ادبية

القديس النطونيوس

2015-10-13 19:41

 

 القديس النطونيوس من هيراكليوبوليس - بني سويف

 

 

 

 

قبل أن أبدأ فى تقديم هذا البحث حول ( معنى ومفهوم الدين المسيحى)، بل وأهميته فى حياتنا وذلك فى أطار تقديم شخصيه عظيمه وهى ( القديس انطونيوس) مؤسس الرهبنه فى مصر,أود فى بداية هذا البحث أن أسجل أهميه أخرى عن حياة مؤسس آخر للفكر

المصرى فى اليونان والذى يستحق بلا منازع لقب

 

( الراهب الأول فى محراب المعرفه)

 

هذا هو العالم المصرى اليونانى الدكتور أمين أحمد

 عز الدين الذى عاش سنوات طويله من عمره تحت تأثير الفكر والفلسفه اليونانيه، وخاصة فترة دراسته فى جامعة بانديوس للعلوم السياسيه فى أثينا، حيث شعر بقوة هذا العشق اللانهائى .

لقد حلقت روحه فى أحضان الفكر والفلسفه اليونانيه

 

 (فعاش معها .. وبها .. ولها)

 

 كما قال الفيلسوف اليونانى افلاطون

انه متحدث رائع ومحاور جيد مع الفكر الافلاطونى والارسطى فأعتبرناه.أبن أصيل ووفى للفكر اليونانى، حيث قدم حياته بأكملها فى رحاب البحث والكشف عن الحقيقه والمعرفه

. تألم كثيرا ... وعاش مع الحرمان . ومن أجل الوصول الى الهدف،و الهدف عنده هى (الفضيله) لكى يكون عابدا، راهبا،

عاشقا فى محراب الحكمه والمعرفه مثل أجداده

قتل فى نفسه كل رغبه وكل محاوله للاقتراب من عالم اللذه

والمتعه فوصل الى مرحلة التفانى بهدف الوصول الى الحكمه

العليا . وكان له ذلك عندما أصبح ( راهبا)

وبعد مسيره طويله فى محراب المعرفه وتحت اصعب وأدق الظروف تحول الدكتور أمين عز الدين الى (شخصيه فريده  .وعالم فريد فىاليونان). حقا انه من مواليد مصر، ولكنه حضر الى اليونان وتعلم ودرس وبحث، ووصل الى هدفه المنشود بل وعثر على ضالته وهى الحكمه اليوناني

فكان ميلاد جديد.... وبعث جديد... لفكر جديد لعالم مصرى

يونانى . فتأثر بالفكر الافلاطونى الارسطى، وطرح هذا الفكر فى مدار الفلسفه العربيه

فبدأ مسيرته بوضع القاعده الاولى فى اليونان

 

(لفكرة العصبيه عند عبد الرحمن بن خلدون)

********************

ليصبح المؤسس الاول للفكر الخلدونى فى اليونان وبلامنازع .حيث كانت رسالته فى الدكتوراه  والتى اعتبرت المرجع الاول لفلسفة ابن خلدون فى اليونان .

قدم لنا ( العصبيه الخلدونيه) بطريقه جديده وحديثه قائمه علىتزاوج الفكر العربى بالفلسفه اليونانيه،حيث اعتبر العصبيه بأنها (انسان) يولد ثم يكبر ليصبح   طفلا ، ثم شابا، حتى الكهوله  وطبق ذلك على جميع النظم السياسيه التى تولد ثم يأتى عليها الوقت لكى تموت وفى احشائها نظام سياسى جديد لعصبيه جديده

ان أطروحة الدكتوراه التى قدمت منذ عشرون عام واكثر  ماضيه عن العصبيه قد اعطت لنا رؤيه جديده وبعد جديد على انها

 

( رد الفعل الطبيعى للانسان)

 

وبالتالى فأن العصبيه هى القوه الجامحه المتواجده عند الانسان،يولد بها ، ويتعامل معها, لتصبح اداه للتغيير فيما بعد

كما قدم النظريه السياسيه الخلدونيه فى اطار الفكر اليونانى

حيث ذكر ان العصبيه هى الرحم، اى  المكان  الذى  يولد فيه عصبيه جديده تخبرنا عن ميلاد جديد لتتحول الى قوه مندفعه ، ثم قوه متحضره ، ثم قوه جباره وفى النهايه تسقط وتندثر أى تموت من اجل ميلاد جديد لعصبيه جديده .

ومن هذا المنطلق حاز الدكتور أمين أحمد عز الدين على درجةالدكتوراه فى الاجتماع السياسى من جامعة بانديوس للعلوم السياسيه 1988 ، حيث قدم لاول مره فى اليونان  المذهب  الخلدونى لتصبح العصبيه الخلدونيه بعد ذلك جزء

لا يتجزأمن الفلسفه اليونانيه والفكر اليونانى.

وعلى هذا الطريق قدم لنا اكثر من 15 مؤلف علمى وأدبى اهمها :

 دراسات فى فلسفة التاريخ

القرآن والعلوم الاسلاميه

المعبر الاخير عن الانسانيه العربيه

كما قدم شخصيات ادبيه مصريه الى الادب اليونانى أمثال :-

 يحيى حقى – نجيب محفوظ – طه حسين – يوسف ادريس محمود تيمور و 30 غيرهم .

تاريخ الادب المصرى المعاصر

العصبيه الخلدونيه رحلات ابن خلدون شرقا وغربا

مسرحية الاسكندر الاكبر

 متحدثا رائعا صاحب موقف واسس قاعده جديده فى الحوار الاسلامى المسيحى واصبح المحاور الاخلاقى الرقراق مع عمالقة المذهب الارثوذوكسى ، فكانت حواراته الرقراقه جسر جديد فى فن الحوار اللاهوتى الاخلاقى ليصبح كنز ثمين فى فن الحوار المسيحى الاسلامى.

وهو اهم ما قدمه فى اطار لقاء الحضارات .

 مثل اليونان فى عدة مؤتمرات دوليه ، بل ذهب الى مصر ممثلا عن الجامعه اليونانيه فى المؤتمر الدولى للادب  المقارن

 

فكان صوته:-

**************

هو صوت الفكر والفلسفه اليونانيه ذات الصبغه المصريه العربيه الاصيله . ومن يتابع فكره واعماله ومؤلفاته يستطيع ان يفهم من اللحظه الاولى انه امام ظاهره طرحت نفسها

بقوه على الفكر والفلسفه اليونانيه واننا امام مؤسس وراهب عظيم فى محراب المعرفه , حيث كان طرحه بالنسبه لنا اسلوب جديد من التفكير .

 ان الشىء المؤكد فى عالم الدكتور أمين أحمد عز الدين هو تنازله وتواضعه اثنا فترة رحلته للمعرفه بعيدا عن الاضواء،

وبعيداعن الصخب على مدى 33 عام بلا توقف، أو راحه جسديه، فكان عابدا لله فى محراب المعرفه، ولذلك لقب من تلاميذه بنقس اللقب الذى اطلق على سقراط وهو :-

 

( المعلم )

******************

 

فكان خير معلم لابنائه من طلاب و طا لبات المعرفه بالجامعات اليونانيه الذين تعلموا على يده ، وفى محرابه على مدى 26 عاما  فى اليونان ليصبح اسلوبه حدثا مهم فىتطوير وانشاء فكرة التعليم الحديث فى اليونان، ولتعود اليونان من جديد الى طرح نفسها بأسلوب جديد على اساس تعاليم العظماء الاوائل

.ونحن هنا فى اليونان من ابنائه وبناته من الطلاب نتضرع الى الرب فى الاعالى ان يعطى عالمنا الكبير الدكتور أمين أحمد

عز الدين القوه والصبر والصحه ليصل الى الحكمه النهائيه ولتصبح اعماله خالده ولها عبق التاريخ، كما تظل اعماله رمز للانسان المتواضع والراهب فى بحر المعرفه .

 

 

تلاميذكم

و عنهم

خرالمبوس قسطنطينوا

بعث نهائي عن كتاب القديس النطونيوس

بكالوريوس العلوم السياسيه

شعبة سياسه

جامعة أثينا

24 / 6 / 2006

 

 

الأسطوره في الفكر اليوناني القديم

2015-03-01 15:10

 

الأسطوره في الفكر اليوناني القديم

 

Mythology in Ancient Greek Thought

Η μυθολογία στην Αρχαία Ελληνική Σκέψη

 

 

 

كانت الأسطوره شىء اساسى فى الفكر الأيدولوجى اليوناني القديم بحيث دخلت

مع الحدث اليومي في العصور القديمة من خلال العادات و التقاليد في المجتمع اليونانى

 ، وبالتالى فأن الأسطوره أصبحت شىء مقدس وواقعى للتراجيديا(المسرح اليوناني)

و بذلك  تتمتع الأسطوره اليونانية  بعدة عناصر أهمها :

#  شرح الملامح الهوميريه في العصور القديمة.

# كذلك الأحداث و الأساطير التى كانت تدور خلف الأبواب فى القصور الملكيه فى مدينة ( طيبه – كريت - ارغوس ) و

من أهم الأساطير التى وجدت نفسها على المسرح بأقتدار هى أسطورة

( ديمترا - وابنتها بيرسيفونى - ، وكذلك رب الأرباب (ثيوس أو ذياس) ،

(أسطورة ذيونيسوس وابوللون ) .

كل هذه الأساطير كانت اساسا قوياً داعماً فى الفكر اليونانى القديم ، بحيث اعتمدت على مصادر مثل : اسطورة هيراقل - و اسطورة طرواده-

القبرصيه -  الدانائيه - الاثيوبيه – ثم اسطورة برومثياس .

 

اللغه اليونانية القديمة

 

و كانت اللغة هي العامل الثانى بكل فحواها وقوتها من عمق الكلمات  ،

والقدرة على تهيئة المناخ و اثراء العمل المسرحى والشعرى .

وبالتالى فأن العامل الثانى هو عامل مقدس في إطار التكوين التراجيدي في الفكر اليونانى القديم .

حيث كانت اللغه اليونانيه القديمه مكونه من سبعة وثمانين علامه من

الحروف المتحركه والساكنه ، أى ما يشبه بنظام الاختزال ، وظلت

على ذلك حتى تبنت اليونانيه الحروف الفينيقيه .

ثم طورها اليونانيون حتى أصبحت على هذا النحو الموجودة عليها حالياً... لغه قابله للحديث مع اضافة اللغة الجديدة التي ظهرت في الأسكندرية (الديموطيكي)

وكان ذلك قبل القرن الثامن فى تقديرنا .

وبالتالى فأن ملامح فكر هوميروس كانت المصدر اللغوى الأول والأساسى لأنشاء (المسرح – الشعر – الفكر الأدبي عموماً) .

ومن هنا جاء الطاغى  الأثينى ( بيستراتوس ) وقدم النظام الرابسودى

أو الرابسوديه ، مع أستخدام الفلاوتو - القيثاره - و أستخدام العصا .

و الجدير بالذكر أن هناك ظواهر تؤكد على وجود نصوص يونانيه

قديمه تؤكد تواجد، نصوص أدبيه منذ فترة الف و ستمائه عام  قبل الميلاد

حتى الف و مائتين قبل الميلاد (او بما سميت العصور المظلمة) ، وقد كتبت هذه النصوص بلغة أكتشفت بعد ذلك و ظلت

موجوده على ألأوانى الفخاريه فى معبد ( كنوسوس ) بجزيرة كريت .

كما أن اليونانين القدماء قد أعتمدوا فى أغانيهم و أشعارهم على

ما يسمى : 

#  استروفا  ( الدوران أو اللف )

##  اندستروفا ( الدوران  المعاكس )

###  انبوذى ( الدوران المضاد )

وقد ظهر هذا واضحا فى أشعار ( سيميونيدى - و بينداروس ) .

وبرغم أن سيميونيدى كان أكثر شهره وخصوصا فى مجال الشعر عن

بينداروس ، إلا أن بينداروس قد ظل فى عبق التاريخ ، حيث تعدى

شعره خارج  الحدود اليونانيه ، ووصل إلى روما و الأسكندريه وقبرص

أن الشاعر اليونانى القديم بينداروس من مواليد ثيفا ( طيبه ) عام

خمسمائه و اثنين وعشرين قبل الميلاد ، وينحدر من أسره أرستقراطيه

من محافظة ( فيوتيا ) وتعلم الشعر والادب فى أثينا ، وظل محافظاً على

عادات و تقاليد الآله ( أبوللو ) .

أن شعر بينداروس يعتبر حلقة وصل بين الفكر المسرحى اليونانى

القديم والشعر اليونانى مع العالم الخارجى ، وبالتالى فلقد تم الأعتراف

به على إنه أعظم الشعراء اليونانين علي مدي كل العصور ،

حيث يتبين لنا من شعره الجمال مع الرقه و العذوبه بجانب الضعف

الأنسانى أمام قوة المجد و عظمة الآلهه . و هذا قد ظهر واضحاً عند شعراء أخرين مثل اسخيلوس – سوفوكليس – افريبيذيس ً

 

عالمية المسرح اليونانى القديم

 

أن المسرح والأدب اليونانى القديم أخذ طابع الأستقرار منذ انشاء المكتبات

الأولى فى أثينا ، بحيث أصبح لهذه المكتبات رواد من القراء ، ويذكر لنا

التاريخ أن الطاغيه الأثينى ( بيستراتوس ) هو أول من أسس مكتبه

فى أثينا .

ثم جاء من بعده ( بوليقراطوس ) جيث انشأ أول مخزن لتجارة الكتب المسرحيه فى جزيرة ( سامو ) و على هذا النحو ظهرت مكتبات كثيره

أخرى ، و أنتشرت بعد ذلك  فى عصر ( أفلاطون _ أرسطو طاليس )... وبعد فتره

ظهرت أعمال المسرح اليونانى القديم فى مدينة الأسكندريه... و روما... و صقليه... و قبرص .  وان كانت الاسكندريه تأخذ طابع خاص ، وذلك من

خلال مكتبة الأسكندريه القديمة التى جمعت كل أعمال الفكر اليونانى القديم حتى

عصر الملكه كليوباترا آخر ملكه مقدونيه ( خمسين سنه قبل الميلاد تقريباً) .

وبعد دخول الرومان إلى الأسكندريه ، ظهر المسرح اليونانى القديم بقوه فى أوروبا وذلك من خلال أكبر مركز حضارى فى ذلك العصر من خلال

( مكتبة الأسكندريه ) التي أعطت الحضاره و الثقافة و العلوم إلى المجتمعات الأوروبية .

وأدى فى النهايه إلى ظهور عصر الميلاد ، ثم عصر النهضه .

 

 

أن الأدب الاوروبى و المسرح الاوروبى في البداية قد اعتمدا اعتماداً كلياً على

مصدرين :_

أولاً :_ المصدر الكلاسيكى اليونانى و المسرح القديم .

ثانياً :_   ترجمة ( الألياذه _ و الأوديسا ) إلى اللغات الأنجليزيه و الفرنسيه و الألمانيه و بذلك أعطوا دفعة قوية لبناء المسرح الأوروبي -

الكوميدى دي ليفرنسيس ، بل ظهر فى الجامعات الاوروبيه مثل كمبردج -

وأكسفورد و لا ننكر أن أشعار بينداروس كانت تهزم بقوه أشعار شكسبير  .

أن المسرح الاوروبى قدم( الأنثروبومورفيزم ) بمعنى التصدي في مواجهة

الآله كما لو كان بشر على خشبة المسرح .

أن الحقيقه التاريخيه التى تؤكد أن الثقافه اليونانيه و الفكر المسرحى

القديم هم الأصل للحضاره و الثقافه الاوروبيه هو أمر حقيقي و واقع.

فأننا نستطيع هنا القول أن المسرح اليونانى القديم هو ثقافه انسانيه وعلميه.

و أيضاً عالميه

و لقد نشأ علم المسرح و الغناء و الفن بوجه عام علي فكرة الأسطورة و وضعها في الفكر اليوناني القديم حيث تبين لنا حقيقة وجود الأنسان و نضالة و آمالة في التاريخ القديم و التي أعطت للأمم معاني (الحق– و الخير – و الجمال) كعناصر للحياة و الموت في نفس الوقت.

و لو نظرنا للآلة في التاريخ اليوناني القديم فأن تعبير (ذيوس) فيعني آلة الآلهة في حين (الآلة هرقل يمثل الشجاعة و أفروديت آلهة الجمال –و أثينا الهة الحكمة)

و نجد ان كل جبل في التاريخ اليوناني لة آله و كذلك في كل غابة أو نهر لة اسم الة و كانت هناك ايضاً (باناس) آلة الجبل او بنات النهر , اما بالنسبة للبحر المتوسط فكان الآلة (بوسيدوناس) و بالنسبة لآلة الشمس يسمي (ابولو – فيبوس) و كذلك آلة الجبل (اوليمبوس المقدس) و ذلك للأحترام و التقديس و لو نظرنا بعمق في فكرة الأساطير نجد أن الآلة لها مشاكل مثل الأنسان و هي تحب و تكرة كما انها في وئام و عراك و خلاف و حروب ... و تتجمع الآلة لحل مشاكلهم بأنفسهم مثل المخلوقات العادية و كان ذيوس آلة الآلهة يجلس علي العرش و بجانب زوجتة ايرا (الغيورة) و حولة الآلهة العشرة الأخرون

(بوسيدون الة البحر – ابولون\ فيبوس الة الشمس – و كذلك راعي الموسقي و الشعر و أريس آلة الحرب و هيفيستوس آلة النار و ارميس الرسول و راعي التجارة و أثينا آلهه الحضارة و العلم و القانون و ارتيميس الهه القمر و أخت فيبوس و افروديت الهه الحب و الجمال و هيستيا الهه العائلة و ديميترا الهة الحصاد و الزراعة و يذكر لنا التاريخ القديم الأسطوري أن هيفيستوس الحداد كان أعرج و كسيح يمشي ببطئ و لكنة بني العديد من القصور و صنع بفأسة و سيفة حيث ضرب بة رأس ذيوس  الة الآله فخرجت من رأسة الالهه أثينا. أما بالنسبة لذيونيسيس فهو الة العنب و الخمر و المسيطر علي الحيوان و النبات .

و كان التقسيم الجغرافي بين الالهة كالتالي

1) جبل اورانوس (السماء)

2) جبل الكون

3) كرونوس الزمن

4) ريا الة الأرض

و اليونانيين القدماء لم يؤمنوا بالجنة ولا بالنار و لا يعرفون إلا الأرض فمثل جبل اوليمبوس كانت جنة اليونانيين و ما تحت الأرض فهو ظلام ( و يسمي الة اذيس) أي جهنم . 

 

عالم الظلام   -                            جبل اوليمبوس 

 

نجيب محفوظ

2014-12-25 13:00

 

نجيب محفوظ

الحائز علي جائزة نوبل في الأدب العالمي 1988

بقلم أ.د. أمين أحمد عزالدين 

 

Ναγκίμπ Μαχφούζ, Νομπελ Λογοτεχνίας 1988

από τον Δρ. Αμιν Εζελντίν

 

Naguib Mahfuz, Literature Nobel 1988

by Dr. Amin Ezeldin

 

 

 

مصري الجنسية و الموطن..... بَدأ في الكتابة الأدبية منذُ ثمانين عاماً تقريباً مضت وَ لَم يتوقف أبداً عن الكتابة... حَيث امتاز قَلمهُ بالتعبير بحرارة مُمَثلاً للطبقة الكادحة لشعب مصر في الحواري الشعبية.

وِلد في منطقة شعبية  بالقاهرة (بحي الجمالية) بالقاهرة و ترجع سبب شهرتُه في أنَةُ كتب مؤلفاته بطريقة تختلف عن الآخرين من الأدباء في ذلك العصر حيث كان أبطال قصَصُه من البسطاء و الفقراء الذين يعيشون في داخل الحواري و الأزقة المصرية في (حي الجمالية) .

و من هنا ظهرت أعمالُة الفنية الرائعة في السينما المصرية و اهمها فيلم (زقاق المدق) حيث أضاف بهذا العمل بُعداً جديداً في السينما المصرية , بل و للأدب المصري المعاصر بأكمله و لأول مرة.

و برغم معرفته القوية للأدب العالمي و الأنجليزي بشكل عام إلا أنة فَضَل أن يقدم أعمالة عن الأدب المصري و الشعبي من واقع الحي الذي نشأ فية. 

و قدم من خلالهم صورة واقعية عن هذه الأحياء المصرية من خلال المشاعر الإنسانية للأسرة المصرية سواء من الأغنياء أو الفقراء الذين يعيشون بين القصرين.

و بعد الأنتهاء من الثلاثية واجه نجيب محفوظ نقداً من الصحافة و الحكومة لدرجة أنة كان مُهَدداً في بعض الأحيان بالسجن و ذلك لأنَةُ قَدَم  شخصيات في أعمالة تمثل القيادات السياسية في الحكم في ذلك الوقت الذي كانت تَمُر بة مصر, حيث عاشت في تلك الفترة وسط خلافات قوية بين التيارات الفكرية السياسية اليسارية من جانب و التيارات اليمينية من جانب أخر.

و من هنا اهتم نجيب محفوظ في كتاباتُه بدور وأهمية العامل البسيط في المجتمع المصري بعد أن قررت الحكومة إلغاء الحزب الشيوعي... و مرت الحرب العالمية الثانية و تغيرت أشياء كثيرة في مصر , و لكن نجيب محفوظ لم يتغير  في تلك الفترة بل قدم الأديب الراحل مجموعات كثيرة من قصَصُه  تمثل المشاعر العاطفية الجياشة للعلاقات الإنسانية التي لا تفرق بين اليمين و اليسار السياسي , كما صور بإيمان و لغة بسيطة طبيعة المجتمع المصري بعد ثورة 23 يوليو 1952. و برغم إن اللغة العامية (لغة أولاد البلد) لم يُستأنس بها مثل الزجل (الشعر العامي) إلا أن نجيب محفوظ اقتحم هذا المجال و كتب باللغة العامية (اللهجة المصرية) و ذلك عندما صدرت رائعته (بداية و نهاية)

 

طبيعة و أسلوب مؤلفات الأديب نجيب محفوظ

 

- مسلسلة و متواصلة درامياً (ملحمة الحرافيش)

- إظهار العلاقات الإنسانية و العاطفية داخل المجتمع المصري و خاصة داخل الأسر الفقيرة

- كان يتألم دائماً مع أبطال قصصه

- له اسلوب خاص في التعبير حيث استطاع أن يطوع اللغة العربية و يجعلها لهجة عامة (لهجة أولاد البلد) و برغم ذلك فأنة كان مهذباً في كتاباتُه .

و برغم إن كُتبُة كانت تباع في الأسواق إلا إنها كانت تُغَطي مصاريفه الشخصية فقط , كما أنة لم يكن في انتظار جائزة نوبل حيث كان يعيش في القاهرة مع زوجته و ابنتيه و بحصوله علي جائزة نوبل العالمية للآداب فأنة شرف مصر و البلاد العربية و الفكر العربي و القلم العربي.

و قد تُرجمَت أعمالة إلي الانجليزية – الفرنسية – الألمانية – الإيطالية – الصينية – الروسية – ثم أخيراً اللُغة اليونانية و ذلك في ترجمة لرائعتُه بداية و نهاية للدكتور أحمد عتمان -رحمة الله علية-(أستاذ و رئيس قسم الأدب اليوناني بجامعة القاهرة) بعد إن حصل علي موافقة شخصية منُة... ثم أخيراً تاريخ حياة الأديب الكبير نجيب محفوظ باللغة اليونانية في كتاب تحت عنوان (نجيب محفوظ بين الواقع و الخيال) للدكتور أمين أحمد عزالدين (استاذ الأجتماع السياسي جامعة بانديوس – اثينا – اليونان) بل و تم تدريس مقتطفات منُة لطلبة و طالبات الجامعات اليونانية.  

 

(حياة نجيب محفوظ اليومية )

 

عاشَ نجيب محفوظ مواطن عادي في حياتة اليومية يستيقظ كل صباح مبكراً و يمشي يومياً ساعة واحدة ثم يقضي وقتة في قهوة علي بابا حيث يقرأ الصحف ويناقش الزبائن قبل عودتة إلي البيت. ثم  يبدأ كتاباتُة  حتي الظُهر وعادة ينام  بعد الأكل و بعد الظهر يقرأ و في المساء يري التليفزيون.

و هو يختار عادةً أفلام أجنبية لأنة لا يسمع جيداً و بالتالي فهو يقرأ الترجمة. وعادةَ يقرأ كتب الفلسفة ,و تاريخ الحضارات , و الأعمال الأدبية و الكتب السياسية . وهو شخص متواضع و مواطن عظيم في شخصيتُة و حكمتُة و معرفتُة العميقة للواقع الذي يتمثل في كل أعمالة و كذلك في كل أبطال قصصُة و هم جزء منه حيث يعبرون من خلاله عن أفكارهم و ايمانهم و عقائدهم . و كانت أعمالة تمثل حُبُة واحساسة بالإنسان العادي الذي يعيش في   الأماكن الشعبية في القاهرة و خصوصاً حي الجمالية الذي اتشرف بانني ولدت في هذا الحي.و قد عبر نجيب محفوظ بدقة عن مشاكل المجتمع المصري لفترة أكثر من 50 سنة. و كتب بواقعية و حب و رقَة في كل أعمالة و كذلك لشخصيات مختلفة تعبرعن المجتمع الشرقي و كذلك العادات و التقاليد الشرقية من خلال قصصة (حكايات ابن البلد)

 

 

حي الجمالية

 

 

 

من مواليد حي الجمالية المشهور تأثر بعمق من مشاركتة لحياة الأنسان العادي و قد اصبح ابن البلد علامة في اعمالة... و الجدير بالذكر انة لم يرحل أبداً عن مصر و هو لا يُحب أن يسافر أو أن يغادر مصر حتي عندما حصل علي جائزة نوبل لم يترك مصر لأستلام الجائزة.

و يعتبر نجيب محفوظ المقدم الحقيقي المودرن للأدب المصري و العربي المعاصر 

 

 

اعمال نجيب محفوظ

اهم اعمالة هي :

 

ملحمة الحرافيش

 

 و قد كتب اهم اعمالة بعد انتصار اكتوبر 1973 و تحرير سيناء

 و كان ذلك رمز الأمل و حامل النصر و لهذا كان السيئون في القصة عند نجيب محفوظ ظاهرة قوياء من خلال الحرافيش 

 و في هذا العمل يرسم حياة المهاجرين الذين لا ينتمون إلي أحد الحواري, و لا أي وطن و برغم ذلك يظهر عاشور الناجي كشخصية ايجابية. و بحضور عاشور تم التغيير الجذري بمعني  الثورة للأنسان البسيط حتي استطاع الأنسان أن يحصل علي حريتُة و انضمامة إلي السلطة

 و شخصية عاشور كانت تعيش في عالم الأساطير و الخيال التي تظهر و تتسيد من خلال القوة الدرامية بمعني ظهور البطل الوحيد و المناضل الوحيد في عصر ما بعد ثورة 23 يوليو .. و فجأة توقف الزمن ليصبح كما هو عادة دون أي تغير و البحث من جديد عن الطبقة الحقيقية لاحداث التغيير

و هذا يعني أن الشحاتين (الفقراء) في النهاية كانوا يبحثون عن الخلود  و البطولة حتي يضمنوا لهم مكاسب لأولادهم تحت رعاية الملائكة حيث يستطيعو أن يعيشوا الشرفاء... أما بالنسبة لنجيب محفوظ فذكر انة  

 

لا أريد أن أعيش يوم واحد بدون عشقي للكتابة

 

هكذ قال نجيب محفوظ

 

اذا رحلت عني رغبتي في الكتابة اتمني أن تكون تلك ليلة وفاتي

 

نجيب محفوظ فرعون الأدب المصري المعاصر في وجهة نظر الغرب

 

و ذلك عندما حصل علي جائزة نوبل في الأدب العالمي عام 1988.

و قد عرفت أعمالة  طريق الترجمة إلي اللغة الأنجليزية, الفرنسية,الألمانية ,الإيطالية , الصينية , الروسية ثم أخيراً اللغة اليونانية...

و سيظل أسم نجيب محفوظ الذي ولد في ديسمبر عام 1911 في القاهرة . قارئ جيد في الفلسفة و الأدب و هذا الرجل العظيم عمل في بداية حياتة  موظف حكومي و قد تأثر نفسياً بوالدتة  و  احبها حُباً شديداً برغم انها لا تعرف القراءة و الكتابة و لكن كانت علي معرفة بتاريخ الأثارالفرعونية .و في اثناء طفولتة كانت والدتة تقودة إلي الأماكن الأثرية التاريخية لمعرفة الحضارة المصرية القديمة في القاهرة و بالتالي تأثر نجيب محفوظ بهذة الحضارة  مما أدي إلي حُبُة الشديد إلي وطنة مصر كمشعل للحضارة و التي مثلها في جميع أعمالة.

 

رحم الله أديب مصر و العرب نجيب محفوظ

 

***************

 

اهم اعمال نجيب محفوظ

 

عبث الأقدار - رادوبيس - كفاح طيبة  - القاهرة الجديدة - خان الخليلي - زقاق المدق - السراب 

 

بداية ونهاية عام 1949 

تم ترجمتة الي اللغة اليونانية  للاستاذ الدكتور احمد عتمان استاذ و رئيس قسم الادب اليوناني بجامعة القاهرة رحمة الله علية

 

 

الثلاثية 

بين القصرين -  قصر الشوق - السكرية 

اللص والكلاب - السمان والخريف - الطريق - الشحاذ - ثرثرة فوق النيل - ميرامار - أولاد حارتنا - المرايا - الحب تحت المطر - الكرنك 

حكايات حارتنا - قلب الليل - حضرة المحترم - ملحمة الحرافيش - عصر الحب - أفراح القبة - وكالة البلح - ليالي ألف ليلة

الباقي من الزمن ساعة - أمام العرش - رحلة ابن فطومة - العائش في الحقيقة - يوم مقتل الزعيم - حديث الصباح والمساء - قشتمر - الشريدة

 

قصص قصيرة

همس الجنون - دنيا الله - بيت سيء السمعة - خمارة القط الأسود - تحت المظلة - حكاية بلا بداية وبلا نهاية - شهر العسل 

الجريمة - الحب فوق هضبة الهرم - آثار الحكيم- الشيطان يعظ - رأيت فيما يرى النائم 

التنظيم السري - صباح الورد - الفجر الكاذب - أصداء السيرة الذاتية - القرار الأخير - صدى النسيان 

فتوة العطوف - أحلام فترة النقاهة 

 

و أخيراً ترجمت إلي اللغة اليونانية أخر أعمال الأديب الكبير نجيب محفوظ إلي اللغة اليونانية عام 2000. قام بترجمتها إلي اللغة اليونانية الأستاذ الدكتور أمين أحمد عزالدين أستاذ الأجتماع السياسي – جامعة بانديوس للعلوم السياسية – أثينا – اليونان و هي

السعادة – الرجل القوي – الزلزال – المعلم – العودة 

 

 

 

المكتوب علي الجبين لازم تشوفة العين - رؤية مصرية خالصة

السعادة – الرجل القوي – الزلزال – المعَلم – العودة 

المكتوب في الفكر اليوناني

(أن الخطائين الذين فسدوا في الأرض قد دفعوا الثمن علي اخطائهم و الذين تحملوا قسوة الحياة بالصبر فوجدوا راحة البال و النعيم)

 

*********

 

 

عابر سبيل 

أ.د. أمين أحمد عزالدين 

أستاذ الأجتماع السياسي 

جامعة بانديوس للعلوم السياسية 

رئيس الجمعية العلمية اليونانية للدراسات العربية و الأسلامية 

 

حركة الترجمة المعاصرة في مواجهة خطر الحروب و صراع الحضارات

2014-11-09 12:32

 

حركة الترجمة المعاصرة في مواجهة خطر الحروب و صراع الحضارات

 

Το σύγχρονο μεταφραστικό κίνημα στην αντιμετώπιση του πολεμικού κινδύνου και την σύγκρουση πολιτισμών 

The modern translational movement dealing with the danger of war and civilisation crash 

 

 

 

 

                     الأستاذ الدكتور أحمد عتمان - رئيس قسم الأدب اليوناني  جامعة القاهرة 

و الاستاذ الدكتور أمين عزالدين- أستاذ الأجتماع السياسي بجامعة بانديوس للعلوم السياسية - أثينا                      

        

فى بداية مقدمتى اود ان اوضح دور وأهمية حركة الترجمه الحديثه  فى سياق التبادل الثقافى للأدب المصرى و العربي المعاصر والادب الاوروبى الحديث ، والذى تطور ايجابيا بعد الحرب العالميه الثانيه، من خلال   ترجمات ونقل للمعرفه من الأدب المصرى و العربي المعاصر الى الادب الاوروبى . حيث ترجمت اعمال لعميد الأدب العربى الدكتور/ طه حسين ،والأديب توفيق الحكيم ، وكذلك الاديب نجيب محفوظ ، وغيرهم ، الى اللغات الأنجليزيه، والفرنسيه، والالمانيه . وتطورت حركة الترجمه والتبادل الفكرى بقوه بعد ان اقتحمت اعمال الأديب المصرى نجيب محفوظ، وخاصة بعد حصوله على جائزة نوبل للآداب ، واصبحت أهم اعماله المترجمه فى متناول الجميع فى اوروبا فيما عدا اليونان، وربما يرجع ذلك الى عدم وجود حركة ترجمه قويه متكامله للأدب بين الجانبيين من خلال سياق التبادل

الثقافى بين مصر و الدول العربية واليونان، وربما يكون هناك ترجمات من الادب اليونانى  فى مصر، وذلك فى اطار نقل المعرفه اليونانيه الى اللغه العربيه . الا ان هناك عجز واضح فى نقل الادب المصرى و العربي إلى الأدب اليونانى ، برغم ان هناك  صلات وثيقه عبر  التاريخ القديم والحديث بين الفلسفه اليونانيه من جانب ، والفلسفه العربيه والأسلاميه من جانب آخر . فلقد راودتنى بشده فكرة تقديم بعض الاعمال للأدباء المصريين و العرب المعاصرين إلى اللغه اليونانيه وذلك حين مابدأت بتدريس بعض فقرات موجزه عن الأدب المصرى المعاصر عام 1985 الى طلبة وطالبات الجامعات اليونانيه.

ومما لا شك فيه ان المرحله الأولى قد واجهت من الصعوبات الكثيره وذلك لعدم عثورى على نص ادبى واحد يمثل عمالقة الفكر والادب المصرى المعاصر باللغه اليونانيه ، حتى ظهرت بدايه ونهايه للاديب الكبير نجيب محفوظ ، حينما استطاع أخي و صديقي الاستاذ الدكتور/ احمد عتمان ’ أستاذ و رئيس قسم  الأدب اليوناني بجامعة القاهرة (رحمة الله علية)  بترجمة هذا العمل العظيم إلى اللغه اليونانيه . وبالتالى اصبحت ترجمته بدايه ونهايه هى احد المصادر الاساسيه التى يعتمد عليها لدراسة الادب المصرى و العربي المعاصر لطلبة وطالبات الجامعات اليونانيه. وبالتالى فأن ترجمته بدايه ونهايه للغه اليونانيه هى فى الواقع ميلاد جديد، وفكر جديد، وطرح جديد . ومن هذا المنطلق فلقد قدمت بعد ذلك الأديب الراحل يحيى حقى إلى الشعب اليونانى من خلال قصته القصيره (قهوة ديمترى)وهى احد اعمال الاديب الكبير يحيى حقى عام(1926)، لتصبح خطوه اخرى ثانيه جديده، وامتداد جديد، ووجه آخر جديد فى حركة التبادل الثقافى للترجمه الحديثه لأدبنا المعاصر للغه اليونانيه. وعندما قدمت الاديب الراحل يحيى حقى الى الادب اليونانى فأننى بذلك اعطيت الفرصه للقارىء ان يلقى الضوء على ظروف وطبيعة الأدب المصرى .وفي الواقع ان تقديم نجيب محفوظ ، ويحيى حقى إلى الادب اليونانى ، هما خطوتان اساسيتان فى صرح التبادل الثقافى لحركة الترجمه الحديثه ، بل نواه اساسيه لظهور ترجمات اخرى إلى الادب اليونانى . ومما لا شك فيه ان حركة الترجمه المعاصرة ليست هدف لنقل المعارف 

والمعلومات فحسب، بل ان ا لترجمه هى تواصل حر بين الحضاره المصريه والعربيه من جانب، والحضاره اليونانيه من جانب آخر.

 

 

 

نجيب محفوظ - يوسف ادريس - يحيي حقي - محمود تيمور - طة حسين - توفيق الحكيم

 

ان تقديم نجيب محفوظ ويحيى حقى، هما خطوتان اساسيتان فى دعم حركة الترجمه الحديثة ، ونقل الأدب المصرى والعربى المعاصر للغه اليونانيه . ولقد سنحت لى الفرصه اثناء حضورى للمؤتمر الدولى للادب المقارن فى العالم العربى ، والذى عقد بجامعة القاهره يوم 20- 22 ديسمبر 1995 تحت اشراف الوزير الدكتورمفيد شهاب . ورئاسة الأستاذ الدكتور حمدى ابراهيم عميد جامعة القاهرة  ، والدكتور / احمد عتمان . والذى حضره لفيف من اساتذة الجامعات العربيه والاجنبيه ، حيث كنت ممثلا للجامعات اليونانيه فى هذا المؤتمر وقد كان لى الشرف العظيم ان تقدمنى إلى الحاضرين السيده الجليله الاستاذه الدكتوره/ فاطمه موسى ، حيث كانت أول محاضرة لي القيها في جامعة القاهرة عام 1995 عن كيفية واسلوب نقل الادب المصرى و العربي المعاصر الى اللغه اليونانيه

 و الفكراليونانى .

 كما سنحت لى فرصه اخرى فى 8/12/1996 عندما كنت ممثلا عن جامعتي  (بانديوز للعلوم السياسية بأثينا) و ذلك  بحضوري  للمؤتمر العالمى حول الادب المقارن فى محافظة- بطرا باليونان  . وكان ذلك تحت اشراف جامعة - يونيو اليونانيه . وفى هذا المؤتمر قدمت بعض اعمال للأديب نجيب محفوظ ويحيى حقى، وتوفيق الحكيم، و محمود تيمور ويوسف ادريس و كذلك قمت بترجمة بعض اعمال لعميد الأدب العربي الدكتور طة حسين الي الأدب اليوناني  .   ومن هذا المنطلق استدعانى محافظ جزيرة رودوس لأهدائي (وسام السلام للجزيرة)  

فى 27/6/1997 ، حيث القيت محاضرتى عن اللغه العربيه والادب العربى ، وترجمة اعمال الادباء المصريين الى اللغه اليونانيه كجسر للتواصل بين شعوب البحر الابيض المتوسط و ذلك في مؤتمر بجامعة باطرا و قام العميد بأهدائي وسام الجامعة   .

وامتدادا لهذا المشروع الحضارى الثقافى الذى سيحدد من خلاله طبيعة العلاقات التاريخيه التى ستعتز به الأجيال القادمه فى المستقبل ، فلقد قررت تقديم (فارس الكلمه العربيه)والاديب الراحل - يوسف ادريس - الى الفكر اليونانى في عدد ترجمات (الأم - حمار بنضارة - الساعة و كذلك تاريخ حياة الاديب الكبير).

ولقد كان اختيارى للأديب يوسف ادريس له معنى ودلالات فى نفسى، حيث اننى اقترب منه بعض الشىء فى اسلوبه ، وفلسفته التى تدور حول فلسفة القلق واليقين على ارض الواقع والتى عاشهاالاديب العظيم من خلال مرحلة الصراع الطويل ، والتى ظهرت من خلال اعماله التى انبعثت من احشاء الرؤيه الانسانيه للبيئه المصريه، وبالتالى فلقد كان قرارى بتقديم تاريخ حياة الاديب يوسف ادريس هو فى الواقع ميلاد جديد، وفكر جديد، بل وطرح متنوع جديد يعبر عن اصالة الشعب المصرى ’ فلقد كان الاديب الراحل فى صراع طويل حول معنى الحياه والموت وقضية الواقعيه للجانب الانسانى المصرى ولهذا انبثقت كلماته ما بين الامل والرجاء حتى اصبحت اعماله معجزه لقضايا داخل المجتمع المصرى وبالتالى فأن تقديمى لحياة الاديب يوسف ادريس، هو انفتاح جديد لشخصيتة  ، ونقلها من اللغه العربيه الى اللغه اليونانيه . حيث تميز الأديب بحسه الوطنى ،

وبكتاباته التى تعبر عن صدق وعمق الجانب الانسانى فى الانسان المصرى بمشاكله وارتباطه بالارض ، وعمق المشكله الاجتماعيه التى كان يواجهها حتى  ثورة 23 يوليو 1952 . وبالتالى فأن الاديب استخدم اسلوبا جديدا مختلفا فى الحوار من خلال انماط مختلفه تمثل القيمه القدريه عند المؤلف .

واخيرا يشرفنى ان اقدم الاديب الراحل يوسف ادريس الى الفكر اليونانى ، كرمز للصداقه المصريه اليونانيه. وفى نفس الوقت ايمانا منى ان هذا العمل سوف يعطى دفعه قويه ثقافيه وحضاريه فى سياق تبادل التراث الانسانى بين

الشعبين . ومن جانب آخر فهو محاوله جاده للتعريف الشامل عن هوية الفكر الانسانى للانسان المصرى  التى تنبثق من ضميرهذه الأمه وايمانها بالله والأنسان. 

 واليوم ونحن فى بداية القرن  21، نواجه مشاكل خطيره وأكثرتعقيدا مثل مشاكل البيئه وتلوث المناخ، والحدود الجغرافيه و التعصب الديني و هي

ازمات مستقبلية تهدد بالصراع العرقي و الديني بجانب الخوف علي 

مصير البشريه و امامنا خطر الحروب فى منطقتى البلقان، والبحر المتوسط و المنطقة العربية.وذلك يرجع الى غياب الدور الثقافى والحضارى فى اطار فكرة صراع الحضارات والتى طرحت بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر .كل هذه الموضوعات تدعو الى القلق من المستقبل، وبالتالى يجب ان نواجه ذلك بالمناقشه والحوار عن حلول امثل ، وذلك امر ضرورى وحتمى اليوم ، بل اننا فى حاجه ملحه لطرح فكرة التقارب بين الحضارات وذلك بالتقارب بين الشعوب من خلال اللقاءات فى المجالات

(السياسيه- الاقتصاديه- الاجتماعيه- الثقافيه) ، لكى نحمى يومنا ومستقبلنا من صراع وهمى يسمى صراع الحضارات وبالتالى ان جميع اعمالى سواء الادبيه أو العلميه كانت تدخل فى اطار تبادل التراث الفكرى بين الحضارات ، وبالنسبه لى شخصيا فأنه الامل الذى اتمنى واسعى الى تحقيقه

 

عابر سبيل

أ.د. أمين أحمد عزالدين 

رئيس الجمعية العلمية اليونانية للدراسات العربية و الأسلامية 

 

من ذاكرة التاريخ - جمال عبد الناصر

2014-09-27 14:28

 

 

من ذاكرة التاريخ - جمال عبد الناصر  *

 

بقلم أ.د. أمين أحمد عزالدين 

27.9.2014

 
 
Από την μνήμη της Ιστορίας: Γκαμάλ Αμπντελ Νασερ, του Δρ. Αμιν Εζελντίν, 27.9.2014 δημοσίευση
 
From the History's Memory: Gamal Abdel Nasser, by Dr. Amin Ezeldin, 27.9.2014 published
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
*******************************
 
 
  اننا نعيش في مجتمع لم يتبلور بعد ’ و مازال يفور 
 و يتحرك و لم يهدأ حتي الأن برغم أن شعبنا قد 
صنع المعجزة و مازال صامداً 
 
جمال عبد الناصر  
 
****************************

ابن خلدون في مواجهة سوء الفهم عند الدكتور طه حسين

2014-07-23 23:24

 

ابن خلدون في مواجهة سوء الفهم عند الدكتور طه حسين

 

Ibn Khaldun and the Misunderstanding with Dr. Taha Hussein

Ο Ιμπν Χαλντούν σε αντιμετώπιση της παρεξήγησης με τον Δρ. Τάχα Χουσέιν

 

 

واجَة ابن خلدون العَديدُ من الخصومات و الحَمَلات التي قُصدَ منها التَشهير بة 
و ذَلك بدافع الغيرة فَقَد اتَهَمُة ابن عرفة مُفتي تونس‘ كما هاجمُة الجمال عبدالله البشبيشي و غَيرهُم الا أن هُناك الكَثير من المُدَافعين عَنُه مثل العَلامة المَصري 
و المؤرخ تَقي الدين المَقريزي و كَذَلك ابو العَباس القَلقَشَندي صاحب كتاب ( صُبح الأعشيَ في صُنع الأنشاء) اما المُفَكرين الغَربيين فَقَد انصَفوا ابن خلدون ولَقَد واجَهنا حَمَلات من خُصومُة الذينَ اساؤا اليه من بَعض المُفكرين المُحدثين المَصريين و عليَ رأسُهُم 
1) الدكتور طه حسين
2) الأستاذ أحمد أمين

و بالنسبة للدكتور طه حسين فَلقَد اساء فَهم ابن خلدون في رسالتة للدكتوراة المُقَدَمة في فرنسا عام 1922 عن (فلسفة ابن خلدون الأجتماعية) – حَيثُ ذَكَرَ أن ابن خلدون ادَعيَ كذباً دراستُة لكتاب المُختَصر ‘ و لتصحيح ذلك الأمر 
(فَلَقَد كَتَبَ ابن خلدون في مُقَدمتة فصلاً كاملاً عن الفقة و عن مُختَصر بن الحاجب و تاريخ دخولُة المَغرب و اثرُة في دراسة الفقة المالكي مع تحليل كامل)
فالأول اسمُة (المُختَصَر الكَبير)‘ و الثاني (المُختَصر الصَغير)‘ 
و قَد شَرَحَ ابن خلدون المُختصَرين شرحاً و افياً و المُختَصر‘ الأول في (الفقة) 
و الثاني في (أُصول الفقة)‘ و العجيب أن يُتهم ابن خلدون و هو اماماً في الفقة المالكي و قاضي قُضاة المالكية في مصر‘ و تولَّيَ تدريس الفقة الأسلامي في المغرب ثم كَبير العلماء بالأزهر. 
(الرد من الأبحاث و الدراسات اليونانية المُقدمة عن فلسفة التاريخ الأسلامي للدكتور أمين عزالدين بكلية العلوم السياسية – أثينا – عام 1980 ) 
هذا و قَد أنصفَةُ من مُعاصرية العلامة المقريزي حيثُ قالَ: 
-(إلا أنَةُ لكثرة فضلِة و عظيم سيادتة و نُبلةِ لم يَعد قَطُ عدواً و لاحاسداً‘ و لم يفقذ في حالِ من الأحوالِ ضد مُعَانَدَاً) دور العقود الفريدة طبعة اسطنبول ص. 58 ‘ 
(كما وصفُة المُؤرخ أبو المحاسين بِن تَغري بردِي يشاطر شَيخَة المقريزي تقديرة لأبن خلدون قال (باشر القضاء بحرمةِ و افرة و عظمةِ زائدة و حمدت سيرتُة). 
و لقد أخذ أبو العباس القلقشندي صاحبُ كتابُ (صُبح الأعشي في صناعِة الانشاء) عن ابن خلدون و موسوعتة أشياء كثيرة‘ و بذلك نري هذا المُؤرخ العظيم ابن خلدون قد هاجمةُ البعضُ‘ اما المفكرين الغربيين فقد انصفوا ابن خلدون حيثُ قال عند الفيلسوف و المؤرخ (ارنولد توينبي)

(أن ابن خلدون في المقدمة التي كتبها لتاريخة العام قد ادرك و تصور و أنشأ فلسفة للتاريخ هي بلا شك أعظم عمل من نوعة خلقة أي عقل في أي زمان 
و مكان).
كما كتي الأستاذ المؤرخ (روبرت فلينت) عنة فقال : 
- (من وجهة علم التاريخ أو فلسفة التاريخ يتحلي الأدب العربي بأسم من المع الأسماء‘ فلا العالم الكلاسيكي في القرون القديمة و لا العالم المسيحي في القرون الوسطي يستطيع أن يقدم أسما يضاهي في لمعانة ذلك الأسم). 
إنة أول كاتب بحث في التاريخ بموضوعية حيث اكتشفوة علماء الغرب و بعثوا تراثة من أحضان النسيان‘ كما ادركوا المعاني الخاصة لكلماتة‘ و أن علي من يريد أن يقرا مقدمة ابن خلدون يجب أن يكون ذا عقل علمي حر خالي من المؤثرات المختلفة‘ فليس من شيء تضيع الحقائق معة كعدم التجربة أثناء البحث العلمي.. 
ولَستُ هنا في مجال المُهاجمة للفريق الذي يتَزعمةُ الدكتور طه حسين 
و الأستاذ أحمد أمين‘ و لكن أضع الحقائق أمام القارئ حتي يستطيع أن يُحدد بالبحث المُجرد لشخصية ابن خلدون الذي أعتبرُة العُلماء الغربيون حدثاً فريداً‘
و في نفس الوقت احاول أن ادفَع الظُلم بعين العدل و الأنصاف عن واحد من خَيرة ابناء هدة الأمة العربية.... 
و قديما قال طرفة ابن العبد : 
و ظُلمِ ذيِ القُربيَ أشدُ غَضاضةٍ
عليَ النفس من وَقع الحُسامٍ المُهندِ
كما اساءَ طه حسين و عدد اخر من الباحثين الفهم لمدلول كلمة العرب عند ابن خلدون و ذلك لأنهُم لم يمعنوا النظر في قرأءة المقدمة حيثُ ذَكَرَ طه حسين في رسالتُة للدكتوراة ص. 100-102 أن ابن خلدون يكره العَرب و العروبة كما اتهمُة بالشعوبية و انه من الكافرين بَالعروبة و يقترب من هذا الفكر الأستاذ أحمد أمين في كتابة (ضُحي الأسلام و فَجر الأسلام) و لقد اشَرتُ الي اخطاء طه حسين 
و أحمد أمين في هجومهم علي ابن خلدون من خلال عدد مقالات اهمها : 
1. مجالة الحضارة العربية ‘ الصادرة في أثينا في العدد 55 ص. 7 بتاريخ 18 ديسمبر عام 1984 تحت عنوان "قضية العروبة عند ابن خلدون"
2. جريدة الرأي العام القاهرية في العدد 59 بتاريخ 13 يونيو عام 1985 تحت عنوان "قضية العرب و العروبة" 
3. رسالة الدكتوراة الأولي بجامعة بانديوس للعلوم السياسية تحت عنوان "فلسفة الأجتماع السياسي" – أثينا – اليونان 
4. رسالة الدكتوراة الثانية تحت عنوان "فلسفة التاريخ عند ابن خلدون" بجامعة كريت – اليونان -2012
و الجدير بالذكر أن الدافع الأول و الباعث الحقيقي بالنسبة لي هو مواجهة اخطاء العرب و المصريين و عدم فَهمُهم للمقدمة و الذين تسرعوا في الهجوم علي ابن خلدون.
و برغم ان الدكتور طه حسين من دعاة التنوير و من رواد التغريب اِلا ان الأسلاميين يؤكدون ان الغرب هُم الذين لقبوة بلقب عميد الأدب العربي و مهما كان الأمر فأن طه حسين بطبيعتُة كان يجد متعة في نقد العلماء و الأساتذة علي مبدأ (خالف تُعرف) و كان عَنيداً ‘ محباً للظهور و هو أول من نقد استاذُة (المنفلوطي) ‘ هذا بجانب كتابُة في الشعر الجاهلي الذي اُخذَ عليه بسبب هجومُة علي سيدنا ابراهيم و سيدنا اسماعيل و شكك فيهم تاريخياً بل شكك في زيارتهم ِالي الكعبة ‘ كما اُتهم بالكفر و الألحاد و كانَ عادةً يُخطئ في العلن 
و يعتذر عن الخطأ في السر ‘ انةُ المُعلم الذي قام بتحكيم العقل و دعي الي الشك و النقد و المعارضة ‘ و علي نفس المنوال سار الأستاذ أحمد أمين الذي كان مُتشككاً‘ مُتردداً تختلف وجهة نظرُة حسب الزمان و المكان و لم يترك لنا فكر محدد ذو صبغة محددة و قال عنة الأخرين انه (مُتَقلب) . 
و أخيراً اُقدم مجموعة من الأبحاث في مجال الدفاع عن ابن خلدون ضد بعض العلماء العرب كإهداء اِلي المُعلم خالد الذكر 
العبدُ الفقير اِلي الله تعاليَ ... حُجة البلغاء... جليس الملوك ... قدوة العلماء... علم الأعلام ... قاضي القُضاء ... الفقيه الجليل المُعظم... الصَدر الأكبر ... الرئيس الحاجب .... العالم الفاضل....
ابو زيد عبدالرحمن ابن خلدون الحضرمي ...
عليَ ايّ حالٍ للَّيالي أُعاتبُ..... 
و أيَّ صُروف للزمان أغالبُ.....
كَفيَ حُزناً أني عليَ القُرب نازحُ.....
و إني عليَ دَعوي شُهودي غائبُ...
و إني عليَ حُكمُ الحَوادث نازلُ ........
تسالمني طوراً و طوراً تحاربُ .... 
و السلام علي من اتبع الهدي

قضية العرب في فكر ابن خلدون و مغالطات د.طه حسين

2014-07-23 23:23

 

قضية العرب في فكر ابن خلدون و مغالطات د.طه حسين

 

Η υπόθεση των Αράβων στην Χαλντουνική Σκέψη και τα σφάλματα του Δρ. Τάχα Χουσέιν

The Arabs Case in Khaldunism and Dr. Taha Hussein' errors

 

 

أخطأ البعض من الباحثين والكتاب في فهم مدلول كلمة العرب عند عبدالرحمن بن خلدون حيث اُعتُقدَ أن هذا المؤرخ و الفيلسوف الكبير قد تحامل علي العرب من خلال مقدمتة الشهيرة‘ حيث ذكر ص 149
(فصل في أن العرب اذا تغلبوا علي أوطان أسرع إليها الخراب)
(فصل في أن العرب أبعض الناس عن السياسة و الملك)
(فصل في أن العرب يتغلبون إلا علي البسائط) 
والحقيقة أن ابن خلدون لا يقصد من كلمة العرب في هذة الفصول الشعب العربي‘ و انما يستخدم هذة الكلمة بمعني الأعراب أوسكان الصحراء الذين يعيشون خارج المدن وهم عادة جنود مرتزقة أو يشتغلون بمهنة الرعي 
و يتخذون الخيام مساكن لهم‘ ويقول في مقدمتة 
(و أما من كان معاشهم من الأبل فهم اكثر ظعناً ‘ و أبعد في الفقر مجالاً ‘ فكانوا لذلك أشد توحشاً. و ينزلون من أهل الحواضر منزلة الوحش غير المقدور عليهم 
و المفترس من الحيوان ‘ و هؤلاء العرب. و في معناهم ظعون البربر و زناتة بالمغرب و الأكراد و التركان بالمشرق ‘ إلا أن العرب أبعد نجعة و أشد بداوة لأنهم مختصون بالقيام علي الأبل فقط) 
المقدمة ص 412-413
ويقول ابن خلدون (أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك : و السبب في ذلك (أنهم أكثر بداوة من سائر الأمم و أبعد مجالاً في الفقر لأ عتيادهم الشظف 
و خشونة العيش‘ فامتغنوا عن غيرهم فضعف انقيادهم بعضهم لبعض). أي انهم أهل تفكك و أستغناء و عدم خبرة بالأدارة . 
و فضلا عن ذلك فان ابن خلدون قد صرح بقصدة من ذلك (من كلمة العرب) حيث كان قصدة دراسة القبائل البدوية دون غيرها‘ وهذا واضح في الباب الثاني من المقدمة حيث قام بتحليل مسهب عن العمران البدوي و الأمم الوحشتية . 
هذا و قد أساء بعض من الباحثين فهم مدلول كلمة العرب و لم يمعنوا النظر في قراءة المقدمة أو فهم افكار ابن خلدون و الذي كان يقصدة من هذة الكلمة سكان البادية الذين يشتغلون بمهنة الرعي ‘ و ممن وقع في هذا الخطاء الاستاذ الدكتور طه حسين في رسالتة عن (فلسفة ابن خلدون الأجتماعية ) ص 100-102 
حيث يقول بعد ان بين مظاهر الضعف الذي انتهي الية أمر العرب في عصر ابن خلدون (أنة كان يكرة العرب لسبب نشأتة في وسط الاسر البربرية المجاهدة بعدائها للعرب و الذين خربوا افريقيا الشمالية في القرن الخامس) و هذا يتناقض مع تصريح ابن خلدون بان البربر بدو كالتركمان و غيرهم . 
و قد زعم الدكتور طه حسين أن ابن خلدون كان يدين بالشعوبية المعادية للعرب 
و أنه من الكافرين بالعروبة. و هذا يرجع إلي عدم فهمة الغير صحيح لمدلول كلمة العرب عند ابن خلدون. 
و علي نقيض الدكتور طه حسين كان الكاتب الألماني فون فيسند ذلك الذي أعلن أن ابن خلدون (كان يتألم لتداعي صروح الهيبة العربية أيما تألم. و لم يرق لة أو يرضية – مدفوعاً بالنزعة القومية – أن تتقدم الشعوب التركية الي زعامة الأسلام ... و ابن خلدون عربي اندلس صميم...بكتاب الدكتور طه حسين ص 176-177 .
و من الغريب أن يقع في هذا الخطاء باحثون عرب بينما المستشرقون و الكتاب الأوروبيون و الأتراك ينصفون ابن خلدون و إليك مثلاً البارون دوسلان الذي ظهرت ترجمتة الفرنسية لمقدمة ابن خلدون عام 1878 فيقول في تعليقة علي الفصل الثاني (فصل في أن جيل العرب في الخلقة طبيعي) يقول دي سبلان لشرحة لكلمة العرب في هذا الفصل و في معجم الالفاظ أن كلمة العرب معناها البدو الرحل . 

Les Arabes d’ Ibn Khaldoun sont les Arabes Nomades (Vol 3,448)

وقد اشار كذلك إلي هذا المعني ضمناً لا صراحة المؤرخ جودت باشا في ترجمتة لكتاب المقدمة. اذ ترجم العرب علي انها (قبائل العرب) يريد بها : النظام القبلي فأضافة لفظ قبائل هنا يفيد ذلك المفهوم البدوي و ليس الحضاري و هو المفهوم الذي قصدة ابن خلدون . 
موضع اللبس في مفهوم العرب و العروبة
تحدث ابن خلدون عن مجد العرب قبل و بعد الأسلام و لكن مصدر الالتباس يرجع الي انة في الحالتين استعمل كلمة العرب فترك المجال للشعوبين لأن يتجاوزوا قصد المؤلف الي التمسك بالكلمة دون المعني و الي اتخاذها حجة لهم للتنديد بالعرب 
و الحط من شانهم . 
ولا شك فية ان الفرق بين العرب و الاعراب كان غير واضح تمام الوضوح منذ فجر الاسلام. فان كامة العرب كانت تشمل الاعراب فهي اذن أعم في استعمالة منها. غيرأن القران الكريم كان دقيقا في استعمالة و تعبيرة عن سكان البادية فهو لا يسميهم الا الاعراب و من ذلك قولة تعالي في سورة الاحزاب 
(يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم، ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا
و في ترجمة يوسف علي للغة الانجليزية عام ) 
(ترجمة معاني القران الكريم الي الانجليزية).
يوسف علي
They would wish they were in the desserts (wandering) among the Bedouins

و بهذا ذكر يوسف علي في ترجمتة الي الاعراب بمعني البدو. 
و لكن بعض الكتاب القدماء قد استعملوا كلمة العرب بمعني الاعراب بصفة مطلقة وذلك قبل ابن خلدون, ففي كتاب الثعالبي في كتاب (فقة اللغة) كان قد كتب عن فصل بعنوان (في تسمية العرب ابناءها بالشفيع من الاسماء) كما كتب قدامة بن جعفر في كتابة (نقد النثر) بهذا المعني حيث قال (فأما العرب فاذا لحن الواحد لقربة من الحاضرة و نزوله عن طريق السابلة- سقطت عند اهل اللغة منزلتة وَدُفعَت وَرُفضَت لُغَتةُ) ساطع الحصري ص 154 من كتاب فلسفة ابن خلدون و في نفس المعني كتب ضياء الدين بن الاثير في كتابة (المثل السائر في ادب الكاتب 
و الشاعر). اما في مصر فان استعمال كلمة العرب كانت قد عمت بمعني البدو حتي في لغة القوانين و الدواوين الرسمية . و في كتاب (العرب و التاريخ) للكاتب بونارد لويس استاذ تاريخ الشرق الادني و الاوسط بجامعة لندن‘ قد شرح فيه تطور كلمة العرب و هذة مقتطفات من شرحة تبين صحة ماذهب الية ابن خلدون وخطأ الذين تحاملوا علية او اساؤا فهمة . 
قال برنارد لويس : 
(ان دلالة كلمة (عربي) كانت تتغير باستمرار خلال هذة المدة الطويلة بطريقة بطيئة و معقدة. و كا نري الاصطلاح يمكن استعمالة في معاني عدة و مختلفة و منذ العصور العباسية المتأخرة و ما بعدها ارتدت كلمة العرب الي مدلولها القديم من بدو أو رحل و اصبحت في الحقيقة مصطلحاً اجتماعياً قبل ان تكون مصطلحاً 
و جغرافياً و بشرياً . و كانت تستعمل في كثير من تواريخ الحروب الغربية لتدل علي البدو فقط. هذا و قد كان علماء الغرب الذين اكتشفوا ابن خلدون و بعثوا تراثة من احضان النسيان قد ادركوا المعاني الخاصة لكلماتة. 
و في النهاية اود ان اذكر هنا ان الفيلسوف و المؤرخ عبدالرحمن بن خلدون قد سجل في مقدمتة التالي : 
- ( أن الأنسان ابن بيئتة)
فيكون سهلا علينا وصف الخلق العظيم كصفة للعرب حيث قال تعالي في كتابة الكريم . 
بسم الله الرحمن الرحيم
و انك لعلي خلق عظيم
كما ذكر القران 
كنتم خير أُمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله

و أن علي من يريد أن يقرا مقدمة ابن خلدون يجيب أن يكون ذا عقل علمي حر خال من المؤثرات المختلفة فليس من شئ تضيع الحقائق معة كعدم التجربة اثناء البحث العلمي . و في نفس الوقت احاول أن ارفع بعين العدل و الأنصاف الي واحد من خيرة ابناء هذة الامة العربية. وقديما قال طرفة ابن العبد 
"و ظلم ذوي القربي اشد مضاضة علي النفس من وقع الحسام المهند "
والسلام على من اتبع الهدى
عابر سبيل


أ.د. أمين أحمد عزالدين

فقر الفكر و فكر الفقراء ......عند يوسف ادريس

2014-07-23 23:21

 

فقر الفكر و فكر الفقراء ......عند يوسف ادريس

 

Thought's Poverty and Poors' Thought by Yusef Idris

Η φτώχια της Σκέψης και η Σκέψη των Φτωχών κατά τον Γιούσεφ Ιντρίς

 

 

 

 

** فى عام 1957 بدأ الكاتب و الأديب المصري يوسف ادريس فى كتابُة القصه الطويله بجميع اشكالها(فى الأخلاق- الأجتماع- السياسه- حتى علاقة الذكر 
و الأنثي - والهزيمه)، وذلك واضح فى قصته (شيخوخة جنون) ، وكذلك في قصتة (شىء يجنن) . 
انه الكاتب المصرى والعربى الوحيد الذى انفرد فى الكتابه عن غريزة العلاقة بين الرجل و المراة بكل وضوح، حيث قدم لأول مره ما لم يستطع أن يقدمُه كاتب عربي من قبل ، حيث طرح فكرة القانون المقدس، وهو قانون الأنثي والذكر .
لقد عَبَرَ يوسف ادريس من خلال أعمالُه هذه عن كيفية تحول إرادة الأنسان إلى وسيله للأتصال لكى يَتَمَكن السجين أن يكسر جدار الصمت، ويصل إلى أصل الحياه ومعنى الحب والهروب و الخيانة . بذلك أستطاع يوسف ادريس أن يقدم بُعداً خامساً للأنسان، وهو بُعداً جديداً عن ألابعاد ألاربعه المعروفه :
(الحجم- الكتله- المسافه- الزمن)، 
اما البُعد الخامس عند يوسف ادريس فهو(المجهول) . ولايدخل هذا البعد فى مجال العلم ولكن يقاس بمقياس ذاتى مَحض، وبذلك كانت محاولته لأكتشاف
هذا البُعد لطرح فكرة الوجود اللا إرادى للذات. 
** أن الكتاب عند يوسف ادريس هو صراع حقيقى من العمل والانتاج لتحطيم كل العوائق الحياتيه.
يقول يوسف ادريس 
( اننى أستطيع أن اقوم بأى شىء ... أو عمل أي شىء... الا عندما امسك بالقلم، فأننى اتحمل مسئولية تَغييرعالم لا يتغير، وانساناً يزداد سوء)


(عام1981) 
لقد تأثر يوسف ادريس بالمجتمع الذى عاش فيه، بل تأثر بكتاب عالميين مثل (تشيكوف- تولستوى- جرهام جرين- ابسن- ميللر- ديستوفيسكى) 
** كان يوسف ادريس عظيماً فى كتاباتُه، وكانت لَهُ قدره فائقه على عرض قصصُه، فكانت هذه القدره التى تعلمها من والدُه الذى كان يهوى قص الحكايات بعد تحويلها إلى حديث ساخر. وكان يستمتع بأحاديث والده منذ طفولته ، وبالتالى فأن الكتابه عند يوسف ادريس خَلق يَتَشَكَل من خَلق سابق، ولد وعاش وكَبِرَ فى السن، وهو يَحلُم...فكان الحلم جزء مهم فى حياته لِكَى يَرىَ عالم جديد انسانى. 
ان الذى قَدَمُه يوسف ادريس هو فى الواقع انفجارلقمة الكُتاب والمفكرين المصريين والعرب على مدى كل العصور .
حيث كان يوسف ادريس قارئاً جيداً، وكانت كتاباتُه هى طريق صعب لتحدى الموت، لقد عاش متمرداً على اهلُه وشعبه وجميع الكتاب العرب والمصريين الذين سبقوا عصره. ان هذا الرجل لم يسترح يوماً واحداً فى حياته.
** والشىء المؤكد ان كل قصه كتبها يوسف ادريس فى حد ذاتها،
هو اكتشاف جديد لبُعد جديد لمفاهيم متعطله فى مجتمعاتنا حول طبيعة العلاقة بين الرجل و الأنثي ، وهذا يظهر واضحاً فى قمة اعماله 
(الحرام)، (النداهه)، (قاع المدينه) .
لقد تفوق يوسف ادريس فى تقديم المعنى الحقيقى للحرام، وما مفهوم العيب، وبذلك نراة يتفوق على نفسه حينما يجد بُعداً آخر غير (الحرام والحلال)، 
وهو مفهوم (البغايا) فيقول:
( متى يا الأهى تعطى بعض الرجال شجاعة بعض البغايا).
ويؤكد ان أى علاقه جنسيه بين الرجل والمرأه منذ فجر التاريخ تقوم على صفقه. الا ان العاهره تقولها دائما علانية
(انا لا اكذُب مثلكم، لكن الكذب أخدَش للشرف من الدعاره)

** كما نرى فى احد روائعه حينما كتب قصة (شىء يجنن) و ذلك عندما يسخر يوسف ادريس من الزيجات التى تأخذ اطاراً قديماً مُعقداً مثل الزيجات المصريه . ومن هنا كانت صرخة يوسف ادريس(آغاناكتسى) بمعنى هى صرخه ضد المفهوم العام السائد فى مصرضد الحريه . 
وفى عام 1957 قدم قصتُه (البطل)، ثم قدم قصة (اللحظه الحرجه)، حيث عبر عن روح المقاومه فى وجدانُه والمطالبه بالعداله الاجتماعيه، وكان كاتباً جيداً معبراً عن مقاومة الموت بالحياه، برغم انه لم يكتب عن الموت. ولكنه كان يعانى منه شخصياً، ولم يكن رحيلُه على فراش المرض ما هو الا اسلوب من اساليب المعارضه لأسباب الموت فى الحياه .
** رحم الله الرجل، حيث عاش حياة بأكملها معارضاً حتى اليوم الاخير فى حياتُه ، ولعل مَوتُه كان معارضه للواقع القبيح الذي فرض عليه ، و هو اقع مستحيل عانى منه الكثير ومن اهمها فكرة التعصب الدينى السائده فى المجتمع المصرى ، وهو الكاتب الوحيد فى مصر كلها الذى دخل في حوار فريد و رائع مع الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمة الله علية، حينما كتب كتابُه 
(فقر الفكر وفكر الفقراء)
ولهذا سيظل يوسف ادريس واحداً من عمالقة الثقافه العربيه برغم ان لجنة التحكيم المصريه كانت ترفض سنويا ان تعطيه جائزة الدوله فى الأداب، بل ولم تعترف به لانه كان العدو الاول للسلطه الثقافيه الرسميه للبلاد في عهد مبارك. 
واخيراً حصل على جائزة الدوله للأداب و بعد فترة حدث الانفجار فى قلب، و مخ يوسف ادريس .فتصلبت الشرايين ومات. بعد ان دخل الألم جَسدُه ونَفسُه
وقَلبُه ومخُه الذى ادى إلى انفجار تام ، ثم مات .
رحم الله الكاتب العربى الوحيد الذى استطاع ان يربط بين السياسه والغريزة ، بل بين العلاقة بين الرجل و المراة ، على انهما حركه للأنسان تصدر من الأعماق . فالسياسه ليست اختيار بل هى غريزه ، وليست رساله أو دور مهم فى الحياه ولكن لتحقيق الذات . ولااستطيع هنا ان انعى يوسف ادريس اكثر مما قالته الاديبه العظيمه الأستاذه الدكتوره/فاطمه موسى حينما قالت: 
(ان انتاج يوسف ادريس من الأدب اصبح اليوم ، ملك للتاريخ، وملك للادب والفن، وملك لمصر والعالم كله ...ان لحظة صدق مع يوسف ادريس تعادل الحياه بأكملها) 
** وفى الواقع ان رؤيتى ليوسف ادريس لاتختلف عن رؤيتي للبطل الاغريقى اليونانى الاسطوري الشهير (بروميثياس)
الذى سرق النار من قصر الأله (ذياس) لأن البشر فى حاجه إليه للتدفئه ، فحكمت عليه الألهه بالعذاب جزاء فعلتُه، ولكن يوسف ادريس لم يسرق النار لكى يعطيها، لشعب مصرللتدفئه، بل كان يخلقها بضرب الحجر بالحجر، وبضرب رأسه بفكره. فأنفجر ناراً لتصبح نوراً وهاجاً ليضىء لنا الطريق . انه بحق نموذج للأعجاز المصرى . ان يوسف ادريس لم يكن كاتبا فقط، ولكن كان اشعاع اخلاقي لملحمه الاهيه، لرفضه الاستسلام وتحطيمه لكل القيود .
** عندما مات يوسف ادريس انطفأ مصباح كبير من مصابيح مصر ، ولم ندرك حتى الآن مدى الخساره والظلام . 
يقول الكاتب العالمى البرتو مورافيا فى قصته الطفل :
( تقول الزوجه فى بساطه لوكان لدينا المقدره لذهبنا إلى السينما فى المساء ..... ولأننا لا نجد المال للذهاب فأننا نذهب إلى السرير...... وهكذا يولد الاطفال ) 
لقد قدم يوسف ادريس العديد من نوعية هذه القصص بجرأه
اكثر من البرتو مورافيا – فى
(الحرام- امرأة الخطيئه- ثم الفرافير) . 
هذا هو يوسف ادريس الذى لفظ نَفَسُه الأخير في احد حجرات مستشفى فى لندن 
** مات الرجل الذى رأى فى الحياه انها امرأه جميله، لايمل من مداعبتها... 
وقال فى لحظاته الاخيره قبل وفاته، عندما سأله احد الصحفيين : 


ماذا تريد من مَعشوقتك مصر التى تحبها 
فقال:
(قل لها لا تحزنى.. الحُزن يقتل العُمر ... والعُمر َقصير
والحياه حلوَه.... ومصر فى حاجه إلى الفرح)
بكى عليه شعب مصر، وهو الذى بكى على شعبه من الاكتئاب والأحباط . ومات ودفن بجوار النيل، ليصبح هو قَطرَه من قطرات
النهر العظيم (نهر النيل)، الذى لن يجف ابداً . 
فهل سيبعث من جديد داخل رَحم الطين الأسود على الضفاف
ليعود حقاً فى يوم ما 

 

عابر سبيل 

أ.د. أمين عزالدين 

من ذاكرة التاريخ عميد الادب العربي د. طة حسين

2014-07-23 23:15
 
من ذاكرة التاريخ عميد الادب العربي د. طة حسين
 
Από την μνήμη της Ιστορίας: ο Πρύτανης της Αραβικής Λογοτεχνίας, 
Δρ. Τάχα Χουσέιν
From History's Memory: Dean of the Arabic Literature, Dr. Taha Hussein
 
 

(الذكري ال40 لرحيل الدكتور طه حسين)

بمناسبة الذكري ال40 لرحيل الدكتور طة حسين اقدم الي القاريء الكريم نبذة عن تاريخ هذا الاديب .
ولد طة حسين 1889 م من أسرة مصرية في احدي قري صعيد مصر علي مقربة من مدينة مغاغة الواقعة علي الجانب الايسر لنهر النيل 
و كان والدة موظفاً صغيراً باحدي الشركات الزراعية لصناعة السكر‘ 
و انجب ابناء كثيرين‘ كان طة حسين سابعهم حيث فقد بصرة في الثالثة من عمرة و لكن عوض عن بصرة بذكاء حاد و ذاكرة قوية ‘ و قد أختار طريق التعليم الديني فألتحق بكتاب القرية و حفظ القرآن و بعض الاشعار القديمة و ابدا استعدادة لدخولة الازهر الشريف و كان قد سبقة الية اخ اكبر منة و الذي اصطحبة معة الي القاهرة للدراسة في سن الثالثة عشر. 
عكف طة علي دراسة العلوم الدينية و اللغوية بالازهر ثم درس علي ايدي الشيخ المر صفي الادب ثم انضم الي الحركات الاصلاحية التي كان ينادي بها تلاميذ الامام محمد عبدة مثل (قاسم أمين) الذي كان يدعو الي حرية المراة و كذلك (لطفي السيد) صاحب (الجريدة) الذي كان يدعو الي معايير جديدة في السياسة و الاخلاق و الاجتماع و كان طة حسين يتابع عن قرب و يشترك في هذة الحركة الفكرية و عندما فتحت الجامعة الاهلية ابو ابها للطلاب سنة 1908 تقدم اليها و اصبح طالباً فيها حيث سمع من اساتذتة ‘ امثال : 
الشيخ المهدي ‘ محمد الخضري ‘ حفني ناصف ‘ من المستشرقين ناليتو ‘ جويدي ‘ كما سعي طة الي المناهج العلمية في النقد التي استمع الية من الاساتذة الاوربيين مما أدي الي تعلم الفرنسية في مدارس ليلية حتي يفهم المحاضرات من الاساتذة الاجانب و في عام 1914 تقدم الي الجامعة ببحث عن أبي العلاء المعري حيث حصل علي درجة الدكتوراة 
و طبعت الرسالة بعد ذلك تحت اسم (ذكري أبي العلاء- اول رسالة دكتوراة من جامعة القاهرة) 
و قدم في هذا البحث استعدادات علمية و اضحة و ذلك لائة كان يمتلك حاسة تاريخية قوية ومدعمة بافكار أدبية جديدة دون أن يتاثر طة حسين بالاراء السابقة حول أبي العلاء المعري. 
و بناءا علية قررت الجامعة ارسالة في بعثة الي فرنسا فنزل في مونبلية و التحق بجامعتها لدراسة العلوم التاريخية حيث ظل بها نحو العام و عاد بعد ذلك الي الاراضي المصرية لسوء حالة الجامعة المالية و قطع المنحة الدراسية ثم عاد بعد ثلاثة اشهر مرة ثانية (و لكن هذة المرة) الي باريس و هناك استمع للعديد من المحاضرات في التاريخ و الادب بجامعة السوربون و الكوليج دي فرنسيس و كان تركيزة علي التاريخ اليوناني 
و الروماني القديم ثم الفلسفة و علم النفس, كما بدا يستعد أن يتعلم اللغة اليونانية و اللاتينية حيث عاونتة فتاة فرنسية كريمة تعرف عليها في الجامعة و تدعي سوزان و التي اختاراها فيما بعد لتكون زوجتة و لقد استطاعت هذة الفتاة ان تحول حياة طة من البؤس الي النعيم من الياس الي الامل و من الشقاء الي السعادة و بعد حصولة علي درجة الليسانس بدأ يستعد لدراسة الدكتوراة و التي كانت بعنوان (فلسفة ابن خلدون الاجنماعية) و قد استطاع أن يفهم الادب اليوناني و اللاتيني القديم فهما عميقا و كذلك الادب الفرنسي الحديث و بعد حصولة علي درجة الدكتوراة عاد الي مصر بعد الحرب العلمية الاولي ثم بدا التدريس بالجامعة المصرية في اول محاضرة لة عن تاريخ اليونان القديمة حيث قدم كتابة الاول (صحف مختارة عن الشعر التمثيلي عند اليونان) و نظام الاثينيين لارسطوطاليس) و كان بذلك يوجة عصر النهضة في مصر علي اصول و قواعد الفلسفة اليونانية التي اعتمد عليها الاوروبيين في تكوين نهضتهم الادبية بل ان استاذُة لطفي السيد قام بترجمة بعض اعمال ارسطوطاليس. و في ذلك الوقت اصدر حزب الاحرار الدستوريين صحيفة السياسية و اخذ يكتب فيها موضوعين :
كل يوم أحد قصة مترجمة من الفرنسية و في يوم الاربعاء بحثا في الشعر العربي, و استطاع ان يكون الدكتور طة حسين اول قسم للدراسات اليونانية بجامعة القاهرة و في نفس الوقت قام بترجمة مسرحيات اندروماك و لراسين و زاديج كفولتير و بالتالي فان طة حسين كان يعمل علي ثلاثة محاور:
الاول : الفلسفة و التاريخ اليوناني 
الثاني : الفكر الفرنسي و المسرح الغربي الحديث
الثالث: الشعر و الفلسفة و التاريخ العربي 
و تحولت الجامعة الاهلية سنة 1924 الي جامعة حكومية و اصبح استاذ لاداب اللغة العربية بكلية الاداب.
و كان يقوم بتدريس كتاب في النفس التربوي من تأليف لو بون بعنوان (روح التربية) و في عام 1925 قدم كتاب (قادة الفكر) و فية صور مراحل الفكر و الثقافة فب الغري حيث جعلها مراحل:
1. المرحلة الشعرية التي صورها هوميروس
2. المرحلة الفلسفية التي مثلها سقراط و افلاطون و ارسطو 
3. المرحلة السياسية التي مثلها الاسكندر الاكبر 
4. المرحلة الدينية التي مثلتها الديانتيين المسيحية و الاسلامية 
و في سنة 1926 نشر كتابة في (الشعر الجاهلي) و بني دراستة في هذا الكتاب علي منهج (ديكارت) الذي يدعو الي الشك في كل شيء حتي يصل الانسان الي اليقين علي اسس و طيدة و بهذا المنهج اعتبر الاحكام التاريخية القديمة اضافية يمكن أن يعاد النظر فيها فاذا قال القدماء رأياً اخر ربما كان ادق و اصدق و من هذا المنطق دعا الي حرية الفكر مما أدي الي ثورة رجال الازهر و خاصة مصطفي صادق الرافعي و تدخلت الحكومة و في ظل هذا الاختلاف اعيد طبع الكتاب تحت اسم (في الادب الجاهلي) و بدأت معركة عنيفة ضد طة حسين فترك كل شيء و اخذ يبدا في كتابة ترجمتة الذاتية (الايام).
فاخرج الجزء الاول منها سنة 1929 و بعد ذلك اصبح عميداً لكلية الاداب و لكن حكومة اسماعيل صدقي في مصر كانت سيئة للغاية فاقرت ابعاد طة حسين من الجامعة.
و كان رد الفعل أن انضم طة الي حزب الوفد ثم اخذ يكتب في صحيفة كوكب الشرق و صحيفة الوادي و اصبح قلمة مثل العصا يضرب بها الحكومة الطاغية. 
و يظل هذا الصراع من سنة 1931 حتي سنة 1934 بين طة حسين و الحكومة المصرية, حيث قدم كتابة الجديد (في الصيف) و هي مجموعة رسائل كتبها باوروبا في صيف 1928 ثم قدم كتاب عن (شعر حافظ و شعر شوقي) ثم ظهر كتابة (علي هاشم السيرة) و الذي يتحدث فية عن تاريخ النبي صلي اللة علية و سلم. 
و يعود مرة ثانية الي منصب عميد كلية الاداب عام 1934 و ينشر مجموعة محاضرات تحت اسم (من حديث الشعر و النثر) ثم كتاب (اديب) و هو من اروع ما كتب حتي الان في الادب المصري الحديث. 
و في عام 1936 كتب كتاب عن الشاعر (المتنبئ) و مضي طة حسين يفكر في حياة مصر الثقافية و التعليمية و وضع برنامجا لها مفصلا في كتاب اسمة (مستقبل الثقافة) الذي صدر عام 1939 و قد ترك العمل في الجامعة ليعمل في وزارة التربية و التعليم حيث عين مستشارا ثم عين بعد ذلك مديرا لجامعة الاسكندرية عام 1943 حيث اتم انشاءها. 
و في تلك الفترة اعاد صياغة كتابة القديم عن ابي العلاء المعري (تجديد ذكر ابي العلاء) ثم كتب في مجال القصة مثل .... (شهرزاد) و (شجرة البؤس) و( دعاء الكروان) فكانت قصتة شهرزاد الذي عرض فيها مشاكل العصر و نظام الطبقات من خلال الاسطورة القديمة. و في القصة الثانية شجرة البؤس عرض فيها صورة حية لاسرة مصرية تعاقب فيها ثلاثة اجيال حيث قدم الصراع العنيف بين المثل العليا للعقل و العلم 
و بين التقاليد البالية كما صور حياة الطبقة المصرية الفقيرة و ما تعاني من بؤس و اعتقاد في التوكل و القضاء. 
حصل علي العديد من درجات الدكتوراة الفخرية اهمها من اسبانيا و من اليونان. منح جائزة الدولة التقديرية عام 1959 و لقب عميد الادب العربي. 
و مهما كان الأمر فأن طه حسين بطبيعتُة كان يجد متعة في نقد العلماء 
و الأساتذة علي مبدأ (خالف تُعرف) و كان عَنيداً ‘ محباً للظهور و هو أول من نقد استاذُة (المنفلوطي) ‘ هذا بجانب كتابُة في الشعر الجاهلي الذي اُخذَ عليه بسبب هجومُة علي سيدنا ابراهيم و سيدنا اسماعيل 
و شكك فيهم تاريخياً بل شكك في زيارتهم ِالي الكعبة ‘ كما اُتهم بالكفر 
و الألحاد و كانَ عادةً يُخطئ في العلن 
و يعتذر عن الخطأ في السر ‘ انةُ المُعلم الذي قام بتحكيم العقل و دعي الي الشك و النقد و المعارضة ‘ و علي نفس المنوال سار الأستاذ أحمد أمين الذي كان مُتشككاً‘ مُتردداً تختلف وجهة نظرُة حسب الزمان 
و المكان و لم يترك لنا فكر محدد ذو صبغة محددة و قال عنة الأخرين انه (مُتَقلب)
فى لقاء بين الاديب الراحل الدكتور طه حسين مع الاديب الكبير لطفى السيد قبل زيارته للقصر الملكى فى الاسكندريه لمقابلة الملك... سأله الاديب لطفى السيد حول شعوره قبل المقابله فقال طه حسين :
رَحَمَ الله ابى العلاء عندما قالَ :
بُعثتُ شَفيعاً إلىَ صالح ........ وذاك من القومِ رأىُ فَسد
فَيسمَع منى هَذيل الحمام .......... وأسمَع منهُ زَئير الأسد

 

 

 

الأديب الكبير يحيي حقي

2014-07-23 23:14

 

الأديب الكبير يحيي حقي

 

The great writer, Yehia Haqqi

    Ο σπουδαίος λογοτέχνης, Γιέχια Χάκκι

 


نشأته
من مواليد عام 1902 ‘ ولد يحيي حقي في زقاق صغير يسمي ضرب المبيضة خلف مسجد السيدة زينب بالقاهرة‘ و هو من أصل تركي. حيث أن أسرتة من العائلات التركية التي عاشت 
و ترعرعت في ربوع مصر. حيث كانوا يمثلون مجتمع خاص‘ و هو تركي الأصل من والدُة و والدتُة. و كان والدة محمد ابراهيم حقي قد التحق بالأزهر عدة سنوات. و كان محب للأدب العربي‘ كما كان جميع افراد اسرة يحيي حقي. و من هنا كانت البيئة التي نشأ فيها يحيي حقي تميل إلي الحُسن الأدبي ‘ و مُغرمة بقراءة القران. 
و كتب الحديث و السيرة النبوية‘ مما أثر علي طريقة تفكير يحيي حقي 
و عشقُة للأدب العربي. الا ان هناك عامل اخر قد أثر علي التكوين الفكري عند يحيي حقي و هو نشأتة وسط مجتمع من البسطاء في حي السيدة زينب الشعبية. مما اكسبة نبوغاً و حساً شعبياً اضاف الي تكوينة الشخصي: 
(روح ابن البلد الشعبي)
و قد تأثر تأثُراً شديداً بوالدتُة‘ حيث كانت ذو حزم قوي وتربية دينية مما أكسبة نبوغاً في السيرة النبوية و الادب العربي القديم.

تعليمُة
منذ حداثة عُمرُة كان يقرأ‘ و يترنم بشعر المهجر. ثم قرأ للمنفلوطي 
و كتابات لزعماء الثورة المصرية مثل عبد الله النديم ‘ و مصطفي كامل و كل مانشر عن حادثة دنشواي‘ ثم اضاف الي دراساتة الادبية العربية 
و المصرية جزء كبير من الادب الانجليزي حيث قرأ لديكنز و روبرت لويس و اديسون.

اسلوبُة
يتميز يحيي حقي بأستعمال الرمزية البسيطة في اعمالُة و ذلك في الأطار الوطني الأجتماعي. الا ان اصلُة الاجنبي و تربيتُة و نشاتُة داخل اسرة تعيش في حي شعبي اضفي الي اسلوبُة الحس الشعبي و هي من اهم المقومات التي ادت إلي تكوين الكلمة عند الاديب الكبير يحيي حقي فأُن بذور حسُة الشعبي قد اعطي لة الفرصة للرقي في الكتابة و الشمولية في التعبير‘ بل و قدرة خارقة علي الوصف و التشريح. و هذا يبدو من خلال مؤلفاتُة و امتيازُة في حبُة لجمال اللفظ و الأبتهاج في التوفيق في العثور علي المعني المناسب و الكلمة المناسبة. الا انة يميل إلي الانطوائية 
و عدم الظهور في المجتمع و ذلك يرجع الي طبيعتة و هو صغير و كذلك عدم ثراء اسرتُة فكان و مازال منطوياً خجولاً لايحب الشُهرَة و فضل ان تكون كتاباتُة و نشرها في جريدة المساء. و استطاع يحيي حقي من خلال خبراتُة الشعبية وسط حي السيدة زينب ان يزداد خبرة هائلة بكلمات شعبية و خلفية قوية استطاح ان يقتحم بكلماتُة احاسيس الانسان المصري (ابن ابلد). و من خلال موسوعيتُة و ثرائُة في الوصف 
و التعبير الا انُة قد كان حذراً من كل كلمة او زلة لسان مهما كانت طفيفة و ذلك لحيائُة و احساسُة المرهف. و من خلال خبراتة الشعبية التي جمعها يحيي حقي من خلال طفولتُة ادت الي حشد هائل من المشاعر 
و الأحاسيس للكاتب الكبير. و من هنا كانت محاولة يحيي حقي في السعي للتعبير عن الشخصية المصرية البسيطة هي محاولة اصيلة
و لقاء مع الجانب الانساني للانسان المصري المعاصر. 
و التحق يحيي حقي بمدرسة الحقوق و تعلم القانون علي انة رياضة ذهنية عُليا تتقارع فية الحُجة بالحُجة و الاثبات بعدم الاثبات. و بعد تخرجُة عمل معاوناً للأدارة بمركز منفلوط و هناك عاش وسط الفلاحين و اكتسب خبرات من البيئة الجديدة ثم عمل في الحقل الديبلوماسي بالقنصلية المصرية في جدة. ثم انتقل بعد ذلك للعمل في تركيا حيث استطاع ان يدرس بتأني تجربة (كمال الدين اتاتورك) في تحويل تركيا من دولة اسلامية الي دولة علمانية . 
و تعلم يحيي حقي اربعة لغات اجنبية (الانجليزية – الفرنسية – التركية – الايطالية) كما سافر إلي روما و باريس, و في نهاية المطاف عاد الي حواري القاهرة التي نشأ فيها (مع ست ماشاء الله بائعة الطعمية) 
و الاسطي حسن الحلاق و جميع الشحاذين و الدراويش حول مقام (الست ام هاشم) السيدة زينب رضي الله عنها من احفاد رسول الله صلي الله علية و سلم
أعماُلة
عندما بلغ السادسة عشر اعطاة الي امير الشعراء احمد شوقي قصتة (اميرة الاندلس) لكي يبدي فيها رايُة ثم بدأ في كتابة القصص حيث ارسل جزء كبير منها الي جريدة السياسة. 
و من اهم اعمالة (قهوة ديمتري عام 22.12.1926 – جريدة السياسة) ثم ارسل الي سلامة موسي – بعض القصص حيث نشر لة البوسطحي 
الذي حصل فيها علي جائزة الدولة التقديرية في الاداب و هي من اهم اعمالة. ثم عمل يحيي حقي في صحف الثورة المصرية – التعاون – المساء. و كتب رائعتة (قنديل ام هاشم) و كذلك (كُناسَة الدُكان) و صدر لُة كتاب مُدَون لتاريخ حياتة تحت اسم (خليها علي الله). 




قهوة ديمتري
بقلم يحيي حقي
ترجمها الي اللغة اليونانية عام 1996 الاستاذ الدكتور أمين أحمد عزالدين و قدمها الي الادب اليوناني في حفل ثقافي كبير 
تحت رعاية سفارة جمهورية مصر العربية و مؤسسة اوناسيس الدولية 
بمناسبة احياء ذكري الاديب يحيي حقي و ترجمةاول اعمالة الي اللغة اليونانية 
اثينا - 1996
لقد نشر يحيي حقي عملة (قهوة ديمتري) في صفحات قليلة بجريدة السياسة في 22 اكتوبر عام 1922 و قدم تحليل حول مقهي صغير في احدي قري مصر بالوجة البحري علي ضفاف النيل قريبة من مدينة طنطا. و المعروف ان المقاهي اليونانية كانت منتشرة و كثيرة في ذلك الوقت و اليوم في طريقها الي الاختفاء. و قد احتلت المقاهي اليونانية مكانها داخل المجتمع المصري في هدوء و امن و اصبح لوجودها في حياة الشعب المصري اهمية كبيرة تتفوق علي اي اهمية اخري. و من هذا المنطلق نجد ان (قهوة ديمتري ) تعبير عن المكان الذي يتجمع فية الناس لمناقشة امور حياتهم اليومية . بل هي منتدي لمناقشة موضوعات مختارة تخص الحاضرين امثال: ضابط المركز , و المهندس الزراعي 
و ناظر المحطة و حضرة العمدة و طبيب المركز و موظفي الدولة. 
و اخيرا فان قهوة ديمتري تعني منتدي لكثير من الطبقات المختلفة لهذا المجتمع الصغير. حيث يقتلون فيها الوقت نهاراً و جانب من الليل حيث اصبح مكان للتسلية او الهروب من المشاكل اليومية و لو لفترة قصيرة يمارسون فيها لعب الورق (الكوتشينة) و قراءة الصحف و حل الكلمات المتقاطعة. و عندما يغادرون المقهي يكونوا قد استردوا بعض الراحة النفسية و ذلك للأستعداد لمواجهة يوم جديد في حياتهم الشاقة. كل هذة الصفات قد اعطت لمقهي ديمتري مكاناً فريداً يختلف تماما عن المقاهي الأخري من ناحية نظافة مناضدها و مقاعدها المريحة بعكس المقاهي الأخري التي تصر علي وضع مقاعد بدون مساند (دكك) و مقاعد خشبية ذات القش المجدول بضفائر خضراء و بيضاء كما يقدم الخواجة ديميتري لزبائنة الشيشة و هي شيشة كبيرة زجاجية مستعيضاً عن الجوزة التي تقدمها المقاهي الشعبية المصرية و هي عبار عن شيشة خشبية صغيرة. 
و في دم ديميتري يجري مهنة ادارة المقهي بالوراثة من اب عن جد 
و نحن نري ان موظفي الدولة لا يجدون مكانا اخر شبيهاً لُه لائقاً بِهُم يقتلون فية الوقت في النهار و جانب من الليل الا في قهوة ديميتري. 
و في قهوة ديميتري نجد دائماً حضرة العمدة ينصت لشكاوي الناس جالساً في مقعدُة المعتاد بالقهوة. اما بالنسبة لديميتري فهو يوناني مهاجر طيب القلب دون مطامع و يسمونوا الخواجة الجريجي و لقد استطاع اليونانيين علي الانصهار مع الشعب المصري و هذة هي طبيعة اليونانيين و قدرتهم علي التشبث بمكانهم في بلاد غربتهم و لا يبرحونهُ ابداً . و ديميتري قد اقبل علي الشيخوخة فثقلت حركاتة و قل نشاطة 
و لذلك فان زوجتة تساعدة في اعمل المقهي و لا تنتقل بين الزبائن بل تظل مختفية وراء ستار خشبي منهمكة في اعداد القهوة (الميتريو 
و البولي غليكو) . 
اما ديميتري ينادي بصوت منخفض هاديء و بلهجه تختلف عن لهجات هولاء الجرسونات المصريين الذين يصرخون بصوت مزعج عندما ينادون علي الطلبات و احد متريو يا رئيس – (قهوة بسكر قليل) واحد سكتو_قهوة بدون سكر) وصلحة اما ديميتري فما دام ينادي زوجتة. فما حاجتة للصريخ و الامر. فهو يكلمها كأنها في منزلها كما يحدث دائما عندما يتحدث الزوج لزوجتة في شئونها الخاصة. و اذا اقبل المغرب تبتديء الزبائن في الاتجاة لقهوة ديمتري و اول من يُبَكر في الذهاب هو حضرة العمدة هارباً من الانصات لشكاوي زوجاتة و قضاياهُن 
و مضارباتهُن. كل واحدة تحلف) (تُقسم) برأس العمدة و تهم بتقبيل رأس غريمتها لتبصت مزاج حضرة العمدة. 
و عندما يراة ديميتري لا يسألُة ما طلبة و لكن يقول في كلمتين و في لهجة مملوة بالطيبة و يعود بعد هنية حاملاً شيشة بلورية يدخن منها العمدة فيتوة في افكارة و هو ينصت لِقَرقَرَة الماء في الشيشة ثم ينفُث الدخان من فمة و يحدق في سحائبُة شاعراً انة يزيح بذلك عن صدرة عبئاً ثقيلاً. 
ثم يتلوة طبيب المركز الذي يطلب عشائُة مبكراً و لا يرضي بغير (البيض المقلي و قليل من الجُبن), و الواقع ان ديمتري يطبخ لزبائنُة دون غيرة اكلاً نظيفاً في الظهر و العشاء. 
تعليق : 
قدم الدكتور امين عزالدين اول اعمالة في مجال الترجمة الادبية من اللغة العربية الي اللغة اليونانية للاديب الراحل يحيي حقي حيث اقيم حفل ثقافي كبير اقيم في مقر اتحاد اصحاب الصحف اليونانية باثينا يوم 6 نوفمبر 1996 تحت الرعاية الشرفية لمؤسسة اوناسيس الدولية 
و الرعاية الشرفية لسفارة جمهورية مصر العربية و جميع اصحاب المعالي السفراء العرب في اثينا. و ذلك بعد لقاء مع السايدة الجليلة نهي يحيي حقي ابنة الأديب الراحل في شهر ديسمبر عام 1995 حيث تقدمت بأسهامها و الموافقة منها علي تقديم هذا العمل كهبة منها بدون مقابل 
و ذلك لسببين , الاول طرح فكر الاديب الراحل يحيي حقي امام الأدب اليوناني و السبب الثاني اسهاماً منها في دفع حركة الترجمة الحديثة الثقافية بين الأدب العربي و اليوناني. 
و كانت نقطة البداية لتحويل اعمال كثيرة من الادب العربي و ترجمتها الي الأدب اليوناني و بذلك اكون قد قدمنا للأدب اليوناني خطوة اساسية لفكرة التبادل الثقافي و الحضاري و دعم الحركة الثقافية المستقبلية بين الادب العربي و اليوناني.
و في نهاية الحفل اعلن رئيس مؤسسة اوناسيس الدولية قرار المجلس الادارة بمنح هذا العمل جائزة التفاوق في الادب المقارن و الترجمة من مؤسسة اوناسيس الدولية بالأضافة الي قيمة الجائزة 4.000 دولار 
و الذي تبرع بالمبلغ فوراً العالم د. امين احمد عزالدين لصالح دعم المكتبة اليونانية العربية و دعم الادب العربي و الاديب يحيي حقي. 
و الجدير بالذكر ان ترجمة قهوة ديميتري للاستاذ الدكتور امين احمد عزالدين باللغة اليونانية اصبحت مادة اساسية و كتاب اساسي يدرس علي طلبة الصف النهائي (بكارليوس) بقسم الدراسات اليونانية جامعة الأزهر منذ عام 1999 حتي الان و مازال موضوع بحث للدراسات العليا. 
ان ترجمتي و تحليلي و تقديمي للأديب الكبير يحيي حقي الي الادب اليوناني هي محاولة لالقاء الضوء علي تجربة شاملة و ظروف عصر عاش فية اليونانيين داخل مصر . و الواقع ان تقديم قهوة ديميتري هي محاولة لأسبات قدرة ثقافتنا العربية المعاصرة و النابعة من ضمير الامة و مرجعياتها بل نابعة من الايمان بالله و الانسان . 





انني مؤمن بان حركة الترجمة الحديثة سوف تؤثر علي الحركة الادبية 
و المستقبلية في تاريخ الأمم.
و بالنسبة لي فانه حلم يرجي تحقيقة في المستقبل القريب . 
و الله المستعان 
عابر سبيل 
أ.د. أمين أحمد عزالدين 

 

Προϊόντα: 1 - 10 από 10