامى المسيحى واصبح المحاور الاخلاقى الرقراق مع عمالقة المذهب الارثوذوكسى ، فكانت حواراته الرقراقه جسر جديد فى فن الحوار اللاهوتى الاخلاقى ليصبح كنز ثمين فى فن الحوار المسيحى الاسلامى.
وهو اهم ما قدمه فى اطار لقاء الحضارات .
مثل اليونان فى عدة مؤتمرات دوليه ، بل ذهب الى مصر ممثلا عن الجامعه اليونانيه فى المؤتمر الدولى للادب المقارن
فكان صوته:-
**************
هو صوت الفكر والفلسفه اليونانيه ذات الصبغه المصريه العربيه الاصيله . ومن يتابع فكره واعماله ومؤلفاته يستطيع ان يفهم من اللحظه الاولى انه امام ظاهره طرحت نفسها
بقوه على الفكر والفلسفه اليونانيه واننا امام مؤسس وراهب عظيم فى محراب المعرفه , حيث كان طرحه بالنسبه لنا اسلوب جديد من التفكير .
ان الشىء المؤكد فى عالم الدكتور أمين أحمد عز الدين هو تنازله وتواضعه اثنا فترة رحلته للمعرفه بعيدا عن الاضواء،
وبعيداعن الصخب على مدى 33 عام بلا توقف، أو راحه جسديه، فكان عابدا لله فى محراب المعرفه، ولذلك لقب من تلاميذه بنقس اللقب الذى اطلق على سقراط وهو :-
( المعلم )
******************
فكان خير معلم لابنائه من طلاب و طا لبات المعرفه بالجامعات اليونانيه الذين تعلموا على يده ، وفى محرابه على مدى 26 عاما فى اليونان ليصبح اسلوبه حدثا مهم فىتطوير وانشاء فكرة التعليم الحديث فى اليونان، ولتعود اليونان من جديد الى طرح نفسها بأسلوب جديد على اساس تعاليم العظماء الاوائل
.ونحن هنا فى اليونان من ابنائه وبناته من الطلاب نتضرع الى الرب فى الاعالى ان يعطى عالمنا الكبير الدكتور أمين أحمد
عز الدين القوه والصبر والصحه ليصل الى الحكمه النهائيه ولتصبح اعماله خالده ولها عبق التاريخ، كما تظل اعماله رمز للانسان المتواضع والراهب فى بحر المعرفه .
تلاميذكم
و عنهم
خرالمبوس قسطنطينوا
بعث نهائي عن كتاب القديس النطونيوس
بكالوريوس العلوم السياسيه
شعبة سياسه
جامعة أثينا
24 / 6 / 2006